أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-6-2022
1894
التاريخ: 5-4-2016
3286
التاريخ: 5-03-2015
3594
التاريخ: 5-4-2016
3435
|
لا تزال الرشوة قديما وحديثا هي الثغرة الوحيدة التي يسلك فيها المستعمرون للاستيلاء على الشعوب وسلب سيادتها والقضاء على أصالتها وقد أمعن معاوية في استعمال الرشوة بنطاقها الواسع في شراء الضمائر والذمم والأديان لأجل تدعيم ملكه والقضاء على حكومة الإمام استعمل في سبيل هذه الغاية كل وسيلة وسلك كل طريق لأن الغاية تبرر الواسطة والرشوة التي استعملها كانت ذات طوابع مختلفة وهي :
أ ـ منح الوظائف المهمة والمناصب الخطيرة في الدولة كالولاية على قطر من الأقطار أو القيادة العامة على جيش من جيوشه لمن غدر بالإمام الحسن واستجاب له.
ب ـ بذل الأموال الضخمة من المائة ألف فما فوق.
ج ـ الوعد بتزويج إحدى بناته ومن الغريب ان تتوصل خساسة الرشوة الى مثل هذا اللون الذي ينم عن انحطاط النفس وتماديها في الرذائل والموبقات ؛ ودلت هذه الأساليب على دراسة معاوية لنفوس العراقيين فقد عرف الأشخاص الذي تشترى ضمائرهم بالمادة فبذلها لهم بسخاء والأشخاص الذين لا يقيمون وزنا للمادة منّاهم بالوظائف والنفوذ والأشخاص الذين يحبون الاتصال والقرب منه منّاهم بزواج إحدى بناته وقد نص على هذه الجهات الصدوق ; فى كلامه قال : وبعث معاوية لكل من عمرو بن حريث والأشعث بن قيس وحجار بن أبجر عينا من عيونه يمنى كل واحد منهم بقيادة جند من جنوده أو بتزويج إحدى بناته أو بمائة ألف درهم إن هم قتلوا الحسن وقد بلغه ذلك فاستلأم ولبس درعا فكان لا يتقدم للصلاة إلا وعليه وقاية .
استجابت النفوس المريضة التي لم يهذبها الدين الى دعوى معاوية وانجرفت بدنياه الحلوة وانخدعت بوعوده المعسولة فأخذت تتهاوى على أعتابه ملبية طلباته وممتثلة لأمره فراسله جمع من الأشراف والوجوه والبارزين برسائل متعددة أعربوا فيها عن استعدادهم الى الفتك بالإمام متى طلب وأراد وهي ذات مضمونين :
1 ـ تسليم الحسن له سرا أو جهرا.
2 ـ اغتياله وقتله متى أراد ذلك.
وقد بعث معاوية بتلكم الرسائل الى الإمام ليطلع فيها على خيانة جيشه وعند ما عرضت عليه تلك الرسائل أيقن بفسادهم وتخاذلهم وسوء نياتهم .
ومن تأثير الرشوة على تلك النفوس المريضة التي انمحت عنها جميع النواميس الإنسانية ان الإمام (عليه السلام) وجه قائدا من كندة فى أربعة آلاف وأمره أن يعسكر بالأنبار وأن لا يحدث شيئا حتى يأتيه أمره فلما نزل بها عرف معاوية فوجّه إليه رسولا وكتب معه إنك إن أقبلت إليّ أو لك بعض كور الشام والجزيرة غير منفس عليك وأرسل إليه بخمسمائة ألف درهم فقبض الكندي المال وانحاز الى معاوية في مائتي رجل من خاصته وأهل بيته فبلغ الحسن (عليه السلام) ذلك فتأثر وقام خطيبا وهو متذمر ومتألم أشد الألم من ذلك المجتمع الذي جرفته الخيانة وصار فريسة للباطل والضلال فقال (عليه السلام) : هذا الكندي توجه الى معاوية وغدر بي وبكم وقد أخبرتكم مرة بعد مرة انه لا وفاء لكم أنتم عبيد الدنيا وأنا موجّه رجلا آخر مكانه وإني أعلم أنه سيفعل بي وبكم ما فعل صاحبكم ولا يراقب الله فيّ ولا فيكم ؛ وبعث (عليه السلام) رجلا آخر من مراد في أربعة آلاف وتقدم إليه بمشهد من الناس وتأكد عليه ولكنه أخبره انه سيغدر كما غدر الكندي فحلف له بالأيمان الموثقة أنه لا يفعل ذلك فلم يطمئن منه الحسن وقال متنبئا : إنه سيغدر ؛ وسار حتى انتهى الى الأنبار فلما علم معاوية به أرسل إليه رسلا وكتب إليه بمثل ما كتب الى صاحبه وبعث إليه بخمسة آلاف ولعلها خمسمائة ألف درهم ومنّاه أي ولاية أحب من كور الشام والجزيرة فقلب على الحسن وأخذ طريقه الى معاوية ولم يحفظ ما أخذ عليه من العهود ؛ وارتكب هذه الخيانة جمع غفير من الأشراف والوجوه , وقد أدّى ذلك الى زعزعة كيان الجيش واضطرابه وتفلل جميع وحداته .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|