أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-2-2016
2972
التاريخ: 7-1-2023
1316
التاريخ: 9-10-2014
3034
التاريخ: 2023-02-26
992
|
قال تعالى : {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص : 21 - 25] .
الرّوايات والأحاديث الإسلاميّة كذّبت بشدّة تلك القصص الخرافية والقبيحة الواردة في التوراة.
ومن جملة تلك الأحاديث ، ما ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)يقول فيه : «لا اُوتي برجل يزعم أنّ داود تزوّج امرأة أوريّا إلاّ جلدته حدّين حدّاً للنبوّة وحدّاً للإسلام» (1) .
لماذا ، لأنّ المزاعم المذكورة تتّهم من جهة إنساناً مؤمناً بإرتكاب عمل محرّم ، ومن جهة اُخرى تنتهك حرمة مقام النبوّة ، ومن هنا حكم الإمام بجلد من يفتري عليه(عليه السلام) مرّتين (كلّ مرّة 80 سوطاً).
كما ورد حديث آخر لأمير المؤمنين (عليه السلام) يعطي نفس المعنى ، جاء فيه «من حدّثكم بحديث داود على ما يرويه القصّاص جلدته مئة وستّين» (2) .
وفي حديث آخر نقله الشيخ الصدوق في كتاب (الأمالي) عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال : «إنّ رضا الناس لا يملك ، وألسنتهم لا تضبط ، ألم ينسبوا داود إلى أنّه اتّبع الطير حتّى نظر إلى امرأة أوريّا فهواها ، وأنّه قدّم زوجها أمام التابوت حتّى قتل ثمّ تزوّج بها!» (3) .
وأخيراً ، ورد حديث في كتاب (عيون الأخبار) في باب مجلس الرضا عند المأمون مع أصحاب الملل والمقالات قال الرضا (عليه السلام) لابن الجهم : «وأمّا داود فما يقول من قبلكم فيه» ؟
قال : يقولون : إنّ داود كان يصلّي في محرابه إذ تصوّر له إبليس على هيئة طير أحسن ما يكون من الطيور ، فقطع داود صلاته وقام يأخذ الطير إلى الدار فخرج في أثره فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أوريّا بن حيان.
فأطلع داود في أثر الطير فإذا بامرأة أوريّا تغتسل؟ فلمّا نظر إليها هواها ، وكان قد أخرج أوريّا في بعض غزواته فكتب إلى صاحبه أن قدّم أوريّا أمام التابوت فقدّم فظفر أوريّا بالمشركين فصعب ذلك على داود ، فكتب إليه ثانية أن قدّمه أمام التابوت فقدّم فقتل أوريّا وتزوج داود بامرأته.
قال : فضرب الرضا (عليه السلام) يده على جبهته وقال : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، لقد نسبتم نبيّاً من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته حتّى خرج في أثر الطير ثمّ بالفاحشة ، ثمّ بالقتل».
فقال : يا ابن رسول الله ، ما كانت خطيئته ؟
فقال : «ويحك إنّ داود (عليه السلام) إنّما ظنّ أنّه ما خلق الله خلقاً هو أعلم منه ، فبعث الله عزّوجلّ إليه الملكين فتسوّرا المحراب فقال : {خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ } فعجّل داود على المدّعى عليه فقال : {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ } ولم يسأل المدّعي البيّنة على ذلك ، ولم يقبل على المدّعي عليه فيقول له : ما تقول؟ فكان هذا خطيئة رسم الحكم لا ما ذهبتم إليه ، ألا تسمع الله عزّوجلّ يقول : { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} [ص : 26] إلى آخر الآية.
فقال : يا ابن رسول الله ، فما قصّته مع أوريّا ؟
قال الرضا (عليه السلام) : «إنّ المرأة في أيّام داود كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوّج بعده أبداً ، فأوّل من أباح الله عزّوجلّ له أن يتزوّج بامرأة قتل بعلها داود (عليه السلام)فتزوّج بامرأة أوريّا لمّا قتل وإنقضت عدّتها ، فذلك الذي شقّ على الناس من قتل أوريّا» (4) .
يستفاد من هذا الحديث أنّ مسألة أوريّا كانت لها جذور حقيقيّة بسيطة ، وأنّ داود نفّذ ما جاء في الرسالة الإلهيّة ، إلاّ أنّ أعداء الله من جهة ، والجهلة من جهة اُخرى ، إضافةً إلى مؤلّفي القصص الخيالية الذين يكتبون دائماً قصص عجيبة وكاذبة من جهة ثالثة ، إختلقوا سيقاناً وأغصاناً وأوراقاً لهذه القصّة كي ينفّروا الإنسان من داود.
فأحدهم قال : لا يمكن أن يتمّ هذا الزواج ما لم تكن هنالك مقدّمات له ؟
والآخر قال : يحتمل أنّ بيت أوريّا كان مجاوراً لبيت داود !
وأخيراً لكي يؤكّدوا أنّ داود (عليه السلام) شاهد زوجة (أوريّا) إصطنعوا قصّة الطير ، وفي النهاية اتّهموا أحد أنبياء الله الكبار بإرتكاب مختلف أنواع الذنوب الكبيرة والمخزية ، وتناقلتها ألسنة الجهلة والبلهاء ولولا انّها مذكورة في الكتب المعروفة لكان من الخطأ ذكرها والتعرّض لها.
وبالطبع ، فإنّ هذه الرواية لا تختلف عن حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) ، لأنّ حديثه يشير إلى أنّها قصّة كاذبة مزيّفة تنسب إرتكاب الزنا وغيرها من المحرّمات ـ نعوذ بالله ـ إلى أحد الأنبياء الكبار.
_____________________
1. تفسير مجمع البيان ، ج8 ، ص473 ، ذيل الآية مورد البحث.
2. التفسير الكبير ، ذيل الآية مورد البحث .
3. الامالي للشيخ الصدوق ، طبق ما نقله تفسير نور الثقلين ، ج4 ، ص446.
4. عيون الاخبار ، طبق ما نقله نور الثقلين ، ج4 ، ص445.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|