أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016
3765
التاريخ: 24/10/2022
1364
التاريخ: 2-4-2016
3230
التاريخ: 11-04-2015
8879
|
كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) المرجع الوحيد الذي كان يرجع إليه العلماء للسؤال عن المسائل الكلامية المعقدة و كان من بين ما أدلى به و سئل عنه من هذه البحوث القضاء و القدر .
أما مباحث القضاء و القدر فهي من غوامض المسائل الكلامية و أشدها تعقيدا و قد سأل رجل الإمام (عليه السلام) عنها قائلا: جعلني اللّه فداك أ بقدر يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل؟ .
فأجابه (عليه السلام) بجواب حلل فيه أبعادها و واقعها على ضوء الفكر الاسلامي قال: إن القدر و العمل بمنزلة الروح و الجسد , فالروح بغير جسد لا تحس و الجسد بغير روح صورة لا حراك بها فإذا اجتمعا قويا و صلحا , كذلك العمل و القدر فلو لم يكن القدر واقعا على العمل لم يعرف الخالق من المخلوق و كان القدر شيئا لا يحس و لو لم يكن العمل بموافقة من القدر لم يمض و لم يتم و لكنهما باجتماعهما و اللّه فيه لعباده الصالحين ؛ و أضاف الإمام قائلا: ألا إنّ من أجور الناس من رأى جوره عدلا و عدل المهتدين جورا ألا إنّ للعبد أربعة أعين : عينان يبصر بهما أمر آخرته و عينان يبصر بهما أمر دنياه فإذا أراد اللّه عز و جل بعبده خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه فابصر بهما الغيب و إذا أراد غير ذلك ترك القلب بما فيه و التفت (عليه السلام) فقال له: هذا منه هذا منه , لقد حلل الإمام (عليه السلام) واقع القضاء و القدر و أزاح الشكوك التي تحوم حولهما و أثبت الحقيقة التي قررها الإسلام فيهما.
ودخل الإمام (عليه السلام) مسجد جده رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فرأى قوما يختصمون فقال لهم: فيم تختصمون؟
فانبروا جميعا قائلين: في التوحيد ؛ فزجرهم عن الخوض في ذلك لقلة بضاعتهم في هذا الأمر و قال لهم: اعرضوا عن مقالتكم ؛ و اندفع بعضهم قائلا: إن اللّه يعرف بخلقه سماواته و أرضه و هو في كل مكان , و أرشده الإمام إلى مقالة الحق و الصواب قائلا: من كان ليس كمثله شيء و هو السميع البصير كان نعته لا يشبه نعت شيء فهو ذاك .
و تعجب الإمام (عليه السلام) كأشد ما يكون التعجب من الشاك باللّه خالق السموات و الأرض كما تعجب ممن أنكر النشأة الأخرى قال (عليه السلام): عجبت كل العجب لمن شك في اللّه و هو يرى خلقه و عجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى و هو يرى النشأة الأولى .
حقا إن مما يدعو إلى التعجب من أنكر وجود الخالق العظيم الذي تدلل عليه جميع الموجودات إذ تستحيل أن توجد من دون علة خالقة لها و إن الانسان إذا تأمل و فكر لرأى الآيات على وجود اللّه تعالى تصاحب كل موجود على وجه الأرض , يقول الشاعر:
في الأرض آيات فلا تك منكرا فعجائب الأشياء من آياته
كما أن العجب ممن ينكر النشأة الأخرى و هو يرى النشأة الأولى التي هي أعظم بكثير من النشأة الأخرى لأن عملية التكوين و الايجاد أهم من عملية الإعادة يقول اللّه تعالى: {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس: 78، 79]
و يستحيل أن يوصف اللّه تعالى بالمحدودية التي هي من صفات الممكن قال (عليه السلام): لا يوصف اللّه تعالى بالمحدودية عظم اللّه ربنا عن الصفة و كيف يوصف بمحدودية من لا يحد و لا تدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير .
إن اللّه تعالى لا تحيط بمعرفته عقول البشر كما لا تدركه الأبصار المحدودة في نظرها و كيف يحيط الممكن الفاني بتلك القوة المبدعة لهذه الاكوان التي حارت الأفكار في كيفية ايجادها و تكوينها و كيف تصل إلى معرفة الخالق العظيم؟.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|