المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Heronian Mean
29-6-2019
الإعلان عن بيع العقار
8-5-2016
الوليد بن يزيد بن عبد الملك
5-5-2017
Radon
25-7-2020
سياسة تتعين الولاة عند الدولة العباسية
26-4-2018
المتحجرات الجزيئية Molecular Fossils
17-3-2019


بحوث الامام السجاد الكلامية  
  
3501   04:10 مساءاً   التاريخ: 31-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص45-47.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) المرجع الوحيد الذي كان يرجع إليه العلماء للسؤال عن المسائل الكلامية المعقدة و كان من بين ما أدلى به و سئل عنه من هذه البحوث القضاء و القدر .

أما مباحث القضاء و القدر فهي من غوامض المسائل الكلامية و أشدها تعقيدا و قد سأل رجل الإمام (عليه السلام) عنها قائلا: جعلني اللّه فداك أ بقدر يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل؟ .

فأجابه (عليه السلام) بجواب حلل فيه أبعادها و واقعها على ضوء الفكر الاسلامي قال: إن القدر و العمل بمنزلة الروح و الجسد , فالروح بغير جسد لا تحس و الجسد بغير روح صورة لا حراك بها فإذا اجتمعا قويا و صلحا , كذلك العمل و القدر فلو لم يكن القدر واقعا على العمل لم يعرف الخالق من المخلوق و كان القدر شيئا لا يحس و لو لم يكن العمل بموافقة من القدر لم يمض و لم يتم و لكنهما باجتماعهما و اللّه فيه لعباده الصالحين ؛ و أضاف الإمام قائلا: ألا إنّ من أجور الناس من رأى جوره عدلا و عدل المهتدين جورا ألا إنّ للعبد أربعة أعين : عينان يبصر بهما أمر آخرته و عينان يبصر بهما أمر دنياه فإذا أراد اللّه عز و جل بعبده خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه فابصر بهما الغيب و إذا أراد غير ذلك ترك القلب بما فيه و التفت (عليه السلام) فقال له: هذا منه هذا منه , لقد حلل الإمام (عليه السلام) واقع القضاء و القدر و أزاح الشكوك التي تحوم حولهما و أثبت الحقيقة التي قررها الإسلام فيهما.

ودخل الإمام (عليه السلام) مسجد جده رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فرأى قوما يختصمون فقال لهم: فيم تختصمون؟

فانبروا جميعا قائلين: في التوحيد ؛ فزجرهم عن الخوض في ذلك لقلة بضاعتهم في هذا الأمر و قال لهم: اعرضوا عن مقالتكم ؛ و اندفع بعضهم قائلا: إن اللّه يعرف بخلقه سماواته و أرضه و هو في كل مكان , و أرشده الإمام إلى مقالة الحق و الصواب قائلا: من كان ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير كان نعته لا يشبه نعت شي‏ء فهو ذاك .

و تعجب الإمام (عليه السلام) كأشد ما يكون التعجب من الشاك باللّه خالق السموات و الأرض كما تعجب ممن أنكر النشأة الأخرى قال (عليه السلام): عجبت كل العجب لمن شك في اللّه و هو يرى خلقه و عجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى و هو يرى النشأة الأولى .

حقا إن مما يدعو إلى التعجب من أنكر وجود الخالق العظيم الذي تدلل عليه جميع الموجودات إذ تستحيل أن توجد من دون علة خالقة لها و إن الانسان إذا تأمل و فكر لرأى الآيات على وجود اللّه تعالى تصاحب كل موجود على وجه الأرض , يقول الشاعر:

في الأرض آيات فلا تك منكرا              فعجائب الأشياء من آياته‏

كما أن العجب ممن ينكر النشأة الأخرى و هو يرى النشأة الأولى التي هي أعظم بكثير من النشأة الأخرى لأن عملية التكوين و الايجاد أهم من عملية الإعادة يقول اللّه تعالى: {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس: 78، 79]

و يستحيل أن يوصف اللّه تعالى بالمحدودية التي هي من صفات الممكن قال (عليه السلام): لا يوصف اللّه تعالى بالمحدودية عظم اللّه ربنا عن الصفة و كيف يوصف بمحدودية من لا يحد و لا تدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير .

إن اللّه تعالى لا تحيط بمعرفته عقول البشر كما لا تدركه الأبصار المحدودة في نظرها و كيف يحيط الممكن الفاني بتلك القوة المبدعة لهذه الاكوان التي حارت الأفكار في كيفية ايجادها و تكوينها و كيف تصل إلى معرفة الخالق العظيم؟.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.