المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

آداب النكاح
2023-10-23
نطاق المعاملة بالمثل في تمتع الأجانب بحقوق الملكية الأدبية
5-4-2016
الوحدات الصناعية التجريبية Pilot plants
17-5-2016
أهداف العلاقات العامة الرقمية- 4. الاستشراف
14-8-2022
الحسن بن الصباح
20-8-2016
طرق تكاثر وزراعة الفجل
28-4-2021


علي بن عيّاد الإسكندري  
  
2262   12:06 صباحاً   التاريخ: 23-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص266-268
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-12-2015 2893
التاريخ: 27-09-2015 5625
التاريخ: 22-06-2015 3087
التاريخ: 13-08-2015 1815

هو علي بن عياد بن القيم الإسكندري، كان أبوه قيم جامع الإسكندرية، وكان هو أحد الشعراء الكبار في أيام الدولة الفاطمية. أي اننا لا نعلم من أخباره شيئا قبل ان اتصل بالوزراء الفاطميين يتكسب منهم بشعره، منذ أيام الآمر الفاطمي (495 – 252هـ). وفي المحرم من سنة 525 جاء الحافظ (عم الآمر) الى عرش الفاطميين فاتخذ أبا علي أحمد بن الأفضل بن بدر الجمالي وزيراً، فاتصل علي بن عياد بأحمد بن الأفضل ولزمه وأصبح شاعره. إلا أن احمد بن الأفضل والشاعر لم يتمتعا بعدئذ بالدنيا سوى سنة واحدة.

عظم أمر الوزير احمد بن الافضل فأحب الاستبداد بالملك فحبس الحافظ ثم دعا لنفسه على المنابر فدخل عليه الشعراء يمدحونه، وألقى علي بن عياد بين يديه قصيدة قال فيها :

تبسم الدهر لكن بعد تعبيسِ... وقوض الحزن لكن بعد تعريس (1)

إذا دعونا بأن نبقى لأنفسنا... دعاءنا؛ فايق، يا ابن السادة الشوس (2)

وقد أعادة إليه الله خاتمةً... فاسترجع الملك من صخر بن إبليس (3)

واستطاع الحافظ بعد ذلك ان يتغلب على أحمد بن الأفضل فقتله في ميدان القاهرة، في 16 من المحرم من سنة 526 (8 – 12 – 1131م) ثم قتل جميع أتباعه وفيهم الشاعر علي بن عياد.

كان علي بن عياد الإسكندري شاعراً مجيداً برع في المدائح ونال عليها العطايا النفيسة. وكان طريف الشعر ينظم أحياناً شعراً ذا أوزان موشحة.

مختارات من شعره:

- قال ابن عياد الإسكندري يمدح محمد بن أبي أسامة الكاتب (ت 522هـ)(4):

يا من ألوذ بظلهِ...في كل خطب معضل

لا زلت من أصحابه... متمسكا بيد السلامة

             آمنا من كل باس

         في الحوادث والصروف

وأعوذ منه لفضله ... في كل أمر مشكل

ما لاح فجر صوابه... كالشمس من خلف الغمامة

           لا تميل الى شماس

        دون موضعها الشريف (5)

وأعده لي معقلاً... أضحى عليه معولي

عند المثول ببابه... لما أمنت من الندامة

         في السماع وفي القياس

        المحض والنظر الشريف

وأجله عن مثله... مثل الحسام الفيصل

ماضٍ بحد ذبابه... في كل جمجمة وهامة

        ثابت ٌصعب المراس

       على مباشرة الحتوف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)قوض : عدم (بالبناء للمجهول)، زال. التعريس : زوال القوافل ليلاً، التوقف عن السفر بعد تعريس : بعد مدة طويلة.

(2)الشوس جمع أشوس : الجريء، الشجاع.

(3)الحاتم كناية عن الإمرة والسلطان. استرجع : قال (انا لله وإنا إليه راجعون)، والشاعر يقصد بها : استرد، استعاد (وهذا معنى غير فصيح). صخر بن ابليس كناية عن الحافظ (وأسلاف).

(4)لم أشرح هذه القطعة لأن الألفاظ والمعاني الغريبة فيها قليلة جداً ولأني أريد ان ألفت (بفتح الهمزة وكسر الفاء) النظر الى شكل الأشطر والى ترتيب القوافي. لاحظ أن في المقطع الأول (ويسمى في التوشيح (بيتا)) ست قوافي مختلفة، وأن الشاعر يلتزم في كل المقاطع الباقية (تلك القوافي نفسها في الأشطر المتقابلة) (وشذ مطلع المقطع الثالث).

(5)لعلها : المنيف (العالي).

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.