المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16685 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مواضع قالوا فيها لحن : ( قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً) (1)  
  
1361   01:38 صباحاً   التاريخ: 17-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص 387-390 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / التحريف ونفيه عن القرآن /

زَعَم المُتعرّب المُتكلّف ـ الأجنبي عن لغة العرب ـ أنّ الحنيفيّة هي الميل عن الصراط السويّ ، وقد استعملها القرآن في غير معناها الأصيل .

قال : وكثيراً مّا يستعمل القرآن الألفاظ العربيّة في غير ما وُضعت له ، من ذلك تعبيره عن دين إبراهيم بالحنيف يعني به القويم ، لكن العرب تعني بالحَنَف الاعوجاج ؛ ولذلك تُسمّي عابد الوثن حنيفاً لميله عن الدِّين القويم !

وزَعَم أنّ ذلك ممّا موّهته اليهود على صاحب القرآن فلقّنته ؛ ليدعو دين إبراهيم حنيفاً ، تعبيراً عليه ليُفضح أمره عند العرب ، فانخدع بذلك من غير دراية بمعناه العربي الأصيل (2) .

يا لها مِن جَهالة عارمة تُنبؤك عن غباوةٍ فاضحة !!

كيف يَنخدع نبيّ الإسلام بمفاهيم لغةٍ كان فِلْذَتها ولسان أُمّة كان من صميمها ، أفهل يُعقل أن يتلاعب أُناس أباعِد ـ هم جالية المنطقة ـ بذهنيّة فحلٍ فخمٍ كان نابتة الرَّبوة العَليّة ، أين العجم من أبناء إسرائيل من العرب من أبناء قريش ؟! وأين الهجين من العتيق الأصيل ؟!

ولعلّ المُتعرّب المسكين هو الذي انخدع بتلك التهجينات المفضوحة فحَسِبها لُجّة ، وما هي إلاّ سراب فارغ !

كان مُنذ الجاهلية أُناس يُدعَونَ بالحُنفاء ؛ حيث تنزّهوا الأدناس ورَغِبوا في الحنيفيّة البيضاء ، دين إبراهيم الحنيف .

اجتمعت قريش يوماً في عيدٍ لهم عند صنم كانوا يُعظّمونه وينحرون له ويعكفون عنده ويَدورون به ، وكان ذلك عيداً لهم في كلّ سَنة يوماً ، فَخَلُصَ منهم أربعة نفر نجيّاً (3) ، ثُمّ قال بعضهم لبعض : تصادقوا وَلِيَكْتم بعضكم على بعض ، قالوا : أجل ـ وهم : ورقة بن نوفل ، وعبيد اللّه بن جحش ، وعثمان بن حويرث ، وزيد بن عمرو ، من أفذاذ قريش ـ فقال بعضهم لبعض : تَعلمون واللّه ما قومكم على شيء ! لقد أخطأوا دين أبيهم إبراهيم ! ما حجرٌ نطيف به ، لا يسمع ولا يُبصر ولا يضرّ ولا ينفع ! يا قوم ، التمسوا لأنفسكم ديناً ، فإنّكم واللّه ما أنتم على شيء ، فتفرّقوا يَلتمسون الحنيفيّة دين إبراهيم (4) .

وهؤلاء ـ وأمثالهم من غيرهم يومذاك ـ فارقوا دين قومهم واعتزلوا الوثنيّة وعبادة الأصنام وأَكل المِيتة والدم والذبائح على النُصُب وتقذّروا الفحشاء والمنكرات ووَأد البنات وما إليها من عادات جاهليّة سيّئة... وسُمّوا بالحنفاء ؛ حيث إتّباعهم الحنيفيّة دين .

إبراهيم ( عليه السلام ) .

والحنيفيّة ، مِن الحَنف هي النزاهة والقداسة إنْ فكريّاً أو عمليّاً ، وِفق الفطرة الأُولى الضاحية .

قال تعالى : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30] ، وفي الحديث : سُئل عن الحنيفيّة ؟ قال : هي الفطرة (5) .

 

قال الراغب : الحَنف ، هو مَيل عن الضلال إلى الاستقامة ، والجَنَف ، ميل عن الاستقامة إلى الضلال (6) والحنيف ، المائل إلى الاستقامة ، قال تعالى : {قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} [النحل: 120] ، وقال : {حَنِيفًا مُسْلِمًا} [آل عمران: 67] ، وجَمعه : حنفاء ، قال تعالى : {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ } [الحج: 30, 31].

قال : وتَحنّف فلانٌ أي تحرَّى طريق الاستقامة ، وسمَّت العربُ كُلَّ مَن حجّ أو اختَتَن : حنيفاً ؛ تنبيهاً أنّه على دين إبراهيم ( عليه السلام ) .

قال أبو زيد : الحنيف ، المستقيم ، وأنشد :

تَـعَلَّم  أنْ سَـيهدِيكُم إلينا      طريقٌ لا يجورُ بكُم حنيفُ

قال أبو عبيدة ـ اللغوي العلاّمة ـ في قوله عزّ وجل ـ : مَن كان على دين إبراهيم ، فهو حنيف عند العرب .

قال الأخفش : كان في الجاهليّة يقال : مَن اختتن وحجّ البيت ، حنيف ؛ لأنّ العرب لم تتمسّك في الجاهليّة بشيء من دين إبراهيم غير الخِتان وحجّ البيت .

قال ابن عرفة : الحَنف ، الاستقامة ، وإنّما قيل للمائل الرجل أحنف تفاؤلاً بالاستقامة ، كما يُقال للغراب أَعور وللصحراء القاحلة مَفازة .

قال الزجاجي : الحنيف في الجاهليّة مَن كان يحجّ البيت ويَغتسل من الجنابة ويَختَتَن (7) .

وهكذا ذَكَر الفيروز آبادي في القاموس ، قال : الحَنَف ـ محرّكة ـ الاستقامة .

وقد عَرفت أنّ إطلاقه على اعوجاج الرجل ، كان بالعناية والمجاز تفاؤلاً ، لا حقيقة .

قال الجارود بن بشر من عبد قيس ، وكان نصرانيّاً فأَسَلم طَوعاً :

فـأَبلِغ  رسـولَ الـلّه منّي رسالةً      بأنّي حنيفٌ حيث كنتُ مِن الأرضِ

وقال حسّان بن ثابت يُخاطب أبا سفيان :

هَـجَوتَ  مُحمّداً بَرّاً حنيفاً      أَمينَ اللّه شِيمَتُه الوفاءُ (8)

وممّا يتأيّد التطهّر من الأقذار في مفهوم ( الحَنف ) ، أنّ العرب اليوم يستعملون لفظة ( الحنفيّة ) يُريدون بها فَتحة أنابيب المياه للغَسل والشُرب ؛ حيث كانت وسيلة التطهير من الأوساخ ، وهو امتداد القديم المعروف عندهم (9) .

فيا تُرى هل كان هؤلاء العرب الأقحاح انخدعوا جميعاً مُنذ أَوّل يومهم حتّى الآن بدسائس يهوديّة هزيلة لا وزنَ لها ولا اعتبار ، اللّهمّ إلاّ في ذهنيّة مُتعرّبنا المسكين !!
______________
(1) البقرة 2 : 135 .

(2) ملحق ترجمة كتاب الإسلام ، ص424 ـ 425 .

(3) أي انفرد منهم هؤلاء الأربعة وجعلوا يتناجون فيما بينهم ، أي يتحدّثون سرّاً عن غيرهم .

(4) راجع : تفصيل القصّة في سيرة ابن هشام ، ج1 ، ص237 ـ 248 .

(5) بحار الأنوار ، ج3 ، ص276 .

(6) كما في قوله تعالى : ( فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً ) البقرة 2 : 182 ، أي ميلاً عن الحقّ في الوصاية .

(7) لسان العرب ، ج9 ، ص56 ـ 58 .

(8) راجع : الهدى إلى دين المصطفى ، ج1 ، ص386 .

(9) راجع : المعجم الوسيط ، ج1 ، ص203 ، مادّة ( حنف ) ، وص 524 ( الصنبور ) .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .