أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016
3208
التاريخ: 21-06-2015
1856
التاريخ: 26-06-2015
2259
التاريخ: 26-06-2015
2672
|
هو أبو العلاء عبّاس بن ناصح الثقفيّ الجزيريّ، نسبة إلى الجزيرة الخضراء (جنوبيّ الأندلس) . و قيل إنّ أباه ناصحا كان عبدا لمزاحمة بنت مزاحم الثقفيّ الجزيريّ (المغرب 1:324) .
ولد عبّاس بن ناصح في الجزيرة الخضراء و نشأ فيها. ثمّ إنّه جعل يتردّد على قرطبة و يتّصل بالحكم بن هشام الربضيّ (١٨٠-206 ه) و يمدحه. فولاّه الحكم القضاء على الجزيرة الخضراء (1).
و رحل عبّاس إلى المشرق، قيل ذهب ليرى أبا نواس و غيره من شعراء العراق (2). و قيل أرسله عبد الرحمن بن الحكم (206-٢٣٨ ه) إلى العراق في التماس الكتب القديمة، فأتاه بالسند هند (3) و غيره.
و كانت وفاة عبّاس بن ناصح سنة ٢٣٨(852-853 م) في الأغلب.
كان عبّاس بن ناصح من ذوي الفصاحة عالما باللّغة (4) و النحو و الفقه و الحديث و التعاليم (العلوم العدديّة: الرياضيّات و ما يتّصل بها) ، و لكن غلب عليه الشعر، و كان شعره جزلا متينا يشبه ما ألفه قدماء الشعراء في المشرق.
مختارات من آثاره:
في الحلّة السيراء (1:48) :
قال عثمان بن المثنّى النحويّ المؤدّب: قدم بعد الوقعة علينا عبّاس بن ناصح قرطبة، أيام الأمير عبد الرحمن بن الحكم، فاستنشدني شعر الأمير الحكم في الهيج (راجع، ص 5٧) ، فأنشدته إياه. فلمّا بلغت إلى قوله:
و هل زدت أن وفيتهم صاع قرضهم... فلاقوا منايا قدّرت و مصارعا
- قال عبّاس (بن ناصح) :
. . . لو أنّ الحكم يخشى الخصومة (يوم القيامة) بينه و بين أهل الربض لقام بعذره فيهم هذا البيت. و في رواية: إذا كانت (تلك) الخصومة بينه و بين أهل الربض (عندي) جبرته (عطفت عليه) ، فإنّ هذا البيت ليحاجج عنه يوم القيامة (لأنه نسب مقتل خصومه إلى انتهاء آجالهم لا إلى محاربته هو لهم) .
- قال عباس بن ناصح في طول الحياة (بغية الوعاة 276) :
ما خير مدّة عيش المرء لو جعلت... كمدّة الدهر، و الأيام تفنيها (5)
فارغب بنفسك أن ترضى بغير رضا... (6) و ابتع نجاتك بالدنيا و ما فيها
- و في نفح الطيب (1:343) أنّ العبّاس الشاعر سمع امرأة في مدينة وادي الحجارة تستغيث بالحكم بن هشام لكثرة اعتداء الإسبان على المسلمين. فلما عاد عباس إلى قرطبة دخل على الحكم و أنشده قصيدة كان قد نظمها في ذلك، مطلعها:
تململت في وادي الحجارة مسهرا... أراعي نجوما ما يردن تغوّرا (7)
إليك، أبا العاصي، نضيت مطيّتي ... تسير بهمّ ساريا و مهجّرا (8)
تدارك نساء العالمين بنصرةٍ... فإنّك أحرى أن تغيث و تنصرا
- و في طبقات الزبيدي (ص 286) أنّ أبا نواس سأل عباس بن ناصح إنشاد قصيدة فأنشده: فأدت القريض، من ذا فأد (9) .
____________________
١) نقل السيوطي (بغية الوعاة 276) عن الزبيدي و ابن الفرضي أن عباس بن ناصح ولي قضاء (القضاء في) بلده و (في مدينة) شذونة. و في المغرب (1:324) : أنّ الزبيدي قال في كتابه «طبقات العلماء» إن عباس بن ناصح «ولي قضاء بلده مع شذوذه» !
٢) ابن الفرضي 1:341. و يذكر ابن الفرضي أيضا (1:340-341) أن ناصحا رحل بابنه عباس، و هو صغير، إلى المشرق، فنشأ عباس في مصر و تردّد في الحجاز طالبا للغة العرب؛ ثمّ رحل به إلى العراق فلقي الأصمعيّ (ت 216 ه) . و رجع عباس إلى الأندلس، فلمّا سمع بذكر أبي نواس رحل إلى المشرق ثانية. و لا أرى هذه الروايات تتّسق اتّساقا معقولا.
٣) السند هند كتاب في الفلك و الحساب (راجع تاريخ العلوم عند العرب، للمؤلّف، ص ١٢٣-126) .
4) ذكره الفيروزابادي في «البلغة في تاريخ أئمّة اللغة» (ص ١٠٣) .
5) هذا البيت يفهم على معنيين: لا خير في مدّة، مهما تكن طويلة، ما دامت في آخر الأمر ستنتهي. -لا خير في طول الحياة، و لو كانت طول الدهر (بلا نهاية) ، إذا فنيت (إذا أصبح الإنسان عاجزا عن التمتّع بما فيها) .
6) بغير رضا (و إن لم يكن في الحياة ما ليس يدعو إلى الرضا) .
7) مسهرا: مصابا بهمّ يذهب بنومي. تغوّرت النجوم-غارت: غابت.
8) أبو العاصي كنية الحكم بن هشام الربضي. نضيت الثوب و أنضيته: أبليته. المطيّة: الدابة. نضيت مطيّتي: أنضيت مطيّتي بطول الطريق و و عورته. الساري: المسافر في الليل. المهجّر: السائر في الهجير (نصف النهار، في وقت الحرّ الشديد) .
9) لم يذكر الزبيدي غير هذا الشطر، و يبدو أنّه مطلع القصيدة. فأد فلان فلانا: أصاب فؤاده. فأدت القريض (الشعر) : برعت فيه، بلغت فيه الغاية.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|