المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الات الرش والتعفير
23-2-2018
صيغ الاسم المجرد والمزيد
23-02-2015
مملكة بابل الاولى
23-10-2016
تطور زراعة ونشأة المحاصيل
2024-09-11
النجوم القزمة تدوم أطول، مما يعني وقت أطول لتشكّل حياة
27-8-2017
الجرح والتعديل وتعارضهما
15-8-2016


جلال الدين السيوطي  
  
2536   11:27 صباحاً   التاريخ: 11-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص898-914
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمّد ابن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمّد بن سيف الدين خضر ابن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمّد بن الشيخ همام الدين الهمام الخضيري الأسيوطيّ. أمّا «الأسيوطي» (السيوطي) فنسبة الى أسيوط في صعيد مصر حيث كانت أسرته تعيش؛ و أما «الخضيري» فلا يعرف السيوطيّ نفسه وجها لها. و كانت أمّه جارية تركية.
و مع العلم بأن نفرا كثيرين من أسلاف السيوطي كانوا من أهل الوجاهة و الإدارة و التجارة و المال، فانه لم يكن فيهم من أهل العلم إلاّ والده (نحو 802-855 ه‍) الذي تولّى القضاء في أسيوط ثم انتقل إلى القاهرة و سمع الحديث من الحافظ ابن حجر العسقلاني و غيره، سنة 829 ه‍)1426 م) ، و لازم محمّد عليّ القاياتي (785-850 ه‍) و أخذ عنه الفقه و الأصول و الكلام و النحو و المعاني و المنطق، و قد أجازه القاياتي بالتدريس سنة 829 ه‍.
أمّا جلال الدين السيوطيّ نفسه فقد ولد في أوّل ليلة من رجب سنة 849 ه‍ )3/10/1445 م) في القاهرة و نشأ فيها يتيما. و قد تلقّى السيوطيّ العلم على نحو مائة و خمسين شيخا (1) منهم: جلال الدين المحلّيّ (ت 864 ه‍) حضر عليه سنة كاملة يومين في كلّ أسبوع، و محمّد بن سعد الدين المرزبانيّ الحنفي (ت 867 ه‍) لازمه حتّى مات، و صالح بن عمر البلقيني (ت 868 ه‍) لازمه إلى أن مات؛ ثمّ إنّ ابن صالح البلقينيّ أجازه بالتدريس و الفتيا، سنة 876 ه‍. و منهم شرف الدين المناويّ (ت 871 ه‍) ، و أحمد بن محمّد الشمنّي (ت 872 ه‍) ، و أحمد بن ابراهيم الكنانيّ العسقلاني )ت 876 ه‍) ، و محيي الدين الكافيجي (2)(ت 879 ه‍) و قد لازمه السيوطي أربع عشرة سنة. و يبدو أنّ والده كان قد زار به رضوان العقبي و ابن حجر العسقلاني (توفّيا 852 ه‍) . و من شيوخه أيضا محمّد بن موسى السيرائي و سيف الدين محمّد بن أحمد الحنبلي و شهاب الدين أحمد بن عليّ الشارمساحي و تقيّ الدين الشبلي الحنفي و قد لازمه السيوطي أربع سنوات. و يبدو أن ثقافة جلال الدين السيوطيّ- و كانت واسعة جدّا و عميقة بعض العمق-كانت راجعة الى جهوده في المطالعة أكثر ممّا كانت راجعة الى الدراسة على المشاهير من علماء عصره.
و تطوّف السيوطيّ في البلاد فزار الشام و الحجاز حاجّا و زار اليمن و الهند و المغرب و التكرور (غربيّ إفريقية - بين المغرب و السنغال) .
ثمّ إنّ السيوطيّ تقلّب في مناصب التدريس: درّس الفقه في الجامع الشيخوني و تولّى الإفتاء و إملاء الحديث في جامع ابن طولون، ثمّ أضيفت إليه وظيفة تدريس الحديث في الخانقاه الشيخونية. و في سنة 891 ه‍ (1486 م) أسندت اليه مشيخة الخانقاه البيبرسيّة أكبر الخانقاهات و أغناها في القطر المصريّ. و أراد السيوطي، فيما يبدو، أن يسير في إدارة الخانقاه بالحقّ و العدل (و أكثر الناس يطلبون المنافع من أي الوجوه جاءت ثم لا يبالون بالحقّ و العدل) فشغب عليه الطلاّب، بتحريض من نفر من أعدائه، و ذلك في 12 رجب 906 ه‍ (2/2/1501 م) ، فهجر التدريس كلّه و اعتزل في بيته في روضة المقياس (جزيرة الروضة) منقطعا الى العبادة و التأليف حتّى وافاه اليقين في 18 جمادى الأولى 911 ه‍ (17/10/1505 م) .
قال جلال الدين السيوطيّ عن نفسه (حسن المحاضرة 1:157) :
«رزقت التبحّر في سبعة علوم: التفسير و الحديث و الفقه و المعاني و البيان و البديع على طريقة العرب و البلغاء لا على طريقة العجم و أهل الفلسفة. و الذي أعتقده أنّ الذي وصلت إليه من هذه العلوم السبعة، سوى الفقه، و النقول التي اطّلعت عليها لم يصل اليه و لا وقف عليه أحد من أشياخي. . . . . و دون هذه السبعة في المعرفة أصول الفقه و الجدل و التصريف، و دونها الإنشاء و الترسّل و الفرائض (تقسيم الارث) ، و دونها القراءات و لم آخذها عن شيخ، و دونها الطبّ. و أمّا علم الحساب فهو أعسر شيء عليّ و أبعده عن ذهني، و إذا نظرت في مسألة تتعلّق به فكأنّما أحاول جبلا أحمله. . . و قد كنت في مبادئ الطلب قرأت شيئا في علم المنطق (3) ثم ألقى اللّه كراهته في قلبي» .
و قيمة جلال الدين السيوطيّ إنّما هي في كتبه الكثيرة في الموضوعات المختلفة؛ و مع أن هذه الكتب كتب جمع في الأكثر، فإنها تمتاز بالشمول و الدقّة. و فنون كتبه: تفسير القرآن و تعلّقاته و القراءات، فنّ الحديث و تعلّقاته، فن الفقه و تعلّقاته، الأجزاء المفردة في مسائل مخصوصة على ترتيب الأبواب (موضوعات مختلفة) ، فنّ العربية و تعلّقاته، فن التاريخ و الادب (4).
و لجلال الدين السيوطي خطب و شعر من طبقة متوسطة.
مختارات من آثاره:
- من مقدّمة «نظم العقيان في أعيان الأعيان» :
. . . . هذا تأليف لطيف في تراجم أعيان العصر على طريقة أهل العلم الراسخين لا (طريقة) عموم المؤرّخين: قصرته على أعيان الأعيان و أفراد (5) الزمان، و لم أدع اليه الجفلى (6) و لا حشدت فيه، بل انتقيت أماثل النبلاء و لم أورد فيه إلاّ محاسن و لا وردت فيه الاّ زلال ماء غير آسن (7). و سمّيته «نظم العقبان في أعيان الأعيان» . و اللّه المستعان و عليه التكلان.
. . . . و قد اختار اللّه سبحانه أن نكون آخر الأمم و أطلعنا على أنباء من تقدّم لنتّعظ بما جرى على القرون الخالية و تعيها أذن واعية، فهل ترى لهم من باقية (8)! و لنقتدي بمن تقدّمنا من الأنبياء و الأئمّة و الصلحاء.
هذا و إنّ الجاهل بعلم التاريخ راكب عمياء خابط خبط عشواء، ينسب إلى من تقدّم أخبار من تأخّر، و يعكس ذلك و لا يتدبّر، و إن ردّ عليه وهمه لا يتأثّر، و إن ذكّر لجهله (9) لا يتذكّر: لا يفرّق بين صحابيّ و تابعيّ، و حنفيّ و مالكيّ و شافعيّ، و لا بين خليفة و أمير، و سلطان و وزير. . . . .
و ربّما أفاد التاريخ حزما و عزما و موعظة و علما، و همّة تذهب همّا، و ثباتا يزيل وهنا، و صبرا يبعثه في الناس حسن التأسّي بمن مضى (10) ، و احتسابا يوجب الرضا بما مرّ و حلا من القضا: «و كلاّ نقصّ عليك من أنباء الرسل ما نثبّت به فؤادك. . . - لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب»  . . . . .
فالرأي عندنا ألاّ يقبل مدح و لا ذمّ من المؤرّخين الاّ بما اشترطه الشيخ الإمام الوالد (11) حيث قال-و نقلته من خطّه في مجاميعه -: «يشترط في المؤرّخ الصدق، و إذا نقل أن يعتمد اللفظ دون المعنى ، و ألاّ يكون ذلك الذي نقله أخذه في المذاكرة و كتبه بعد ذلك، و أن يسمّي المنقول عنه. فهذه شروط أربعة في ما ينقله. و يشترط فيه أيضا لما يترجمه من عند نفسه-و لما عساه يطول في التراجم من المنقول و يقصر-: أن يكون عارفا بحال صاحب الترجمة علما و دينا و غيرهما من الصفات، و هذا عزيز جدّا، و أن يكون حسن العبارة عارفا بمدلولات الألفاظ، و أن يكون حسن التصوّر حتّى يتصوّر في حال ترجمته جميع حال ذلك الشخص و يعبّر عنه بعبارة لا تزيد عليه و لا تنقص عنه، و ألاّ يغلبه الهوى فيخيّل إليه هواه الإطناب في مدح من يحبّه و التقصير في غيره. بل إمّا أن يكون مجرّدا عن الهوى - و هو عزيز-و إمّا أن يكون عنده من العدل ما يقهر به هواه و يسلك طريق الانصاف. فهذه أربعة شروط أخرى و لك أن تجعلها خمسة، لأنّ حسن تصوّره و علمه قد لا يحصل (بهما) الاستحضار حين التصنيف فيجعل حصول التصوّر زائدا على حسن التصوّر و العلم. فهذه تسعة شروط في المؤرّخ، و أصعبها الاطّلاع على حال الشخص في العلم فانّه يحتاج الى المشاركة في علمه و القرب منه حتّى يعرف مرتبته» .
_____________________________
1) . . . . . في شذرات الذهب (8:53) واحدا و خمسين.
2) الكافيجي (بكسر الفاء و فتح الياء الأولى) : محمد بن سليمان بن سعد المعروف بالكافيجي لكثرة اشتغاله بالكافية في النحو لابن الحاجب (ت 646 ه‍) اللاحقة «جي» (أداة نسبة من التركية) .
3) كذا في الأصل: قرأت شيئا في علم المنطق.
4) راجع ثبتا (بفتح ففتح) مفصلا لمصنفات السيوطي في حسن المحاضرة (1:157-161) و في بروكلمان (1:181-204، الملحق 1:178-198) .
5) أفراد الزمان: الذين يكون منهم في الزمن الواحد فرد واحد (النخبة) .
6) يقال: دعاهم الجفلى (دعاهم جميعا، بجماعتهم، بأكثرهم) . (يقصد السيوطي )أنه لم يذكر في كتابه نفرا كثيرين.
7) ماء آسن: تغير طعمه.
8) من سورة الحاقة: فهل ترى لهم من باقية (69:7) ثم «لنجعلها تذكرة و تعيها أذن واعية» (69:12)
9) لعل الجملة: و ان ذكر، فلجهله لا يتذكر.
10) التأسي: أن يقيس انسان حاله بحال غيره (ممن أصيب بأكبر من مصيبته) فيحمله ذلك على الرضا بحاله هو.
11) والد جلال الدين السيوطي. و مع ان الاسطر التالية هي لوالد السيوطي، فإنها تدل على اتجاه السيوطي نفسه لأنه تبناها.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.