أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-28
1453
التاريخ: 28-12-2015
3339
التاريخ: 10-12-2015
8780
التاريخ: 9-4-2022
1749
|
مقا- وسع : كلمة تدلّ على خلاف الضيق والعسر. يقال : وسع الشيء واتّسع. والوسع : الغنى. واللّه الواسع ، أى الغنيّ . والوسع : الجدة والطاقة. وهو ينفق على قدر وسعه. وأوسع الرجل : كان ذا سعة.
مصبا- وسع الإناء المتاع يسعه ، بفتح السين ، وقرأ به السبعة في قوله- ولم يؤت سعة. وكسرها لغة. وقرأ به بعض التابعين. قيل : الأصل في المضارع الكسر ، ولهذا حذفت الواو لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة ، ثمّ فتحت بعد الحذف ، لمكان حرف الحلق ، ومثله يهب ويقع ويدع ويلغ ويطأ ويضع ويلع. ووسع المكان القوم ، ووسع المكان ، أى اتّسع ، يتعدّى ولا يتعدّى. ووسع المكان بالضمّ : بمعنى اتّسع أيضا ، فهو واسع من الاولى ، ووسيع من الثانية. وفي الموضع سعة واتّساع. ووسع المال الدين ، إذا كثر حتّى وفي بجميعه. ووسع اللّه عليه رزقه يوسع وسعا من باب نفع : بسطه وكثّره. وأوسعه ووسّعه ، مثله. ولا يسعك أن تفعل كذا ، أي لا يجوز ، لأنّ الجائز موسّع غير مضيّق ، وأوسع الرجل : صار ذا سعة وغنى.
ووسّعته خلاف ضيّقته.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو انبساط في إحاطة ، وهذا في قبال التضيّق ، وتستعمل في مادّيّ ومعنويّ .
وقد سبق في الفرش : أنّ البسط هو امتداد مطلق وهو في كلّ شيء بحسبه. والبثّ : مطلق التفريق.
ومن مصاديقه : الغنى في المال حيث يوجب انبساطا في المعيشة.
والوسع في الرزق في مقابل التضيّق فيه. والطاقة والقدرة حيث توجب انبساطا في الاستعداد والعمل. والجواز في عمل.
فالوسع المادّيّ : كما في :
{إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} [العنكبوت : 56] . {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} [الطلاق : 7].والوسع المعنويّ الروحانيّ : كما في : {وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا } [الأعراف : 89]. . {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } [الأعراف : 156].
فانّ الرحمة والعلم من الصفات الذاتيّة ، والصفة الذاتيّة عين الذات لا تعدّد بينهما في الخارج ، وكما أنّ الذات لا حدّ ولا نهاية له وهو محيط على كلّ شيء : كذلك صفاته الذاتيّة ، كالعلم والقدرة والرحمة.
وبهذا المعنى يطلق عليه تعالى : الواسع ، فهو من أسمائه الحسنى.
فاللّه تعالى هو الواسع : فانّ نور وجوده الثابت المطلق ينبسط محيطا على قاطبة الموجودات وعلى جميع العوالم الأرضيّة الجسمانيّة والسماويّة الروحانيّة ، وكذلك علمه وقدرته وإرادته ، فهو تعالى غير محدود بوجه ، ولا يقيّده أيّ حدّ زمانيّ أو مكانيّ أو جسمانيّ أو ذاتيّ .
{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة : 115]. {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة : 54]. {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا } [النساء : 130].
ذكر الواسع تعليل وتتميم للحكم السابق. وذكر العليم والحكيم بعده يشير الى أنّ إحاطته وسعته قرينة بالعلم والحكمة ، فانّ الاحاطة إنّما تفيد نتيجة مطلوبة إذا كانت قرينة بهما.
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة : 255]. راجع الكرسيّ .
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة : 286]. قد سبق في الكلف توضيح هذه الآية الكريمة فراجعه ، وقلنا إنّ التكليف جعل شخص ذا كلفة بتوجيه أمر اليه يجعله في مشقّة ومحدوديّة.
والوسع في النفس أمر معنويّ وهو شدّة في الاستعداد والظرفيّة.
{إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ .. وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ } [البقرة : 236].
أي من يكون ذا سعة وهو باسط وواسع لنفسه ولعائلته وهو في قبال الإقتار بمعنى التضييق ومن يكون في ضيق معاش.
وإذا أريد نسبة الفعل الى المفعول به وتلاحظ هذه الجهة : فيقال إنّه موسّع ومقتّر بصيغة التفعيل.
{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا} [الذاريات : 47 ، 48]. الفرش : بسط على الأرض. والإيساع : قلنا إنّ النظر في الإفعال الى قيام الفعل بالفاعل وصدوره منه ، فالإيساع يدلّ على قيام الوسع وصدوره من الفاعل ، فيظهر ويتجلّى منه البسط والوسع ، وهو يبسط رحمته وفضله وكرمه وجوده وإحسانه بمقتضى الواسعيّة في ذاته وصفاته فهو تعالى واسع في نفسه وبذاته ، وموسع في مقام الإفاضة.
والإيساع قريب من مضمون الآية الكريمة : { لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} [الطلاق : 7].
___________________
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|