أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-7-2019
30735
التاريخ: 17-6-2017
62912
التاريخ: 4-7-2016
5969
التاريخ: 8-10-2015
36330
|
إنّ النثر العربيّ (في المغرب و في المشرق أيضا) لم يتطوّر بالسرعة التي تطوّر بها الشعر لسببين. أوّل ذينك السببين أنّ النتاج في النثر- في الخطابة و الترسّل و النقد و المناظرات و التصنيف-كان يقوم في الدرجة الأولى على «الرواية» (نقل الآراء عن المتقدّمين بلفظها ما أمكن) حرصا على صحّة تلك الآراء و إضفاء لشيء من الثقة عليها. فالبحوث في اللغة و الصرف و النحو و الأدب و التاريخ ثمّ في الفقه بطبيعة الحال كانت كلّها قائمة على الرواية. و كلّما كان الراوي أقرب زمنا إلى الذين يروي عنهم، و كلّما كانت ألفاظه أقرب إلى ألفاظهم، كانت الثقة به أكبر و الاعتماد عليه أكثر. و لا ريب في أنّه كان لرواية الحديث الشريف عن رسول اللّه [صلّى الله عليه وآله وسلّم]، على هذا المنهج، أثر أكيد بالغ في جريان سائر فنون المعرفة في الإسلام هذا المجرى. و ثاني ذينك السببين أنّ العرب كانوا- و ما يزالون- ميّالين إلى الاستشهاد في ثنايا كلامهم بالآيات الكريمة و الأحاديث النبويّة الشريفة و بأقوال المتقدّمين من الشعر و الأمثال، ممّا يدعو إلى ثبوت الخصائص الأدبية و استمرارها، (فيما يتعلّق ببناء الجمل) على مناهج متقاربة. و إذا نحن استعرضنا كتاب «العقد» لابن عبد ربّه (ت ٣٢٨) و كتاب «الأمالي» لأبي عليّ القالي (ت 356) و خطب منذر بن سعيد البلّوطيّ (ت 355) و كتاب «زهر الآداب» للحصريّ (ت ٣١٣) و وصيّة ابن برد الأكبر (ت 4١٨) و رسائل ابن شهيد-و كلّ هذه ترجع إلى أيام الخلافة المروانية في الأندلس-لم نجد فيها كلّها ما يدلّ على اختلافها من أمثالها من نتاج المشارقة. و أنصع الأدلّة على هذا أنّ أبا عليّ القالي- و هو مشرقيّ انتقل إلى الأندلس سنة ٣٣٠(942 م) - قد أملى كتابه «الأمالي» في مدينة الزهراء. و معنى هذا أن أسلوب النثر الذي جاء به القالي من المشرق كان الأسلوب المألوف - في ميادين العلم و الأدب - في الأندلس.
و النثر أنواع منها الخطابة و الترسّل و المحاضرات و المناظرات، و منها النقد و التأليف. و ما دام العنصران الغالبان في هذه الأنواع هما الرواية و الاستشهاد، فمن المنتظر ألاّ يكون بين هذه الأنواع من النثر فروق شاسعة.
و للخطابة أغراض: تبليغ أوامر الدولة أو الموعظة و التحذير أو الحثّ على عقد الأحلاف و الصداقات. و في هذه كلّها يحسن أن يكون الموضوع قريبا من السامع و أن يكون الأسلوب الذي يجري فيه ذلك يشبه ما خطب به القاضي أحمد بن بقيّ بن مخلد (ت 334) فقال (المرقبة العليا 65) :
اللّهمّ، و قد دعاك هذا النفر من عبادك الساعون لثوابك المجتمعون ببابك، فزعا من عقابك و طمعا في ثوابك؛ و قبلهم (1) من الذنوب ما أحاط به علمك و أحصاه حفظك. فعد عليهم في موقفهم (2) هذا برحمة توجب لهم جنّتك و تجيرهم من عذابك.
و إذا كانت أغراض الرسائل في الغرب الإسلاميّ-سواء أ كانت تلك الرسائل سياسية إداريّة أم إخوانيّة شخصية-هي أغراضها في الشرق الإسلاميّ، فلا مفرّ من أن يكون أسلوباها في المغرب و المشرق واحدا أو كأنّهما واحد. في سنة ٣٩٣(١٠٠٢ م) كتب عبد الملك المظفّر بن المنصور بن أبي عامر رسالة إلى المعزّ بن زيري بن عطيّة الصنهاجيّ ملك فاس يقرّه على عمله (3). من هذه الرسالة (الاستقصاء 1:94) :
. . . إلى كافّة أهل فاس و كافّة أهل المغرب سلّمهم اللّه. . . إنّ المعزّ بن زيري بن عطيّة-أكرمه اللّه-تابع رسله لدينا و كتبه (4) ، متنصّلا من هنات دفعته إليها ضرورات (5)، و مستغفرا من سيّئات حطّتها من توبته حسنات (6). و التوبة ممحاة للذّنب (7) و الاستغفار منقذ من العيب. . . و قد وعد من نفسه استشعار الطاعة و لزوم الجادّة (8) و اعتقاد الاستقامة و حسن المعونة و خفّة المؤونة (9) . فولّيناه ما قبلكم، و عهدنا إليه أن يعمل بالعدل فيكم و أن يرفع الجور عنكم و أن يعمّر سبلكم (10) ، و أن يقبل من محسنكم و يتجاوز عن مسيئكم، إلاّ في حدود اللّه تبارك و تعالى (11) . . .
و من النتاج المبتكر في الأندلس الكتابة الخيالية التي يمثّلها أحمد بن عبد الملك ابن شهيد (ت 4٢6) في كتابه «التوابع و الزوابع» ، و فيه كلام على عالم الجنّ (راجع ترجمة ابن شهيد) . ألّف ابن شهيد هذا الكتاب سنة 4٢١(١٠٣٠ م) -قبل أن يؤلّف المعرّيّ «رسالة الغفران» بين سنة 4٢٢ و سنة 4٢4(١٠٣١-١٠٣٣ م) . و من الممكن، كما يقول بروكلمن (الملحق 1:453) ، أن يكون المعرّيّ قد تأثّر بابن شهيد في ذلك.
ثمّ يأتي النقد لا شكّ في أن النقد يبدأ بفهم القطعة المعروضة على النظر. من أجل ذلك كانت «الشّروح» أوّل خطوات النقد لما فيها من محاولة الكشف عن المعاني و من ترجيح بعض المعاني على بعض. و مع أن الشروح تبدأ محاولة بسيطة للفهم اللّغوي، فإنّها كثيرا ما تتّسع فتتناول الفهم الأدبيّ (مقصد الأديب الشاعر أو الناثر من قوله) و الفهم البيانيّ (تعبير الأديب عن مقاصده) و الفهم البلاغي (الصور المختلفة لتعبير الأديب عن معانيه المفردة) . من ذلك كلّه مثلا:
ذكر الزبيديّ (ت ٣٧٩) أنّه سأل ابن الوزّان النحويّ (ت 340) عن اعتراض العلماء على تفسير الإمام الشافعيّ (ت 204) في قوله تعالى: «ذلِكَ أَدْنى أَلاّ تَعُولُوا» (4:٣، سورة النساء) ففسّر الشافعيّ «تعولوا» بمعنى «يكثر عيالكم» . فقال ابن الوزّان (الزبيدي ٣٧١) : أخطأ الشافعيّ. يقال: عال (الرجل) يعيل إذا افتقر، و أعال (يعيل) إذا كثر عياله. . .
و هنالك ملاحظة من النقد من طريق الشرح اللّغويّ ذكرها الزبيديّ أيضا في معرض الكلام على «الشجي» (الذي أثقله الهمّ) -كما وردت في شعر أبي عبد اللّه محمّد بن الحكيم الأندلسيّ (ت ٣٣١) : أ هي شج أم شجيّ؟ و ما القياس في ذلك و ما المرويّ عن العرب (راجع الزبيدي ٣٠١) . و كذلك ذكر الزبيديّ (ص ٣٣١) أن أبا عمر أحمد بن مضاء المعروف بابن الحصّار (ت في أواسط القرن الرابع) كان نحويّا ذكيّا، و كان قليل المطالعة لكتب النحاة «لأنّه كان يعوّل على قياسه و تعليله» (في فهم وجوه التخريج و الإعراب) .
و ليست بنا حاجة إلى قول هو أنّ المغاربة كانوا يقدّمون رأي المشارقة في النقد، و في النتاج الأدبيّ الأندلسيّ نفسه. قال أحد الأندلسيّين الذين رحلوا إلى المشرق (الزبيدي ٣٠١-٣٠٢) : «استنشدني المعوّج ببغداد لأهل بلدنا فأنشدته لأحمد بن محمّد بن عبد ربّه (12) قصيدة و ثانية، فلم يستحسن شيئا ممّا أنشدتّه. فأنشدته لمحمّد بن يحيى:
يا غزالا عن لي فابـ...ـتزّ قلبي ثمّ ولّى (13)
أنت منّي بفؤادي... يا منى نفسيَ، أحلى
حتّى أتيت على آخر الشعر. فقال: هذا الشعر بختمه، لا ما أنشدتّني به آنفا (14).
و أراد عبد الرحمن الناصر، في مطلع خلافته، انتساخ شعر حبيب (15) فأحضر جماعة فيهم محمّد بن محمّد بن أرقم النحويّ الأندلسيّ و الوزير أبو الأصبغ موسى بن محمّد بن الحاجب (ت ٣٢٠) و الشاعر القلفاط و ابن فرج المعروف بالبيساري أو بابن البيساري - و كان من أهل العلم بالعربية (النحو) و من طبقة ابن الحكيم و القلفاط. و شاورهم عبد الرحمن في أي القصائد يحسن أن يقدّم في صدر الكتاب (16) فقال ابن أرقم: «إنّما يفضّل الشعر و يقدّم لغرابته و حسن معناه. و شعره (شعر أبي تمّام) الذي وصف فيه القلم (17) لم يتقدّمه (فيه) عليه متقدّم و لا لحقه فيه متأخّر» . و اختلف المجتمعون في ذلك. ثمّ اتّفق أن حضر أبو عبد اللّه الغابي (18) فسئل رأيه في ذلك (من غير أن يعرف آراء المختلفين) فقال: إنّ أهل بغداد لا يفضّلون على شعر أبي تمّام في القلم شيئا لغرابة معناه.
و لكن بينما كان الشعراء و النقّاد يذهبون في تذوّق الشعر مذهب القدماء، من جزالة اللفظ و متانة الأسلوب و صحّة المعنى و شرفه، كانت طبقة من العامّة قد أصبح أفرادها لا يفقهون تلك القوانين الأدبية. ذكر الزبيديّ (ص ٣٣٧، راجع ص 335) أنّ أبا عبد اللّه محمّد بن يحيى الرياحيّ الأزديّ (19) كان يعاني (20) الشعر فلا يتّفق له منه شيء مقبول. ثمّ حسن شعره و سلس طبعه (21). و كان الرباحيّ صديقا للزبيدي و لعبد اللّه ابن حمّود الزبيديّ الأندلسيّ فكتب إليهما بقصيدتين مطلعاهما:
خليليّ من فرعي زبيد و مذحجِ... قفا و اسمعا قد يسعد الشجي الشجي (22)
أ لم تعلما أنّي أرقت، و شاقني... خيالٌ سرى وهنا و لمّا يعرّج (23)
**يا خليليّ، عرّجا بمحبٍّ... هيض سقما فما يريم الفراشا (24)
و لمّا توفّي أحمد بن موسى بن حدير رثاه الرياحيّ بقصيدة بناها على مذاهب العرب و خرج فيها عن مذاهب المحدثين فلم يرضها العامّة.
ثمّ يحسن أن نشير إلى أربعة ممّن عنوا بالنقد و هم ابن عبد ربّه (ت ٣٢٨) و الطبيخي (ت 352) و عبد الكريم النهشلي (ت 4٠5) و ابن شهيد (ت 4٢6) ، و لهم كلّهم في هذا الجزء تراجم مستقلّة.
و في النقد (أو تذوّق الأدب و الحكم على قائليه) نزاع قديم ما يزال جديدا هو «الميل إلى القديم أو إلى الحديث» : الأدب القديم أفضل و أبرع و أحقّ بالحفظ و الرواية أم الأدب الحديث؟ ذلك النزاع الذي عرفه المشرق قد عرفه فيما بعد المغرب أيضا. و حينما نرى كلمة «العرب» في النصوص المغربية عامّة لا يكون العرب هنا في مقابل العجم (في المدرك القوميّ) ، بل يكون العرب بمعنى «البدو» (في مقابل أهل الحضر أو أهل المدن) . أمّا المحدثون فهم الناشئون في كلّ جيل (لأن كلّ جيل بالإضافة إلى الجيل الذي سبقه محدث، و بالإضافة إلى الذي جاء بعده قديم) . و لكن يبدو أنّ المغرب لم يعرف ذلك النزاع الحادّ في النقد و لا ذلك الانتصار المتطرّف لشاعر دون شاعر على ما عرفنا في المشرق من أمر المختلفين في الفرزدق و جرير أو في أبي تمّام و البحتريّ أو في المتنبيّ ما له و ما عليه. و لقد اصطحب المذهبان (طريقة العرب و طريقة المحدثين) في المغرب فكنت ترى ذينك المذهبين في نظم الشاعر جنبا إلى جنب في ديوانه (و قد رأينا مثل ذلك أيضا في المشرق عند أبي نواس مثلا) .
و ابن عبد ربّه صاحب «العقد» (ت ٣٢٨) أول من تحسن الإشارة إليه في حركة النقد في الأندلس. و لكن فضل ابن عبد ربّه لم يكن في الإتيان بجديد في هذا الموضوع، بل في نقل المدارك الأساسيّة في النقد من المشرق إلى المغرب. فأوّل ما يذهب إليه ابن عبد ربّه أنّ الشعر الجيّد لا يضرّه تأخّر صاحبه في الزمن، كما أن الشعر الرديء لا ينفعه أن يكون صاحبه معدودا في القدماء. و الإجادة في النتاج الأدبيّ و الحذق في النقد يقتضيان طبيعة (استعدادا) و صناعة (تثقّفا بفنون الأدب و بالعلوم المختلفة) و مدارسة (اختبارا) . و الاختبار أرجح في الميدانين من الصناعة (التعلّم) . و هنالك المفاضلة بين اللفظ و المعنى و الحكم بأن المعنى الجيّد. محتاج في بروزه إلى لفظ جيّد. هذه المدارك الأساسية في النقد (معرفة النتاج الجيّد في الأدب) معروفة عند ابن سلاّم الجمحيّ (ت ٢٣١) و ابن قتيبة الدينوريّ.
و يمكن أن ندخل وليد بن عيسى الطبيخيّ (ت 352) في النّقّاد. لقد كان في أثناء شرحه للأشعار يرجّح بين المعاني المرويّة أو الممكنة، كما كان يعرض أحيانا لأوجه البلاغة، على ما نرى في ترجمته (راجع، تحت، ص 254) .
أمّا عبد الكريم النهشليّ (ت 4٠5) فهو ناقد على الحقيقة رجّح سبق النثر على الشعر فأصاب في الترجيح و أخطأ في تعليل ذلك. و جعل الشعر أربعة أنواع: المديح و الهجاء و الحكمة و اللهو. و عرض لمكانة اللفظ و المعنى في جودة الشعر، و وصل بين جودة الشعر و الأخلاق. و أفضل الشعر عنده ما بقي محفوظا على وجه الدهر. ثمّ هو يرى أن النظر إلى الشعر يختلف باختلاف الزمان و المكان (من حيث الأغراض) على «ألاّ يخرج عن حسن الاستواء و حدّ الاعتدال و جودة الصنعة» .
و أمّا ابن شهيد (ت 4٢6) فقد أبدى رأيا فلسفيّا في النقد قائما على الحسّ الشخصي عند النظر إلى القطعة المعروضة للعين، و لم يحاول أن يضع بين يدي القارىء آلات عمليّة لتطبيق الأشعار (لجعل بعضها فوق بعض في درجات الجودة) ، كما فعل عبد الكريم النهشليّ.
و أوّل مطالع ابن شهيد في فلسفة النقد أنّه يريد، و هو الأديب البارع نظما و نثرا، أن يجعل علماء اللغة في معزل عن ميدان النقد، لأنّ إصابة الناقد إنّما تكون في طبيعته (استعداده الذاتي) أكثر ممّا تكون في الأدوات الخارجية (المعارف اللغوية و التاريخية و سواها) . و هو يرى الاعتدال في التجنيس و القصد (الاعتدال) بين طريقة العرب (أسلوب القدماء) و طريقة المحدثين (اتّجاه أبناء كلّ جيل جديد) .
و إذا كان ابن شهيد لم يأت في باب النقد بأشياء جديدة-أو نستطيع الجزم بأنّها جديدة-فإنّه عبّر عنها تعبيرا جديدا، إذ أدخل العنصر الذاتي (الشخصي) في عمل الناقد. ثم هو يوافق عبد الكريم النهشليّ في أن الشعر الجيّد يتّصف بصفة الدوام و يبقى مرويّا على وجه الأيام.
_________________________
1) قبلهم: عندهم، عليهم.
2) عاد فلان على فلان: رجع إليه -ارجع عليهم برحمتك بعد غضبك.
3) كان عبد الرحمن الناصر (٣٠٠-350 ه) قد بسط سلطانه على أمراء المغرب ثمّ استمرّ ذلك زمنا بعده. أقرّه على عمله (منصبه): ثبّته فيه.
4) تابع رسله: أرسلهم تباعا و جعلهم كثيرين.
5) الهنة (بالفتح) : الشيء القليل (من الخطأ) .
6) حطّتها: (أنزلتها عن ظهره، غفرتها) من توبته (بحسن توبته) .
7) ممحاة (بالكسر) : خرقة تزال بها الأوساخ.
8) لزوم (البقاء على) الجادّة: الطريق الواسعة (السلوك في الطاعة مع الجماعة) .
9) حسن المعونة: المساعدة (بالقيام بما يتعهّد به من الأموال و الجيوش و من سياسة الدولة) . خفّة (قلّة) المؤونة (تكليف الإنسان ما يثقله) .
10) الجور: الظلم. يعمّر سبلكم (طرقكم) يجعلها عامرة، آهلة، آمنة.
11) يقبل من محسنكم (و يثيبه على إحسانه) و يتجاوز عن مسيئكم (ينسى سيّئاته الماضية) . حدود اللّه: ما نهى اللّه عنه.
12) الملموح أنّه ابن عبد ربّه صاحب العقد (ت ٣٢٨) .
13) عن: بان، ظهر، بدا. مرّ بسرعة. ابتزّ: سلب. ولّى: انطلق، ذهب.
14) بختمه: بعسله (؟) ، راجع القاموس 4:١٠٢. آنفا: سابقا، من قبل.
15) الزبيدي 306-٣٠٧. و بويع لعبد الرحمن الناصر بالخلافة سنة 316. حبيب هو أبو تمّام.
16) في صدر الكتاب. يبدو أن المراد كان جمع عدد من مختارات شعر أبي تمّام.
17) قطعة مطلعها: لك القلم الأعلى الذي بشباته تصاب من الأمر الكلى و المفاصل.
18) كذا في الزبيدي ٣٠٧. في انباه الرواة (٣:٧٠) : أبو عبيد اللّه الغسّاني.
19) راجع ترجمته (ت 358) .
20) كان يعاني الشعر: يحاول نظم الشعر.
21) سلس طبعه: لان طبعه للشعر (و انقاد الشعر له) .
22) زبيد و مذجح من قبائل اليمن. أسعد: أعان (على حمل الهمّ) . الشجي. الحزين. الشجي (بفتح فكسر) -شج (بكسرتين لأنّه منقوص) ، و وردت ياء «الشجي» في الشعر مشدّدة (القاموس 4:٣4٧) . و الشاعر هنا حذف الشدّ و أعرب الياء.
23) أرق فلان: ذهب نومه. شاقه: حرّك شوقه إلى المحبوب. خيال: طيف (ما يرى في المنام) . سرى: سار ليلا. وهنا: في منتصف الليل. عرّج: مال إلى مكان (زار) .
24) هيض (مجهول من هاض) : كسر عظمه (يقصد: لان عظمه - بمرض يخفّ به الكلس في العظام فيعجز المريض حينئذ عن النهوض أو الاستواء) . رام: بارح، ترك.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|