أقرأ أيضاً
التاريخ: 18/10/2022
1295
التاريخ: 6-1-2023
881
التاريخ: 17-10-2019
7558
التاريخ: 28/10/2022
1033
|
تقع مأدبا إلى الجنوب من مدينة عمان على بعد 33 تقع إلى الجنوب من مدينة عمان كيلومترا منها وترتفع حوالي 774 متراً ولفظ مأدبا آرامي (سرياني) وتتمتع مدينة مادبا بخصب تربتها وعلى الرغم مما اكتشف فيها من آثار إلا ان الكثير الكثير لا زال مدفونا في جوفها, ويرجع تاريخ هذه المدينة إلى العصر الحديدي الأول (1200 – 1160 قبل الميلاد والذي يدل عليه اكتشاف قبر على مقربة من التل يعود تاريخه إلى ذلك العصر وفي القرن الثاني عشر قبل الميلاد كانت مأدبا مدينة موآبية إلى ان استولى عليها الاموريون وأحرقوها, ثم حكم مأدبا في القرن التاسع قبل الميلاد ملك اسمه ميشع والذي جعل ذيبان عاصمة له فطرد الغزاة ورمم المدن.
وتسللت قبائل الانباط البدوية تبحث عن مراع لماشيتها واستقرت في مأدبا وقامت ببناء وتعمير المدينة واحترفت التجارة وكونت مملكة وجعلت البتراء عاصمة لها. وعندما خضعت المنطقة لحكم قادة اسكندر الكبير كانت سوريا تنعم بالحضارة اليونانية وتأثرت البلاد المجاورة بتلك الحضارة وظهرت "المدن العشر"
وهزم الملك الحارث الثالث (67 – 62 قبل الميلاد) الرومان وأخرجوهم من مملكة الأنباط وفي عدادها مادبا لكن الحروب عادت واشتعلت بين الأنباط وهيرودتس الذي احتل مادبا وأو لم يدم احتلاله لها طويلاً وانتهى بتحالف الأنباط والرومان لكن المصالح الرومانية أبت إلا ان تدفعهم لنقض العهد فعادوا واحتلوها (98 – 117قبل الميلاد) وحول بلاد الانباط سنة 106 إلى ولاية أسماها "ولاية بلاد العرب الرومانية" فأقام القلاع للمحافظة على الأمن وأمر بشق طريق من بصرى الشام القاعدة الرومانية ثم جرش وعمان وخريبة السوق والبادودة وحسبان ومادبا وذيبان ثم الموجب, وهكذا أصبحت مادبا بحكم موقعها مدينة رومانية تنعم بالحضارة الرومانية.
أقام الرومان القلعة (الأكروبوليس) فوق تل يشرف على المدينة (دير اللاتين). كان طول القلعة 150 متراً وعرضها مائة متر ويعلو القلعة الأبراج للمراقبة والحماية. وأحاط بالمدينة سور بني على انقاض الاسوار المؤابية وكان للسور عدة أبواب وبوابته الرئيسة في الجهة الشرقية وعلى بوابته برجان, وعلى يمين البوابة تمتد الساحة وتتجه نحو الباب الشمالي الغربي في طريق ترتفع الأعمدة على جنباتها. وحفرت في المدينة الآبار وحفر الرومان فيها بركة يبلغ طولها 122 متراً وعرضهاً 95 متراً وعلى جنبها درج يصل إلى قعرها وحولت هذه البركة إلى بستان بعد ان غمرت بالتراب, وتصور الفسيفساء الرمانية التي عثر عليها مشاهد تلك الحقبة من الزمن منها مشهد الراقصة ومشهد أخيل الذي تتحدث عنه الإلياذة اليونانية.
وتدل المكشفات انه على الرغم من خضوع المدينة لحكم الرومان الا ان سكانها كانوا عرباً انباطاً. فقد اكتشفت قبورا عليها اسماء عربية وتعود لعهد الحارث الرابع (9 – 40 قبل الميلاد) اي في السنة الثالثة لتأسيس مقاطعة بلاد العرب ووجد قبر آخر يحمل اسم عربي هو "عبد الله بن أنعم" (83 – 30 قبل الميلاد).
وحققت مادبا ازدهاراً عظيماً في ظل حكم الرومان اذ توفر لها الأمن ولأنها بحكم موقعها على الطريق الرئيس التجاري الروماني الممتد من بصرى الشام إلى البحر الأحمر, وسكت نقوداً خاصة بها يحمل قسم منها اسم مادبا واسم الامبراطور سبتيموس سيفيروس (193 – 211) قبل الميلاد) واخرى تحمل اسم مادبا مع الهتها عشتروت.
وانتشرت الديانة المسيحية في مادبا في العصر البيزنطي الذي تلى العصر الروماني. فقط سنة 395 ميلادية أصبحت مادبا احدى مدن المقاطعة الثالثة في عهد ثيودوسيس الفلسطينية وانتشرت المسيحية عندما اعتنقها احد الزعماء العرب من قبائل الضجاعمة وتأصلت فيها ايام الغساسنة سنة 292 ميلادية, ووصلت مادبا إلى قمة ازدهارها الاقتصادي زمن الامبراطور يوستنيانس وزوجته ثيودورا (548 – 527 ميلادي) إذ بنيت الكنائس التي تزينها الفسيفساء الرائعة.
وعاد الحكم العربي ليبسط نفوذه على مادبا عندما التقت الجيوش الرومية بتلك العربية عند ام الرصاص التي تقع إلى الشرق من ذيبان وهزم الروم في مؤتة إلا ان معركة اليرموك (636 ميلادي) شهدت هزيمة هرقل وجيشه واستعاد العرب مدينة مادبا. وازدهرت مادبا في عهد الأمويين فبنيت كنيسة للعذراء وزينوها بالفسيفساء. وفي سنة (720 – 717) شنت حرب عنيفة على الصور الحية فالحق دمار كبير بالأعمال الفنية في القصور والكنائس ولكن مادبا احتفظت على الرغم من هذا بازدهارها العمراني والفني, وبدأت الهزات الارضية بتدمير المدينة فضربها اول زلزال في القرن الثامن من عام 746 ولكنه لم يدمر المدينة وتلاحقت الهزات الارضية في القرن الحادي عشر واستمرت اربعين يوما متتالية مما حول المدينة إلى اطلال بعد ان هجرها سكانها.
وهكذا ... غرقت مادبا في سبات عميق وخلدت حضارتها المحفوظة في جوف الأرض والتاريخ إلى نوم عميق قروناً طويلة ولم تستيقظ الا عندما أمرت السلطات العثمانية باقتطاعها للمهاجرين من الكرك الذين أعادوا إليها الحياة فبرزت ثانية.
ولعل أكثر ما يبين درجات الحضارة التي شهدتها هذه المدينة الخالدة عدد الكنائس المزينة بالفسيفساء الرائعة التي خلفها لنا البيزنطيون وتعد أهم الكنائس التي عثر عليها وتعود إلى ذلك العصر من أبرز آثار المدينة وعددها عشرة كنائس وتحوي في داخلها أثمن وأروع اللوحات الفسيفسائية في العالم والتي أهمها خريطة مادبا الشهيرة والتي لا نعلم تحديدا التاريخ الدقيق لها. ويعتقد العلماء انها تعود إلى حوالي عام 565 ميلادي وتشمل الخريطة الأماكن الواقعة بين بيليوس (جبيل) ودمشق شمالا إلى ثيبة في مصر جنوباً ومن البحر الأبيض غرباً إلى عمان والبتراء شرقاً, وتحتل مدينة القدس مركز الخريطة ويقع الشرق في القسم العلوي من الخريطة والغرب في القسم الأسفل منها كما كانت عادة رسم الخرائط في تلك الفترة, وتذكر الخريطة مدناً وقرى مثل أريحا نابلس اللد يافا أشدو عسقلان بيت جبرين غزة وغيرها وتصور الحيوانات والنباتات والسمك في نهر النيل والنخيل في أريحا وأسداً يطارد غزالا في سهل مؤاب.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|