أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015
2447
التاريخ: 10-04-2015
3539
التاريخ: 23-3-2016
2867
التاريخ: 22-06-2015
2175
|
هو أبو الجوائز مقدار بن محمّد المطاميريّ، نسبة الى مطامير و هي ضيعة بحلوان العراق، كان شاعر الدولة في أيام المستظهر العبّاسيّ (487- 512 ه) و أيّام المسترشد العبّاسيّ (512-529 ه) . و قد نال حظوة عند جمال الدين إقبال الخادم المسترشدي (1) فقال فيه مدائح كثيرة. و كان أيضا يمدح سيف الدولة أبا الحسن صدقة الاوّل صاحب الحلّة (479-501 ه) ، و لكن يبدو أنّه لم يكن شاعرا له.
و لعلّ وفاة أبي الجوائز المطاميريّ كانت في حدود 520 ه(1126 م) .
مختارات من شعره:
- قال مقدار المطاميريّ في النسيب:
و مجدولة مثل جدل العنان... صبوت إليها فأصبيتها (2)
إذا لام في حبّها العاذلات... أسخطتّهنّ و أرضيتها
كأنّي إذا ما نهيت الجفون... عن الدمع بالدمع أغريتها
فلو أنّني أستمدّ البحور... دموعا لعينيّ أفنيتها
و لو كان للنفس غير السلو...ّ (م)عنك دواء لداويتها
- و قال في امرأة لها فرع (شعر) طويل:
و فينانة الفرع فتّانة... تطيل على الهجر إقدامها (3)
تعجّب من مشيها شعرها... فقبّل في المشي أقدامها
كان مقدار المطاميريّ عند سيف الدولة صدقة المزيديّ، و كان الشاعر السنبسيّ ينشد قصيدته العينية: «فو اللّه، ما أنسى. . . . و راجع» (فوق، ص 236) فطرب سيف الدولة؛ و بدا على مقدار المطاميريّ أنّ الأبيات لم تعجبه.
و لحظ سيف الدولة ذلك فالتفت إليه و قال: يا مقيدير، ما تقول (في هذا الشعر) ؟ قال مقدار: أنا أقول خيرا منه. فقال له سيف الدولة: اخرج من عهدة دعواك (إيت بأبيات خير منها) . فقال مقدار المطاميريّ في الحال على الارتجال - و كان سكران - هذه الابيات:
لمّا تناجوا للفراق غديّة... رموا كلّ قلب مطمئنّ برائع (4)
وقفنا و منّا حنّة بعد أنّةٍ... تقوّم بالأنفاس عوج الأضالع (5)
مواقف تدمي كلّ عشواء ثرّةٍ... صدوف الكرى إنسانها غير هاجع (6)
أمنّا بها الواشين أن يلهجوا بنا... فلم نتّهم إلاّ وشاة المدامع (7)
___________________
1) راجع الخريدة (العراق ) 1: 297 .
2) الجدل (بسكون الدال):لف سيرين (أو عدد من السيور) بعضهما على بعض في حبل واحد ( وتكون المرأة مجدولة إذا كانت نحيلة قوية-ليس فيها ترهّل : لحم يترجرج على جسمها) . العنان : الرسن ( ويكون عادةً سيراً من جلد) . صبا : مال . أصبى : أمال (إستمال شخصاً آخر الى حبه).
3) الفرع : الشعر . فينانة: وافرة الظل . – شعرها طويل وافر كثير .
4) تناجوا: تكلموا سرا. غدية (تصغير غدوة) : باكرا في الصباح. رائع: مفزع، مخيف. رموا كل قلب مطمئن برائع: جعلوا جميع الناس (حتى الذين لا يعرفون الحب) خائفين عليهم (على المتناجين) .
5) الحنة: اصدار صوت من الصدر دلالة على الاشفاق و الحزن. الأنة: . . . . من الألم. كان تنفسنا (من ألم الحب) شديدا و حارا حتى أنه لين عظام ضلوعنا ثم جعلها مستقيمة.
6) عشواء: عين (مريضة) لا تبصر في الليل. ثرة: كثيرة سيلان (الدموع) . صدوف: مبتعدة. الكرى: النوم. انسانها: بؤبؤها. غير هاجع: غير نائم. -كانت حالة المحبين الذين يودع بعضهم بعضا مثيرة للشفقة الى حد أن كل عين عشواء (مريضة يضرها البكاء) تبكي طويلا و تظل ساهرة اشفاقا عليهم.
7) نحن لم نتكلم فلم يعلم الوشاة ما نقول فينقلوا الكلام الى أعدائنا، و لكن بكاءنا دل على ما نضمره (من الحب) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|