أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-23
2202
التاريخ: 9-5-2017
4773
التاريخ: 16-11-2014
1820
التاريخ: 2024-09-18
189
|
المناهج التفسيرية متنوعة ، وفي كيفية تقسيم هذه المناهج ، وقعت اختلافات كثيرة وعبارات متشتتة . وقبل أن نذكر ما هو الصحيح ، ونأتي ببعض ما ذكره بعض المفسرين والعلماء من المدرستين :
1- الدكتور الذهبي : يعتقد الذهبي أن التفسير إما مأثور أو تفسير بالرأي ، والتفسير بالرأي إما تفسير عقلي ممدوح أو مذموم ، والمذموم هو : تفسير يتأثر بمذهب المفسر واتجاهاته الذاتية ، وقد ذكر أحد عشر نموذجاً من هذا النوع الأخير وهي تفاسير : المعتزلة ، والشيعة ، الإسماعيلية ، البابية ، البهائية ، الخوارج ، الصوفية ، الفلسفية ، الفقهية ، العلمية ، والعصرية (1).
2- الشيخ خالد عبد الرحمن العك : يمكن تلخيص ما ذكره الشيخ خالد في أقسام التفسير بما يلي : التفسير إما تفسير بالمأثور أو باللغة أو بالعقل أو بالاجتهاد أو بالإشارة ، فالأول : إما تفسير القرآن بالقرآن ، أو بالروايات المروية عن الرسول (صلى الله عليه واله ) ، أو بأقوال الصحابة أو التابعين . والتفسير الإشاري على قسمين : تفسير إشاري شهودي ، وتفسير إشاري علمي (2).
3- الأستاذ الشيخ جعفر السبحاني : يقول : أصول المنهج (التفسيري) لا تتعدى أصلين ، هما أ- التفسير بالعقل .
ب – التفسير بالنقل . لكن لكل صوراً :
أما الأول ، فصوره عبارة عن :
أ- التفسير بالعقل الصريح .
ب- التفسير في ضوء المدارس الكلامية .
ج- التفسير في ضوء السنن الاجتماعية .
د- التفسير في ضوء العلم الحديث .
هـ - التفسير حسب تأويلات الباطنية .
و- التفسير حسب تأويلات الصوفية .
وأما الثاني ، فصورة عبارة عن :
(أ) تفسير القرآن بالقرآن .
(ب) التفسير البياني للقرآن .
(ت) تفسير القرآن باللغة والقواعد العربية .
(ث) تفسير القرآن بالمأثور عن النبي (صلى الله عليه واله) والأئمة (عليهم السلام).
فهذه الصور العشر من فروع المنهجين الأصليين (3).
4- الأستاذ الشيخ محمد هادي معرفة : يقول : وأما المناهج التفسيرية التي يسلكها المفسر ويتجه نحوها في تفسير للآيات القرآنية ، فتختلف حسب اختلاف اتجاهات المفسرين وأذواقهم ، وأيضاً حسب معطياتهم ومواهبهم في العلوم والمعارف وأنحاء الثقافات ، فمنهم من لا يعدو النقل ، معتقداً أن لا سبيل للعقل الى تفسير كلامه تعالى ، ومنهم من أجاز للعقل التدخل فيه ، ويرى للرأي والنظر والاجتهاد مجالاً واسعاً في التفسير ، حيث قوله تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24] وقوله تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [النحل : 44] ، فللتدبر في القرآن والتفكر حول آياته ومفاهيمه مجال واسع ، قد فتح القرآن ذاته أبوابه بمصراعين ، غير أن بعضهم أسرف في التعقل ، وربما التحق بالتوهم المتكلف فيه .
وعلى أي تقدير ، فالمنهج الذي انتهجه المفسرون إما نقلي أو اجتهادي ، وقد عرفنا سبيل النقلي واعتماده على المأثور ، إما مع شيء من البيان والتوضيح ، كما سلكه أبو جعفر الطبري ، أو بمجرد النقل من غير نظر وبيان ، كالذي انتهجه جلال الدين السيوطي والسيد البحراني .
وأما النظري الاجتهادي ، فمعتمده إما مجرد الرأي الخاص [للمفسر] حسب عقيدته ومذهبه ، فهذا كأكثر تفاسير أهل الباطن ، أو مجموعة مصادر التفسير من المنقول والمعقول ، وهذا هو الشائع من التفاسير المعتبرة الدارجة بين المسلمين ، منذ العهد الأول ولا يزال (4).
وقسم التفسير الاجتهادي الى : التفسير الفقهي ، التفسير الجامع ، التفسير في العصر الحديث ، التفاسير الأدبية ، التفاسير اللغوية ، التفاسير الموجزة ، التفاسير العرفانية (التفسير الرمزي والإشاري) (5).
تقسيم آخر للمناهج التفسيرية
يمكن تقسيم المناهج التفسيرية بطريق آخر أوضح من التقسيم السابق وأوفق بما نجده في التفاسير الموجودة ، فنقول :
التفسير إما روائي ، أي : يعتمد على الروايات ، وهذا النوع ينقسم قسمين :
أ ـ الروائي المحض ، وهو : المنهج الذي يعتمد على الروايات فقط ، ولا نجد فيه الاستدلال والنظر والاجتهاد ، كتفسير (الدر المنثور) وتفسير (نور الثقلين).
ب ـ الروائي مع شيء بسيط من النظر والاجتهاد ، مثل تفسير (الصافي) و (تفسير الطبري) . والكلام القاطع في تفسير الآيات هنا هو الروايات ، والنظر والاجتهاد يكون تابعاً لها أو شارحاً.
وإما اجتهادي ، فنرى فيه التمسك بالبراهين ، كما هو دأب أهل الرأي والاجتهاد . والاجتهادي ينقسم قسمين : إما اجتهادي غير مقبول ؛ لأن المفسر يأتي بالآراء الباطلة ويفسر القرآن بالرأي ، أو اجتهادي يمكن قبوله والتمسك به ، فنسميه التفسير الاجتهادي المقبول إذا مشى المفسر على المنهج المطلوب (6).
والتفسير الاجتهادي المقبول عند جل المفسرين نوعان :
النوع الأول : الاجتهادي الجامع ، ففي هذا النوع من التفسير يستفاد من كل ما يمكن أن يقع في طريق فهم كتاب الله تعالى ، ولا يجعل المفسر نفسه في ضيق ، بل يقتفي أي دليل يرشده ويدله على مراد الله من الآيات ، مثل تفسير(مجمع البيان)، و (التفسير الكبير).
النوع الثاني : غير الجامع ، فالمفسر في هذا النوع من التفسير لا يستفيد من جميع الطرق والمصادر لفهم الآيات ، بل يرى طريقاً واحداً أو بعض الطرق صحيحاً أو أصح وأنسب ، فيمشي على طبقه ، ويعتمد عليه في التفسير ، دون أن يفتح المجال لكل ما يمكن أن يعتمد عليه في تفسير القرآن .
وهذا النوع على قسمين : نقلي وغير نقلي . فالاجتهادي النقلي يتنوع الى أقسام منها :
الأول : الاجتهاد الأدبي ، ويعتمد المفسر فيه على ما ذكره الأدباء من القواعد الصرفية والنحوية واللغوية والبلاغية وسائر العلوم العربية .
الثاني : الاجتهادي القرآني ، المسمى بتفسير القرآن بالقرآن ، ويعتمد المفسر فيه على ما في القرآن من الآيات ، فيجعل آية موضحة لآية أخرى ، إما بالتبيين أو التقييد أو التخصيص أو غير ذلك من البيانات القرآنية التي سوف نذكرها في المستقبل ، مثل (تفسير الميزان) و (تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) .
وغير النقلي له مصاديق كثيرة ، أشهرها : التفسير الإشاري الذي يعتمد على الواردات القلبية بواسطة الرياضيات الفكرية والعملية .
وفي هذا الكتاب سوف نتكلم على التفسير الروائي بقسميه ، والاجتهادي المقبول : الجامع وغير الجامع ، ونبحث عن منهج تفسير القرآن بالقرآن ، وعن منهج التفسير الإشاري ، باعتبارهما نوعين من أنواع التفسير الاجتهادي غير الجامع .
وفي ضوء ما ذكرناه آنفاً يمكن أن نرسم مخططاً لأنواع المناهج التفسيرية كما يلي :
________________________
1- راجع : التفسير والمفسرون 1: 367 وبعدها .
2- راجع : أصول التفسير وقواعده : 75 وبعدها .
3- المناهج التفسيرية في علوم القرآن : 5 و6.
4- التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2: 19و20.
5- المصدر السابق : 347.
6- بعض المفسرين والقرآنيين فسموا التفسير بالرأي الى الاجتهادي المقبول وغير المقبول . ولكننا رعاية لظاهر الروايات المانعة من تفسير القرآن بالرأي ، لم نجعل التفسير بالرأي مقسماً للاجتهادي المقبول وغير المقبول ؛ لأن التفسير بالرأي عملية مذمومة في الروايات .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|