المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



الاسلام ونظافة السوق  
  
1431   09:32 صباحاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص248-249
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /

وضع التشريع الاسلامي مجموعة من القوانين والانظمة العامة التي يمكن تطبيقها والاستفادة منها في موارد متعددة، ومن ذلك القوانين المتعلقة بالبيئة، وموضوع النظافة البيئية للأسواق وان لم يرد فيها نصوص خاصة الا انه يمكن ارجاع العديد من القوانين البيئية الاسلامية واستخدامها في بيئة الاسواق العامة ونظافتها وكيفية بناءها وعمارتها وما شاكل ذلك.

..... فالأسواق بمثابة اماكن عامة يستخدمها الناس لوضع بضائعهم فيها ولذا نجد التشريعات الاسلامية قد نظمت هذه المسالة من خلال الحديث عن فائدة الطرق وانها للاستطراق والناس فيها شرع – أي متساوون – وحكمها انه لا يجوز الانتفاع منها بغير ذلك الا ما لا يفوت به منفعة الاستطراق كالجلوس غير المضر بالمارة.

..... وكنموذج على ما قاله الفقهاء في هذا المضمون ننقل كلام الشهيد الثاني في كتابه اللمعة الدمشقية حيث قال : (ويمنع الانتفاع بها ـ بالطرق- في غير ذلك المذكور وهو الاستطراق مما يفوت به منفعة المارة مطلقا – أي ان ما لا تفوت به منفعة المارة فغير ممنوع – فلا يجوز الجلوس بها للبيع والشراء، وغيرهما من الاعمال والاكوان)(1).

ونقل صاحب الجواهر عن الشهيد الثاني في المسالك قوله :(ان الفقهاء اختلفوا في جواز الجلوس في الطرقات العامة للبيع والشراء، وقد منعه بعض الفقهاء مطلقا، لأنه انتفاع بالبقعة في غير ما اعدت له، فهو كالانتفاع بالوقوفات الخاصة في غير ما عينت له من الجهة).

ثم ذكر ان المشهور بين الفقهاء هو التفاصيل في المسألة :(وهو المنع من ذلك في الطريق المسلوك الذي لا يؤمن تأذي المارة به غالبا.

وجوازه في الرحاب المتّسعة في خلاله بحيث يؤمن تأذي المارة به)(2).

ومن ذلك ايضا كلماتهم عن المنع من سد الطرقات ووجوب ازالة العوائق منها ...، والغرض من ذلك هو الاشارة إلى ان الاسلام نظّم وشرّع احكاما تتعلّق بعمليات البيع والشراء التي كانت تجري في الاسواق العامة والتي كان موضعها الاماكن والشوارع العامة التي يملكها جميع المسلمين بلا استثناء.

ولا ينبغي ان تغفل عن الروايات والاحاديث وكلمات الفقهاء في وجوب اماطة الاذى والقذارة عن الطرقات التي تدخل في نطاق الحفاظ على بيئة الاسواق العامة.

____________

1ـ اللمعة الدمشقية. م. س، باب المنافع المشتركة.

2- شرائع الاسلام – سلسلة الينابيع، م.س، ج16، ص283.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.