المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24

قيود الإقفال للحسابات في قوائـم المركز المالي وحقوق الملكية
11-3-2022
اثبات الامامة بالمعجزة
15-05-2015
المداراة
25-4-2022
الأعاصير الاستوائية
28-11-2017
شروط المؤذن
2024-07-14
التدوير النوعي Specific rotation
5-12-2016


في رحاب المرأة  
  
2125   11:10 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص117-118
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2021 2668
التاريخ: 19-7-2021 6409
التاريخ: 19-1-2016 2481
التاريخ: 26-2-2021 2694

المرأة هي المدرسة الاولى في الحياة , وهي احد العنصرين الاساسيين في تكوين المجموعة البشرية , فنحن حينما نذكر المرأة نرى انها مدرسة لتنشئة وتربية الاجيال , وحينما نأتي لنتحدث عن دورها في المجتمع نلاحظ انها في الواقع نقطة لانطلاق المجموعة البشرية  ولولاها لما كان هناك بشر على وجه الارض , ونظرا لكونها المعهد الفطري للوليد ولكون صدرها هو واهب الحياة للجيل اهتم الاسلام بان يلقي الضوء في شريعته واحكامه على المرأة ومكانتها في المجتمع والحياة , وان يرتفع بها الى مصاف الرجل لها ما له وعليها ما عليه , بعد ان كانت المرأة مهضومة الحق في جميع الانظمة الدولية التي وجدت قبل الاسلام , حتى ان كثيرا من الامم كان قد راج فيها وأد البنات خوفا من عار وجودهن على وجه الارض , وكان العلماء وزعماء الديانات يبحثون ويتناقشون على طول قرون عديدة في ان المرأة هي انسان او غير انسان , وهل تحمل روحا ام لا , وكانت الديانة الهندوسية مثلا قد سدت ابواب تعليم كتبها المقدسة على المرأة لعدم جدارتها لذلك .

والديانة البوذية لم يكن فيها سبيل لنجاة لمن اتصل بامرأة , وأما في الديانات النصرانية واليهودية فقد كانت المرأة هي مصدر الاثم ومرجعه , وكذلك اليونان فلم يكن للمرأة عندهم اي نصيب من العلم والحضارة ولا ثقافة ولا حقوق مدنية , وعلى مثله كانت الحال في الروم وفارس والصين وما عداها .

وكان نتيجة لهذا المقت العام الذي كانت تشعر به المرأة انها نسيت ان لها مكانة اجتماعية وان لها كيانا خاصا , مما ابعد المرأة عن الشعور بمكانة اجتماعية او كيان , ولكن الاسلام هو الدين الوحيد الذي جاء لكي يعطي الصنفين الذكر والانثى حقه في الحياة , واصلح عقولهم وبعث في الاذهان فكرة اعطاء حقوق المرأة وحفظ كرامتها , ومن ناحية اخرى فتح امامها ابواب العلم والمعرفة وأباح لها ان تتعلم ما تشاء من العلوم المقدسة كقراءة القرآن ودراسته وتفسيره اذا امكنها ذلك , وقد جاء في الروايات عن الرسول الاكرم انه قال : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة , وقد اشاد القرآن بالمرأة وخصها في آيات كثيرة تبين مكانتها في المجتمع :

 {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195] , وقال تعالى ايضا :

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النحل: 97] {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } [غافر: 40], وذلك لكي تشعر المرأة المسلمة بمسؤوليتها في المجتمع ولكي يشعر المجتمع بوجودها وباعتبارها عضوا اساسا في الحياة , ولكي لا تستغل امكانيتها العاطفية والتكوينية استغلالا ظالما . وعلى هذا الاساس فان المرأة المسلمة قد حصلت في ظل الاسلام على حقوق وامكانيات لم تحصل عليها اية امرأة سواها في شتى القوانين والتشريعات ... وقد ارتفع الاسلام بالمرأة لحسابها الخاص ولمجرد كونها انسانة واعطاها حقها الطبيعي في كل ادوار حياتها الاجتماعية , ونحن الان في صدد اعطاء فكرة مختصرة عن المرأة في تشريعات الاسلام ومفاهيمه .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.