المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

ماذا تعني كلمة السمية Toxicity؟
2023-10-12
بيع الاموال المرهونة بناء على طلب الدائن المرتهن
30-7-2017
عمر الامام الباقر (عليه السلام) وسنة وفاته
10-8-2016
Louis Couturat
6-4-2017
قضاء صوم شهر رمضان
24-8-2017
مفهوم العلاقات العامة
27-7-2022


المرأة في الأمم السالفة  
  
2234   09:59 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص110-112
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-08 275
التاريخ: 25-11-2017 2251
التاريخ: 9-10-2018 2171
التاريخ: 5-4-2018 2063

لم تنل حظاً - في اغلب الأطوار التي مرت بها عبر التاريخ القديم – يحفظ لها كرامتها، ويأخذ بيدها كمخلوق له أهميته، بل على النقيض تماما لقد ظلمها الرجل، وتعسف في منعها حقوقها كبشر يتمتع بهذه الحياة، فقد كان معروفا وكان له عليها حق الحياة، والموت فاذا تزوجت انتقلت هذه الحقوق لزوجها، فليس لها ان تستقل بأمرها في شان من شؤونها(1).

فلم تكن المرأة في كلا الحالتين –قبل الزواج، وبعده- تتمتع بأية اهلية، ولم تكن لها أية شخصية قانونية و انما كانت تخضع لوصايا صاحب السلطة عليها.. ذلك لان الانوثة كانت تعد احد الأسباب لانعدام الأهلية في القانون الروحاني(2)، وهكذا غيره من بقية القوانين ممن سبق الرومان او لحقهم. ولم يقتصر ذلك على امر زواجها، بل تعدى الى جميع شؤونها فهي مسلوبة الحرية في كل ما يرجع الى حقوقها المادية والاجتماعية وكانت شريعة حمورابي قد نزلت بالمرأة الى الحضيض حيث عدتها في عداد الماشية المملوكة حتى ان من قتل رجلا كان عليه ان يسلم بنته ليقتلها، او يتملكها(3). وكان اليهود يرون في المرأة لعنة، ويسوغون ذلك بانه هي التي اغوت (ادم)، وقد جاء في التوراة المرأة أمر من الموت، وان الصالح أمام الله ينجو منها(4). وكانت بعض الطوائف اليهودية تعتبر البنت في مرتبة الخادم. وكان لأبيها الحق في بيعها وهي قاصرة. واما المسيحيون : فقد عدوا المرأة باب الشيطان الى نفس الانسان وانها ناقضة لنواميس الله. وانها خطر على الاسرة والبيت لذلك قرروا ان الزواج دنس يجب الابتعاد عنه، وان الأعزب عند الله اكرم من المتزوج. بهذه الصفات قابل المسيحيون المرأة، فجعلوا الرجل ينفر منها ويعتبرها خطراً على نفسه، ومعتقداته (5) اما الهنود فقد اتسمت معاملتهم للمرأة بطابع اخر فيه تعد سافر على حياتها حيث لم يكن لها حق في الحياة بعد وفاة زوجها بل يجب ان تموت يوم موت زوجها وان تحرق معه وهي حية في موقد واحد. على أنها في حياتها كانت قاصرة في نظرهم حتى انه لو مات ابوها او زوجها او ولدها او من يمت اليها بصلة كان عليها ان تنتمي الى رجل من اقارب زوجها(6) بل كان الرجل يعد من حقه ان يظلم المرأة وهي تعد من واجبها الصبر على ظلمه، وكان قد ركز في نفسها من شعور العبودية ما يجعلها تفتخر بان تدعوا نفسها (داس) أي أمة لزوجها وتؤمن بـ(بتي ورنا) ، أي : اتخاذ المرأة زوجها معبودا إلهاً(7)، والمصطلحات شائعان معروفان في المجتمع الهندوكي (8)، وعلى هذه الشاكلة كانت المرأة تلاقي نصيبا تعسا في بلاد الروم وفارس والصين حيث كان الذل يخيم على المرأة كإنسان يفقد قيمته الاجتماعية ولم تلاق المرأة من اليهود والمسيحين ما يأخذ بيدها ويمنحها شيئا من العزة والكرامة، بل كان اليهود يرون فيها الخادم الذي لا بد له أن يقدم الى الآخرين كل مجهود، وكان لأبيها الحق في بيعها وهي قاصرة، وكانوا يحرمون المرأة من حقوقها الميراثية، واذا كان بعضهم يورثها فانه يحرمها من التصرف في مالها، بل الحرية في التصرف بأموالها انما تكون الى الولي عليها.

___________________

1ـ الإسلام والحياة : ص129.

2ـ حقوق المرأة ص50.

3ـ المرأة بين الفقه والقانون ص19.

4ـ الزواج في القران والسنة : ص46.

5ـ المرأة بين الفقه والقانون ص19-2.

6ـ المرأة بين الفقه والقانون ص18.

7ـ الزواج في القران والسنة ص37.

8ـ الحجاب للمودودي ص300.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.