أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-08
275
التاريخ: 25-11-2017
2251
التاريخ: 9-10-2018
2171
التاريخ: 5-4-2018
2063
|
لم تنل حظاً - في اغلب الأطوار التي مرت بها عبر التاريخ القديم – يحفظ لها كرامتها، ويأخذ بيدها كمخلوق له أهميته، بل على النقيض تماما لقد ظلمها الرجل، وتعسف في منعها حقوقها كبشر يتمتع بهذه الحياة، فقد كان معروفا وكان له عليها حق الحياة، والموت فاذا تزوجت انتقلت هذه الحقوق لزوجها، فليس لها ان تستقل بأمرها في شان من شؤونها(1).
فلم تكن المرأة في كلا الحالتين –قبل الزواج، وبعده- تتمتع بأية اهلية، ولم تكن لها أية شخصية قانونية و انما كانت تخضع لوصايا صاحب السلطة عليها.. ذلك لان الانوثة كانت تعد احد الأسباب لانعدام الأهلية في القانون الروحاني(2)، وهكذا غيره من بقية القوانين ممن سبق الرومان او لحقهم. ولم يقتصر ذلك على امر زواجها، بل تعدى الى جميع شؤونها فهي مسلوبة الحرية في كل ما يرجع الى حقوقها المادية والاجتماعية وكانت شريعة حمورابي قد نزلت بالمرأة الى الحضيض حيث عدتها في عداد الماشية المملوكة حتى ان من قتل رجلا كان عليه ان يسلم بنته ليقتلها، او يتملكها(3). وكان اليهود يرون في المرأة لعنة، ويسوغون ذلك بانه هي التي اغوت (ادم)، وقد جاء في التوراة المرأة أمر من الموت، وان الصالح أمام الله ينجو منها(4). وكانت بعض الطوائف اليهودية تعتبر البنت في مرتبة الخادم. وكان لأبيها الحق في بيعها وهي قاصرة. واما المسيحيون : فقد عدوا المرأة باب الشيطان الى نفس الانسان وانها ناقضة لنواميس الله. وانها خطر على الاسرة والبيت لذلك قرروا ان الزواج دنس يجب الابتعاد عنه، وان الأعزب عند الله اكرم من المتزوج. بهذه الصفات قابل المسيحيون المرأة، فجعلوا الرجل ينفر منها ويعتبرها خطراً على نفسه، ومعتقداته (5) اما الهنود فقد اتسمت معاملتهم للمرأة بطابع اخر فيه تعد سافر على حياتها حيث لم يكن لها حق في الحياة بعد وفاة زوجها بل يجب ان تموت يوم موت زوجها وان تحرق معه وهي حية في موقد واحد. على أنها في حياتها كانت قاصرة في نظرهم حتى انه لو مات ابوها او زوجها او ولدها او من يمت اليها بصلة كان عليها ان تنتمي الى رجل من اقارب زوجها(6) بل كان الرجل يعد من حقه ان يظلم المرأة وهي تعد من واجبها الصبر على ظلمه، وكان قد ركز في نفسها من شعور العبودية ما يجعلها تفتخر بان تدعوا نفسها (داس) أي أمة لزوجها وتؤمن بـ(بتي ورنا) ، أي : اتخاذ المرأة زوجها معبودا إلهاً(7)، والمصطلحات شائعان معروفان في المجتمع الهندوكي (8)، وعلى هذه الشاكلة كانت المرأة تلاقي نصيبا تعسا في بلاد الروم وفارس والصين حيث كان الذل يخيم على المرأة كإنسان يفقد قيمته الاجتماعية ولم تلاق المرأة من اليهود والمسيحين ما يأخذ بيدها ويمنحها شيئا من العزة والكرامة، بل كان اليهود يرون فيها الخادم الذي لا بد له أن يقدم الى الآخرين كل مجهود، وكان لأبيها الحق في بيعها وهي قاصرة، وكانوا يحرمون المرأة من حقوقها الميراثية، واذا كان بعضهم يورثها فانه يحرمها من التصرف في مالها، بل الحرية في التصرف بأموالها انما تكون الى الولي عليها.
___________________
1ـ الإسلام والحياة : ص129.
2ـ حقوق المرأة ص50.
3ـ المرأة بين الفقه والقانون ص19.
4ـ الزواج في القران والسنة : ص46.
5ـ المرأة بين الفقه والقانون ص19-2.
6ـ المرأة بين الفقه والقانون ص18.
7ـ الزواج في القران والسنة ص37.
8ـ الحجاب للمودودي ص300.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|