المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مرض عفن اوراق الطماطة
12-11-2016
قصة إحياء الطير
24-11-2020
ماكروسكوبي – عياني macroscopic
10-6-2017
مبادئ العلم وقدر العلماء عند الأمام الباقر
21-8-2016
Perfective versus imperfective
2023-03-27
الرأس وزوائده
18-2-2016


مرحلة ما قبل البلوغ  
  
3501   09:40 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص61ـ66
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-1-2023 1573
التاريخ: 14-3-2022 2328
التاريخ: 2023-09-25 1482
التاريخ: 2023-02-20 1836

إن البلوغ لدى الإنسان يتم بشكل تدريجي على عكس ما يحصل لدى الحيوانات، فهو يمتد لدى الذكور الى (15) عاماً، ولدى الإناث أقل من ذلك بقليل. لكن مقدمات البلوغ تبدأ من السنة التاسعة، وبعبارة أخرى فإن الأطفال يدخلون في هذه السنين (9-14) مرحلة تنتهي بالبلوغ الطبيعي، والتهيؤ أو التأهل ليصبحوا آباء وأمهات.

هذه المرحلة من عمر أبنائنا هي مرحلة صعبة وترافقها تغيرات وتحولات في التعامل، ويواجه فيها المربي العصيان والانحراف والغضب وحب الاستقلال والنشاطات والجهود الزائدة لدى الأطفال، وتصل تلك الحالة الى أوجها في أواخر مرحلة البلوغ. ففي هذه المرحلة تبدأ مواجهة الطفل لوالديه، وقد يقف أحياناً بجد في مقابلهم. وهذا يعني ان نلحظ خلال عملية الإصلاح هذه التصرفات. وبعبارة أخرى فإن التعاليم والأفكار المغلوطة تكون في هذه المرحلة أكثر تأثيرا في إيجاد الانحراف لدى الأطفال، لكن ليست كل مخالفة وانحراف بسبب التعليم المغلوط، بل إنها ترتبط أحياناً بحالة النمو.

ولا بد هنا من الإشارة الى أن الطفل إذا تربى تربية حسنة، وكان ذهنه وروحه مهيآن للحياة، فسيعبر هذه المرحلة بهدوء وسكينة أكثر من الطفل الذي اكتسب من ثقافته ومجتمعه الشقاوة والكذب والخيانة.

ـ الوراثة :

في بعض الأحيان نضطر الى الأخذ بعين النظر الصفات والخصائص التي اكتسبها الطفل من والديه واجداده بشكل وراثي من خلال رابطة الدم، علينا ان نكتشف ذلك لنعرف جذور وعلل الانحراف ونسعى للتأهيل.

إننا لا ندّعي ان هناك احداً شريراً بذاته، أو انه اتى الى هذه الدنيا وهو غير سليم، أو ان ابويه كانا مجرمين فورث ذلك عنهما، لكن ما نريد أن نقوله هو ان الأعمال السيئة وشر الوالدين وشقاوتهما لا بد أن تترك آثاراً على الطفل، وقابليته نحو الانحراف والأعمال المخالفة أقوى.

وقد تكون الجوانب الوراثية على شكل نقص عضوي في الطفل، خاصة إذا كان له تأثير على روحية الطفل، وقد تكون على شكل نزيف دماغي أو عوارض قلبية، ويتم معالجتها طبياً، لكن لها تأثير على تعامله.

ـ نواقص البدن :

من جملة الأمور التي تؤثر في الانحراف والأعمال المخالفة لدى الأطفال وجود نقص وضعف جسدي لديهم، مع الاسف ان مجتمعنا ما يزال يعتبر ان الأشخاص الذين يعانون من نقص أو ضعف في اعضاء اجسادهم أفراداً مذنبين أو مقصرين، بل إنهم إذا وقع شجار بين شخصين، تراهم يعيّرون الشخص الناقص الأعضاء بنقصه.

ولهذا الأمر جذور قديمة عجيبة، بل حتى ان بعض الناس اعتادوا ان يعتبروا ناقص العضو ملعوناً، وجرى بينهم مثل "كل ناقص ملعون" في حين أن ذلك لا يمتُّ الى الإسلام بصلة. فالشخص الذي تعرض خلال حياته الى نقص في اعضاء جسده لحادث أو لثقافة مغلوطة أو بسبب المحيط، دون ان يكون مقصراً في شيء يجب أن لا يعيّر أو يُلام على ذلك.

ان توبيخ الشخص المبتلى بنقص في اعضاء جسده، أو اظهار الترحّم عليه، أو إظهار محبة زائدة نحوه، أو مناغاته بشكل مؤذٍ، كل ذلك مما يؤدي الى خروجه عن طوره، ويدفعه الى إساءة الظن بالحياة وبكل ما يرتبط بها خاصة عندما يكون ذلك النقص يعود الى الشخص نفسه بالعناء والألم، ويضغط عليه روحياً.

من الناحية التربوية يجب أن لا يُلفت نظر الطفل الى نقص عضوه تحت أي ظرف من الظروف، أو ان يتم تذكيره بالنقص، إلا اذا كان ذلك لهدف بنّاء، أو لتشجيعه على قبول العلاج والإصلاح.

أحياناً يكون النقص الجسدي مصحوباً بعيوب روحية وأخلاقية، فمثلاً الشخص الذي يعاني من شلل في يده ورجله قد يصل الى درجة يعجز فيها عن تحمل الأمر، ويفقد توازنه، أو يثور عصبياً، أو يلجأ الى العصيان، أو الى الانحراف، أو تزداد طلباته، أو يتوقع من الجميع مساعدته، أو يتغنّج.

على الوالدين والمربين أن يداروا هكذا أطفال أكثر من غيرهم، وأن تكون توقعاتهم من هكذا أطفال متناسبة مع إمكانات أولئك الأطفال وقدراتهم، وإذا غضبوا من الطفل المبتلى أو انزعجوا منه أو ارادوا معاقبته عليهم ان لا يستخدموا مرضه وبلواه وضعفه وسيلة من خلال تذكيره بها، وأن لا يستخدموا ذلك من أجل إطفاء نار غضبهم. وأهم من ذلك ان يعملوا على تقوية روحيته، ورفع معنوياته، وأن يفهموه ان النقص أو الضعف الذي يعاني منه أمر بسيط وصغير.

ـ طريقة عمل الغدد :

للغدد الداخلية دور أساسي ومصيري في البدن. فالترشح غير المتوازن لتلك الغدد يؤدي الى الإضرار بسلامة الطفل وتعامله، فمثلاً إذا كان ترشح غدة التروئيد أكثر من الحد المطلوب يصبح الشخص عصبياً وسريع التأثر، ويعاني من ضغط نفسي.

النمو البطيء والناقص يؤدي أحياناً الى مضاعفات نفسية كثيرة من الميل الى العزلة، أو العيش بعيداً عن الاجانب، أو عدم الاهتمام بالأحاسيس، أو حصول حالات عاطفية معينة قد يعبر عنها بالمخالفة وغير الموزونة. فكثير من تلك العوارض تعود الى طريقة عمل الغدد. في هذه الحالات يراجع الطبيب أو الطبيب النفسي ليقدم لذويه الإرشادات اللازمة، لينقذ الطفل من الوضع الذي فيه.

ـ التعب :

الأطفال الذين يتعبون كثيراً بسبب نشاطهم اليومي، ويفقدون طاقتهم وحركتهم يصابون بحالة عصبية يفقدون خلالها السيطرة على انفسهم، بسبب انتشار السموم في الجسم إثر النشاط الزائد، فيؤدي ذلك الى حالة تنبلة وخروج عن الطور.

وأحياناً يؤدي التعب الى بروز الخوف لدى الطفل، أو يسلبه الطمأنينة والهدوء والنوم، وقد يسبب له الاضطراب، أو يفقده رغبته بأمور كان يرغب فيها، أو يجعله عاجزاً تجاه قضايا ومواقف فردية، واخيراً يظهر انحرافا أو تصرفاً مخالفاً.

من الواضح ان استراحة بسيطة، أو شرب قهوة أو شاي، أو تقوية الدوافع، أو تنظيم برنامج النوم يخلص الطفل من ذلك الوضع. اما اذا استمرت تلك الحالة عندئذ يراجع الطبيب لمعرفة السبب ومعالجته.

ـ الأمراض :

الأطفال الذين يصابون بمرض يفقدون عادة توازنهم، خلال مرحلة المرض أو خلال النقاهة

منه. كما ان العفونة الدماغية، وأمراض الصرع، وتلف الاعصاب كلها تؤدي الى ايجاد فوضى وعدم توازن لدى الأفراد. ذلك لأن قدرة الطفل على التحمل محدودة، ولا يمكنه ان يتزن بوجود تلك العلل.

فالطفل المريض جسدياً وضعه غير اعتيادي، ومن الطبيعي أن تصدر عنه أعمال مخالفة، وأن تسوء عشرته، وأن تزداد لجاجته، وأن يقل اهتمامه بالأحاسيس والحوادث من حوله. لكن العناية الناقصة أو المفرطة بالطفل أثناء المرض قد تجعل تلك الحالة دائمة لديه.

كما ان الأمراض القاسية مثل الحصبة والجدري وحصبة الماء أو الجراحة تترك آثاراً جسدية على الطفل، إضافة الى آثار نفسية، إنها تهيء الطفل للقيام بعمل غير متزن وغير صحيح، لهذا فإن مراقبة الطفل أثناء المرض والعناية به أمر ضروري لسلامته وتوازنه الجسدي والنفسي.

ـ الوضع الجسدي :

إن الوضع الجسدي للطفل وضعفه أو قوته، جمال وجهه أو قبحه، كل ذلك يؤثر في صدور الأحكام عليه، فالناس عادة يحكمون على النحيل أو النحيف بأنه ضعيف وعاجز، كما يحكمون على البدين والضخم بأنه قوي.

هذه الاحكام بذاتها تؤدي الى تهور الطفل واستعراضه لقدراته والقيام بأعمال عنيفة، والطفل ذو البنية القوية إذا لم يُربَّ تربية حسنة فسيستغل قوته للاعتداء على الآخرين، وسيصيبه الغرور.

والطفل الجميل والذي يحس بجماله يصبح عادة طفلاً مدللاً ومغنجاً، أو مغروراً وتصرفه هذا هو عمل غير موزون ولا أخلاقي. وهكذا الأمر بالنسبة لمن يمتلك نقاطاً إيجابية أخرى، أو سلبية أيضاً.

على هذا فإن الوضع الجسدي للطفل من قدرة وقوة جسدية قد تجعل منه طفلاً لا أخلاقياً أو مخالفاً أو منحرفا. فالمهم في التربية هو توجه الطفل بأن يستفيد من النعم في طريق الخير والصلاح لنفسه وللآخرين، لا أن يستغلها في اذيتهم.

ـ الحاجات الجسدية :

إن للطف حاجات جسدية أو فسيولوجية، فالجوع العادي أو العطش البسيط يؤدي أحياناً بالطفل إلى العصيان والمخالفة، ويدفعه نحو التهجم والعراك، وهذا ما لا يحبه الوالدان أو المربون، لكن إذا تم تأمين تلك الحاجات بشكل كافٍ ومتعادل، فستساهم بشكل غير مباشر في إصلاح الطفل وتأهيله.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.