x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
عدم التفاهم بين الشباب والكهول والشيوخ
المؤلف: محمد تقي فلسفي
المصدر: الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة: ص 29 ــ 31
2024-09-07
345
من عوامل عدم التفاهم بين الشباب والكهول والشيوخ في الأسرة والمجتمع، هو الاختلاف الطبيعي في أسلوب التفكير وفي أخلاق هذه الفئات الثلاث، فكل فئة تنظر إلى المسائل من زاويتها الفكرية، ومعيارهم لصحة أو عدم صحة ذلك هو فكرهم وتصورهم حيث يعملون وفقاً لما يمليه عليهم تشخيصهم للمسائل بينما من المحتمل أنهم في الكثير من المسائل يخطئون حيث يمكن ان تكون هذه المسائل مخالفة لمصالح الاسرة والمجتمع.
{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} [الإسراء: 84].
ومن الممكن، مع ملاحظة مطالب الشباب والشيوخ، أن يطرح هذا السؤال: لماذا خلق الله تعالى رغبات هذه الأجيال الثلاثة مختلفة؟ الم يكن من الأفضل لو أنه سبحانه وتعالى خلق أسلوب تفكيرهم واحداً لكي لا يبرز اختلاف في الأسرة والمجتمع؟ ام هناك فائدة من وجود الاختلافات والتضاد تصب في سعادة الفرد والمجتمع؟.
الجواب إن مسألة تضاد الموجودات، من السنن الإلهية في جميع المظاهر الطبيعية والاجتماعية، فالخالق القادر، ولحكمة منه أوجد نظام العالم المخلوق على أساس التخالف والتضاد وجعلهما وسيلة لبقاء العالم وتكامل موجوداته.
إن قوتي الجذب والدفع قوتان متضادتان خلقتا بأمر إلهي، وقد قام نظام الأجرام السماوية على أساس هاتين القوتين. القوة الجاذبة تجذب الأجرام السماوية الصغيرة نحو الأجرام السماوية الكبيرة، وأما القوة الدافعة فهي تحدث التعادل وتمنع التصادم بينها، وبالتالي فإن الجرم المجذوب يبدأ بالحركة في مدار معين حول الجرم الجاذب.
الحياة والموت قانونان متضادان وجدا بحكمة إلهية في نظام الخليقة، فقوة الحياة، وضمن شروط خاصة، تبعث الحياة في العناصر الطبيعية والمواد المعدنية، وهي تحفظ الموجودات الحية، طالما هي حية، وأما قوة الموت فهي تقضي على الأشخاص المعمرين والمستهلكين، وتعمل العناصر الطبيعية على تجزئة أجسامهم وتعود بها إلى مخازن الطبيعة، وبهذه الطريقة تمهد لإعادة البناء في عالم الموجودات الحية.
قال علي (عليه السلام): (ضادَّ النور بالظلمةِ والوضوح بالبُهمةِ والجمود بالبلل والحرور بالصرد مؤلف بين متعادياتها، مقارن بين متبايناتها، مقرب بين متباعداتها مفرق بين متدانياتها) (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ نهج البلاغة، خطبة 228.