المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الكيمياء الضوئية اللاعضوية الحيوية
2024-09-15
Louis Melville Milne-Thomson
25-7-2017
Prednisolone
15-9-2019
Average Rate of Change
26-6-2019
لماذا خسر الروم الحرب ضد العرب المسلمين.
2023-10-19
رضا بن أحمد بن حسين الطالقاني.
16-7-2016


التربية في مرحلة البلوغ والشباب  
  
3371   09:20 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص210- 213
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

ـ النظرة الى هذه المرحلة :

تعد فترة البلوغ اكثر فترات الحياة حساسية وأهمية، وهي تسبب قلق البالغين والمربين في آن واحد، فتعمل التغيرات والتحولات الطارئة على جسم المراهق على إثارة انتباهه وفضوله تجاه نفسه، وستظهر آثارها في روحه ونفسه وسلوكه، وستتحول حياته الى طوفان ثائر، وغالباً ما يدوم حتى الثامنة عشر أو التاسعة عشر من العمر، وقد تمتد أحيانا الى سنوات أعلى.

وستجد الأم التي تتولى مسؤولية تربية الابن لوحدها، ستجد نفسها في ضائقة وامتحان صعب أمام التحولات والتغييرات التي طرأت عليه، لأن أخلاقه وسلوكه انجرفا عن حالتهما العادية، ولا يمكن ضبطهما إلا من خلال المراقبة والاهتمام والمداراة وفي ظلها..

وكذلك ستتدخل الأم في دوامة من القلق على ابنها، فهو يتيم ويعاني من الحرمان والاضطراب في هذه المرحلة، وكيف السبيل الى معالجة ذلك؟ يجدر بنا قبل الخوض والبحث في هذه الحالات والجوانب أن نذكر بهذه النقطة وهي ضرورة الابتعاد عن عقدة يتمه، لأن النظرية الإسلامية تقول:ـ بأن وصول الابن الى مرحلة البلوغ يعني خروجه من حالة اليتم:ـ

 (سألته عن اليتيم:ـ متى ينقطع يتمه؟

قال:ـ إذا احتلم وعرف الأخذ والاعطاء" (علي عليه السلام)(1).

ـ خصوصيات هذه المرحلة :

تبدأ هذه المرحلة منذ سن البلوغ وهو الرابعة عشر عند الإناث والسادسة عشر عند الذكور تقريباً، وتتراوح المدة التي تنتهي بها مرحلة الشباب بين (24-28) من العمر وذلك بناء على الآراء المختلفة التي صدرت عن علماء النفس، وبالطبع فإن صعوبة واجبات الام لن تتعدى السنوات العشرين والحادية والعشرين من العمر؛ وبذلك تنتهي الواجبات الشرعية المتعلقة بأمر التربية بعد هذه المرحلة، ويدخل الشاب فيما بعد في مرحلة يمكنه أن يكون فيها مستقلاً؛ ويمكن ان نطلق على هذه المرحلة برمتها مرحلة العاصفة والإحراج للمربي.

تمهد التبدلات البلوغية للكثير من التمرد والانحراف، بحيث يتحول الشاب الى فرد عاصٍ للأوامر والنواهي، ويمتنع عن الخضوع لأوامر امه، ويستغرق فكرياً في نفسه ودنياه، وهكذا سيعجز عن متابعة مسيره الطبيعي كما في مرحلة الطفولة.

وقد تجدين بعض الأبناء الذكور في هذه المرحلة وقد تصنعوا دور الأب وشرعوا بإصدار الأوامر والنواهي، وبالطبع عليك الانتباه جيداً ان لا يستمروا في هذا عبثاً، مما يسبب متاعب كثيرة للصغار، وسيخلق شموخ الأبناء وشعورهم بالاستقلال في حد ذاته مشكلة جدية للأم وهي تراه يجري وراء الأصدقاء والرفاق، ولا يبالي بما يجري في البيت، ولا بمن يتحمل اعباء البيت ومسؤولياته. وبشكل عام فهي مرحلة حرجة ومليئة بالأزمات الفكرية والأخلاقية والبدنية والعاطفية و.. الخ.

وقلّما تجد اسرة لا تلحظ ذلك ولا تلمس الاختلاف والتفاوت السلوكي الى درجة ان هذا الامر يبرز عند البنات ايضاً، وهي عادة اكثر هدوءاً واتزاناً. وهكذا يصبح المسير الذي يتحركن فيه غير مقبول ولا يمكن تحمله.

ـ خطر الانزلاق والانحراف :

يمكن تسمية هذه المرحلة بمرحلة الانزلاق والانحراف، حيث يكون الابناء والبنات عرضه للكثير من الانحرافات والمخاطر: الانحراف الجنسي نتيجة للضغط الغريزي، خطر التشرد وارتكاب السرقة والانضمام الى العصابات بسبب رفاق السوء، الانحراف في العقيدة والتأثر الفكري الناتج عن الرغبة في التنوع والتغيير في الرأي والسليقة؛ فما اكثر اولئك الذين ينتمون الى هذه المرحلة وينجرون نحو الإدمان والقمار والفحشاء والمفاسد الاخرى، والذين خلصوا انفسهم من القيود والضوابط السابقة وشرعوا في تحقيق آمالهم واهدافهم الجديدة، ويحاول الكثير من افراد هذا الجيل التخلص من سلطة المربي والاستقلال عنه، ويسير هؤلاء في سبيل التفتيش عن هوية لهم في طرق الضلال وبعيداً عن الصواب، ولربما تخلوا ايضاً عن اعز الافراد لديهم واغلى المؤسسات في حياتهم في سبيل ذلك.

لذلك لا بد من اليقظة والوعي والانس مع الاولاد في سبيل الحفاظ عليهم من خطر الانحراف، وعلى الام – في هذه المرحلة خصوصاً – ان ترافق اولادها كظلهم من دون ان يشعروا بعبء ذلك، بحيث تراقب خروجهم ودخولهم وترددهم وعملهم وسلوكهم عن قرب.

ـ احتياجات هذه المرحلة :

يحتاج أبناؤنا في هذه المرحلة من العمر الى امور كثيرة وسيؤدي عدم تلبية تلك الاحتياجات الى تعرضهم للخطر، إنهم بحاجة الى العشرة والصداقة التي تبعث على هدوئهم وراحتهم وتجنب عن تساؤلاتهم، فالأصدقاء بالنسبة لديهم هم سبب الطمأنينة وحل المشاكل، وأمناء سر بعضهم.

ـ إنهم بحاجة الى الاستقلال في اتخاذ القرارات، والحرية في إنجاز بعض الامور والانشطة، وعلينا احترام استقلالهم وحريتهم، ما داما لا يسببان ضرراً للمجتمع ولا يخالفان الشرع، إنهم بحاجة للشعور بالعزة، والفخار، والارتباط، والتعلق بالمؤسسة القادرة على بث المرح والنشاط فيهم، إنهم بحاجة للتأييد، والدعم، والمدح، والتشجيع، من قبل شخص ما يمنحهم الثقة بأنفسهم.

وهم بحاجة للشعور بالأمان ودعم الأسرة لهم، واهتمام الكبار المفعم بالمحبة، وعلينا العمل على تلبية احتياجاتهم هذه على النحو الأمثل كي لا يشعروا بأنهم أيتام ولا ملجأ ولا مأوى لهم. انهم بحاجة ايضاً الى الشعور بقيمتهم ومكانتهم في البيت والى الاهتمام بهم من قبل الام.

ـ ضرورة الرقابة :

من الضروري ان يكون الابناء في فترتي البلوغ والشباب تحت المراقبة، وتشمل هذه المراقبة روابطه مع الآخرين، ونومه، واستراحته، وصداقاته، ومحيط حياته المختلط.

واظبي على مراقبة دراسته وعمله ونظامه، ليصبح سالماً وفعالاً ومبدعاً، وكذلك يجب مراقبة صداقاته لتعرفي من هم جلساؤه، ورفاقه، وامناء اسراره، وزملاء درسه ومسيرته، ومن الضروري ايضاً استدراجهم الى البيت احياناً للاطلاع على نوعية تعاملهم وصداقتهم.

اعملي على فصل اسرتهم على بعضها البعض، وحذريهم من العلاقة والاختلاط مع من هم في سن الطفولة، وانتبهي الى حدود صداقتهم وانسهم بأفراد الأسرة؛ حيث لا يحق لهم حتى ولو كان عطفاً لغوص في الانس والالفة مع الغرباء والقيام بتقبيلهم، لا يحق لبنت في هذه السن ان تقبل صبياً مميزاً، ولا يحق للشاب في هذه السن ان يقبل طفلة مميزة)(2). واسعي في كل ذلك ان لا تضغطي على الطفل كثيراً، ولا ان تجبري البالغ والشاب على الخضوع والتسليم قهراً، فقد يسبب ذلك طغياناً وتمرداً، وهذا بحد ذاته خطر كبير على عملك التربوي والأخلاقي، وكذلك لا تحاولي إسكاتهم بشكل كامل، بل دعيهم يحدثونك ما يريدون،

ومن ثم اشرعي ببحث تلك المسائل وحلها وفصلها.

_____________

1ـ بحار الأنوار، ج3.

2ـ وسائل الشيعة:ـ ج5، ص 28 مكارم الأخلاق، ص 115.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.