المرحلة الابتدائية الثانية – الصفوف الثلاثة الأخيرة

تعتبر هذه المرحلة من ناحية النمو أنسب المراحل لعملية التطبيع الاجتماعي, إلا أنه من ناحية البحث العلمي تعتبر هذه المرحلة شبه منسية وذلك لزيادة الاهتمام بالمرحلة السابقة واللاحقة من مراحل النمو.

وفي هذه المرحلة يصبح السلوك بصفة عامة أكثر جدية والتي تعتبر مرحلة إعداد المراهقة.

ومن أهم مميزات هذه المرحلة بطء معدل النمو بالنسبة للسرعة في المرحلة السابقة واللاحقة، زيادة التمايز بين الجنسين بشكل واضح تعلم المهارات اللازمة لشئون الحياة وتعلم المعايير الخلقية والقيم وتكوين الاتجاهات والاستعداد لتحمل المسئولية وضبط الانفعالات.

ومن ناحية النمو الجسمي تتعدل النسب الجسمية وتصبح قريبة الشبه للراشد وتستطيل الأطراف , ويتزايد النمو العضلي , وتكون العظام أقوى من ذي قبل .

الوزن يزيد 10% في السنة والطول يزيد 5% في السنة ويلاحظ طفرة في النمو في نهاية المرحلة ولكن الفروق الفردية تبدو واضحة فليس كل الأطفال ينمون بنفس الطريقة أو بنفس المعدلات , فالبعض ينمو لدرجة أكبر نسبيا في الطول والبعض الآخر في الوزن , وهذا مما يؤدي إلى تنوع الأنماط الجسمية العامة مثل ( طويل نحيف ) أو قصير ممتلئ .

وبالنسبة للبنات يكنّ أقوى قليلا من البنية ويلاحظ زيادتهن في كل من الطول والوزن , ولكن للبنية نصيب أكثر للبنات في النسيج العضلي ونصيب البنات أكثر من البنية في الدهن الجسمي .

ويلاحظ اهتمام الطفل بجسمه وأهمية مفهوم الجسم وتأثيره في نمو الشخصية.

ـ النمو الحركي :

تعتبر هذه المرحلة مرحلة النشاط الحركي الواضح , فالطفل لا يستطيع أن يظل ساكنا , وتكون الحركة أسرع وأكثر قوة , ويستطيع أن يتحكم فيها بدرجة أفضل .

ولكن تصرف الطاقة المتدفقة لدى الطفل والتي تحتاج إلى مهارة وشجاعة أكثر من ذي قبل فيلاحظ رغبته في اللعب مثل الجري وركوب الدراجة والعلوم والسباحة والألعاب الرياضية المنظمة.

ويميل الطفل في هذه المرحلة إلى العمل ويود أن يشعر أنه يصنع شيئا لنفسه, وينمو التوافق الحركي وتزداد الكفاءة والمهارة اليدوية إذ يسمح ما بلغته العضلات الدقيقة من نضج الطفل بقيام نشاط يتطلب استعمال هذه العضلات مثل التريكو عند البنات واعمال النجارة عند البنين.

وتؤثر البيئة الثقافية والجغرافية في النشاط الحركي للطفل وكذلك المستوى الاقتصادي والاجتماعي , فاهتمامات الطفل في الأسر الغنية يختلف عنه في الأسر الفقيرة فاهتمامات الأسرة العملية تختلف عن اهتمامات الأسرة العلمية وتؤثر على الطفل ويجب على الطفل أن يستقر بقدر الإمكان ولكنه يحتاج إلى بعض الإرشاد .

ـ النمو الحسي :

يتطور الإدراك الحسي وخاصة إدراك الزمن, إذ يتحسن في هذه المرحلة إدراك المدلولات

الزمنية والتتابع الزمني للأحداث التاريخية.

ويزول طول البصر ويستطيع الطفل ممارسة الأشياء القريبة من بصره قراءة أو عملا يدويا بدقة أكثر ولمدة أطول من ذي قبل.

وتتحسن الحاسة العضلية باطراد حتى سن الثانية عشر وهذا عامل هام من عوامل المهارة اليدوية ويمكن استغلال ذلك في تعلم المهارات اليدوية والخياطة والتفصيل للبنات.

ـ خبرات تعليمية :

- تعويد الطفل على النظافة الشخصية تحميله هذه المسؤولية .

- إتاحة فرصة التعبير الانفعالي عن طريق الرسم والأشغال الفنية وحياكة الملابس للعرائس.

- مراعاة ملابس الأطفال من ناحية التصميم واللون حتى يستطيع الطفل الحضور الاجتماعي مع أقرانه دون أن يخجل من ارتدائه للملابس غير الملائمة أو غير المتوافقة مع جماعته.