أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2015
222
التاريخ: 14-1-2016
227
التاريخ: 14-1-2016
249
التاريخ: 14-1-2016
216
|
يستحب فيه [في الوتر] القنوت والدعاء بالمرسوم في جميع السنة ، وبه قال ابن مسعود ، وإبراهيم النخعي، وإسحاق ، وأصحاب الرأي ، والحسن ، وأحمد في رواية (1) ، لأن عليا عليه السلام قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في آخر وتره : اللهمّ إني أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا احصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك » (2).
و« كان » للدوام ، والأخبار من طريق أئمتنا : متواترة بالقنوت ، والدعاء فيه (3).
وقال الشافعي ، ومالك : لا يقنت إلاّ في النصف الأخير من رمضان ، ورووه عن علي عليه السلام ، وأبي ، وابن سيرين ، والزهري ، وهو رواية عن أحمد (4) ، لأن عمر جمع الناس على أبيّ بن كعب فكان يصلي بهم عشرين ليلة ولا يقنت إلا في النصف الباقي (5).
وقال قتادة : يقنت في السنة كلها إلاّ في النصف الأول من رمضان (6).
وعن ابن عمر : لا يقنت في صلاة بحال (7).
والكل ضعيف لما تقدم ، ولأنه ذكر شرع في الوتر فيشرع في جميع السنة.
فروع :
أ ـ القنوت قبل الركوع عند علمائنا ـ وبه قال مالك ، وأبو حنيفة ـ وروي عن أبي ، وابن مسعود، وأبي موسى ، والبراء ، وابن عباس ، وأنس ، وعمر بن عبد العزيز وعبيدة ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (8) ، لقول ابن مسعود : إنّ النبي صلى الله عليه وآله قنت قبل الركوع (9)، وعن أبيّ أنّ النبي صلى الله عليه وآله كان يوتر فيقنت قبل الركوع (10).
ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام وقد سأله معاوية بن عمار عن القنوت في الوتر قال : « قبل الركوع » قلت : فإن نسيت ، أقنت إذا رفعت رأسي؟ فقال : « لا » (11).
قال الصدوق : إنما منع عليه السلام من ذلك في الوتر والغداة ، خلافا للعامة لأنهم يقنتون بعد الركوع ، وأطلق في سائر الصلوات لأنهم لا يرون القنوت فيها (12) ، وهذا تأويل جيد ، ويدل على الإطلاق قول الصادق عليه السلام : « إذا نسي القنوت فذكره وقد أهوى إلى الركوع فليرجع قائما فليقنت ثم يركع ، وإن كان وضع يديه على ركبتيه مضى على صلاته » (13).
وقال الشافعي : يقنت بعد الركوع ، ورووه عن علي عليه السلام ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وأبي قلابة ، وأيوب السختياني ، وأحمد في رواية (14) ، لأن أبا هريرة روى أن النبي صلى الله عليه وآله قنت بعد الركوع (15) ، وما ذكرناه أولى لموافقة نقل أهل البيت عليهم السلام ، على أنه محمول على الدعاء بعد الركوع فإنه مستحب.
ب ـ ليس في الوتر دعاء موظف لأنهم : قنتوا بأدعية مختلفة ، ولأن إسماعيل بن الفضل سأل الصادق عليه السلام ما أقول في الوتر؟ قال : « ما قضى الله على لسانك » (16) وقال الشافعي ، وأحمد : أحسن ما يقال ما رواه الحسن بن علي عليهما السلام : قال : علّمني رسول الله صلى الله عليه وآله كلمات أقولهن في الوتر :
( اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ) (17) ولا حجة فيه إذ لم يمنع من غيره.
ج ـ يستحب الاستغفار في الوتر سبعين مرة ، قال الصادق عليه السلام في قوله تعالى {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات: 18] قال : « في الوتر في آخر الليل سبعين مرة » (18) وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يستغفر الله في الوتر سبعين مرة ويقول : ( هذا مقام العائذ بك من النار ) سبع مرات (19).
د ـ يستحب الدعاء بعد الرفع من الركوع لأن الكاظم عليه السلام كان إذا رفع رأسه من آخر ركعة الوتر قال : « هذا مقام من حسناته نعمة منك » الى آخر الدعاء (20).
هـ ـ يجوز أن يدعو على عدوّه في قنوته ، وأن يسأل الله تعالى ما شاء ، لقول الصادق عليه السلام : « تدعو في الوتر على العدو ، وإن شئت سميتهم ، وتستغفر ، وترفع يديك حيال وجهك ، وإن شئت تحت ثوبك » (21) وكان زين العابدين عليه السلام يقول : « العفو ، العفو » ثلاثمائة مرة في الوتر (22) ، وكان الباقر ، والصادق عليهما السلام يدعوان بدعاء الفرج ويزيدان : « اللهم أنت نور السماوات والأرض » إلى آخر الدعاء (23).
__________________
(1) المغني 1 : 820 ، الشرح الكبير 1 : 755 ، المجموع 4 : 24 ، الحجة على أهل المدينة 1 : 201 ، بدائع الصنائع 1 : 273 ، المبسوط للسرخسي 1 : 164 ، عمدة القارئ 7 : 20.
(2) سنن النسائي 3 : 248 ـ 249 ، سنن أبي داود 2 : 64 ـ 1427.
(3) انظر على سبيل المثال : التهذيب 2 : 90 ـ 335 ، الاستبصار 1 : 339 ـ 1276.
(4) المغني 1 : 820 ، الشرح الكبير 1 : 755 ، المجموع 4 : 24 ، فتح العزيز 4 : 246 ، الوجيز 1 : 54 ، المبسوط للسرخسي 1 : 164 ، وانظر : سنن البيهقي 2 : 498 ، سنن أبي داود 2 : 65 ـ 1428.
(5) سنن أبي داود 2 : 65 ـ 1429 ، سنن البيهقي 2 : 498.
(6) المغني 1 : 820 ، الشرح الكبير 1 : 756.
(7) المغني 1 : 820 ، عمدة القارئ 7 : 17.
(8) المغني 1 : 821 ، الشرح الكبير 1 : 756 و 757 ، بدائع الصنائع 1 : 273 ، المحلى 4 : 145 ، المجموع 4 : 24 ، فتح العزيز 4 : 249 ، المبسوط للسرخسي 1 : 164 ، الحجة على أهل المدينة 1 : 201 ، عمدة القارئ 7 : 20.
(9) سنن الدار قطني 2 : 32 ـ 4 و 5.
(10) سنن ابن ماجة 1 : 374 ـ 1182 ، سنن الدار قطني 2 : 31 ـ 1 و 2 ، سنن أبي داود 2 : 64 ـ 1427.
(11) الفقيه 1 : 312 ـ 1421.
(12) الفقيه 1 : 313 ذيل الحديث 1421.
(13) التهذيب 2 : 131 ـ 507.
(14) المجموع 4 : 15 و 24 ، فتح العزيز 4 : 248 ـ 249 ، المغني 1 : 821 ، الشرح الكبير 1 : 756 ، الأم 1 : 143 ، بدائع الصنائع 1 : 273 ، المبسوط للسرخسي 1 : 165 ، المحرر في الفقه 1 : 88 ، مسائل أحمد : 66 وسنن الترمذي 2 : 329.
(15) صحيح البخاري 6 : 48 ، سنن البيهقي 2 : 207 ، مسند أحمد 2 : 255.
(16) الكافي 3 : 340 ـ 8 ، التهذيب 2 : 130 ـ 499.
(17) المجموع 3 : 495 و 4 : 16 ، فتح العزيز 3 : 421 ـ 430 و 4 : 249 ، المغني 1 : 821 ، الشرح الكبير 1 : 757 ، وانظر سنن الترمذي 2 : 328 ـ 464 ، سنن النسائي 3 : 248 ، سنن أبي داود 2 : 63 ـ 1425 ، سنن ابن ماجة 1 : 372 ـ 1178 ، سنن البيهقي 2 : 498 وعوالي اللئالي 1 : 105 ـ 43.
(18) التهذيب 2 : 130 ـ 498 ، علل الشرائع : 364 باب 86 ح 1.
(19) الفقيه 1 : 309 ـ 1409.
(20) الكافي 3 : 325 ـ 16 ، التهذيب 2 : 132 ـ 508.
(21) التهذيب 2 : 131 ـ 504 ، الفقيه 1 : 309 ـ 1410.
(22) الفقيه 1 : 310 ـ 1411.
(23) الفقيه 1 : 310 ـ 1412.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|