أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-06-2015
2870
التاريخ: 26-1-2016
3202
التاريخ: 28-12-2015
7744
التاريخ: 4-7-2016
3413
|
هو أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة الزيّات، كان جدّه أبان من قرية الدسكرة قرب بلدة يقال لها جيل جنوب بغداد (قا 3:353) ، و كان يجلب منها الزيت إلى بغداد. أما والده فكان تاجرا موسرا من أهل الكرخ و كان يحثّه على العمل في التجارة. غير أنّ عبد الملك مال إلى الأدب و صناعة الكتابة و طمح إلى نيل المناصب.
سار عبد الملك بن الزيّات إلى الحسن بن سهل في فم الصلح (قرية على دجلة قرب واسط) و مدحه بقصيدة أعطاه الحسن عليها ألف درهم. و لعلّ ذلك كان بعيد سنة 204 ه، بعد أن أصبح الحسن وزيرا للمأمون و بعد أن جاء المأمون إلى العراق.
و وزر ابن الزيّات للمعتصم (225 ه) ثم بقي وزيرا للواثق بن المعتصم مدّة خلافته (227-233 ه) . و جاء المتوكّل إلى الخلافة بعد أخيه الواثق، و كان ناقما على ابن الزيات فاستوزره نحو أربعين يوما ثم قتله في 19 ربيع الأول 233 ه(2-11-847 م) .
خصائصه الفنّيّة:
كان ابن الزيّات عالما باللغة و النحو و الأدب، و كان شاعرا مجيدا لا يقاس به أحد من الكتّاب، و كان يطيل فيجيد. و كذلك كان كاتبا مترسّلا بليغا حسن اللفظ إذا تكلّم و إذا كتب. و شعر ابن الزيّات مديح و هجاء و غزل و مجون و عتاب و خمر و له رثاء جيّد. و يبدو أن ابن الزيّات كان قد هاجى عددا من الشعراء. و قد هجاه دعبل و لكنّ ابن الزيّات لم يشأ أن يتعرّض لدعبل بالردّ عليه.
و كان بين ابن الزيّات و بين القاضي أحمد بن أبي دؤاد عداوة، منذ أيام المأمون في الأغلب. و يبدو أنّ ابن الزيّات لما ولي الوزارة هجا أحمد بقصيدة طويلة فردّ أحمد عليه ببيتين:
أحسن من خمسين بيتا سدى جمعك معناهنّ في بيت:
ما أحوج الدست إلى مطرة... تغسل عنه وضر الزّيت (1)
المختار من نثره و شعره:
- كتب ابن الزيات على لسان الخليفة إلى أحد العمال:
أما بعد فقد انتهى إلى أمير المؤمنين. . . ما أنكره، و لا تخلو (أنت) من إحدى منزلتين ليس في واحدة منهما عذر يوجب حجّة و لا يزيل لائمة: إما تقصير في عملك دعاك إلى الإخلال بالحزم و التفريط في الواجب، و إما مظاهرة لأهل الفساد و مداهنة لأهل الريب (2). و أيّة هاتين كانت منك محلّة للنكر بك و موجبة للعقاب عليك، لو لا ما يلقاك به أمير المؤمنين من الأناة و النظرة و الأخذ بالحجّة و التقدم في الإعذار و الإنذار (3). و على حسب ما أقلت من عظيم العثرة يجب اجتهادك في تلافي التقصير و الإضاعة (4)، و السلام.
- و قال يرثي زوجته و قد ماتت و تركت طفلا رضيعا:
ألا من رأى الطفل المفارق أمّه... بعيد الكرى عيناه تنسكبان
رأى كلّ أمّ و ابنها، غير أمّه... يبيتان تحت الليل ينتحيان (5)
و بات وحيدا في الفراش تجنّه... بلابل قلب دائم الخفقان (6)
فلا تلحياني إن بكيت فإنّما... أداوي بهذا الدمع ما تريان (7)
فهبني عزمت الصبر عنها لأنني... جليد، فمن بالصبر لابن ثمان (8)
ضعيف القوى، لا يطلب الأجر حسبة... و لا يأتسي بالناس في الحدثان (9)
فلم أر كالأقدار كيف تصيبني... و لا مثل هذا الدهر كيف رماني
أعينيّ، إن لم تسعدا اليوم عبرتي... فبئس إذن ما في غد تعداني (10)
- دخل ابن الزيّات دار المعتصم و ابن أبي دؤاد هنالك. و لم يشأ ابن أبي دؤاد أن يلقى ابن الزيّات فتشاغل عنه بالصلاة. فقال ابن الزيّات:
صلّى الضحى (11) لما استفاد عداوتي... و أراه ينسك بعدها و يصوم
لا تعدمنّ عداوة مأجورة... تركتك تقعد تارة و تقوم
____________________
1) الدست: صدر البيت و صدر المكان؛ كرسي الوزارة (منصب الوزارة) . الوضر: وسخ الدسم و اللبن أو غسالة (بضم الغين المعجمة) السقاء (الوعاء) و المقصود هنا الوعاء الذي يوضع فيه الزيت اشارة الى صناعة جد محمد بن عبد الملك الزيات.
2) التفريط: التقصير و اضاعة الحقوق و الاهمال. مظاهره: مساعدة، اعانة، موافقة. أهل الفساد: أهل العصيان على الدولة و الاخلال بأمن البلاد و تعدي الحدود. المداهنة: المداراة. أهل الريب: المتهمون الذين يعملون أعمالا مريبة (و لكن ليس فيها ذنب ظاهر) .
3) محلة: مجيزة، موجبة. النكر: الأمر الشديد، العقاب. الاناة: الحلم، التأني في تنفيذ العقاب. النظرة: الامهال، فسح المجال للإنسان كي يتوب من سوء ارتكبه أو ليحاول الاحسان في عمل كان قد أساءه. الأخذ بالحجة: المعاقبة بعد وضوح الذنب. التقدم بالإنذار (التنبيه على الأمور التي وقع فيها التقصير لعل المقصر يتلافى أمثالها في المستقبل) و الاعذار (أن يكون السلطان معذورا و محقا اذا عاقب بعد وضوح الذنب) .
4) أقلت من عظيم العثرة: سومحت بعد الذنب العظيم الذي ارتكبته (لأول مرة) . -الاجتهاد: بذل الجهد (بضم الجيم) التلافي: الاحتياط للمستقبل، محاولة الاصلاح لما كان قد فسد.
5) يرى كل طفل آخر و أمه يبيتان (يقضيان الليل) منتحيين (متخذين مكانا أمينا مريحا) .
6) تجنه: تغطيه (تحيط به) . بلابل: هموم. دائم الخفقان (من الخوف و الحزن) .
7) لحاه: شتمه، لامه.
8) الجليد: الصبور، الذي لا تؤثر فيه الاحداث. ابن ثمان: ابن ثماني ليال (اشهر) .
9) لا يطلب الأجر حسبة: لا يدرك أن المصيبة محتسبة (لها أجر) عند اللّه. يأتسي: يقلد الناس في أعمالهم الحميدة (في الصبر و التجلد) .
10) أسعده: ساعده في البكاء مجاراة له و تخفيفا عنه. ما تعداني غدا (من الاسعاد و المعاونة على البكاء، أو من الأجر على هذه المصيبة!) .
11) الضحى: صلاة نافلة (سنة، ليست فرضا) يقوم بها الإنسان اختيارا بعد طلوع الشمس بمدة. على أن المسلم اذا أخذ على نفسه أن يصلي الضحى يحسن أن يحافظ عليها يوميا (و ركعات هذه الصلاة اثنتان على الاقل) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|