المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

استراتيجيات العلاقات العامة التخطيطية (التكتيكات)
2023-02-04
جغرافية جزيرة العرب.
2024-08-13
الفرق بين الاكاروسات (الحلم) والعناكب
24-6-2021
قبر (آمون حر خبشف).
2024-10-17
الندف والصياخد
24-3-2022
الفاراداي
26-8-2017


محمد بن داود بن الجراح  
  
3372   09:20 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص382-383
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-2-2018 3081
التاريخ: 10-04-2015 1863
التاريخ: 2-3-2018 4046
التاريخ: 4-7-2016 3371

هو أبو عبد اللّه محمّد بن داود بن الجرّاح نشأ في أسرة من الأدباء المؤلّفين (الفهرست 128-129) و أخذ عن العلماء و الفصحاء و الشعراء. و لمّا جاء المعتضد إلى الخلافة، سنة 279 ه‍(892 م) استوزر عبيد اللّه ابن سليمان بن وهب (ت 288 ه‍) فاتّخذ عبيد اللّه محمّد بن داود بن الجرّاح كاتبا له. و كذلك تولّى محمد بن داود هذا دواوين الخراج و الضياع و الجيش في أيام المكتفي (289-295 ه‍) و في الفترة الأولى من أيام المقتدر (295-296 ه‍) . و لمّا تولّى عبد اللّه بن المعتزّ الخلافة اتّخذ محمّد بن داود وزيرا. و لكنّ ابن المعتزّ لم يبق في الخلافة سوى يوم واحد، فلمّا قتل تخفّى محمّد بن داود مدّة يسيرة ثمّ ظهر فقبض عليه و قتل، سنة 296 ه‍(908-909 م) .

خصائصه الفنّيّة:

كان محمد بن داود الجراح كاتبا عارفا بأيام الناس واخبارهم وبأحوال الدول ، كمل كلن شاعرا مقلاً متوسطاً . وله تآليف منها : كتاب الورقة في اخبار الشعراء( سماه بذلك لأنه لا يزيد في خبر الشاعر الواحد على ورقة)

(الصفدي 62:3) . وكان له ايضا كتاب الشعر والشعراء (طبقات الشعراء، اخبار الشعراء)، وهو لطيف (مختصر) – كتاب من سمي من الشعراء عَمرا في الجاهلية والاسلام-كتاب  الوزراء(اخبار الوزراء)-كتاب الاربعة(على مثال ابي هفان) .

المختار من شعره:

- قال محمد بن داود بن الجراح في الشكوى من الدهر والناس :

قد ذهب الناس فلا ناس ... وصار بعد الطمع الياس

وساس امر الناس ادناهم...  وصار تحت الذنب الراس

- وقال في معاملته لإخوانه :

اعين اخي او صاحبي في مصابه ... اقوم له يوم الحفاظ واقعد (1)

و من يفرد الاقوام في ما ينوبهم... تبته اللّيالي مرّة و هو مفرد (2)

_________________

1) يوم الحفاظ : يوم الحاجة الى الحفاظ (الدفاع عن القوم او عن العرض او عن الصديق ) . اقوم واقعد : ابذل جهدي (بضم الجيم) كله .

2) يفرد الاقوام: يتخلى عنهم. ينوبهم: يصيبهم. تبته-تبيته «تجعله» . مرة: يوما ما. و هو مفرد: وحده (و قد تخلى عنه الناس كما كان قد تخلى هو عنهم) .

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.