أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-1-2018
2303
التاريخ: 27-1-2016
3258
التاريخ: 24-7-2016
2770
التاريخ: 19-06-2015
1989
|
هو أبو عليّ المحسّن بن عليّ بن محمّد المعروف بالقاضي التنوخي كان مولده في البصرة في 26 من ربيع الأول من سنة 327 ه.
درس أبو عليّ التنوخيّ الحديث و الفقه ثم قرأ الأدب (و اللغة) على أبي بكر الصوليّ و أبي العبّاس الأثرم و أبي الفرج الأصفهاني، و نال من أبي الفرج الأصفهاني إجازة برواية كتاب الأغاني.
في سنة 349 هـ (960 م) تقلّد أبو عليّ التنوخي القضاء، من قبل أبي السائب عتبة بن عبيد اللّه بالقصر و بابل (نواحي الكوفة) و ما والاهما. و في سنة 349 ه ولاّه الخليفة المطيع للّه القضاء في عسكر مكرم و إيذج و رامهرمز. ثم انّه تولّى القضاء في أماكن مختلفة.
و في سنة 369 هـ (979 م) أرسله الخليفة الطائع للّه إلى عضد الدولة ابن بويه رسولا، حينما أراد الطائع خطبة أخت عضد الدولة لنفسه.
و كانت وفاة أبي عليّ التنوخيّ في بغداد، في 25 من المحرّم سنة 384 ه (2-3-994 م) .
خصائصه الفنّيّة:
كان أبو عليّ التنوخيّ أديبا إخباريّا حسن الحديث و التحديث، و كان له شعر عاديّ؛ ثم هو مصنّف بارع له من الكتب: الفرج بعد الشدّة، المستجاد من فعلات الأجواد، نشوار المحاضرة و أخبار المذاكرة (أو جامع التواريخ) ، عنوان الحكمة.
المختار من آثاره:
- قال القاضي أبو عليّ التنوخيّ يعرّض بأحد الفقهاء:
خرجنا لنستسقي بيمن دعائه... و قد كاد هدب الغيم أن يبلغ الأرضا (1)
فلمّا ابتدا يدعو تقشّعت السما... فما تمّ إلاّ و الغمام قد انفضّا (2)
- من «المستجاد من فعلات الأجواد» ، من المقدّمة:
. . . . انّك طلبت منّي أن أجمع لك من أخبار الأجواد أجودها، و من فعالات الكرام أسناها و أرشدها. فاستخرت اللّه في المقال، و تخيّرت من ذلك ما سنح لي في الحال، ممّا أحسبه يستفزّ القارئ و السامع و يقع منه أرفع المواقع. و ألّفته كتابا سمّيته «المستجاد من فعالات الأجواد» فكان للقبه مطابقا و لغرضك موافقا، و لما يستحسن سابقا. . . .
- من المستجاد، قصّة:
اشترى عبد اللّه بن عامر من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق (3) بتسعين ألف درهم. فلمّا كان الليل سمع بكاء آل خالد، فقال لأهله: ما لهؤلاء؟ قالوا: يبكون لدارهم التي اشتريت. قال: يا غلام، ايتهم فأعلمهم أنّ الدار و المال لهم جميعا!
من كتاب الفرج بعد الشدّة:
-من (المقدّمة) (4):
. . . . و كثيرا إذا علم اللّه تعالى من وليّه و عبده انقطاع آماله إلاّ من عنده، لم يكله إلى سعيه و جهده، و لم يرض له باحتماله و طوقه، و لم يخله (5) من عنايته و رفقه. و أنا بمشيئة اللّه تعالى جامع في هذا الكتاب أخبارا من هذا الجنس و الباب أرجو بها انشراح صدور ذوي الألباب، عند ما يدهمهم من شدّة و مصاب. إذ كنت قد قاسيت من ذلك في محن دفعت إليها ما يحنو بي على الممتحنين و يحدو بي على بذل الجهد (6) في تفريج غموم المكروبين.
و كنت وقفت في بعض محني على خمس أو ستّ أوراق (7) جمعها أبو الحسن عليّ بن محمّد المديني (8) و سمّاها كتاب الفرج بعد الشدّة و الضيق، و ذكر فيها أخبارا تدخل جميعها في هذا المعنى فوجدتها حسنة، و لكنّها لقلّتها نموذج صغير؛ و لم يأت بها مؤتلفة و لا سلك بها سبيل الكتب المصنّفة و لا الأبواب الواسعة المؤلّفة مع اقتداره على ذلك. و لا أعلم غرضه في التقصير، و لعلّه أراد أن ينهج طريق هذا الفنّ من الاخبار و يسبق إلى فتح هذا الباب فيه بذلك المقدار و ينقل جميع ما عنده فيه من الآثار.
و وقع إليّ كتاب لأبي بكر عبد اللّه بن أبي محمّد بن أبي الدّنيا (9) قد سمّاه كتاب الفرج بعد الشدّة في نحو عشرين ورقة؛ و الغالب فيه أحاديث عن النبيّ صلّى اللّه عليه و على آله و صحبه و سلّم و أخبار عن الصحابة و التابعين رحمهم اللّه تعالى يدخل بعضها في معنى طلبته و لا يخرج عن قصده و بغيته، و باقيها أحاديث و أخبار في الدعاء و الصبر و الأرزاق و التوكّل و التعرّض للشدائد بذكر الموت و ما يجري مجرى التعازي و يتسلّى به عن طوارق الهموم و نوازل الأحداث و الغموم و يستحقّ عليها من الثواب في الأخرى (10) مع التمسّك بالحزم في الأولى. و هو عندي خال من فرج بعد شدّة غير مستحقّ أن يدخل في كتاب مقصور على هذا الفنّ. و ضمّن الكتاب نبذا قليلة من الشعر و روى فيه شيئا يسيرا جدا ممّا ذكره المدايني، إلاّ أنّه جاء به بلا إسناد له الاّ عن المدايني.
و قرأت أيضا كتابا للقاضي أبي الحسين عمر بن القاضي أبي عمرو محمّد ابن يوسف القاضي رحمهم اللّه، في مقدار خمسين ورقة، قد سمّاه كتاب الفرج بعد الشدّة أودعه أكثر ما رواه المدايني و جمعه و أضاف إليه أخبارا أخر أكثرها حسنة و فيها ما هو غير مماثل عندي لما عناه و لا مشاكل لما نحاه (11). و أتى في أثنائها بأبيات شعر يسيرة من معادن لأمثالها (12) جمة كثيرة. و لم يلمّ بما أورده ابن أبي الدنيا. و لا أعلم أتعمّد ذلك أم لم يقف على الكتاب. و وجدت أبا بكر بن أبي الدنيا و القاضي أبا الحسين لم يذكرا للمدائني كتابا في هذا المعنى: فإن لم يكونا عرفا هذا فهو ظريف، و إن كانا تعمّدا ترك ذكره-تثقيفا لكتابيهما و تغطية على كتاب الرجل (13) - فهو أظرف. و وجدتهما قد استحسنا لقب كتاب المدايني على اختلافهما في الاستعارة وحيدهما عن أن يأتيا بجميع العبارة (14). فتوهّمت أن كلّ واحد منهما لمّا زاد على قدر ما أخرجه المدايني اعتقد أنه أولى منه بلقب كتابه. فان كان هذا الحكم ماضيا و الصواب به قاضيا (15) فيجب أن يكون من زاد عليهما أيضا في ما جمعاه أولى منهما بما تعبا في تصنيفه و وضعاه.
فكان هذا من أسباب نشاطي لتأليف كتاب يحتوي من هذا الفنّ على أكثر ممّا جمعه القوم و أبين للمعنى و أكشف و أوضح، و إن خالف مذهبهم في التصنيف و عدل عن طريقهم في الجمع و التأليف. فانّهم نسقوا ما أودعوه كتبهم جملة واحدة و ربّما صادفت مللا من سامعيها أو وافقت سآمة من الناظرين فيها. فرأيت أن أنوّع الأخبار و أجعلها أبوابا ليزداد من يقف على الكتب الاربعة بكتابي من بينها إعجابا، و أن أضع ما في الكتب الثلاثة في مواضعه من أبواب هذا الكتاب إلاّ ما أعتقد أنّه يجب ألاّ يدخل فيه و أنّ تركه و تعدّيه (16) أصوب و أولى و التشاغل بذكر غيره ممّا هو أدخل في هذا المعنى-و لم يذكره القوم-أليق و أخرى، و أن أعزو ما أخرجه ممّا في الكتب الثلاثة إلى مؤلّفيها تأدية للأمانة و استيثاقا في الرواية و تبيينا لما آتي به من الزيادة و تنبيها على موضع الإفادة.
فاستخرت (17) اللّه عزّ و جلّ ذكره و بدأت بذلك في هذا الكتاب و لقّبته بكتاب الفرج بعد الشدّة تيمّنا لقارئه بهذا المقال و ليستسعد في ابتدائه بهذا الفال. و لم استبشع إعادة هذا اللقب، و لم أحتشم تكريره على ظهور الكتب، لأنّه قد صار جاريا مجرى تسمية رجل ابنه محمّدا أو محمودا أو سعدا أو مسعودا، و ليس لقائل-مع التداول لهذين الاسمين-أن يقول لمن سمّى بهما الآن إنّك انتحلت هذا الاسم أو سرقته. و وجدتني متى أعطيت كتابي هذا حقّه من الاستقصاء و بلغت به حدّه من الاستيفاء جاء في ألوف أوراق لطول ما مضى من الزمان و أنّ (18) اللّه سبحانه و تعالى بحكمته أجرى فيه أمور عباده منذ خلقهم و إلى أن يقبضهم على التقلّب بين شدّة و رخاء و رغد و بلاء و أخذ و عطاء و منع و صنع و ضيق و رحب و فرح و كرب، علما منه تعالى بعواقب الأمور و مصلحة الكافّة و الجمهور فأخبار ذلك كثيرة المقدار عظيمة التّرداد و التكرار، و ليست كلّها بمستحسنة و لا مستفادة (19) و لا مستطابة الذكر و الادعاء. فاقتصرت على أحسن ما رويته من هذه الأخبار و أصحّ ما بلغني في معانيهنّ من الآثار و أملح ما وجدت في فنونها من الأشعار. و جعلت قصدي إلى الإيجاز و الاختصار و إسقاط الحشو و ترك الإكثار، و إن كان المجتمع من ذلك جملة يستطيلها الملول و لا يتفرّغ لقراءتها المشغول.
و أنا أرغب إلى من يصل اليه كتابي هذا و ينشط للوقوف عليه أن يصفح عمّا يعثر به من زلل و يصلح ما يجد فيه من خطأ أو خلل. و اللّه أسأل السلامة من المعاب و التوفيق لبلوغ المحابّ و الإرشاد إلى الصواب. و يفعل اللّه ذلك بكرمه، إنّه جواد وهّاب.
______________________
1) الاستسقاء: الدعاء إلى اللّه بسقوط المطر. اليمن: البركة. لهدب (في الأصل) : شعر أشفار العين، في أطراف الجفون (و هنا أطراف) .
2) انقشع الغيم و تقشع: انكشف و تفرق.
3) في سوق مكة.
4) لم أستشهد بشيء من متن الكتاب لأن مواده جمع ليس فيها نتاج للمؤلف و لا أسلوب. و أبواب هذا الكتاب تدور على أحوال يكون فيها الفرج بعد شدة: آيات من القرآن الكريم-أحاديث لرسول اللّه ثم أخبار للصحابة و غيرهم تتصل بذلك أو لا تتصل-قصص في أحوال مختلفة (أحد عشر بابا) ينال فيها أصحابها فرجا بعد شدة-مختارات من الشعر توافق القصص التي ذكرت في الأبواب السابقة.
5) و كله إلى سعيه (إلى سعي نفسه) : تركه يتدبر أموره بنفسه. الطوق: الطاقة، القدرة. لم يخله من عنايته: لم يتخل عن العناية به.
6) . . . إلى ما يجعلني أحنو (أشفق) على الذين وقعوا في محنة (بكسر الميم) : في مصاعب تمتحن (تختبر) قدرتهم على الصبر (مصائب فوق احتمالهم) . يحدو بي: يدفعني. الجهد (بفتح الجيم) : التعب، (بضم الجيم) : أقصى ما يستطيع الإنسان بذله أو عمله، القيام به.
7) هذا التركيب خطأ (لإضافة مضافين إلى مضاف اليه واحد) . اقرأ: خمس أوراق أو ست
8) أبو الحسن علي بن محمد المدائني، ولد في البصرة سنة 135 ه و نشأ فيها، و عاش مدة في المدائن (شرق بغداد) ثم انتقل إلى بغداد فسكنها إلى أن توفي فيها، سنة 225 ه(839-940 م) في الأغلب. و للمدائني كتب كثيرة تبلغ نحو مائتين و أربعين كتابا في الاخبار خاصة، في التاريخ و السير (بكسر السين و فتح الياء) : في أخبار رسول اللّه، و في أخبار قريش و أخبار الخلفاء و أخبار الشعراء، الخ. (الفهرست 100-104؛ تاريخ بغداد 12:54-55؛ معجم الأدباء 14:124-139؛ شذرات الذهب 2:54؛ بروكلمان 1: 146، الملحق 1:214-215) .
9) راجع، فوق، ص 336-338.
10) الأخرى: الحياة الآخرة. الأولى: الدنيا.
11) مشاكل: مشابه. نحاه: قصد اليه، قصده.
12) ربما كان ينقص هنا كلمة: أشياء، أقوال. أو ربما كانت الجملة. . . أمثالها جمة كثيرة.
13) تثقيفا (؟) . تغطية على كتاب الرجل: طمسا لذكره. لاختلافهما في الاستعارة: لاختلافهما في ما استعاراه (نقلاه من الكتاب) وحيدهما (ابتعادهما) عن أن يأتيا بجميع العبارة (بنقل عبارة الكتاب الذي نقلوا منه بكاملها) .
14) ماضيا: صحيحا، عادلا. الصواب به قاضيا: يقضي به (يوجبه) الصواب.
15) نسقوا ما أودعوه كتبهم جملة واحدة: أوردوا القصص المختلفة مسرودة تباعا من غير تمييز بين أنواعها.
16) تعديه: تجاوزه.
17) استخرت اللّه في فعل كذا: طلبت من اللّه أن يختار لي ما يجب أن أعمله.
18) . . . . و لأن اللّه جعل أمور الناس في الحياة كلها تتقلب في تلك الأحوال، فالكلام عليها كلام على حياة جميع الناس في جميع أيامهم.
19) و لا مستفادة: لا تستحق أن يستفيدها (يكتسبها) الإنسان.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|