المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

كيفية الاستبراء من البول
7-11-2016
MAGAZINE ARTICLE
2024-09-09
الرامي
22-2-2017
أنواع الإنبعاث الإلكتروني
17-8-2021
انتقال الإلكترون electron transfer
29-12-2018
[العرب في الكوفة]
6-4-2016


العَجَّاج  
  
3366   10:56 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص570-576
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو الشعثاء العجّاج عبد اللّه الطويل بن رؤبة من بني مالك ابن سعد بن زيد مناة بن تميم. و الشعثاء ابنته يكنى بها.

ولد العجّاج في البصرة في أوائل خلافة عثمان (23-35 ه‍) و نشأ فيها؛ و في البصرة لقي العجّاج أبا هريرة و سمع منه الحديث. و قد مدح العجّاج نفرا من بني أميّة كعبد العزيز بن مروان و عبد الملك، و مدح الحجّاج أيضا.

و كانت وفاة العجّاج نحو سنة 97 ه‍(715 م) بعد أن فلج و أقعد. و كان للعجّاج، سوى ابنته الشعثاء، ولدان ذكران: رؤبة الراجز المشهور و القطاميّ.

2-العجّاج راجز كثير الغريب متين السبك مطيل غير مكثر. و هو صحيح القوافي فقد قال أرجوزته «قد جبر الدين الإله فجبر» مائة و ثمانين شطرا موقوفة القوافي (ساكنة) ، و لو أطلقت قوافيها (لو أظهرت عليها الحركة) لكانت كلها منصوبة (غ 18:124) . و العجّاج من الذين يتخيّرون شعرهم و لا يقبلون كلّ ما يجري على لسانهم، و قد عدّه الجاحظ أرجز الناس (البيان و التبيين 1:356) ، و بالغ المرتضى الزّبيدي فجعله أشعر الناس (تاج العروس 2:71) .

و العجّاج بارع في وصف الصحراء و ما فيها من حيوان، و في وصف الإبل خاصّة؛ و علماء اللغة كثير و الاستشهاد بشعره؛ ثمّ هو مجيد للمديح و الفخر-و قد كانت بينه و بين أبي النّجم العجليّ الراجز مفاخرات كثيرة- غير مجيد للهجاء؛ و لا رثاء له. و في أشعاره نفحة دينية-و كثير من ألفاظ الاسلام. (1)

المختار من رجزه:

- قال العجّاج أرجوزة يشيع فيها نفس دينيّ، منها:

الحمد للّه الذي استقلّت... بإذنه السماء، و اطمأنّت

بأذنه الأرض و ما تعتّت... وحى لها القرار فاستقرّت (2)

و شدّها بالراسيات الثبت... ربّ البلاد و العباد القنّت (3)

و الجاعل الغيث غياث المسنت... و الجامع الناس ليوم الموقت (4)

بعد الممات، و هو محيي الموّت... يوم ترى النفوس ما أعدّت (5)

- و له في الغزل و في حال الرجل الكبير مع النساء:

إنّ الغواني قد غنين عنّي... و قلن لي: عليك بالتغنّي (6)

عنّا. فقلت للغواني: إني... على الغنى و أنا كالمظنّ (7)

لمّا لبسن الحقّ بالتجنّي... غنين و استبدلن زيدا مني (8)

غرانقا ذا بشر مكتنّ... يرضى و يرضيهن بالتمنّي (9)

إذ شاب رأسي، و رأين أني... حنى قناتي الكبر المحنّي (10)

- ثار أبو فديك عبد اللّه بن ثور بن سلمة أحد بني سعد بن قيس من بني بكر بن وائل في أتباعه من الحرورية (الخوارج) في البحرين (شرقي بلاد العرب) ، فأرسل اليه عبد الملك بن مروان، سنة 72 ه‍، أمية بن عبد اللّه ابن خالد، فهزم أبو فديك أميّة و أخذ أمواله و أحماله و حرمه (نساءه) أيضا. ثم ان عبد الملك أرسل إلى أبي فديك جيشا بقيادة عمر بن عبيد اللّه بن معمر فقاتل أبا فديك في البحرين فتغلّب عليه و قتله و قتل من كان معه من أتباعه، سنة 74 ه‍(694 م) ، و استنقذ حرم أميّة بن عبد اللّه (11). فقال العجّاج أرجوزة يمدح بها عمر بن عبيد اللّه و يهجو فيها بكر بن وائل من بني ربيعة، ثم خرج متحفّلا (متزيّنا) عليه ثياب حسان يركب ناقة كوماء (سمينة عظيمة السنام) حتّى وقف بالمربد في البصرة فأنشدهم تلك الأرجوزة، و كانت تسمّى «الغرّاء» . تبلغ هذه الارجوزة مائة و ثمانين شطرا (تسعين بيتا مزدوجا) قافيتها موقوفة (ساكنة) ، و لو حرّكت لكانت كلّها مفتوحة، و في ذلك براعة و مقدرة لا تخفيان. على أن في هذه القافية عيبا هو أنها تجمع قوافي ثقيلة مشدّدة (نحو: برّ، فرّ) و قوافي خفيفة مهملة (نحو: شكر، شجر، غفر) . من هذه الأرجوزة: (12)

قد جبر الدين الإله فجبر... و عوّر الرحمن من ولّى العور (13)

فالحمد للّه الذي أعطى الحبر... موالي الحقّ، أن المولى شكر (14)

عهد نبيّ ما عفا و ما دثر... و عهد صدّيق رأى برّا فبرّ (15)

و عهد عثمان و عهدا من عمر... و عهد إخوان هم كانوا الوزر (16)

و عصبة النبيّ إذ خافوا الحصر... شدّوا له سلطانه حتّى اقتسر (17)

بالقتل أقواما و أقواما أسر... تحت الذي اختار له اللّه الشّجر (18)

محمّدا، و اختاره اللّه الخير... فما ونى محمّد مذ أن غفر (19)

له الإله ما مضى و ما غبر... أن أظهر الدين به حتّى ظهر (20)

هذا أوان الجدّ إن جدّ عمر... و صرّح ابن معمر لمن ذمر (21)

قد كنت من قوم إذا أغشوا العسر... تعسّروا أن يفرج اللّه الضرر (22)

و زادهم فضلا، فمن شاء انتحر... عطيّة اللّه الإلاف و السّور (23)

بكلّ أخلاق الشجاع قد مهر... معاود الإقدام قد كرّ وفّر (24)

في الغمرات بعد من كرّ و فرّ... ثبت إذا ما صيح في الناس وقر (25)

و احتضر البأس إذا البأس حضر ... بمجمع الروح إذا الحامي انبهر (26)

يمكّن السيف إذا الرّمح انأطر... في هامة اللّيث إذا ما الليث هرّ (27)

لا قدح إن لم تور نارا بهجر... ذات سنا يوقدها إذا افتخر (28)

           من شاهد الأمصار من حيّ مضر (29)

يا عمر بن معمر، لا منتظر... بعد الذي عدا القروص فحزر (30)

و اشتغروا في دينهم حتّى اشتغر... من أمر قوم خالفوا هذا البشر (31)

فاعلم بأنّ ذا الجلال قد قدر... في الصحف الاولى التي كان سطر (32)

أمرك هذا فاحتفظ فيه النتر... و فترة الأمر؛ و مود من فتر

فأينما جريت أعطيت الظفر... شهادة فيها طهور من طهر(33)

أو وقعة تجلو عن الدين القذر... أو شرفا يتمّ نورا قد زهر

كما يتمّ ليلة البدر القمر(34)... لقد سما ابن معمر حتّى اعتمر

              مغزى بعيدا من بعيد و ضبر(35)

________________________

1) كان فيها مائة و ثمانون قافية. و هذه الارجوزة تدعى الغراء.

2) وحى: أوحى، ألهم. وحى اليها القرار: أشار إلى الأرض بأن تقر (تهدأ و تستقر فلا تضطرب) .

3) الراسيات: الجبال. الثبت: جمع ثابت. شدها بالراسيات الثبت: جعل فيها جبالا رواسي حتى لا تميد و يختل توازنها-راجع القرآن الكريم، في سورة النحل: «وَ أَلْقى فِي اَلْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ (16:15) ثم في سورة لقمان (31:10) و سورة الأنبياء (21:31) . القنت جمع قانت: الحسن العبادة.

4) الغيث: المطر. غياث: معونة، انقاذ (أغاثه: نجاه من الكرب و الضيق) . المسنت: المجدب، الذي أمحلت أرضه فلم تنئبت شيئا. الجامع الناس: باعث الناس من القبور و جامعهم في مكان واحد يوم الموقت (يوم القيامة) .

5) الموت (غير موجودة في القاموس) جمع ميت (بسكون الياء) : ضد الحي. يوم ترى النفس في الآخرة (يوم القيامة) ما (كانت قد) أعدت (من الأعمال الصالحة في الحياه الدنيا) لهذا اليوم. -هذا المعنى كثير الورود في القرآن الكريم، راجع مثلا سورة آل عمران (بكسر العين) : «يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً (بضم الميم و فتح الضاد) ؛ وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ (محضرا أيضا، و عندئذ) تَوَدُّ (بفتح الواو) لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً» (3:29) .

6) الغانية: المرأة الجميلة المستغنية بحمالها (و شبابها) عن التجمل بالحلي. غني و تغنى: استغنى عن الشيء.

7) الغنى: التزويج. المظن: الذي يكون موضعا للتهمة أو اهلا للشيء (أريد الزواج، و لعلي أصلح) .

8) لبسن الحق بالتجني: خلطن الحق بالباطل. التجني: تهمة المرء بما هو براء منه (كان في رفضهن الزواج بي شيء من الحق لتقدمي في السن و شيء من الظلم و الباطل لأني لا أزال على شيء كبير من النشاط) .

9) الغرانق (بضم الغين) : الشاب التام الشباب. البشر: ظاهر جلد الإنسان. المكتن: المكنون، المستور (الذي لم يعرض جسمه للعمل المجهد فاحتفظ بنشاطه الجسماني) . التمني: الكذب (يبالغن في ادعاء الحب له فيخدع نفسه بذلك و يرضاه منهن، و يبالغ هو في وصف شبابه و غناه فيخدعن أنفسهن بذلك و يرضينه منه) .

10) القناة: القصبة و الرمح. حنى قناتي (قامتي) الكبر (التقدم في السن) المحني (الذي من عادته أن يحني قامة كل من يتقدم في السن) .

11) الطبري 7:194-195 ثم 205-206. كانت وفاة عمر بن عبيدة اللّه بن معمر سنة 82 ه‍(701 م) .

12) الشعر و الشعراء 382؛ غ 10:152.

13) جبر الطبيب الكسر (بفتح الجيم) : أصلحه، رده إلى أصله. جبر الكسر (بضم الراء) : صلح، عاد إلى أصله. عور الغنم: عرضها للضياع. و عور (هنا) : أهلك، أباد. من ولى العور: (من عمل على أن تفسد الأمور و يعم الاضطراب) .

14) أعطى الحبر (السرور) لموالي الحق: رد الحق إلى أصحابه (إلى الدولة الأموية باهلاك الخوارج) . أن (بفتح الهمزة، أو إذ) المولى (اللّه) -. شكر اللّه الانسان (بنصب الانسان على أنه مفعول به) : جازاه (القاموس 2:63) عن (الفعل الجميل و الطاعة) .

15) عهد نبي: وصية رسول اللّه محمد صلّى اللّه عليه و سلم (بمحاربة أصحاب الضلال) . عفا امحى: نسي (بالبناء للمجهول) . دثر: زال أثره. الصديق: أبو بكر خليفة رسول اللّه و أول الخلفاء الراشدين. رأى (وجد) برا (سبيلا إلى الطاعة بتنفيذ عهد رسول اللّه-في قتال المرتدين!) فبر (أطاع، سار على خطى الرسول) .

16) إخوان: أصحاب، أنصار (سائر الصحابة) كانوا الوزر (الملجأ، الذي حمى الدين و دافع عنه المنافقين و الذين أرادوه بسوء) .

17) العصبة: الجماعة. عصبة النبي: الذين كانوا حوله ينصرونه و يدافعون عنه و يحاربون معه، من أهل مكة. راجع قول كعب بن زهير (فوق، ص 285) : في عصبة من قريش قال قائلهم ببطن مكة، لما أسلموا: زولوا! إذ خافوا الحصر: خافوا أن يمنعوا (بالبناء للمجهول) من دخول مكة؛ إشارة إلى ما حدث في غزوة الحديبية (بضم الحاء ثم بكسر الباء و فتح الياء الثانية مهملة بلا تشديد) : في آخر سنة 6 ه‍(628 م) خرج الرسول من المدينة يريد الحج، فجمع مشركوا مكة عددا كبيرا من المقاتلين و عزموا على منعه من دخول مكة بكل سبيل و لقوه قبل أن يبتعد كثيرا عن مكة عند بئر اسمها الحديبية. فآثر الرسول أن يعقد مع المشركين هدنة و يعود إلى المدينة. شدوا له سلطانه: نصروه، ساعدوه على تثبيت سلطانه (حكمه) أو أيدوا، ثبتوا سلطانه بمعنى حجته (راجع القاموس 2:365 س) لأنه على الحق. اقتسر: غلب، قهر.

18) (تغلب عليهم) فقتل أقواما منهم (من المشركين المعاندين أعداء الاسلام) و أسر أقواما آخرين، (ثم من عليهم فأطلق سراحهم لما أسلموا أو لما قدموا للمسلمين فدية أو فائدة (بتعليم صبيان المسلمين القراء و الكتابة بعد معركة بدر، سنة 2 ه‍، مثلا) . تحت: (بقيادة) . الذي اختار له اللّه الشجر (أيده اللّه بالذين بايعوه تحت الشجرة في غزوة الحديبية) على أن يحاربوا معه المشركين و على الا يفروا من القتال (راجع سورة الفتح، السورة 48 في المصحف، في تفسير الآية 18) : «لَقَدْ رَضِيَ اَللّهُ عَنِ اَلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ اَلشَّجَرَةِ، فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ اَلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً» و ما يليها.

19) محمدا (بفتحتين في الأصل المطبوع، و لعلها بكسرتين لأنها بدل من «الذي» في السطر السابق) . اختاره اللّه (من) الخير (جمع خيرة بكسر الخاء) أي الاخيار و خيار الخلق و أفاضلهم. (راجع القرآن الكريم في سورة الأعراف السابعة في المصحف، الآية 154 أو 155: «وَ اِخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً» ، أي اختار من قومه سبعين رجلا) . ونى: فتر، ضعف، تعب.

20) غفر اللّه له (لمحمد رسول اللّه) ما مضى و ما غبر: غفر اللّه له الذي مضى و غبر (تقدم من ذنوبه و بقي، تأخر) . -لقد أكرم اللّه رسوله محمدا بأن غفر له جميع ذنوبه لأن اللّه أظهر (أعلن و نشر) الدين (الاسلام) على يدي محمد حتى ظهر (انتصر ثم انتشر و ساد في الدنيا) . في هذا البيت إشارة إلى أول سورة الفتح، السورة الثامنة و الاربعين في المصحف: «إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اَللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ. . .» .

21) الآن يجب الجد (العزم) في حرب أبي فديك الخارجي. ان جد عمر (إذا كان في عمر بن عبيد اللّه بن معمر جد) . لعل الاصوب: إذ جد عمر (لما جد عمر بمحاربة أبي فديك) . صرح: أعلن، كشف (للناس) حقيقة الأمر (أمر أبي فديك) لمن ذمر (للذين حضهم على القتال) .

22) أنت من قوم إذا أغشوا العسر (إذا نزل بهم الضيق و عمهم) تعسروه (اشتدوا فيه و لم يذلوا لأحد و حاولوا كشفه) أو (إلى أن) يفرج اللّه الضرر (الضيق) و يكشفه عنهم. في الأصل، أن يفرج.

23) و زادهم فضلا: زاد اللّه قوم عمر بن معمر فضلا فوق هذا الفضل أيضا. فمن شاء انتحر: إذا غيظ أحد من أعدائهم لأنه لم يستطع أن يبلغ إلى ما بلغوا اليه فليقتل نفسه إذا شاء! عطية اللّه: أعطاهم اللّه الإلاف (الوعد و العهد بنصرهم و بحمايتهم-راجع سورة قريش، و هي السورة 106 في المصحف: «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ. . . . وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ» ) . السور جمع سورة (بضم السين) : المنزلة (القاموس 2:53، السطر 12) ، المكانة الرفيعة. و في الشرح: السور سور القرآن (؟) .

24) قد برع في جميع الاعمال التي تنسب إلى الشجاع: الجرأة و الكيد و الصبر الخ. . . و قد تعود الهجمات في الحروب مرة بعد مرة. . . . . الكر: الهجوم. . . . . الفر: رجوع (المحارب) من ميدان المعركة أو المبارزة من غير أن يستطيع خصمه أن يلحق به.

25) الغمرة: الأمر الشديد الذي يغمر الناس (يحيط بهم من كل جانب) . الكر: الهجوم. الفر (هنا) : الفرار. ثبت: ثابت، إذا ما صيح في الناس (الفرار! الفرار! لهول المعركة) قر هو (بقي ثابتا في مكانه) .

26) . . . . و احتضر (شهد) البأس (القتال الشديد) إذا البأس (الحرب) حضر (اشتد) بمجمع الروح (بنفس مجتمعة، لا يهرب و لا يجبن) إذا الحامي (البطل الذي يعتمد الناس عليه في الدفاع عنهم) انبهر (انقطع نفسه و أخذه الربو: ضيق التنفس، من الخوف) .

27) -إذا انأطر (انثنى، اعوج، انكسر) الرمح يمكن السيف (يستخدم السيف و يضرب به ضربا ثابتا شديدا) في هامة الليث (الأسد: المقاتل البطل القوي الشجاع) . هر: كثر عن انيابه و استكلب على خصمه و اشتد الخطر منه.

28) -إذا لم تور (تشعل) نارا (عظيمة) في هجر: إذا لم تشن معركة شديدة على أبي فديك تبيده بها و تبيد أتباعه فكأنك لم تشعل نارا (كأنك لم تحارب قط) . ذات سنا: ذات ضوء عظيم (فتكون معركة عظيمة مشهورة) . يوقدها من افتخر. . .

29) . . . . من شاهد الامصار: إذا كان أحد في الامصار (جمع مصر: البلد الكبير، المدينة) ثم أراد أن يفتخر، فانه يفتخر بهذه المعركة. من حي مضر (إذا جاء إلى مكان يسكنه قوم من مضر-لأن أتباع أبي فديك الخارجي الذين انهزموا كانوا من بني ربيعة-مضر) . لا منتظر: لا سبيل إلى التريث و الانتظار (و الحلم) . . . .

30) . . . بعد أن جاوز هؤلاء الخوارج الحد و مرقوا من الدين (كفروا لما اعتقدوا رأي الخوارج) ، و خالفوا البشر (الكثرة من المسلمين، جماعة المسلمين) . القارص: اللبن الذي يحذي (يقرص) اللسان بالحامض القليل الذي يبدأ فيه. حزر اللبن: اشتدت حموضته. جاوز اللبن القروص فحزر: مثل يضرب للرجل إذا أفرط في أقواله أو أعماله و جهل قدره و الحد الذي يجب أن يقف عنده. -لا بد الآن من الاسراع في قتال الخوارج لأنهم مرقوا من الدين.

31) و اشتغروا (اختلفت آراؤهم) في الدين حتى اشتغر (الدين و كثر اختلاف رأي الناس فيه) . ذو الجلال: اللّه. قدر: قدر، كتب، أراد في سابق علمه. الصحف الأولى: الكتب المنزلة على الأنبياء قبل محمد رسول اللّه، و الصحف التي انزلت على ابراهيم و موسى. التي كان (اللّه) سطر: (منذ أن كانت مكتوبة في اللوح المحفوظ قبل أن يوحي اللّه بها إلى الأنبياء الأولين) . . .

32) . . . . (قد قدر اللّه) أمرك هذا (قيادتك لهذه المعركة) فاحتفظ (احترس) من النتر (العجلة) : احذر (تجنب أن) يخرج منك أمر عن غير روية و تفكير، أو أن يأخذك خصمك على حين غفلة. و احذر أيضا فترة الأمر (الكسل و همود النشاط و التوقف عن متابعة القتال) . مود: هالك، يهلك.

33) جعلك اللّه مظفرا أينما جريت (سابقت، نافست، حاربت) ، و ذلك بأن تسقط شهيدا في القتال فيكون ذلك لك طهور (نقاء و غفران) لذنوبك. -و إما أن تظفر في وقعة (معركة) تجلو (تزيل) عن الدين القذر (الرجز، الرجس، النجاسة) : تخلص الاسلام من بدعة الخوارج؛ أو تصبح لك مكانة و شهرة (تامة: واسعة، عظيمة) كأنها نور قد زهر (عظم ضوءه و لمعانه) .

34) كما يكون نور القمر ليلة البدر (في الليلة الرابعة عشرة من الشهر القمري (تاما كاملا. . و قد سمت همة عمر بن عبيد اللّه بن معمر حتى اعتمر (قصد) . . . . .

35) . . . مغزى: بلدا يغزو (يحارب) فيه. بعيد من بعيد: قصد مكانا بعيدا (هجر، البحرين، في شرقي بلاد العرب) من مكان بعيد عنه (من الشام) . ضبر: جمع جمعا كثيفا؛ أحكم أمره (غزوت بعدد كبير، و هذا بنفسه أمر صعب، ثم رتبت ذلك العزو ترتيبا حكيما صحيحا مأمونا يقود إلى النصر!) .

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.