المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06

حق السرعة في قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم (23) لسنة 1971
2023-03-13
تسميد الشوفان والارز
25-7-2017
Substituent effects in Friedel-Crafts reactions
27-9-2020
أطياف فلورية fluorescence spectra
23-5-2019
زياد بن سُوْقَة
8-9-2016
القرآن في طريقه إلى الأرض‏
4-05-2015


الشَمَردل بن شَريك  
  
6986   10:49 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص586-590
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2021 2905
التاريخ: 29-06-2015 1799
التاريخ: 13-08-2015 2056
التاريخ: 10-04-2015 1787

هو الشمردل بن شريك بن عبد الملك بن رؤبة بن سلمة من بني ثعلبة بن يربوع من بني تميم؛ و يعرف عادة بابن شريك اليربوعيّ (1) وبابن الخريطة أيضا لأنه وضع، و هو صبيّ صغير، في خريطة (2) و هي وعاء شبه الحقيبة توضع فيه الأشياء.

نشأ الشمردل في جنوبيّ العراق، و ربّما في البصرة، مولعا بالخمر ثم لم يترك شربها بعد ذلك.

و كان للشمردل ثلاثة إخوة: حكم و وائل و قدامة، فلمّا سار وكيع ابن أبي سود التميميّ إلى خراسان، في أيام عبد الملك بن مروان، كان الشمردل و إخوته الثلاثة في جيش وكيع. و في خراسان بعث وكيع الاخوة الاربعة في أربع وجهات مختلفة فقتل حكم و وائل و قدامة في مدّة يسيرة، و بقي الشمردل بعد ذلك في خراسان زمنا ثم عاد إلى البصرة. في الاغاني (13:356-357) : «وقف الفرزدق على الشمردل و هو ينشد قصيدة له فمرّ فيها هذا البيت:

و ما بين من لم يعط سمعا و طاعة... و بين تميم غير جزّ (3)الحلاقم

فقال له الفرزدق: و اللّه، يا شمردل، لتتركنّ لي هذا البيت أو لتتركنّ لي عرضك! فقال (الشمردل للفرزدق) : خذه، لا بارك اللّه لك فيه. فادّعاه (الفرزدق) و جعله في قصيدة ذكر فيها قتيبة بن مسلم أوّلها:

تحنّ بزوراء المدينة ناقتي... حنين عجول تبتغي البوّ رائم (4)

و قد ذكر الفرزدق في هذه القصيدة مقتل قتيبة بن مسلم و وصول رأسه إلى دمشق-و كان وكيع بن أبي سود تولّى قتل قتيبة في خراسان في ذي القعدة من سنة 96 هـ ‍(715 م) ، في أيام سليمان بن عبد الملك. و المعقول أن يكون الفرزدق قد سمع الشمردل ينشد قصيدته في سنة 96 ه‍ و أن يكون قد ادّعى البيت الذي أعجبه فيها و هو على أهبة مدح سليمان ابن عبد الملك بالخلافة، و سليمان بن عبد الملك قد جاء إلى الخلافة في نصف جمادى الآخرة من سنة 96 هـ ‍(25-2-715 م) . و ليس من المعقول قطّ أن يكون الفرزدق قد سمع الشمردل ينشد قبل ذهابه إلى خراسان، في أيام عبد الملك، ثم انتظر بالبيت حتّى جاء سليمان بعد عشرين سنة أو خمس عشرة سنة على الاقلّ فمدحه بقصيدة أدخل ذلك البيت فيها.

من هذا كلّه نرى أن الشمردل قد عاد من خراسان إلى العراق و أنه كان يحيا في أيام سليمان بن عبد الملك. و إذا كان الشمردل من أتراب الفرزدق و جرير، فمن المنتظر أن يكون قد عاش إلى ما بعد سنة 100 ه‍ (718 م) (5).

الشمردل بن شريك شاعر و راجز مقتدر صحيح اللغة متين السبك؛ و تجد له أحيانا شيئا من غرابة الالفاظ. أما فنونه فأشهرها الرثاء في اخوته. و له طرد جيّد، ثم له أشياء من المدح و الخمر و الغزل.

المختار من شعره و رجزه:

- قال الشمردل بن شريك يرثي أخاه حكما، و قد جاء نعبه بعد

أيّام قليلة من توجهه إلى الغزو في خراسان (راجع الترجمة) :

يقولون: احتسب حكما، و راحوا... بأبيض لا أراه و لا يراني (6)

و قبل فراقه أيقنت أنّي... و كلّ ابني أب متفارقان

أخ لي لو دعوت أجاب صوتي... و كنت مجيبه أنّى دعاني (7)

فقد أفنى البكاء عليه دمعي... و لو أنّي الفقيد إذا بكاني

- و رأى الشمردل بن شريك، فيما يرى النائم، أن سنان رمحه (النصل الذي في أعلى الرمح) قد سقط. فعبر منامه على بعض من يعبر الرؤيا (طلب تفسيره من بعض من يفسّر المنامات) ففسّره له بأنه موت قريب له. و حدس الشمردل أن يكون ذلك القريب أخاه وائلا. و بعد ثلاثة أيّام من ورود نعي حكم ورد نعي وائل، فقال الشمردل (غ 13:357، 353-355، أمالي اليزيدي 31-34) ، و كان وائل أيضا في غزو خراسان:

لعمري لئن غالت أخي دار فرقة... و آب إلينا سيفه و رواحله (8)

و حلّت به أثقالها الارض، و انتهى... بمثواه منها، و هو عفّ مآكله (9)

لقد ضمّنت جلد القوى كان يتّقى... به جانب الثّغر المخوف زلازله (10)

أقول، و قد رجّمت عنه فأسرعت... إليّ بأخبار اليقين محاصله (11)

إلى اللّه أشكو لا إلى الناس فقده... و لوعة حزن أوجع القلب داخله (12)

و تحقيق رؤيا في المنام رأيتها... فكان أخي رمحا ترفّض عامله (13)

أبى الصبر أنّ العين بعدك لم يزل... يخالط جفنيها قذى لا يزايله (14)

و كنت أعير الدمع قبلك من بكى... فأنت على من مات بعدك شاغله (15)

فعينيّ إذ أبكاكما الدهر فابكيا... لمن نصره قد بان منّا و نائله (16)

فما كنت ألفي لامرئ عند موطن... أخا بأخي، لو كان حيّا أبادله (17)

و كنت به أغشى القتال، فعزّني... عليه من المقدار من لا أقاتله (18)

لعمرك، إنّ الموت منّا لمولع ... بمن كان يرجى نفعه و نوافله (19)

فما البعد إلاّ أنّنا بعد صحبة... كأن لم نبايت وائلا و نقائله (20)

الشاة بعد الشاة. فرصد الشمردل ذلك الذئب ذات ليلة حتّى جاء الذئب لعادته، فرماه الشمردل بسهم فقتله ثم قال:

هل خبّر السرحان إذ يستخبر... عنّي، و قد نام الصحاب السّمر (21)

لمّا رأيت الضأن منه تنفر... نهضت و سنان و طار المئزر (22)

و راع منها مرح مستيهر... كأنّه إعصار ريح اغبر (23)

فلم أزل أطرده و يعكر ...حتّى إذا استيقنت أن لا أعذر (24)

و أنّ عقرى غنمي ستكثر... طار بكفّي و فؤادي أوجر (25)

ثمّت أهويت له لا أزجر... سهما فولّى عنه و هو يعثر (26)

                 و بتّ ليلي آمنا أكبّر (27)

- و للشمردل أرجوزة (غ 13:361-362) تذكّرنا بموضوعها و بقوافيها و بالنفس الغالب عليها أرجوزة لأبي نواس. قال الشمردل:

قد أغتدي و الصبح في حجابه... و الليل لم يأو إلى مآبه

و عرّف الصّوت الذي يدعى به... و لمعة الملمع في أثوابه

فقلت للقانص إذ أتى به... الخ، الخ.

______________________

1) الشعر و الشعراء 443؛ الموشح للمرزباني 108؛ الأمالي 3:63.

2) الشعر و الشعراء 443.

3) الاصوب: حز.

4) راجع ديوان الفرزدق (عني بجمعه و طبعه و التعليق عليه عبد اللّه اسماعيل الصاوي) مصر (المكتبة التجارية الكبرى)1354 ه‍-1936 م، ص 851.

5) في الاعلام للزركلي (3:255) أن وفاة الشمردل بن شريك كانت نحو 80 ه‍(700 م) ، و لا وجه لذلك. و كذلك ضبط الزركلي كلمة (شريك) بضم الشين، و ليس الضم صوابا.

6) احتسب: عده أنه مات في سبيل اللّه و أن لك أجره على فقده. الابيض: الرجل النقي العرض. لا أراه و لا يراني (بعد الآن) .

7) أنى: أين، كيف، متى. -المقصود: و كنت كلما دعاني (في أي وقت أو في أي مكان أو في أية حال) أجبته بلا تردد.

8) غالت: قتلت. دار غربة (مات) غريبا في خراسان (بعيدا عن البصرة) . و آب الينا سيفه و رواحله (لما قتل وائل أرسل إلى الشمردل سيف وائل و فرسه) .

9) أثقال الأرض: ما في باطن الأرض-راجع سورة الزلزال: «إِذا زُلْزِلَتِ اَلْأَرْضُ زِلْزالَها وَ أَخْرَجَتِ اَلْأَرْضُ أَثْقالَها» (99:1-2) . حلت (جملت، حسنت) به (بوائل لما دفن فيها) أثقالها (ما في بطنها من الموتى، فهو أفضلهم، أو من المعادن كالذهب و الفضة. . . .) . انتهى بمثواه منها: وصل إلى مرقده المقدر له في الأرض (مات) . . . و هو عف مآكله: لم يأكل إلا من حلال (من كسب يده أو من كسب سيفه) .

10) جلد القوى: صبور، قوي على أحداث الدهر، بطل. يتقي به: يدافع به (كان يحمي) . الزلازل: البلايا. الثغر: المكان الذي يخشى مجيء العدو منه (بحرا أو برا) . -يتقي به جانب الثغر المخوف: يعها اليه بالدفاع عن أشد جبهات القتال خطرا.

11) كان ذئب قد لازم مرعى غنم للشمردل، و كان لا يزال يفرس منها

12) رجمت عنه: لما رأيت المنام (راجع ص 588) خطر لي أن يكون تفسيره موت أخي وائل. أسرعت. . . . الخ: صدق ظني و رجمي بالغيب.

13) اللوعة: الحرقة (بضم الحاء) . قد أوجع قلبي داخل الحزن (الحزن العميق، الشديد) .

14) ترفض عامله: تشقق و تفرق عامله (العامل: صدر الرمح، أعلاه) .

15) قذى: وسخ يحدث في العين من الرمد (المرض) و من ضعفها بالسهر أو البكاء. لا يزايله: لا يفارقه. -الدليل على عجزي عن الصبر على فقدك أن بكائي عليك دائم. الاصوب: لا يزايلها.

16) لم يكن لي قبل اليوم حزن يبكيني، فكان كلما مات أخ لإنسان اعرته دمعي يبكي به على أخيه (كنت أبكي على الآخرين مواساة لأهلهم) فأصبح حزني عليك يذهب بكل دموعي (أصبح كل بكائي عليك) .

17) . . . نصره (ظفره في المعارك في الدفاع عنا) و نائله (عطاؤه، تكرمه علينا) قد بانا «(ذهبا، انقطعا بموته) .

18) لو أردت أن أجد أخا آخر بين الأحياء كفؤا لأخي (في الشجاعة و الكرم) أبادله به (يكون لي عوضا عن أخي) لما ألفيت (لما وجدت) .

19) كنت أغشى به القتال: (أملأ به ميدان المعركة و أسيطر على الخصوم المقاتلين) ، فعزني عليه (غلبني عليه، سلبه مني) المقدار (القضاء و القدر الذي لا أستطيع أن أقاتله) .

20) مولع: محب، متعلق. النفع: الفائدة المنتظرة من الشيء. النوافل جمع نافلة: ما يتبرع به الانسان. الموت مولع بأن يأخذ خيارنا. بايته: قضى الليل معه في مكان واحد. قائله: عاوضه (بادله شيئا بشيء) . و المقايلة يمكن أن تكون أيضا: القيلولة معا (النوم بعد الظهر في مكان واحد) . و الملموح من المعنى: كأن لم نعاشره ليلا و لا نهارا. -البعد الحقيقي أن ما بيننا قد انقطع الآن انقطاعا تاما (من غير أمل بالتقاء في هذه الدنيا) .

21) السرحان: الذئب. السمر جمع سامر: الذي يسهر مع أصحابه و يحادثهم.

22) الضأن: أحد قسمي الغنم (الضأن و المعزى) . و واحد الضأن: خروف. لما رأيت الضأن منه تنفر (تتفرق) : شعرت باقترابه منها (و هو لا يزال بعيدا) . نهضت و سنان: يغلب علي النعاس. طار المئزر: أسرعت في نهوضي فسقط عني أزاري.

23) مرح: أشر، بطر، اختيال، نشاط. مستيهر: متكرر، متماد، كثير. راع: روع (أفزع، أخاف و خوف) . في الأصل راع منها، و لعل الأصوب: راع منه (راعها منه: أفزع الضأن منه مرح. . .) . الاعصار: الريح الشديدة تثير السحاب، أو تثير التراب من الأرض نحو السماء. إعصار أغبر: اعصار يحمل غبارا.

24) يعكر: يهرب ثم يعود. و لم أستطع أن أصيبه (أقتله) . . . . أن لا-أنني لا أعذر: (جربت قتله مرارا) حتى لم يبق لي عذر في عجزي عن قتله.

25) عقرى غنمي: المعقور (المقتول) من غنمي. الشطر «طار بكفي. . .» غير واضح المعنى. . . . .

26) أهويت له: أطلقت عليه. لا أزجر: (اقتربت كثيرا منه فزجرني الناس عن الاقتراب منه هذا القدر خوفا من أن يؤذيني فلم أسمع من أحد) . ولي: هرب. يعثر: يسير فيقع ثم ينهض.

27) أكبر: أكبر اللّه (حمدا للّه على تخلصي من الذئب) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.