أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2015
6946
التاريخ: 25-12-2015
4679
التاريخ: 9-11-2014
5032
التاريخ: 21-12-2015
4700
|
قال تعالى : {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم : 35، 36].
قال تعالى في الآية بعد أن أشار إلى ثواب المتقين العظيم في سورة القلم : {افَنَجْعَلُ الْمُسْلِميْنَ كَالُمجْرِمِيْنَ}.
فهل من الصحيح المساواة بين هذين الفريقين؟ وهل تقتضي العدالة ذلك؟ ثم أضاف وقال : {مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}.
لا يمكن للعاقل القبول بأنّ عاقبة المسلم والمجرم، والمطيع والعاصي، والعادل والظالم تكون واحدة، أو أن ينسب هذا الأمر إلى اللَّه الذي راعى الدقة والعدالة في جميع افعاله.
وهناك احتمالان للمفسّرين في تفسير هذه الآية :
الاحتمال الأول : إنّ هذه الآية تشير إلى مسألة المعاد، لأننا نرى المسلم والمجرم متساويين غالباً في هذه الدنيا، بل قد يحصل المجرم على امتيازات لا مشروعة في هذه الدنيا أكثر ممّا يحصل عليه المسلم، إذن يجب أن يتفوق «المسلم» على «المجرم» في الآخرة، لأنّها من مقتضيات العدالة.
الاحتمال الثاني : إنّ هذه الآية أتت جواباً لقوم مشركين كانوا يقولون : لو كانت هناك قيامة فإنّنا سوف نتمتع بظروف حسنة كما نحن عليه في هذه الدنيا كما يقال : (السَنَة الجيدة تعرف من ربيعِها) فأجابهم القرآن : هل من الممكن أن يساوي اللَّه العادل بين المسلمين والمجرمين؟
ولا يوجد هناك منافاة بين هذين التفسيرين على الظاهر، بل يمكن حمل مفهوم الآية كلا المعنيين، وتبقى هناك ملاحظة وهي أنّ هذه الآية الشريفة تثبت حكم العقل بالحسن والقبح والإدراكات العقلية الاخرى بقطع النظر عن تأييد الشرع لذلك، (فتأمل).
والملفت للنظر أنّ الفخر الرازي في بداية حديثه عدّ هذه الآية من أدلة ما نقل عن مذاهب أهل السنّة أنّه يجوز للَّه أن يُدخل العاصين الجنّة وأن يُدخل المطيعين النار، «الحسن والقبح العقليين» قال : ويقبح بحكم العقل طبقاً للآية ولكن بما أنّ الرازي من الأشاعرة ومن منكري الحسن والقبح العقليين فقد أجاب : إنّ إنكار هذه المساواة من باب الفضل والاحسان الإلهي لا من باب أنّ لأحدٍ حقّاً عليه تعالى «1».
إنّ ضعف هذا الرأي لا يحتاج إلى دليل فقد أمرهم القرآن بصراحة بأن يُحكِّموا العقل في هذه الموارد ثم خاطبهم بخطاب مقرون باللوم والتوبيخ في قوله : {مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}؟
أي أنّ هذا الرأي لا يليق بالإنسان العادل، وهذا دليل واضح على إثبات حاكمية العقل والمنطق في مثل هذه الامور.
____________________
(1) تفسير الكبير، ج 30، ص 92.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|