أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
1199
التاريخ: 14-12-2015
901
التاريخ: 16-12-2015
858
التاريخ: 16-12-2015
884
|
تبدأ الاحترامات الخاصة لأهل الجنّة منذ لحظة دخولهم فيها فيقابلهم خزنتها مهنّئين، كما ورد في القرآن الكريم : {وَسِيقَ الَّذيِنَ اتَّقَوا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى اذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ ابْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}. (الزمر/ 73)
يُستفاد من هذه الآية أنّ خزنة الجنّة ينتظرون المتقين بلهفة على أبواب الجنّة وقد فتحوا لهم أبوابها من قبل وما أن يصلوا إليها حتّى يسارعوا إلى استقبالهم بأجمل التحيات ووافر الاحترام ويدعوهم بأطيب العبارات إلى الجنّة والحياة الخالدة فيها «1».
نعم هذه هي الأصول المتّبعة في استقبال الضيف العزيز، فأول الأمر تفتح الأبواب والمضّيفون ينتظرون على الباب، وما يكاد يدخل حتّى يستقبلوه بالترحاب وهذه من اللذات المعنوية الثمينة.
«والخزَنة» : جمع (خازن) وهو بمعنى الحارس والمراقب، والمقصود هنا هو الملائكة الذين يتولون المحافظة على الجنّة وتسيير شؤونها.
وفي المرحلة اللاحقة بعد دخول الجنّة يُؤمر ملائكة اللَّه المقربون بالدخول عليهم من كل باب والترحيب بهم وتهنئتهم. ورد في قوله تعالى : {وَالمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ* سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقبَى الدَّارِ} «2» (الرعد/ 23- 24).
ويُفهم من الآية السابقة أنّ جموعاً من الملائكة يدخلون عليهم من كل باب، مع الالتفات إلى أنّ كل باب من أبواب الجنّة مخصص لواحد من الأعمال الصالحة مثل : (باب الصلاة، وباب الجهاد، وباب الحج) فيتضح أنّ كل مجموعة من الملائكة تدخل عليهم لأجل واحد من الأعمال الصالحة التي أدوها في الدنيا، والطريف في الأمر أنّ كل هذه الأعمال تتلخص في معنى الصبر بكل أنواعه : الصبر على الطاعة والصبر على المصيبة، والصبر عن المعصية.
والأهم من كل ذلك التحية والسلام الصادر من اللَّه إلى أهل الجنّة، وهو سلام مقرون بالمحبّة ومليء باللطف والرحمة، كما جاء في قوله تعالى : {سَلَامٌ قَولًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيم} «3».
(يس/ 58)
هذا السلام وهذه التحية الإلهيّة التي تنفذ في أعماق النفس وتملؤها بالطاقة فتشد إليها نفوس أهل الجنّة بما فيها من لطف واحسان وتجعلها مستغرقة بالبهجة، إنّها نعمة لا تضاهيها نعمة، أجل، إنّ سماع نداء المحبوب المنبعث من جوده ولطفه لَهُو أفضل من الدنيا وما فيها.
إنّ نفحة لقاء المحبوب ورؤية لطف الحبيب والسلام الذي يعني رفع الحجب، يحوي من اللذّة والأشواق والبهجة بحيث لو بقي العشاق بعيدين عن فيضه المعنوي لما صبروا، على تحمل ذلك، وقد روى بعض مفسري السُنّة حديثاً قيّماً عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه : «لو حجبت عنه ساعة لمتّ» «4».
وعلى أيّة حال، فإنّ أسمى أماني أهل الجنّة وأشرف مفخرة لهم وأحبّ ساعة إليهم، هو أنّ يسلّم عليهم الرّب الرحمن الرحيم.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك آيات عديدة اخرى في القرآن الكريم تتضمن اهداء التحية لأهل الجنّة من غير أن تحدد مصدر التحية والسلام كما في «الآية 46 من سورة الحجر- والآية 75 من سورة الفرقان- والآية 34 من سورة ق». فربّما يكون مصدر التحية الملائكة، ويحتمل في بعضها أن يكون السلام من أهل الجنّة على بعضهم، أو ربّما يكون من اللَّه وهذا أفضلها وأكملها.
_______________________
(1). الملفت للنظر هنا أنّ القرآن استعمل «واو» الحالية في جملة «وفُتحِت أبوابها» للتعبير عن انفتاح الأبواب مسبقاً (كما ورد هذا في الآية 50 من سورة ص «جَنَّات عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ». إلّا أنّه تعالى يقول عن النّار : «حتّى إذا جاءُوها وَ فُتِحت أبوابها» بدون استعمال «واو» الحالية.
(2). هذه الجملة تقديرية، وتقديرها هو : فنعم عاقبة الدنيا الجنّة.
(3). قيل في إعراب هذه الجملة : «سلام» خبر «أنّ» «لهم» مقدّرة. و «قولًا» مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره : يقول قولًا، وهناك آراء اخرى أيضاً في هذا الصدد. إلّاأنّ ما ذكرناه هو الأنسب.
(4). تفسير روح البيان، ج 7، ص 416.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعًا لمناقشة المشاريع العلمية والبحثية
|
|
|