اهمية التمور كمضادات للأكسدة

تحتوي التمور على نسبة عالية من مضادات الاكسدة الهامة والضرورية للإنسان (سواء في القشرة او لب الثمرة) منها على سبيل المثال لا الحصر: عديدات الفينول, كافيول شيكيميك (والذي يطلق عليه حمض الداكتيليفيريك), فيتامين أ, الثيامين, النياسين, حمض الكافين, 3.1 بيتا دي جلوكان, الصبغات الفلافونية, حمض كلورو جينيك, حمض ترانس سناميك, حمض فيريوليك, حمض الكوماريك, الكاميفرول, ميراستين, كيرستين, ابيجنين, ليوتولين والكاتشين.

وتذكر الدراسات ان مركبات عديدات الفينول والتانينات غير الذائبة تزداد في الثمرة اثناء النمو والنضج والتخزين.

كما ان التمور غنية بالكثير من الفيتامينات مثل فيتامين (أ) و (هـ) وتحتوي على قدر من فيتامين (ج), وتعتبر هذه الفيتامينات من مضادات الاكسدة ايضا بالإضافة الى الفيتامينات الاخرى مثل ب1 وب2 وب3 و6 هذا بالإضافة الى ما هو معروف عن التمور من احتوائها على بعض العناصر المعدنية الضرورية والتي تعمل كمضادات الاكسدة مثل عنصر السيلينيوم وهي هامة جدا للمحافظة على صحة الانسان.

لذلك تبرز اهمية ان تكون زراعة النخيل زراعة عضوية صحية للاستفادة من القيمة الغذائية العالية للتمور بالشكل السليم والمناسب.

هذا وسيتم في نهاية هذا المقال استعراض مقارنه بين محتوى التمور وبعض ثمار الفواكه والخضروات من المواد المضادة للأكسدة والتي اثبتت الابحاث العلمية مقاومتها للسرطان.

جدول يوضح محتوى التمور من مضادات الاكسدة (100جم تمر منزوع النوى).

ولقد بدا في الآونة الاخية الاهتمام بالتمور كمصدر هام لمضادات الاكسدة وكاسحات الجذور الحرة. ولقد اثبتت الدراسات ان لهذه المركبات نشاطات فسيولوجية متعددة للإنسان والحيوان من اهمها ان بعض المركبات الفلافونويدية (والتي تعتبر من مضادات الاكسدة الهامة) والتي توجد في ثمار التمور تعمل منشطا (محفزا) للقلب, اذ يكفي وجود كميات قليلة منها, لتنشيط القلب, وتقوية جدران الاوعية الدموية الشعرية, وتمنع هذه المركبات نفاذية ونزف الاوعية الدموية الشعرية, مما يفيد كثيرا في علاجات الكثير من الحالات للنساء اثناء نفاسهن. ولقد اثبتت الدراسات ان هذه المركبات الفلافونويدية موجودة بكثرة في التمر الاصفر اللون (مثل ثمار البرحي في طور البسر), وبالإضافة لتأثير هذه المركبات كمضادات للأكسدة, فأنها تعمل ايضا كمضادات للفطريات والبكتيريا وفيروسات وهي من الوسائل الفعالة لمنع الاصابة بمرض السرطان. والفلافونويدات عبارة عن مركبات فينولية متعددة الهيدروكسيل, كثير منها مرتبط مع السكريات بواسطة روابط جليكوسيدية, وتنوع عدد مجاميع الهيروكسيل وترتيبها بهذه المركبات يكسبها تنوعا كبيرا في تركيبها الكيميائية مما يزيد من فاعليتها البيولوجية. كما اثبتت الدراسات ايضا ان ثمار بعض اصناف التمر غنية في مادة الانثوسيادنين وهي المادة المسئولة عن اللون الاحمر في ثمار الاصناف الحمراء مثل السكرية الحمراء والحلوة (البسر) وهذه الصبغات هامة جدا للمحافظة على صحة الانسان فهي تعمل كمضادات للأكسدة تقي جسم الانسان من امراض القلب, والسرطان, والشيخوخة.

واذا كانت مضادات الاكسدة هي من المواضيع الهامة جدا في الكثير من المجلات العلمية المهتمة بصحة الانسان, فان التمور تتصدر ثمار الفاكهة في احتوائها على العديد من مضادات الاكسدة, ولم يكن غريبا ان نجد الاسم العلمي لنخيل التمر هي Phoenix dactylefera L وذلك لاحتوائه على كميات عالية جدا من مضادات الاكسدة Dactylefera acid وتمتاز ثمار التمر بتنوع محتواها من مضادات الاكسدة ذات الفائدة الطبية الهامة, وعلى سبيل المثال فهي غنية جدا بالمركب (3.1 بيتا دي جلوكان) ويعتبر هذا المركب من مضادات الاكسدة الهامة فهو من كاسحات الجذوع الحرة القوية. وهو مركب فريد ينشط استجابة جهاز المناعة بجسم الانسان مما يساعد على تكوين نظام حماية قوي ضد الفيروسات والبكتريا والفطريات ويمكن تلخيص بعض التأثيرات المفيدة لصحة الانسان والتي تقوم بها مضاد الاكسدة (3.1 بيتا دي جلوكان) كما يلي:

1. ينشط جهاز المناعة: حيث لدى هذا المركب المقدرة على تنشيط "خلايا المناعة" بالجسم فتقوم بحجز وتغليف المواد الغريبة, كما تتعرف على الخلايا الطفرية وتقوم بتدميرها.
2. يساعد على تكوين نظام حماية قوي ضد الفيروسات والبكتريا والفطريات والطفيليات.
3. الحماية من الاشعة الضارة: يمكن للمركب (3.1 بيتا دي جلوكان) القيام بتنظيف جسم الانسان من الخلايا التي تم تدميرها نتيجة تعرضها للإشعاع ووجود بقايا هذه الخلايا المدمرة من الاشعاع يعتبر من الامور الخطيرة التي تضر بصحة الانسان ضررا بالغا. وفي عصرنا الحيث فانه ما من احد منا يستطيع – بل من المستحيل – ان يتجنب التعرض بصورة او باخري لهذه الاشعة الضارة, بصفة تكاد تكون مستمرة مثل:

• استخدام الحاسب الالي.
• التعرض للأشعة السينية.
• المرور بجوار اسلاك الكهرباء ذات الضغط العالي.
• التعرض للأشعة فوق البنفسجية نتيجة التعرض للشمس.
• استعمال اجهزة الهاتف الجوال.
• التعرض لمصادر اشعة اخرى.

1. تجديد الخلايا واصلاحها: يساعد المركب (3.1 بيتا دي جلوكان) على سرعة شفاء الانسجة التي تحدث بها اضرار بالجسم.
2. تحسين اداء وفاعلية بعض المركبات الاخرى مثل المضادات الحيوية ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات مما يتيح تأثير افضل واكثر فاعلية لهذه المركبات.
3. التعرف على الخلايا الطفرية وتدميرها: وتعتبر التمور من ثمار الفاكهة الغنية بالكثير من الفيتامينات بصفة عامة.

جدول يوضح انواع الفيتامينات الموجودة في التمور واهميتها الفسيولوجية والصحية

كما نجد ان التمور غنية ايضا بعنصر السلينيوم والذي يعد من العناصر الغذائية الهامة فهو يعمل كمضاد للأكسدة, ولقد دلت الدراسات الحديثة على ان التمر يحتوي على السلينيوم بكميات جيدة, كما اوضحت نتائج الابحاث ان الجرام الواحد من التمر يحتوي على نسبة تصل الى 1.47- 2.97 ميكروجرام من السلينيوم.

والجدول التالي يوضح نسبة السلينيوم في بعض اصناف التمور الاكثر انتشارا بالمملكة العربية السعودية.

جدول يوضح محتوى بعض اصناف التمور الشائعة في المملكة العربية السعودية من عنصر السلينيوم (ميكروجرام/جرام)

والقائمة التالية توضح مقارنة بين محتوى التمور وبعض محاصيل الخضروات والفاكهة من المواد المضادة للأكسدة والتي اثبتت الابحاث العلمية مقاومتها للسرطان.

جدول يوضح مقارنة بين محتوى التمور من المواد المضادة للأكسدة والمقاومة للسرطان بمحتوى بعض محاصيل الخضروات والفاكهة.

يتضح من المقارنة الواردة بالجدول اعلاه ان التمور تتفوق على كثير من الخضروات والفاكهة الاخرى في العديد من مضادات الاكسدة.

المصدر:

ابو عيانة, رمزي عبد الرحيم وسعود بن عبد الكريم الفدا وخالد بن ناصر الرضيمان, 2014, الزراعة العضوية للنخيل.