أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-06-2015
9337
التاريخ: 5-2-2022
1938
التاريخ: 27-8-2022
1501
التاريخ: 9-12-2015
5216
|
مصبا- جزى الأمر جزاء مثل قضى يقضي قضاء وزنا و معنى-. { يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ} [البقرة: 48] *-، و في الدعاء- جزاه اللّه خيرا- أي قضاه له و أثابه عليه. و قد يستعمل أجزأ بمعنى جزى، و نقلهما الأخفش بمعنى واحد، فقال: الثلاثيّ من غير همز لغة الحجاز و الرباعيّ المهموز لغة تميم. و جازيته بذنبه: عاقبته عليه. و جزيت الدّين: قضيته. و الجزية: ما يؤخذ من أهل الذمّة، و الجمع جزى.
مقا- جزى : قيام الشيء مقام غيره و مكافأته إيّاه. يقال : جزيت فلانا أجزيه جزاء، و جازيته مجازاة، و هذا رجل جازيك من رجل، أي حسبك، و معناه أنّه ينوب مناب كلّ أحد، كما تقول : كافيك و ناهيك، أي كأنّه ينهاك أن يطلب معه غيره.
و تقول جزى عنّي هذا الأمر يجزي كما تقول قضى يقضي، و تجازيت ديني على فلان أي تقاضيته، و أهل المدينة يسمّون المتقاضي المتجازي.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو المكافأة و يعبّر عنه بالفارسيّة بكلمة (پاداش) و هي أحسن ترجمة عن الجزاء. و الجزاء أعمّ من الثواب و العقاب، و يستعمل في جميع موارد المكافأة ثوابا أو عقابا، و هذه المادّة تستعمل متعدّية الى مفعولين:
{نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ } [الأنبياء: 29] ، ... {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً } [الإنسان: 12] ، ... {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ } [الفرقان: 75] ، ... {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} [الأنعام: 93] *، ... {لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } [القصص: 25] ، ... {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ } [النحل: 96].
و قد يحذف المفعول الثاني لكونه غير منظور إليه أو لجهات اخرى:
{نَجْزِي الظَّالِمِينَ } [الأعراف: 41] *، ... {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 145] ، ... {جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا} [سبأ: 17]...، {نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف : 40].
و الغالب في هذه الموارد أنّ حذفه لتعظيم الجزاء و تشديده.
و قد تستعمل متعدّية الى الثاني بحرف الباء:
{لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } [طه: 15]، ... {تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [غافر: 17] ، ... وَ {وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الزمر: 35] ...، {وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: 31] ...،
{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا} [يونس: 4].
و يمكن أن تكون الباء في بعض هذه الموارد للسببيّة و يكون المفعول الثاني محذوفا، كما في:
{تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [غافر: 17] ، مثل- {جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا } [سبأ: 17].
ثمّ إنّ ذكر الباء في هذه الموارد: للإشارة الى أنّ الجزاء ليس هذا المعنى المذكور نفسه، بل إنّ الجزاء يتحقّق بهذا الميزان و بالعنوان المذكور.
و أمّا حقيقة الجزاء في موارد ذكر فيها العمل نفسه:
{وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الزمر: 35] ، ... {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} [النور: 38] ، {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [الطور: 16] ، ... {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [فصلت: 27].
فالمراد أنّ الجزاء يتحقّق بميزان هذا العمل، فالعمل مبنى الجزاء و وسيلة تعيين كيفيّته و نوعه، كما في قولهم- ضربته سوطين أي ضربا بسوطين، و التقدير- جزاء بأحسن ما عملوا، أو جزاء بأسوإ الّذي كانوا يعملون، أو بالإضافة- فالتقدير: جزاء أسوء الّذي كانوا يعملون، جزاء أحسن ما عملوا. و على أيّ تقدير فالجزاء ليس هو العمل نفسه بل ما يعادله و يماثله في القيمة. و حذف المصدر (الجزاء) يجوز في موارد قد ذكروه في باب المفعول المطلق.
و قد ذكرنا أنّ المفعول الثاني إذا ذكر مجرّدا عن الباء (أَحْسَنَ الَّذِي)- يدلّ على تشديد الجزاء و تعظيمه، بخلاف ما إذا ذكر بالباء { بِأَحْسَنِ الَّذِي كٰانُوا يَعْمَلُونَ}- فيشار بها الى السببيّة و الوساطة، أو الى المعادلة.
{حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29].
الجزية فعلة و يدلّ على النوع، و هو نوع من الجزاء، أي جزاء معيّن يؤخذ من الكفّار في مقابلة خلافهم.
ثمّ إنّ هذه الآيات الكريمة نظير ما سبق في إفادة معنى السببيّة أو الميزانيّة:
{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ} [يونس: 4] ، ... { لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ} [الأحزاب: 24] ، ... {سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 138] ، ... { مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} [غافر: 40].
أي ما يعادلها من الجزاء، أو يجزي بسببها.
فيمكن أن يكون المفعول الثاني في غير الأخيرة محذوفا و الباء للسببيّة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|