الوبائية

التيفوس الوبائي (التيفوس المحمول بالقمل ) هو مرض ينتقل عن طريق قمل جسم البشري. عندما تلدغ القملة المصابة الإنسان فإنه يتبرز والبكتيريا تكون موجودة في البراز. وتسبب اللدغة تهيجا يجعل الشخص يخدش منطقة اللدغة وبالتالي تطعم البكتيريا في الجلد المكشوط. وخلافا لغيرها من الأمراض الريكيتسية فأن البشر يعتبرون الخزان الأولي لبكتريا R. prowazekii. ويحدث التيفوس الوبائي بين الناس الذين يعيشون في ظروف غير صحية مزدحمة، مثل تلك التي توجد اثناء المجاعة والحروب والكوارث الطبيعية. ولا تحدث عملية الانتقال بطريق المبيض في القملة طالما ان القمل يموت بعد عدة أسابيع من إصابته. كما ان هذا المرض يحدث بشكل متقطع، والمستودعات الرئيسية لها في الدول الشرقية تكون السناجب الطائرة وبراغيثها وتعتبر البراغيث هي نواقل المرض.

الشكل (1) القمل الناقل لبكتريا R. prowazekii

الاعراض السريرية

أ - يتميز التايفوس الوبائي Epidemic typhus بظهور الحمى بشكل مفاجئ وقشعريرة وصداع والم عضلي ومفصلي arthralgia بعد فترة حضانة 8 ايام. ويتطور الطفح بعد حوالي 7 ايام في معظم المرضى. ويبدو الطفح كبثرات مبقعة ولكن يمكن ان تكون نمشية او نازفة .على النقيض من ما يشاهد مع طفح حمى جبال روكي المنقطة فان الطفح في التيفوس الوبائي يتطور على الجذع trunk ومنه ينتشر الى الاطراف extremities. وتشمل المضاعفات التهاب عضلة القلب ،ذهول stupor والهذيان delirium. والتيفوس اسم مشتق من اليونانية ويعني "الدخان" يسلط الضوء على حقيقة أن الذهول والهذيان يؤديان في كثير من الأحيان إلى تعقيد المرض. والشفاء يمكن ان يستغرق عدة أشهر، ومعدل الوفيات مختلف ولكن يمكن ان يكون عاليا جدا في بعض الأوبئة قد يصل الى 60 - 70%.

 ب - مرض بریل زینسر Brill-Zinsser - وهو التايفوس الوبائي الانتكاسي. يحدث بعد عقود من الإصابة الأولية. وفي الولايات المتحدة يشاع ظهوره في أولئك الذين تعرضوا لوباء التيفوس في الحرب العالمية الثانية والاعراض السريرية لهذا المرض تشبه التيفوس الوبائي لكنها أخف وأسرع شفاءا. ونادرا ما يرى الطفح الجلدي عند المرضى المصابين. ويعتمد التشخيص على الحمى المجهولة المنشأ مع تاريخ من التعرض السابق للتيفوس الوبائي

التشخيص المختبري

ينبغي ان نبني تشخيصنا على المعطيات السريرية ويجب ان يبدأ العلاج قبل تأكيد المختبر. تم تصنيع اجسام مضادة من نوع وايل فيليكس Weil-Felix antibodies ولكن لا ينصح باستخدامها. وان الاختبارات المصلية هي اول ما يستخدم لتشخيص بكتريا prowazekii R. واختبارات الأضداد المتألقة غير المباشرة واختبارات تراص اللاتكس متاحة لاستخدامها في التشخيص. تكون استجابة المرضى الذين يعانون من وباء التيفوس في البداية بالغلوبيولين المناعي IgM تليها الغلوبيولينات المناعية IgG في حين أن المرضى الذين يعانون من مرض بريل زينسر يكون لديهم مبدئيا استجابة ادكارية بالغلوبيولين المناعي IgG anamnestic IgG response. كما ان عزل البكتريا ممكن ولكنه خطر.

الوقاية والعلاج والسيطرة

تعتبر مضادات التتراسكلين والكلورامفينيكول فعالة للغاية في علاج هذا المرض. ويمكن لتدابير الرقابة للقمل ان توفر وقاية من الاصابة. ويتوفر هناك لقاح التيفوس المقتول ويوصى باستخدامها في المجتمعات السكانية المعرضة لمخاطر الإصابة.