المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الصلاة والإنسان والغيب
2025-03-15
الصلاة ومعالجة النسيان
2025-03-15
الصلاة والإنسان والنسيان
2025-03-15
الوثائق التي خلفها الملك (تهرقا) في المعبد الذي أقامه في (الكوة)
2025-03-15
مناظر معبد (صنم) وما تبقى منها
2025-03-15
FORWARD-BREAKOVER VOLTAGE
2025-03-15



بعض الناس يحبّون الصورة الشاملة، وآخرون يحبّون التفاصيل  
  
76   08:48 صباحاً   التاريخ: 2025-03-13
المؤلف : د. ديفيد نيفن
الكتاب أو المصدر : مئة سر بسيط من أسرار السعادة
الجزء والصفحة : ص153ــ154
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-16 1921
التاريخ: 2023-08-12 1358
التاريخ: 2023-05-04 1766
التاريخ: 2023-03-25 1268

عندما تنظر إلى كشف حساب المطعم يمكنك أن ترى المجموع المستحق دفعه، أو يمكنك أن تركز على كل بند مدرج فيها. والحياة هي الشيء ذاته. يمكنك أن تفكر في مجموع ما أنجزته، أو أن تفكر في القصص الآنية لحياتك. وعليك أن تتبنى التفكير الذي يجعلك أكثر رضا، فإن رأيت أن الأمور سارت بشكل جيد على الرغم من وجود مطبات في الطريق، ففكر في الصورة الشاملة. وإذا كنت غير واثق في النتيجة التي ستؤول إليها الأمور، ولكنك تعرف أن حياتك قد طبعت بلحظات من السعادة الغامرة والسرور فعليك أن تركّز على التفاصيل.

كان الوقت بعد ظهيرة يوم السبت، وهناك شخصان يعيشان متجاورين في بيتين متماثلين بالمساحة والقدم. أحدهما جالس في الأرجوحة، والآخر يتصبب عرقه في الشمس يدهن جدار بيته؛ فالشخص الذي يجلس في الأرجوحة يشعر بالراحة والسعادة، ويعلم أن بيته باقٍ على مدى عدة سنوات يأويه هو وأسرته، وجاره سعيد أيضا، لأنه يعتقد أن جدار منزله سيبدو أنيقا بقليل من الدهان، ويشعر بالرضا عن جودة الباب الخلفي الذي دهنه في الأسبوع الماضي.

أحدهما يحصل على الرضا من الصورة الشاملة، والآخر من التفاصيل. لكن المهم هو أن النتيجة واحدة.

يرى الباحثون أن من الطبيعي أن نعيش السعادة ناجمة عن الأحداث التي نمر بها، أو نعيش الأحداث حالة ناجمة عن السعادة. فكلا النمطين شائع. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.