المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18780 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى قوله تعالى وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا  
  
206   01:32 صباحاً   التاريخ: 2025-03-12
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 4 ص123-126.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-06 764
التاريخ: 2024-06-27 1160
التاريخ: 2023-07-27 1370
التاريخ: 2023-11-02 2126

معنى قوله تعالى وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا

 

قال تعالى : {وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55) وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ } [النحل : 52 - 64].

 قال سماعة ، سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه : وَلَهُ الدِّينُ واصِباً قال : « واجبا » « 1 » .

وقال علي بن إبراهيم ، قوله : وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أي واجبا .

ثمّ ذكر تفصيله فقال : وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ أي تفزعون وترجعون . والنّعمة : في الصحّة والسّعة والعافية ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ .

قال : وقوله : وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ وهو الذي وصفنا ، مما كان العرب يجعلون للأصنام نصيبا في زرعهم وإبلهم وغنمهم ، فردّ اللّه عليهم فقال : تَاللَّهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ « 2 » .

وعنه ، قال : قالت قريش ، إنّ الملائكة بنات اللّه ، فنسبوا ما لا يشتهون إلى اللّه ، فقال اللّه عزّ وجلّ : وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ يعني من البنين .

ثمّ قال وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَ يُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أي : يستهين به أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ ، ثم ردّ اللّه عليهم فقال : لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ « 3 ».

وقال حنان بن سدير : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن العرش والكرسي - وذكر الحديث - إلى أن قال : وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى الذي لا يشبهه شيء ، ولا يوصف ، ولا يتوهّم ، فذلك المثل الأعلى » « 4 ».

والحديث طويل يأتي بطوله - إن شاء اللّه تعالى - في قوله تعالى : هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ من سورة النمل « 5».

وقال الباقر عليه السّلام ، في حديث تفسير قوله تعالى : اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ « 6 » الآية ، وفي آخر الحديث :

قلت لجعفر بن محمّد : جعلت فداك - يا سيدي - إنّهم يقولون : مثل نور الرّب ؟ قال : « سبحان اللّه ! ليس للّه مثل ، قال اللّه : {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} [النحل : 74] » « 7 ».

وقال عليّ بن إبراهيم ، قوله : وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ أي عند معصيتهم وظلمهم ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ « 8 ».

وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « الأجل الذي سمّي في ليلة القدر ، هو الأجل الذي قال اللّه : فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ » « 9 ».

وقد مضى حديث عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في معنى الأجل ، في قوله تعالى : قَضى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ من سورة الأنعام « 10 ».

وقال عليّ بن إبراهيم : قوله : وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ يقول : ألسنتهم الكاذبة أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ أي : معذّبون « 11 ».
وقال الشيخ الطبرسي في مجمع البيان : ( تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ ) يا محمد فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ أي : كفرهم ، وضلالهم ، وتكذيبهم الرسل فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ معناه : إن الشيطان وليهم اليوم في الدنيا ، يتولونه ويتبعون إغوائه ، فأما يوم القيامة فيتبرأ بعضهم من بعض ، وقيل : معناه : فهو وليهم يوم القيامة أي : يكلهم اللّه تعالى إلى الشيطان ، أياسا لهم من رحمته وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أي : وللتابع والمتبوع عذاب مؤلم .

 

______________
( 1 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 262 ، ح 37 .

( 2 ) تفسير القمّي : ج 1 ، ص 386 .

( 3 ) تفسير القمّي : ج 1 ، ص 386 .

( 4 ) التوحيد : ص 321 ، ح 1 .

( 5 ) يأتي في الحديث من تفسير الآية ( 26 ) من سورة النمل .

( 6 ) يأتي في الحديث من تفسير الآية ( 35 ) من سورة النور .

( 7 ) تفسير القمّي : ج 2 ، ص 103 .

( 8 ) تفسير القمّي : ج 1 ، ص 386 .

( 9 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 262 ، ح 38 .

( 10 ) تقدم في الحديث من تفسير الآية ( 2 ) من سورة الأنعام .

( 11 ) تفسير القمّي : ج 1 ، ص 386 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .