أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-06
![]()
التاريخ: 2024-06-27
![]()
التاريخ: 2023-07-27
![]()
التاريخ: 2023-11-02
![]() |
معنى قوله تعالى وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا
قال تعالى : {وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55) وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ } [النحل : 52 - 64].
قال سماعة ، سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه : وَلَهُ الدِّينُ واصِباً قال : « واجبا » « 1 » .
وقال علي بن إبراهيم ، قوله : وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أي واجبا .
ثمّ ذكر تفصيله فقال : وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ أي تفزعون وترجعون . والنّعمة : في الصحّة والسّعة والعافية ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ .
قال : وقوله : وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ وهو الذي وصفنا ، مما كان العرب يجعلون للأصنام نصيبا في زرعهم وإبلهم وغنمهم ، فردّ اللّه عليهم فقال : تَاللَّهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ « 2 » .
وعنه ، قال : قالت قريش ، إنّ الملائكة بنات اللّه ، فنسبوا ما لا يشتهون إلى اللّه ، فقال اللّه عزّ وجلّ : وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ يعني من البنين .
ثمّ قال وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَ يُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أي : يستهين به أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ ، ثم ردّ اللّه عليهم فقال : لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ « 3 ».
وقال حنان بن سدير : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن العرش والكرسي - وذكر الحديث - إلى أن قال : وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى الذي لا يشبهه شيء ، ولا يوصف ، ولا يتوهّم ، فذلك المثل الأعلى » « 4 ».
والحديث طويل يأتي بطوله - إن شاء اللّه تعالى - في قوله تعالى : هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ من سورة النمل « 5».
وقال الباقر عليه السّلام ، في حديث تفسير قوله تعالى : اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ « 6 » الآية ، وفي آخر الحديث :
قلت لجعفر بن محمّد : جعلت فداك - يا سيدي - إنّهم يقولون : مثل نور الرّب ؟ قال : « سبحان اللّه ! ليس للّه مثل ، قال اللّه : {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} [النحل : 74] » « 7 ».
وقال عليّ بن إبراهيم ، قوله : وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ أي عند معصيتهم وظلمهم ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ « 8 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « الأجل الذي سمّي في ليلة القدر ، هو الأجل الذي قال اللّه : فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ » « 9 ».
وقد مضى حديث عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في معنى الأجل ، في قوله تعالى : قَضى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ من سورة الأنعام « 10 ».
وقال عليّ بن إبراهيم : قوله : وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ يقول : ألسنتهم الكاذبة أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ أي : معذّبون « 11 ».
وقال الشيخ الطبرسي في مجمع البيان : ( تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ ) يا محمد فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ أي : كفرهم ، وضلالهم ، وتكذيبهم الرسل فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ معناه : إن الشيطان وليهم اليوم في الدنيا ، يتولونه ويتبعون إغوائه ، فأما يوم القيامة فيتبرأ بعضهم من بعض ، وقيل : معناه : فهو وليهم يوم القيامة أي : يكلهم اللّه تعالى إلى الشيطان ، أياسا لهم من رحمته وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أي : وللتابع والمتبوع عذاب مؤلم .
______________
( 1 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 262 ، ح 37 .
( 2 ) تفسير القمّي : ج 1 ، ص 386 .
( 3 ) تفسير القمّي : ج 1 ، ص 386 .
( 4 ) التوحيد : ص 321 ، ح 1 .
( 5 ) يأتي في الحديث من تفسير الآية ( 26 ) من سورة النمل .
( 6 ) يأتي في الحديث من تفسير الآية ( 35 ) من سورة النور .
( 7 ) تفسير القمّي : ج 2 ، ص 103 .
( 8 ) تفسير القمّي : ج 1 ، ص 386 .
( 9 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 262 ، ح 38 .
( 10 ) تقدم في الحديث من تفسير الآية ( 2 ) من سورة الأنعام .
( 11 ) تفسير القمّي : ج 1 ، ص 386 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|