أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-12
![]()
التاريخ: 2025-03-14
![]()
التاريخ: 2024-02-21
![]()
التاريخ: 2025-03-04
![]() |
الأمراض التي تسببها الفطريات البيضية على النبات Oomycetes
التقسيم القديم للفطريات يضع الفطريات البيضية تحت مملكة كروميستا Chromista kingdom التي ينتمي لها أكثر من 500 نوع من الفطريات يطلق عليها فطريات العفن المائي. اما التصنيف الحديث يضع هذه المجموعة (Oomycetes) الى مملكة الاوليات Protoctista لاختلافها في صفاتها الشكلية والتركيبية والسيتولوجية والتكاثرية والاهم منها تركيبها الوراثي الجزيئي عن الفطريات لذا من يعتبرها فطريات يكون قد ارتكب خطأ علميا وهذا ما أكدتها لجان التقسيم العالمية وعلى راسها British Mycological Society وذلك اعتمادا على مجموعة من الصفات المهمة . هذه الكائنات الشبيه بالفطريات تمتص غدائها من الماء أو التربة المحيطة بها أو تخترق كائن حي اخر لتحصل على غدائها وتعني كلمة Oomycetes فطريات بيضية ذات تركيب تحتوي على جاميتات أنثوية oogonia ولا يحتوي جدارها على الكايتين كبقية الفطريات وإنما تحتوي على خليط من السيليلوز والجلسين والخيط الفطري غير مقسم بجدر عرضية. والطور الخضري ثنائي الأنوية. وتنتج جراثيم جنسية وجراثيم لاجنسية (جراثيم سابحة لها هدبين توجد داخل أسبورانجيا).
تتصف Oomycetes ببعض الصفات التي تميزها عن غيرها من الفطريات وهي:
أ. تختلف التراكيب الخضرية Oomycetes فمنها البدائية التي تتكون من خلية واحدة ومنها ما يكون غزل فطري كثيف ومتفرع. والغزل الفطري الذي تكونه الفطريات البيضية غير مقسم عرضياً.
ب. تتكاثر معظم هذه المجموعة لاجنسياً بتكوين علب جرثومية sporangia والتي تنطلق منها جراثيم سابحة zoospores بوجود الرطوبة العالية، كما ان معظم الفطريات البيضية تتكاثر جنسياً بتكوين الجراثيم البيضية Oospores والتي تتكون من اتحاد عضو التذكير Antheridium مع عضو التأنيث Oogonium كما في الشكل 2. حيث يتحلل الجدار من منطقة الاتحاد وتعبر النواة الذكرية لتندمج مع النواة المؤنثة وبالتالي تكوين الجرثوم البيضي الذي يكون أكثر مقاومة للظروف البيئية غير الملائمة من الطور اللاجنسي (شكل 1).
شكل 1: عضو التذكير Antheridium مع عضو التأنيث Oogonium.
ان التراكيب اللاجنسية والجنسية توجد في غالبية الأنواع، وتتجه أكثر الطرز رقياً وهي الطفيليات المتخصصة على النباتات لإنتاج عدة أجيال لا جنسية اثناء موسم النمو ولكن لا تنتج غير جيل جنسي واحد.
ان Oomycetes تضم شبه فطريات مترممة وأخرى متطفلة اختيارياً ومترممة اختيارياً ومتطفلة اجبارياً والأخيرة أكثر الفطريات البيضية رقياً. كما ان معظم الفطريات البيضية، تحتاج الى رطوبة عالية قد تصل الى 100% لنموها وتكاثرها من البذور تتعفن قبل انبات الجنين وتسمى هذه الحالة بتعفن البذور Seed rot حيث تظهر البذور منتفخة مائية المظهر، وقسم آخر من البذور ينبت جنينها ويتكون الجذير والرويشة ولكن يهاجمها الفطر ويعفنها قبل خروجها من سطح التربة وتسمى هذه الحالة pre-emergence damping-off اما القسم الثالث من البذور المزروعة فإنها تنبت وتتكون الرويشة والجذير وتخرج من سطح التربة ولكن بعد فترة من مهاجمتها بالفطر تسقط كالبادرة على سطح التربة وتسمى هذه الحالة post-emergence damping-off.
ان بعض البادرات تصاب بالفطر ولكن لا تسقط ويبقى الفطر ملازماً البادرة فتظهر عليها اعراض الاصفرار والتقزم مع قلة التفرعات.
ان الاعراض المرضية هنا تكون أكثر وضوحاً على البادرات الفتية والتي مازالت في طور الأوراق الفلقية حيث تظهر البادرات مائية المظهر تبدو وكأنها مسلوقة، وتظهر الاعراض المذكورة على جذير وسويقة البادرة المصابة وتتقدم الاعراض بسرعة حتى تصل احياناً الى الأوراق الفلقية وأما العلامات المرضية فهي عبارة عن النموات التي تتكون على البادرة المصابة وهي الغزل الفطري غير المقسم والعلب الجرثومية، وأحيانا تتكون الجراثيم البيضية كما في الشكل 2.
شكل 2: تشكل الجراثيم البيضية Oospore.
أهم الأمراض التي تسببها شبه الفطريات البيضية:
مرض موت البادرات Damping off disease:
ان هذا المرض من الامراض المهمة في العالم على نباتات الخضر ومحاصيل عديدة كالطماطة والفلفل والباذنجان والقرعيات والنجيليات كالحنطة والشعير والبنجر السكري ونباتات زينة كثيرة وغيرها، وترجع أهمية هذا المرض الى الخسائر الكبيرة الناتجة عنه، فقد يؤدي هذا المرض احياناً الى فشل الزراعة كلياً مما يضطر المزارع الى إعادة الزراعة مرة ثانية، فتكون بذلك التكاليف مضاعفة بالإضافة الى فقدان الموعد الملائم للزراعة.
الأعراض والعلامات المرضية:
موت البادرات مرض فطري ينتقل عن طريق التربة ويصيب البذور والشتلات الجديدة ، تتعفن أنسجة الساق والجذور عند وتحت سطح التربة. في معظم الحالات، تنبت النباتات المصابة وتخرج بشكل جيد ولكن في غضون أيام قليلة تصبح مبللة بالماء وطرية، تسقط في القاعدة وتموت (شكل 3).
يمكن أن تسبب العديد من الفطريات هذا المرض بما في ذلك ,Rhizoctonia Fusarium و Phytophthora . ومع ذلك، فإن أنواع شبه الفطر Pythium المسبب الأول في غالب الأحيان.
شكل 3: مرض موت البادرات.
المسبب ودورة المرض:
ان مرض موت البادرات يتسبب عن أنواع شبه الفطر Pythium منها (1) P.debaryanum (3) P. ultiraum (2) P. aphanidermatum ويعتبر النوع الأول من اخطر الأنواع. ان مصدر الإصابة الأولية لشبه الفطر Pythium ناتج اما من الجراثيم البيضية الموجودة في مخلفات العائل او في التربة او من الغزل الفطري والعلب الجرثومية المتكونة على عوائل أخرى (شكل 4).
شكل 4: الجراثيم البيضية الموجودة في مخلفات العائل.
فعند زراعة بذور العائل الحساس يتحفز الغزل الفطري للنمو او تنبت الجراثيم البيضية وتهاجم البذور المزروعة او البادرات النابتة ويتكون بعد ذلك غزل فطري كثيف لتكون عليه حوامل العلب الجرثومية والعلب الجرثومية sporangia هذه اما تنبت انبات مباشر في حالة عدم تكوين الجراثيم السابحة كما في شبه الفطر P. ultimum او تسلك سلوكيين، اما انبات مباشر في حالة ظروف الجفاف حيث لا تكون جراثيم سابحة في مثل هذه الظروف او انبات غير مباشر حيث عند توفر الظروف الرطبة تخرج من العلب الجرثومية الجراثيم السابحة كما في الفطر P. debaryanum. اما مصدر الإصابة الثانوية والتي يرجع اليها تأثير المرض ناتج من الدفعات المتكررة من العلب الجرثومية للفطر P. ultimum و P.debaryanum (في حالة ظروف الجفاف) والجراثيم السابحة للفطر P. aphanidermatum في نهاية الموسم يكون شبه الفطر Pythium الطور الجنسي (جرثوم بيضي Oospore) وبذلك يعود الفطر الى الطور الذي بدأ منه.
طرائق المكافحة:
أ. في حالة ارض المشاتل المبوأة بالفطر المسبب لهذا المرض يجب تعقيم التربة بغاز بروميد المثيل او معاملة البذور ببعض المبيدات الجهازية الفعالة مثل مبيد Captan وبمعدل 150 غرام / كيلو غرام بذور، كما يمكن رش البادرات ببعض المبيدات مثل Beltanol-L و Benomyl.
ب. الزراعة في تربة جيدة التهوية وتقليل نسبة الرطوبة فيها.
ج. التخلص من مخلفات العائل المصاب لأن بقاء مثل هذه المخلفات والتي يوجد عليها المسبب المرضي تؤدي الى زيادة الكثافة العددية للمسبب المرضي سنة بعد أخرى.
د. استعمال الأصناف المقاومة الموصى بها للتقليل من نسبة الإصابة.
هـ. الدورات الزراعية الطويلة الأمد كثيراً تساهم في مرض موت البادرات.
و. البزل الجيد للتربة والري في أوقات ملائمة لنمو النبات يقلل كثيراً من الإصابة نتيجة نمو البادرات سريعاً وهروبها من الإصابة.
ز. التقليل من استخدام الأسمدة النيتروجينية.
مرض اللفحة المتأخرة على البطاطا والطماطة Late Blight in Potato and Tomato
يعتبر هذا المرض من الامراض المهمة في العالم على الطماطة والبطاطا، خاصة بالدول ذات المناخ البارد الرطب. ينتشر هذا المرض بصورة وبائية في حقول الطماطة والبطاطا وقد تصل نسبة الإصابة الى 100% في بعض الأحيان وهو من الامراض التي انتشرت بالحقبة الأخيرة في العراق خصوصا في المناطق الشمالية والوسطى وسجلت أيضا إصابات لمحصول الطماطة في محافظة البصرة في عام 2017 عند انخفاض درجات الحرارة مما أدى الى تلف محصول الطماطة في كثير من مناطق زراعته في المحافظة.
الأعراض والعلامات المرضية:
تظهر الاعراض على الأجزاء الهوائية من النبات وكذلك على درنات البطاطا فتظهر الإصابة على قمة او حواف الوريقات بشكل بقع مائية محددة ثم تتسع حتى تعم جميع أجزاء الوريقة. اما الساق والتفرعات فتظهر بشكل تقرحات رمادية او بنية اللون تمتد طوليا الى الأسفل والأعلى مما تسبب جفاف الساق والأفرع وتجعلها هشة وسهلة الكسر. اما اعراض الإصابة على الدرنات فتظهر على هيأة بقع بنية او سمراء او ارجوانية غائرة وعند تقطيع الدرنات المصابة فان الانسجة الموجودة تحت مناطق الإصابة تظهر بلون بني محمر وتنتشر الإصابة داخل انسجة الدرنة فتسبب لها عفناً جافاً (شكل 5).
اما اعرض المرض على ثمار الطماطة فتكون على هيأة بقع خضراء رمادية مشبعة بالماء على ثمار الطماطة الخضراء. اما على الثمار الناضجة فتظهر البقع بنية غامقة وتظهر البقع عادة من محل اتصال الثمرة بحاملها. وقد تتسع هذه البقع حتى تشمل جميع أجزاء الثمرة احياناً. أن إصابة الطماطة والبطاطا بهذا المرض يؤدي الى صغر حجم الثمار والدرنات المتكونة ورداءة نوعيتها وفي حالات الإصابة الشديدة يؤدي المرض الى ذبول النباتات وموتها في كل مناطق الإصابة التي ذكرت سابقاً تظهر العلامات المرضية، فعند توفر الرطوبة الملائمة والتي تزيد عن 81% وبوجود درجة الحرارة الملائمة (10 - 15 درجة مئوية) يتكون نمو زغبي وهو عبارة عن حوامل العلب الجرثومية (شكل 5).
شكل 5: مرض اللفحة المتأخرة على البطاطا والطماطة.
المسبب ودورة المرض Phytophthora infestans:
ان مسبب هذا المرض من Oomycetes، الغزل الفطري فيه غير مقسم، يخترق انسجة العائل وينمو بين الخلايا Intercellular ويرسل ممصات الى داخل الخلايا ثم تخرج حوامل جرثومية من الثغور ويكون عددها 3-5 والحامل الجرثومي طويل يتفرع الى أفرع جانبية عددها 2-4 تحمل على نهاياتها علب جرثومية ليمونية الشكل يخرج منها عند نضوجها جراثيم سابحة. وقد تنبت هذه العلب الجرثومية مباشرة بإرسال انبوبة انبات وذلك في حالة عدم توفر الظروف الملائمة. ان حوامل العلب الجرثومية في هذا المسبب تكون شفافة وغير محدودة النمو حيث يتكون الحامل ويحمل على طرفه العلب الجرثومية. بعد سقوطها يستطيل الحامل وتتكون علبة جرثومية أخرى وهكذا (الأشكال 6 و 7).
تنتقل الجراثيم السابحة من ورقة الى أخرى على نفس النبات او الى نباتات أخرى ملامسة للنبات المصاب بوجود طبقة مائية خفيفة، أو تنتقل الجراثيم السابحة والعلب الجرثومية بواسطة الرياح القوية المصحوبة بالأمطار الى نباتات أخرى في الحقل مما يؤدي الى انتشار المرض.
ان مصدر الإصابة الأولية هو الجراثيم البيضية Oospores التي تبقى على مخلفات العائل في الحقل او من الغزل الفطري الموجود على الحشائش والأدغال التي تعود الى العائلة الباذنجانية ففي بداية الموسم ينشط الغزل الفطري او تنبت الجراثيم البيضية وتعطي الغزل الفطري الذي تتكون عليه الحوامل الجرثومية والتي تتكون عليها علب الجراثيم السابحة تنطلق الجراثيم السابحة من عليها. بعد فترة تتحوصل الجراثيم السابحة وتنبت وتعطي غزل فطري جديد تتكون عليه ايضاً علب جرثومية تنطلق منها جراثيم سابحة فيها. وهكذا تتكرر هذه العلمية عدة مرات خلال الموسم، فالدفعات المتكررة من الجراثيم السابحة هي مصدر الإصابة الثانوية ويتوقف عليها تأثير المرض.
شكل 6: بعد ثلاثة إلى عشرة أيام من الإصابة ، يدخل الأنبوب الجرثومي إلى النبات المضيف مباشرة من خلال الثغور (الجانب السفلي) وينمو الفطر في الفراغات بين الخلايا وفي الخلايا.
شكل 7: علب جرثومية ليمونية يخرج منها عند نضوجها جراثيم سابحة.
طرائق المكافحة :
أ. زراعة تقاوي مأخوذة من حقول غير مصابة.
ب. اتباع دورة زراعية يراعى فيها عدم زراعة الطماطة والبطاطا في الحقل نفسه لمدة تزيد عن ثلاث سنوات.
ج. التخلص من مخلفات العائل في الحقل وكذلك الاهتمام بمقاومة الادغال بصورة عامة والتي تعود الى العائلة الباذنجانية بصورة خاصة.
د. استخدام الأصناف المقاومة إن وجدت.
هـ. الاعتدال في التسميد حيث ان زيادة التسميد النيتروجيني يزيد من قابلية النبات للإصابة كما ان زيادة التسميد البوتاسي والفسفوري يزيد من مقاومة النبات للمرض.
و. إن إضافة الكبريت الى التربة أو خلطه بالأسمدة الكيماوية يقلل كثيراً من الإصابة بهذا المرض.
ز. استخدام المبيدات الفطرية: ترش النباتات بالمبيدات الفطرية المتخصصة قبل ظهور المرض كرشات وقائية وذلك في حالة ملائمة الظروف للمرض، او في بداية ظهور المرض بالمبيد M- Metalaxyl بمعدل 250 غم /100 لتر ماء.
مرض تصمغ أشجار الحمضيات Gummosis on Citrus:
تختلف تسمية المرض حسب مكان الاصابة فهي اما تسبب:
عفن الجذور حيث يهاجم الفطر الجذور وتظهر الجذور متعفنة يسهل انسلاخ القشرة عن الاسطوانة الوعائية للجذر.
او يسمى عفن التاج حيث يهاجم منطقة التاج قرب سطح التربة ويظهر تقرحات على اللحاء وقد يتقشر أو ينسلخ اللحاء.
يعتبر هذا المرض من الامراض المهمة وقد يؤدي خسائر كبيرة سنوياً وخاصة على النومي الحامض حيث تصل نسبة الإصابة بهذا المرض الى أكثر من 70%. وينتشر هذا المرض في العديد من دول العالم بما في ذلك العراق.
الأعراض والعلامات المرضية:
يصيب هذا المرض جذور وجذوع الأشجار والفروع الرئيسية لها ، كما انه يصيب الثمار. تبدأ الإصابة من قاعدة جذع الشجرة (منطقة التاج) او في الجذور القريبة من سطح التربة، ثم تمتد الإصابة الى اعلى حتى تصل الى الفروع الرئيسية للشجرة حيث تتعفن الأنسجة المصابة وخصوصاً المناطق القريبة من سطح التربة، وبعدها تتصلب وتتشقق رأسياً بشكل اشرطة طويلة مشبعة بإفرازات صمغية. قد تسيل وتتجمع في كتل فوق سطح التربة او على جذع الشجرة. وقد يحدث تحليق كامل للشجرة في المنطقة المصابة من الجذع نتيجة لموت انسجة القلف المصابة وتعفنه وانخلاعه عن الخشب، وقد لا يؤثر الطفيل على انسجة الخشب (شكل 8).
ان الانسجة المصابة من القلف تكون أغمق لوناً من الانسجة المحيطة بها، والقلف الموجود تحت سطح التربة يتعفن إذا كانت نسبة الرطوبة مرتفعة في التربة، ويمتد العفن الى انسجة الساق الداخلية بما في ذلك الأنسجة الخشبية إذا ان الكائنات الدقيقة الثانوية التي تعيش في التربة تساعد ذلك وتنبعث من الانسجة المتحللة رائحة مميزة تشبه رائحة البرتقال المتعفن. وفي الحالات المتقدمة من المرض وبعد تلون الانسجة باللون البني يطلق على هذا المرض بالعفن البني Brown rot gummosis وأحيانا تصاب الجذور قبل ان تظهر اعراض المرض على الأجزاء الهوائية من الشجرة. وفي هذه الحالة يظهر ضعف عام على الشجرة المصابة وتصفر اوراها وتتساقط وتظهر احياناً الاعراض السابقة على جانب معين من الشجرة وفي حالات الإصابة الشديدة تموت الأشجار كلياً (شكل 8).
المسبب ودورة المرض Phytophthora citrophthora:
من المسببات المرضية الذي تزداد خطورته في الأراضي الثقيلة والرطبة. تختلف حساسية الحمضيات بالنسبة لهذا المرض فالليمون من الأنواع القابلة للإصابة، والبرتقال متوسط الإصابة ، أما النارنج واليوسفي فيعتبران من أكثر الحمضيات مقاومة لهذا المرض.
يعيش شبه الفطر في التربة ويستفيد من الفترات الرطبة كي يهاجم الأشجار والثمار، ويتطور الميسيليوم على التربة أو على سطح الثمار المتساقطة على الأرض ويشكل عليها حوامل وأكياس بوغية ، يمكن للأبواغ أن تدخل الأشجار غير المجروحة إلا ان وجود الجروح يجعل امتداد الفطر أسرع، وتعتبر قشرة الجذور أقل حساسية من قشرة الجذع للرطوبة دور أساسي في تطور المرض ويستطيع الفطر العيش على درجات حرارة قد تصل إلى 32 درجة مئوية.
شكل 8: اعراض الإصابة بمرض تصمغ أشجار الحمضيات.
طرائق المكافحة:
أ. استخدام أصول مقاومة كالنارنج والخشخاش والفولكاماريانا.
ب. يجب أن تكون منطقة الطعم مرتفعة عن سطح التربة بمسافة لا تقل عن 40 سنتيمترًا.
ج. العناية جيدًا بالصرف وعدم الزراعة في أرض ثقيلة.
د. الزراعة على مسافات واسعة حتى لا تزيد الرطوبة حول النباتات.
هـ. التقليم الجيد لزيادة دوران الهواء داخل الشجرة وخفض نسبة الرطوبة. وتجنب إحداث جروح أو خدوش في قاعدة الشجرة أثناء العمليات الزراعية المختلفة.
و. يجب عدم ملامسة ماء الري قاعدة الأشجار لأن الرطوبة تشجع نمو الفطر وتساعد على الإصابة، ولذلك يجب إتباع طريقة ري المصاطب أو الحلقات أو البواكي وفيها يجمع التراب إما في شكل خطوط طولية تنمو وسطها الأشجار أو تكوين حلقة من التراب حول كل شجرة وبذلك لا تكون مياه الري ملامسة لجذع الشجرة بل تصلها بالرشح.
ز. تعالج الأشجار المصابة بإزالة الجزء المصاب، وجزء حوله من القلف السليم لمسافة سنتيمتر واحد وذلك بسكين حاد ثم يدهن الجرح بمادة مطهرة كالقطران أو بعجينة بوردو وتتكون هذه العجينة من 1 كغ كبريتات نحاس + 2 كغم جير + 15 لتر ماء أو الدهان بأحد المطهرات الفطرية.
ح. معاملة التربة بعد خلع الاشجار المصابة بإحدى المعقمات الكيماوية او المبيدات الفطرية النحاسية.
ط. كما يمكن الرش بمبيد Copper- Oxychloride بمعدل 300 غم/100 لتر ماء، يتم إجراء هذه المكافحة خلال شهري شباط واذار أو خلال أيلول وتشرين الاول.
ي. كما تتم معالجة الأشجار المصابة بالمبيدات الكيميائية المتخصصة كما يلي:
أ . قشط مكان التقرح على الساق وإزالة الصمغ المترسب والقلف اليابس ثم دهن مكان الكشط بالفرشاة وبسائل لزج من المبيد (ريدوميل بتركيز 50 غم مادة فعالة/ ليتر ماء).
ب . رش الأشجار المصابة بأحد المبيدين المذكورين في (أ) مرة كل شهر.
مرض الصدأ الأبيض على الصليبيات White Rust of Cruciferous:
يظهر هذا المرض على كثير من النباتات كأفراد العائلة الصليبية مثل الفجل والشلغم واللهانة والقرنابيط وكذلك يصيب البربين ويظهر بشدة على الدغل المعروف بالحويرة وبعض العوائل الأخرى التي لا تعود الى العائلة الصليبية كالسبانغ والطماطة ويطلق على هذا المرض بالصدأ الأبيض لكون ان اعراض المرض تظهر على هيأة بثرات بيضاء . ان هذا المرض يظهر على النباتات في جميع اطوار نموها وعلى جميع اجزاءها ما عدا الجذور وهو من الامراض غير المهمة في وسط وجنوب العراق نظرا لعدم توفر الظروف البيئية الملائمة، وهو أكثر أهمية في شمال العراق.
ينتج هذا المرض الورقي عن شبه الفطر Albugo. حيث أنه في بعض النباتات مثل الكرنب، قد يظهر نقاط بيضاء وعفن مسحوقي معًا، كما تحتوي البثور على أبواغ بيضاء اللون تنتشر بواسطة الرياح عند إطلاقها. هذا وتتراوح الظروف المفضلة المطلوبة لإنبات الصدأ الأبيض بين 13 و 25 درجة مئوية ورطوبة الأوراق لمدة لا تقل عن ساعتين إلى ثلاث ساعات مع رطوبة نسبية لأكثر من 90%، بالإضافة لرطوبة التربة العالية والأمطار المتكررة. وتبقى الجراثيم في التربة والأبواغ على الأعشاب المعمرة في المناطق المجاورة من مستضيفات المرض وتساعد في انتشاره الأولي. كما ويتم تشجيع الانتشار الثانوي من خلال حمل مسببات المرض بالرياح ورذاذ المطر (الأبواغ) أو عن طريق الناقلات الحشرية (الحشرات) والتي تصيب النباتات المجاورة حيث أنه يؤثر على أنواع كثيرة من عائلة الكرنبيات، ولكنه أيضًا يصيب الخضروات ونباتات الزينة والعديد من الأعشاب الضارة. ويمكن أن تبقى الجراثيم في التربة لمدة ثلاث سنوات على الأقل.
الأعراض والعلامات المرضية:
تظهر الأعراض المرضية على هيأة بقع دائرية صفراء اللون على السطح العلوي للأوراق يقابلها من السطح السفلي بثرات بيضاء اللون ذات مظهر شمعي براق وقد تظهر البثرات على كلا السطحين العلوي والسفلي وتكون البثرات مرتفعة قليلاً عن الانسجة التي تجاورها وفي حالات الإصابة الشديدة تتحد البثرات مع بعضها فتعطي الأوراق المصابة مظهراً ابيضاً (شكل 9).
تحوي بثرات هذا المرض على العلب الجرثومية والتي عند نضجها تضغط على سطح البثرة مما تؤدي الى تمزق سطح البثرة وخروج العلب الجرثومية والتي تظهر بهيأة سلاسل على حاملها ولذلك تسمى مجازاً بالجراثيم الكونيدية. في حالات الإصابة الشديدة تتشوه الازهار وتذبل الأوراق وتموت ويتغير لونها الى الأسود (شكل 9).
شكل 9: أعراض الإصابة بمرض الصدأ الأبيض على الصليبيات
المسبب ودورة المرض Albugo candida:
ان حوامل العلب الجرثومية Sporangiophores في شبيه الفطر هذا تستطيل حيث يحدث الحامل مرة ثانية ليكون علبه جرثومية ثانية تحتها وهكذا تتكون سلسلة من العلب الجرثومية التي تفصلها وسادة جيلاتينية وفي وجود الرطوبة العالية تتحلل هذه الوسادة نتيجة امتصاصها الماء. فتنفصل بذلك العلب الجرثومية والتي تنطلق منها الجراثيم السابحة في حالة الرطوبة العالية، حيث تسبح لفترة معينة بوجود طبقة مائية رقيقة على سطح الورقة ثم تتحوصل وتنبت وتدخل انابيب الانبات عن طريق الثغور. وفي حالة الرطوبة القليلة فان العلب الجرثومية تنبت انبات مباشر حيث تسلك العلبة الجرثومية وكأنها جرثوم سابح. لقد وجد ان انابيب الانبات للعلب الجرثومية والجراثيم السابحة تدخل الى داخل الثغور حتى ولو كانت تعود الى نباتات مقاومة ولكن في هذه الحالة لا تحدث الإصابة.
في نهاية الموسم يكون الفطر المسبب للمرض الطور الجنسي (جراثيم بيضية) والذي يتكون من اتحاد عضو التذكير Antheridium مع عضو التأنيث Oogonium حيث يتلامس العضوان ويرسل عضو التذكير انبوبة الإخصاب عضو التأنيث، فتخصب احدى النويات المذكرة نواة البيضة فتندمج النواتان لتكوين نواة ثنائية العدد الكروموسومي 2n فتنقسم هذه النواة عدة انقسامات متتالية يكون احدهما انقسام اختزالي. وينتج عن هذه الانقسامات العديدة تكوين عدد كبير من النويات الأحادية العدد الكروموسومي، وفي اثناء ذلك يتكون جدار سميك مقترن يحيط بالبيضة لتكوين الجرثومة البيضية التي تتحمل الظروف البيئية القاسية، وعند توفر الظروف البيئية الملائمة تبدأ الجراثيم البيضية بالإنبات فتنقسم النويات التي بداخلها عدة انقسامات ينتج عنها عدد كبير من النويات التي تحاط كل واحدة منها بجزء من السايتوبلازم، ثم تتكون حوصلة تندفع فيها الجراثيم السابحة، ويتراوح عددها 50 - 100 جرثوم سابح وبعد فترة معينة من الزمن تنفجر الحوصلة وتخرج الجراثيم السابحة.
ان مصدر الإصابة الأولية هي الجراثيم البيضية اما مصدر الإصابة الثانوية فهي الجراثيم السابحة او العلب الجرثومية التي تتكرر عدة مرات خلال نفس الموسم الزراعي.
طرائق المكافحة :
أ. استخدام الأصناف المقاومة لأن هذا الفطر يكون سلالات فسيولوجية متخصصة.
ب. التخلص من بقايا العائل وإتلافها.
ج. مقاومة الادغال بصورة عامة والأدغال التي تصاب بهذا المرض بصورة خاصة كالحويرة اذ ان نمو الادغال في حقول الصليبيات والتي تصاب بنفس المسبب تعمل على زيادة الكثافة العددية لوحدات الإصابة. كما ان الادغال بصورة عامة تعمل على زيادة نسبة الرطوبة والتي تعتبر عامل مهم في ظهور المرض.
د. عند ظهور المرض في الحقل ترش النباتات الدايثين م - . 45 بمعدل 3-5 غم/ لتر ماء او اوكسي كلور النحاس.
مرض البياض الزغبي على الحنطة Downy Mildew of wheat:
يعتبر هذا المرض من امراض الحنطة المهمة عالمياً. اما في العراق فلم يلاحظ هذا المرض إلا في عام 1980 في حقول الطارمية. ويعتمد هذا المرض بطبيعة الحال على الظروف البيئية المناسبة للإصابة.
الأعراض والعلامات المرضية:
تظهر اعراض المرض على هيئة خطوط صفراء طويلة بين عروق الأوراق ثم تتحول بعد ذلك الى اللون البني مع ظهور النمو الزغبي الرمادي اللون والذي يخرج من الثغور، تتشقق بعد ذلك اتصال الاوراق المصابة طولياً، وقد يلاحظ في الانسجة المتشققة مع ظهور تشوه واضح على اوراق وسنابل الحنطة حيث يظهر سفا السنابل متعرجاً وملتوياً والقنابع والعصيفات منفرجة ذات لون رمادي داكن، او قد تتحور المبايض الى تراكيب تشبه الأوراق (شكل 10).
شكل 10: اعراض الإصابة بمرض البياض الزغبي على الحنطة.
المسبب ودورة المرض Sclerospora graminicola:
إن مسببات البياض الزغبي تدخل نسيج العائل عن طريق الثغور، وينمو هذا المسبب بين الخلايا ويرسل ممصات كروية الشكل الى داخل الخلايا لأخذ الغذاء اللازم له. تخرج حوامل العلب الجرثومية من الثغور اما مفردة او في مجموعات وتكون حوامل العلب الجرثومية سميكة تتفرع عند القمة الى عدة أفرع ثنائية سميكة، تبرز من اطرافها نتوءات يحمل كل منها علبة جرثومية بيضوية الشكل شفافة رقيقة الجدران وذات حلمة طرفية واضحة.
يمضي الفطر الحقبة بين موسمين على هيئة جراثيم بيضية على مخلفات العائل وتكون هذه الجراثيم مصدر الاصابة الأولية تثبت الجراثيم البيضية وتحدث الاصابة على البادرات في حالة توفر الظروف البيئية حيث تدخل انابيب الانبات عن طريق الثغور ويغزو الغزل الفطري المتكون نسيج النباتات فيؤدي الى ظهور اعراض الاصفرار وبعد فترة زمنية محدودة تخرج حوامل العلب الجرثومية من الثغور.
وتتكون عليها العلب الجرثومية والتي تنطلق من حواملها بقوة وتساعد الرياح في انتشارها وانتقالها الى النباتات السليمة في الحقل فعند سقوطها على سطح العائل الحساس فإنها تنبت انبات غير مباشر، بوجود طبقة رقيقة حيث تنطلق منها الجراثيم السابحة التي تسبح لفترة معينة ثم تتحوصل وتنبت وتحدث اصابة أخرى. وهكذا فأن الدفعات المتكررة من الجراثيم السابحة خلال فصل النمو هي مصدر الاصابة الثانوية، وفي نهاية الموسم يكون فطر الجراثيم البيضية داخل انسجة الاوراق المصابة وهذه قد تكمن في التربة لحين موسم الزراعة التالي.
طرائق المكافحة :
أ. التخلص من مخلفات العائل، فحرق بقايا محصول الحنطة مهم جداً للتخلص من الجراثيم البيضية الموجودة عليها.
ب. الدورة الزراعية مهمة لمقاومة هذا المرض.
ج. استخدام الاصناف المقاومة ان وجدت.
د. استخدام المبيدات التي ذكرت في امراض البياض الزغبي السابقة.
|
|
هدر الطعام في رمضان.. أرقام وخسائر صادمة
|
|
|
|
|
كالكوبرا الباصقة.. اكتشاف عقرب نادر يرش السم لمسافات بعيدة
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم عددًا من المجالس الرمضانية بمحافظة نينوى
|
|
|