أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-9-2019
![]()
التاريخ: 3-8-2019
![]()
التاريخ: 2024-10-13
![]()
التاريخ: 2025-01-06
![]() |
وللصخور في حد ذاتها وليس لما تحتويه من معادن اهمية كبيرة كمصادر رئيسية لمواد البناء ولغيرها من الأغراض، فصخر الجرانيت بصلابته وقوة احتماله وقابليته للصقل كثيراً ما يستخدم في بناء التماثيل، وفي تجميل المباني والصخور الجرانيتية واسعة الانتشار في المناطق الجبلية بصورة عامة كجبال الأبلاش والروكي في الولايات المتحدة، وجبال البحر الأحمر في مصر، ومرتفعات إسكتلندة، وجبال النرويج، ومرتفعات شمال السويد، ويضاف إلى هذا أن الصخور الجرانيتية تدخل في التركيب الصخري لمعظم النظم الجبلية الهائلة في وسط اوروبا وفي جنوبها (الألب، والبرنس وفي قارة آسيا (الهيملايا والقوقاز).
ولعل أهم الأغراض التي يستخدم فيها الجرانيت حالياً، هي استعماله وهو في صورة أساسات المباني الشاهقة الضخمة. وقد عظمت في السنوات الأخيرة كمية الجرانيت المستخدم في هذا الغرض وفاقت كثيراً الكمية التي تستخدم في الأغراض الأخرى.
وتوجد اهم محاجر الجرانيت العالمية في شرق الولايات المتحدة في الإقليم الممتد من نيو انجلند حتى ولاية كارولينا الشمالية، وخصوصاً في ولاية فرمونت التي يوجد بها محجر باري أكبر محاجر الجرانيت العالمية. أما في مصر فتوجد أهم محاجر الجرانيت في جنوب شرق مدينة أسوان، وهي نفس المنطقة التي كانت تزود المصريين القدماء بحاجتهم منه.
وللصخور الرسوبية أيضاً أهميتها من الناحية الاقتصادية فالصلصال العازل للحرارة يعد بمثابة المادة الخام الرئيسية في الصناعات الفخارية والخزفية التي قامت وازدهرت في المانيا وفرنسا، وإنجلترا، وتشيكوسلوفاكيا. وتأتي المانيا في مقدمة الدول المنتجة للخزف رغم المنافسة الشديدة بينها وبين فرنسا - وهي التي استمرت اكثر من قرنين من الزمان - أما إنجلترا، فقد قامت فيها هذه الصناعة في القسم الغربي من إقليمها الأوسط في المنطقة الواقعة تقريباً في منتصف المسافة بين برمنجهام ومانشستر ويرجع قيام الصناعة الخزفية في هذه المنطقة بالذات إلى: توافر الفحم والعمال المدربين ووسائل النقل هذا على الرغم من ان الصلصال المستخدم في هذه الصناعة ينقل مسافة تزيد على المائة ميل من محاجره الرئيسية في كورنوول وديفن في جنوب غرب إنجلترا، إلى منطقة الصناعات الخزفية واهم اسواق منتجات الخزف البريطانية هي كندا واستراليا، والولايات المتحدة، وبعض دول أمريكا الجنوبية.
وتستخدم الصخور الجيرية ايضاً في اغراض عديدة فهي ضرورية للصناعات الصلبية ولصناعة تكرير السكر، والأغراض زراعية عديدة (كمعادلة التربة الحمضية، وصناعة الأسمدة الكيمائية). والصخور الجيرية واسعة الانتشار وتكاد توجد محاجرها في معظم دول العالم ودليل على هذا من أن تحجير الصخر الجيرية في الولايات المتحدة يمثل 75 % تقريباً من جملة منتجات المحاجر كما أن الصخور الجيرية في جمهورية مصرالعربية تغطي حوالي نصف المساحة الإجمالية للبلاد وتنتشر محاجرها على طول الوادي فيما بين خطي عرض إسنا والقاهرة.
أما الصخور المتحولة فأكثر انواعها استخداما هما الاردواز والرخام أما الإردواز فتوجد أعظم محاجره في شمال ويلز وكذلك في إقليم البحيرات في إنجلترا. وأهم غرض يستخدم فيه بناء سقوف المنازل، ومازالت إنجلترا حتى يومنا هذا أكبر الدول المصدرة له، وتأتي بعدها الولايات المتحدة. أما الرخام - فذكرنا صخر متحول عن الحجر الجيري - فيستخدم هو الآخر في بناء التماثيل، والنصب التذكارية، والمباني الخالدة وفي غيرها من الأغراض، وتأتي الولايات المتحدة في مقدمة الدول المنتجة له حيث توجد أغلب محاجره في الولايات الأربع فرمونت وتنسي، وجورجيا، وميزوري، وهي تنتج مجتمعة زهاء 85% من جملة إنتاج الولايات المتحدة من الرخام وللرخام الإيطالي المستخرج من شهرة عالمية في صناعة التماثيل. في الوقت الحالي أن استخدام الرخام في صناعة التماثيل وما إليها قد هبط بصورة واضحة وذلك لتأثر هذا الصخر بعوامل التجوية، ولتعرضه للبري والتلف، وقد حل الجرانيت محله في هذه الصناعة.
ومن الصناعات الهامة التي ترتبط بالصخور، والتي تطورت تطوراً كبيراً في سنوات ما بعد الحرب الأخيرة صناعة الأسمنت. ويصنع الأسمنت عن طريق تسخين خليط من الصلصال والحجر الجيري المصحون، ويضاف إليهما الرمل. ويعرف الأسمنت المصنوع بهذه الطريقة بإسمنت بورلاند وقد انتشرت هذه الصناعة بعد الحرب العالمية الثانية في كل دول أوروبا التي قاست ويلات الحرب وذلك لشدة الحاجة إلى الأسمنت لإعادة بناء ما دمرته وخربته ولهذا تأتي المانيا وإنجلترا والإتحاد السوفيتي، وفرنسا على رأس الدول المنتجة. ويمكن القول بأن أوروبا والولايات المتحدة تنتجان معاً نحو 80% ممن جملة الإنتاج العالمي من الأسمنت.
ويكفي أن نذكر هنا للدلالة على عظم الزيادة في إنتاج الأسمنت بعد الحرب الأخيرة أن إنتاج الإقليم المصري من الأسمنت لم يزد في سنة 1939 عن 368 الف طن ولكنه قفز إلى نحو 1.800.000 طن في سنة 1962 وذلك جراء حركة تنفيذ المشروعات العمرانية والإنتاجية الاجتماعية منذ سنة 1952.
الصخورالمعادن يرتبط توزيع الخامات المعدنية المنتشرة على سطح الأرض ارتباطاً وثيقاً بتوزيع الأنواع الصخرية، فالصخور النارية تحوي معظم خامات المعادن الفلزية ومثل هذه المعادن لا توجد فقط في الصخور النارية ولكنه تكونت اصلاً نتيجة وجود هذه الصخور، ولهذا فهي كثيراً ما توجد مركزة في صخور المناطق المحيطة بالكتل النارية وهي التي تعرف بالهالات المتحولة أو قد تكون مترسبة في صورة عروق تمتد من الكتل النارية ذاتها وتغزو الصخور الرسوبية التي توجد حولها وقد ترتبط بالصخور النارية معادن فلزية تنجم عن تحللها وتأكلها بفعل عوامل التعرية المختلفة كما هي الحال في خامات الكاولين، والصلصال العازل للحرارة.
ويرجع السبب الرئيسي في ارتباط أهم المعادن الفلزية بالصخور النارية، إلى أن هذه المعادن قد تكونت اول ما تكونت من مادة الصهير وهي في بداية مرحلة تبلورها، إذ كثيراً ما يصاحب اندفاع كتل الصهير وتداخلها في صخور سطح الرض، تصاعد غازات وأبخرة تحتوي على كثير من العناصر التي تدخل في تركيب بعض المعادن. وقد تقابل هذه الأبخرة بعض المياه الهابطة من قشرة الأرض بالقرب من سطحها، فتبرد وتتحول إلى ما يشبه الزيد الذي يجد طريقه تحت الضغط الشديد إلى الشقوق والمفاصل التي تتخلل الصخور المجاوة للكتل النارية حيث يتصلب على شكل عروق معدنية منها ما يحتوي على القصدير، أو التنجستين، أو النحاس، أو الرصاص أو الفضة أو الزنك.
وقد تتكون المعادن من الكتل النارية في أحيان أخرى نتيجة التبلور المباشر من كتل الصهير، فعند برودة مادة الصهير المندفعة من اعماق الأرض نحو سطحها، تنفصل عنها بعض خامات المعادن الثقيلة مثل: الماجينتات والإلمينايت والكرومايت وغيرها، بحيث تترتب حسب درجة انصهارها ولهذا - إذن - ليس بالغريب أن نجد الغالبية العظمى من المعادن متركزة في الصخور النارية أو بالقرب منها، أو في الصخور التي توجد حولها.
وقد تعرضت الصخور النارية في اغلب مناطق توزيعها لعمليات طويلة من الالتواء تظهر على نطاق واسع ولهذا يرتبط توزيعها السكاني على سطح الأرض بنطاقات الجبال الالتوائية. وقد خضع كل نطاق من هذه الالتواءات بعد ذلك لعمليات نحت وتفتيت وتقطيع ولهذا نجد أن السلاسل الجبلية العظمى في العالم اليوم مثل جبال الأنديز، والأورال والقوقاز، وجبال الملايو تزود العالم بالكثير من احتياجاته من المعادن الفلزية الرئيسية كالذهب والفضة، والبلاتين والنحاس، والرصاص، والزنك، والقصدير والتنجستين وغيرها.
وأننا كثيراً ما نجد انواعاً معينة من المعادن الرئيسية ترتبط بأنواع وفصائل معينة من الصخور النارية، فمعدن الكاسترايت - مثلاً - وهـو خــام القصدير الرئيسي، لا يوجد بكميات اقتصادية إلا مرتبطاً بصخور من عائلة الجرانيت، ونجد أيضاً أن معدناً مثل الكرومايت يكاد يرتبط هو الآخر بصخور البازلت او الوليفين. ومن هنا تبرز لنا أهمية تحديد نوع الصخور في تشخيص ومعرفة المعادن التي تحتويها وعلى هذا يمكن القول بصورة عامة بأن معظم المعادن الفلزية يكاد يقتصر توزيعها المركز على مناطق الكتل القارية القديمة وعلى النطاقات الجبلية الالتوائية اما الصخور الرسوبية فلها أيضاً أهميتها من ناحية ما تحتويه من معادن معظمها من اللافلزات مثل: الأسبستوس أو الصخر الحريري والجبس والفوسفات والبوتاس علاوة على احتوائها على خامات بعض المعادن الفلزية في صورة رواسب ضخمة مثل رواسب الهيمتايت
ولاجدال في ان الفحم والبترول هما أهم مصادر الثروة التي ترتبط أيضاً بالصخور الرسوبية. فالفحم يوجد في أغلب الأحيان على شكل طبقات توجد خلال صخور العصر الكربوني، وهو العصر الذي تكون فيه الفحم في معظم جهات العالم. ويتألف الفحم كما هو معروف من بقايا نباتية تكونت تحت ظروف مناخ استوائي بكل خصائصه وسماته. أما البترول فيوجد على هيئة سائل غليظ القوام، ولهان يرتبط توزيعه بالصخر الرسوبية المسامية رملية كانت أم جيرية، وهي التي يمكنها أن تمتص هذا السائل وتتشبع به أن البترول قد تكون في الحقيقة إزاء عملية تقطير بطئ للمواد العضوية التي تتألف من بعض الكائنات العضوية الأولية التي ترسبت في أول أمرها مع بعض الرواسب البحرية في المناطق الساحلية.
ويرتبط وجود حقول البترول بأنواع معينة من صور البناء الجيولوجي بحيث تسمح بتراكمه في خزانات أو مصائد في باطن الأرض تتخلل الصخور المسامية الرسوبية، ولعل أكثر المناطق الجيولوجية احتمالا لزيت البترول، هي الجهات الهامشية من المناطق الجبلية الالتوائية الرئيسية ومن أهم العوامل التي ساعدت على الاستغلال الاقتصادي للمعادن التي تتوزع فوق سطح الأرض أو خلال صخورها، أن جميع هذه المعادن لا تتوزع في صخور القشرة الأرضية بنسب متساوية، ولكن بعضه يتركز في مواضع معينة في صورة خامات معينة يمكن استغلالها اقتصاديا والاستفادة منها كموارد اقتصادية ذات شان. وحتى بعض العناصر المعدنية الواسعة الانتشار مثل الحديد والألمونيوم - اللذين تبلغ نسبتهما في صخور القشرة 5.05% ــ 8.0% على التوالي - تتركز رواسبهما في مناطق معينة من سطح الأرض، فالحديد الخام مثلاً تتركز رواسبه في إقليم اللورين في فرنسا، وفي لوكسمبورج، وفي شمال السويد، كما يتمثل ركازه في رواسب الحديد الضخمة في هضبة لبرادور.
لهذا نلاحظ أنه ما دولة مهما بلغت رقعة مساحتها، يمكنها أن تكتفي ذاتياً في إنتاج ما تحتاج إليه من معادن، فالمعادن المستغلة اقتصادية توجد في اقل من 1% من مساحة اليابس ولا عجب إذن إذا ما وجدنا القوى الاقتصادية الثلاث: الولايات المتحدة، والإتحاد السوفيتي، والكومنولث البريطاني، يعتمد كل منها على مصادر خارجية في الحصول في كثير من احتياجاتها من المعادن.
|
|
النوم 7 ساعات ليلا يساعد في الوقاية من نزلات البرد
|
|
|
|
|
اكتشاف مذهل.. ثقب أسود ضخم بحجم 36 مليار شمس
|
|
|
|
|
معهد القرآن الكريم النسوي يقدم محاضرة معرفية استعداداً لشهر رمضان المبارك
|
|
|