أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-15
![]()
التاريخ: 2023-04-16
![]()
التاريخ: 29-9-2016
![]()
التاريخ: 15/12/2022
![]() |
هذا الصفة الرذيلة كسائر الصفات الاخرى ترتبط مع الكثير من الرذائل الأخلاقية برابطة وثيقة ، ومنها الحسد ، لأنّ الشخص الحسود لا يتمكن أن يتحمل سعادة الآخرين وراحتهم والمودّة التي تحكم بين الأفراد المتحابين والتعاون والتكاتف الذي يرى في تعاملهما وحياتهما المشتركة ، ويتألم ممّا يرى من روابط المودّة ووشائج المحبّة بين الزوجين والعوائل فيما بينهم ، ولذلك يسعى من خلال النميمة أن يزرع بذور الفرقة وسوء الظن بين هؤلاء الناس ويغرس العداوة والنزاع بين الأفراد.
ومن الدوافع الاخرى للنميمة هو حبّ الدنيا ، لأنّ المحبّ للدنيا والعاشق لها يرغب في زرع نبتة الاختلاف والفرقة بين الناس ويرى أنّ كسبه وعمله الاقتصادي والاجتماعي في تقوية عناصر الشر والكراهية بين الأفراد.
النفاق يعدّ عاملاً مهمّاً آخر من عوامل النميمة ودوافعها ، يقول القرآن الكريم عن المنافقين : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ)([1]).
أجل فعملهم هو إيجاد الفساد والفتنة بأي وسيلة كانت ، ونقرأ في الحديث الشريف عن الإمام الصادق قوله : «عَلامَةُ النِّفاقِ الحَثُّ عَلَى النَّمِيمَةِ» ([2]).
فمثل هذا الشخص يذهب إلى تلك الجهة ، ويبدأ ببيان معايب الجهة الاخرى ويذمّها ويتظاهر بأنّه إنّما يريد الخير لهذا الطرف دون ذاك ، فيلقي بكلامه المسموم لدى هؤلاء ، ثمّ يتوجّه إلى الطرف المقابل ويكرّر نفس هذا العمل أيضاً ، فهذا الشخص هو مصداق للإنسان ذي الوجهين وذي اللّسانين والذي يهدف إلى إيجاد التفرقة والاختلاف وزيادة حدّة الصراع الاجتماعي والتضاد الفئوي كيما يجد له فرصة من العيش وفسحة من الوقت.
العامل الآخر من العوامل الموروثة للنميمة هو ما يسمّى في هذا العصر بالمرض الأخلاقي (السادية) ، فبعض الأفراد وبسبب عقدة الحقارة أو حبّ الانتقام أو الانحرافات والأمراض النفسية الاخرى يجدون لذّة وراحة من أذى الآخرين والإضرار بهم ، ويتألمون ويحزنون عند ما يرون الناس يعيشون براحة ونعمة ، فهؤلاء الأشخاص يتحرّكون لهدم وحدة المجتمع وتدمير سعادة الناس من خلال السعاية بالآخرين والنميمة ثم يجلسون جانباً ويشاهدون بلّذة الصراع والنزاع الدائر بين الأطراف والفئات الاجتماعية.
ويستفاد من بعض الروايات أنّ أحد الأسباب في تفعيل حالة النميمة وإيجاد هذه الصفة في النفس هو عدم طهارة المولد وعدم نقاء النطفة (وطبعاً هذا العامل لا يعدّ عامل اجبار ، بل يهيئ الأرضية لذلك أي من العوامل المساعدة لظهور المرض) كما ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «السَّاعِي إِلَى النَّاسِ لِغَيرِ رُشدِهِ» ([3]).
أي يسير في مسير الباطل ، ذكر البعض أنّ (لغير رشده) يعني أنّه ليس بولد حلال.
ومن الأسباب الاخرى الاعتياد على الكذب ، فالإنسان الذي يعتاد على الكذب ويتعامل في حياته مع الآخرين من موقع الإصرار على الكذب يجد في نفسه دافعاً ، لأنّ ينقل لهذا الشخص خبراً كاذباً عن ذلك الشخص ويوقع بينهما بحيث يؤدّي إلى ارباك العلاقة بينهما وافسادها.
وفي الحديث المطوّل عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) حول علائم الصفات الإيجابية والسلبية نقرأ : «أَمّا عَلامَةُ الكَذَّابِ فَأَربَعَةٌ ... إِنْ قالَ لَم يَصدُق وإِنْ قِيلَ لَهُ لَم يُصَدِّق وَالنَّمِيمَةُ وَالبُهتُ» ([4]).
يعني عند ما تتجذّر صفة الكذب في أعماق الإنسان يظهر على سلوكه هذه الأفعال الأربعة.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|