ما ورد في شأن الرسول الأعظم والنبيّ الأكرم سيّدنا ونبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) / القسم الخامس والأربعون |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-25
![]()
التاريخ: 2025-02-04
![]()
التاريخ: 2025-02-02
![]()
التاريخ: 2025-01-22
![]() |
وعن والده قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي الصلت قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا علي بن موسى عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لملك الموت: وعزّتي وجلالي وارتفاعي في مكاني لأذيقنّك طعم الموت كما أذقت عبادي.
وعن والده قال: أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن أبو علي بن حمويه البصري قراءة عليه قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن بكر البهراني قال: حدثنا ابن صقيل قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن النخعي قال: حدثنا سعد بن يحيى الحجّاج النهدي قال: حدثنا شريك بن عبد الله النخعي عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول الله (عزّ وجلّ): اشتدَّ غضبي على مَن ظلمَ مَن لا يجد ناصرًا غيري.
وعن والده عن المفيد قال: أخبرنا أبو الطيّب الحسين بن علي بن محمد قال: حدثنا أحمد بن محمد المقرئ قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق قال: حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا معمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن جندب بن غفاري أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إنّ رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان فقال الله: من ذا الذي تألا عليّ ألّا أغفر لفلان فإنّي قد غفرت لفلان، وأحبطت عمل الثاني بقوله لا يغفر الله لفلان.
...محمد بن الحسن الطوسي في التهذيب عن أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن الحسن بن فضال عن فضل بن محمد الأموي عن ربعي بن عبد الله بن الجارود عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله (عزّ وجلّ): الصوم لي وأنا أُجازي به.
احمد محمد بن خالد البرقي في المحاسن عن عدة من أصحابنا عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله تعالى وكَّلَ ملائكة بالدعاء للصائمين، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أخبرني جبرائيل عن الله تعالى أنّه قال: ما أمرت ملائكتي بالدعاء لأحد من خلقي الا استجبت لهم فيه.
وعن أبيه عمّن ذكره عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله): قال الله: من أذنب ذنبًا فعلم أنّ لي أن أعذّبه وأن لي أن أعفو عنه. وقد تقدّم مع مغايرة السند وزيادة المتن.
وعن محمد بن علي عن علي بن الحكم عن حسين أبي سعيد المكاري عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأسارى فقدّم منهم رجلاً ليضرب عنقه فقال جبرئيل: يا محمد إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول: إنّ أسيرك هذا يطعم الطعام ويقري الضيف ويصبر على النائبة ويحتمل الحمالات. فقال: إنّ جبرئيل أخبرني عنك عن الله بكذا وكذا وقد أعتقتك. فقال له: وإنّ ربّك ليحبّ هذا؟ قال: نعم. فأسلم وقال: والله لا رددت عن مالي أحدًا أبدًا.
وعن ابن بنت إلياس عن عبد الله بن سنان عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (ص): قال الله تعالى: وعزّتي وجلالي وعظمتي وقدرتي وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه الا جعلت غناه في نفسه، وكفيته همّه، وكففت عليه صنيعته، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر.
روى السيّد الأجل المرتضى علم الهدى في مجالسه المعروف بالدرر والغرر قال: روى أبو هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: قال الله (عزّ وجلّ): إذا أحبَّ العبد لقائي أحببت لقائه، وإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإذا تقرّب إليّ شبرًا تقرّبت إليه ذراعًا، وإذا تقرّب إليّ ذراعًا تقرّبت إليه باعًا.
قال المرتضى: معنى الخبر أنّ من ذكرني في نفسه جازيته على ذكره لي، وإذا تقرّب إليّ شبرًا جازيته على تقرّبه إليّ، وكذلك الخبر إلى آخره، فسمّى المجازاة على الشيء باسمه اتّساعًا كما قال تعالى: (وجزاء سيئة سيّئة مثلها) (ويمكرون ويمكر الله) (الله يستهزئ بهم) انتهى.
ويمكن كون الخبر من أخبار العامّة لكن في أخبار هذا الكتاب ما هو بمعناه.
أحمد بن فهد في عدّة الدّاعي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قال الله تعالى: ليحذر عبدي الذي يستبطئ رزقي أن أغضب فأفتح عليه بابًا من الدنيا.
قال: وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أوحى الله إلى بعض أنبيائه قل للذين يتفقّهون لغير الدين ويتعلّمون لغير العمل ويطلبون الدنيا لغير الآخرة يلبسون للناس مسوك الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وأعمالهم أمرّ من الصبر: إيّاي تخادعون وبي تستهزؤون لأتيحنّ لكم فتنة تذر الحليم حيرانًا.
قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان آخر الليل يقول الله سبحانه: هل من داعٍ فأجيبه؟ هل من سائل فأعطيه سؤله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟.
قال: وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال الله تعالى: إنّي لأستحيي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فيروزج فأردّها خائبة.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قال الله تعالى: ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماوات والأرض من دونه، فإن سألني لم أعطه وإن دعاني لم أجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون أحد من خلقي إلا ضمنت السماوات والأرض رزقه، فإن دعاني أجبته.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أوحى الله إليّ: يا أخا المرسلين يا أخا المنذرين أنذر قومك أن لا يدخلوا بيتًا من بيوتي ولأحد من عبادي عند أحد منهم مظلمة، فإنّي ألعنه ما دام قائمًا بين يدي يصلّي حتّى يرد تلك الظلمة، وأكون سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويكون من أوليائي وأصفيائي ويكون جاري مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء في الجنّة.
...وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يُنادى يوم القيامة: يا أمّة محمد ما كان لي قبلكم فقد وهبته لكم وقد بقيت التبعات بينكم فتواهبوها وادخلوا الجنّة برحمتي.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إنّ ربّي خبّرني فقال: وعزّتي وجلالي ما أدرك العاملون درك البكاء عندي شيئًا وإنّي لأبني لهم في الرفيع الأعلى قصرًا لا يشاركهم فيه غيرهم.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إنّ العبد ليقول: (اللهمّ اغفر لي) وهو معرض عنه، ثم يقول: (اللهمّ اغفر لي) وهو معرض عنه، ثم يقول: (اللهمّ اغفر لي) فيقول الله سبحانه للملائكة: ألا ترون إلى عبدي سألني المغفرة وأنا معرض عنه، ثم سألني المغفرة وأنا معرض عنه، ثم سألني المغفرة، علم عبدي أنّه لا يغفر الذنوب الا أنا أشهدكم أنّي قد غفرت له.
وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: يقول سبحانه: أنا خير شريك من أشرك معي شريكًا في عمله فهو لشريكي دوني، فإنّي لا أقبل إلا ما خلص لي.
قال: وفي حديث آخر: إنّي أغنى الأغنياء عن الشكر، فمن عمل عملاً شرك فيه غيري فأنا منه بريء، وهو الذي أشرك به دوني.
قال: ويقول الله يوم القيامة، إذا جازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا هل تجدون عندهم ثواب أعمالكم.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قال الله سبحانه: إذا علمت أنّ الغالب على عبدي الاشتغال بي يقلب شهوته في مسألتي ومناجاتي فإذا كان عبدي كذلك فأراد أن يسهو حلت بينه وبين أن يسهو، أولئك أوليائي حقًّا أولئك الأبطال حقًّا، أولئك الذين إذا أردت أن أهلك أهل الأرض بعقوبة زويتها عنهم من أجل أولئك الأبطال.
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إنّ الله تعالى قال: أنا جليس من ذكرني، وقال سبحانه: اذكروني أذكركم بنعمتي، اذكروني بالطاعة والعبادة أذكركم بالنعم والإحسان والرحمة والرضوان.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين.
وروى الشيخ الأجل ميثم بن علي البحراني في شرح نهج البلاغة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال الله (عزّ وجلّ): أنا مع عبدي ما ذكرني وتحرّكت بي شفتاه.
وروى الشهيد الثاني في رسالة الغيبة بإسناده الآتي في آخر الكتاب عن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن المفيد عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن الصادق (عليه السلام) - وذكر حديث وصيّته للنجاشي والى الأهواز ورسالته إليه بطولها يقول فيها الصادق (عليه السلام) - حدّثني أبي عن آبائه عن علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: نزل عليّ جبرئيل فقال: يا محمد إنّ الله يقرأ عليك السلام ويقول: اشتققت للمؤمن اسمًا من أسمائي سمّيته مؤمنًا، فالمؤمن منّي وأنا منه، من استهان مؤمنًا فقد استقبلني بالمحاربة.
قال: وعنه (صلى الله عليه وآله): إنّ الله تعالى لمّا خلق الجنّة قال لها: تكلّمي، فقالت: سعد من يدخلني، فقال الجبّار جلّ شأنه: وعزّتي وجلالي لا يسكن فيك ثمانية من الناس: لا يسكن فيك مدمن خمر، ولا مصرّ على الزنا، ولا قتّات وهو النمّام، ولا ديّوث، ولا شرطيّ، ولا مخنّث، ولا قاطع رحم، ولا للذي يقول: (عليّ عهد الله إن لم أفعل كذا وكذا) ثم لم يفِ به.
وفي مسكن الفؤاد عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قال الله (عزّ وجلّ): حقّت محبّتي للذين يتصادقون من أجلي، وحقّت محبّتي للذين يتناصرون من أجلي، وما من مؤمن ولا مؤمنة يقدّم الله له ثلاثة أولاد من صلبه لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنّة بفضل رحمته إيّاهم.
عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله (عزّ وجلّ): إذا وجّهت إلى عبد من عبادي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانًا وأنشر له ديوانًا.
وفي كتاب الآداب قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): يقول الله (عزّ وجلّ) للعلماء يوم القيامة إنّي لم أجعل علمي وحلمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالي.
وقال (صلى الله عليه وآله): إنّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا.
قال: وقال (صلى الله عليه وآله) مخبرًا عن جبرئيل قال الله (عزّ وجلّ): الإخلاص سرّ من أسراري استودعته قلب من أحببت من عبادي.
قال: وعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال حاكيا عن الله تعالى: العظمة ردائي والكبرياء إزاري، فمن نازعني فيهما قصمته.
وفي كتاب أسرار الصلاة قال: قال الصادق (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله: لا أطلع على قلب عبد فأعلم فيه حبّ الإخلاص لطاعتي وابتغاء وجهي إلا تولّيت تقويمه وسياسته، ومن اشتغل بغيري فهو من المستهزئين بنفسه مكتوب اسمه في ديوان الخاسرين.
قال: وعنه (صلى الله عليه وآله): إنّ الله تعالى يقول: أنا اغنى الأغنياء عن الشرك، مَن عمل عملاً فأشرك فيه غيري فنصيبي له، فأنا لا أقبل إلا ما كان خالصًا لي.
وروى أبو عمرو محمد بن عبد العزيز الكشي في كتاب الرجال عن محمد بن مسعود قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب قال: حدثني حمدان بن سليمان أبو الخير قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد اليماني قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب الكوفي عن أبيه الحسين عن طاووس قال: كنّا على مائدة ابن العباس ومحمد ابن الحنفيّة حاضر فوقعت جرادة فأخذها محمد ثم قال: تعرفون هذه النقط السود في جناحها؟ قلنا: الله أعلم. قال: أخبرني أبي أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه كان مع النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا علي، تعرف هذه النقط السود في جناح الجراد؟ قلت: الله ورسوله أعلم. فقال (صلى الله عليه وآله): مكتوب في جناحها: إنّي أنا الله ربّ العالمين خلقت الجراد جندًا من جنودي أصيب به من أشاء من عبادي.
قال الكشي: وروى عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيّب عن علي بن الحسين عن أبيه (عليهما السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) عن جبرئيل عن الله تعالى أنّه قال: ما من عبد من عبادي آمن بي وصدّق بك وصلّى في مسجدك على خلاء من الناس إلا غفرت له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.
وروى الشيخ أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في الجزء الثالث من كنز الفوائد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: قال الله تعالى: إنّ هذا الدين ارتضيته لنفسي، وإنّه لا يصلح له إلا السخاء وحسن الخلق، فأصحبوهما ما صحبتموه.
وفي الجزء الرابع منه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله تعالى يقول لملائكته: إذا همَّ عبدي بالحسنة فاكتبوها له حسنة وإن هو عملها فاكتبوها له عشر أمثالها، وإذا همَّ عبدي بالسيّئة فعملها فاكتبوها له واحدة وإن هو تركها فاكتبوها له حسنة.
وروى الكراجكي أيضا في كتاب معدن الجواهر ورياضة الخواطر عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يقول الله تعالى: لولا رجال خشّع وصبيان رضّع وبهائم رتّع لصببت عليكم العذاب صبًّا.
وروى الشيخ رجب الحافظ البرسي قال: ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: لمّا خلق الله العرش خلق سبعين ألف ملك وقال لهم: طوفوا بعرشي النور وسبّحوني واحملوا عرشي، فطافوا وسبّحوا وأرادوا أن يحملوا العرش فما قدروا، فقال لهم الله:
طوفوا بعرشي النور وصلّوا على نور جلالي محمد حبيبي واحملوا عرشي فطافوا وحملوه وقالوا: ربّنا أمرتنا بتسبيحك وتقديسك وأمرتنا ان نصلّي على نور جلالك محمد فننقص من تسبيحك؟ فقال الله لهم: يا ملائكتي إذا أنتم صلّيتم على حبيبي محمد فقد سبّحتموني وقدّستموني وهلّلتموني.
وروى أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في آخر سورة الكهف من التفسير الصغير عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمَن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه وهو للذي أشرك.
وقد ورد هذا المعنى من طرق كثيرة بألفاظ مختلفة كما تقدّم ويأتي.
وروى فيه عن أنس أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) تلا هذه الآية - بمعنى (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) - فقال: قال الله سبحانه: أنا أهل أن أُتّقَى فلا يُجعَلُ معي إلهٌ، فمَن اتَّقَى أن يجعلَ معي إلهًا فأنا أهلٌ أن أغفرَ له.
وروى بعض أصحابنا المتأخّرين في رسالة له في معرفة الأوقات عن زيد بن خالد الجهنيّ قال: صلّى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) الصبح بالحديبيّة على أثر السماء كانت من الليل ثم أقبل على الناس بوجهه فقال: أتدرون ما قال ربّكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: قال ربّكم: من عبادي مؤمن بي وكافر بالكواكب، وكافر بي ومؤمن بالكواكب، فمَن قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب، ومَن قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب.
وفي تفسير العسكري (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: كان فيما مضى ملكان مؤمن وكافر، فمرض الكافر فاشتهى سمكة في غير أوانها لأنّ ذلك الصنف من السمك كان يومئذٍ في اللجج حيث لا يقدر عليه فأيسته الأطبّاء من نفسه وقالوا: استخلف من يقوم بالملك فإنّ شفاك في هذه السمكة ولا سبيل إليها، فبعث الله مَلَكًا أمره أن يُزعِجَ السمك إلى حيث يسهل أخذها فأخذت له فأكلها وبرأ.
ثم إنّ ذلك المؤمن مرض في وقت كان جنس ذلك السمك لا يفارق الشطوط مثل علّة الكافر فوصف له الأطبّاء تلك السمكة وقالوا: طِب نفسًا فهذا أوان وجودها فبعث الله ذلك الملك وأمره أن يُزعِجَ ذلك السمك حتّى يدخل اللجج حيث لا يقدر على صيده فعجب من ذلك ملائكة السماء وأهل الأرض حتّى كادوا أن يفتتنوا، فأوحى الله إلى ملائكة السماء والى نبي ذلك الزمان في الأرض: إنّي أنا الكريم المتفضّل القادر لا يضرّني ما أعطي ولا ينفعني ما أمنع ولا أظلم أحدًا مثقال ذرة، أمّا الكافر فإنّما سهّلت له أخذ السمك في غير أوانها ليكون جَبْرًا على حسنة كان عملها، إذ كان حقًّا عليَّ أن لا أبطل لأحد حسنة حتّى يرد القيامة ولا حسنة في صحيفته ويدخل النّار بكفره، ومنعت العابد من تلك السمكة بعينها لخطيئة كانت منه أردت تمحيصها عنه بمنع تلك الشهوة وإعدام ذلك الدواء ليأتيني ولا ذنب عليه فيدخل الجنّة.
وعن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: قال الله تعالى: أنا الرحمن وهي الرحم، شققت لها اسمًا من اسمي، مَن وصلها وصلته ومَن قطعها ثبتّه [بَتَتُّهُ].
قال: وقال النبي (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى: يا عبادي كلّكم ضال إلا مَن هديت فسلوني الهدى أهدكم، وكلّكم فقير إلا من أغنيت فسلوني الرزق أرزقكم، وكلّكم مذنب إلا من عافيت فسلوني المغفرة أغفر لكم، ومن علم أنّي ذو قدرة على المغفرة فاستغفرَنِي غفرت له ولا أبالي، ولو أنّ أوّلكم وآخركم وحيّكم وميّتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أتقى عبد من عبادي لم يزيدوا في ملكي جناح بعوضة، ولو أنّ أوّلكم وآخركم وحيّكم وميّتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى قلب عبد من عبادي لم ينقصوا من ملكي جناح بعوضة، ولو أنّ أوّلكم وآخركم وحيّكم وميّتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فيتمنّى كلّ واحد منكم ما بلغت أمنيته فأعطيته لم يبن ذلك في ملكي، ولا كما لو أنّ أحدكم مرَّ على شفة البحر فيغمس فيه إبرة ثم انتزعها، ذلك بأنّي جواد كريم ماجد واحد عطائي كلام وعد أتى كلام فإذا أردت شيئًا فإنّما أقول له كن فيكون.
|
|
منها نحت القوام.. ازدياد إقبال الرجال على عمليات التجميل
|
|
|
|
|
دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في مراقبة القلب
|
|
|
|
|
ضيوف الخارج: حفل تخرج (بنات الكفيل) يرسخ معايير وقيم العفة والأخلاق
|
|
|