الخريطة ضرورة حتمية من ضروريات العمل الميداني، ونحن نؤكد على أهميتها للباحث، وأنها يجب أن تلازمه في تجواله وانتقالاته من مكان الى آخر، وعلى الباحث أن يبدأ مهمته الميدانية بإعداد خريطة تخطيطية أولية لمنطقة بحثه وبين عليها الظواهر والأماكن والأشياء التي تتطلب الدراسة، وبعد ذلك يقوم بإضافة كل ما يستجد على هذه الخريطة في ضوء ما يشاهده أو يلمسه على الطبيعة، وسوف تساعد الخريطة الباحث على تنسيق العمل وتتابعه وبواسطتها يستطيع الباحث ترتيب الخطوات التي عليه أن يتبعها في البحث الميداني.

وأهم انواع الخرائط التى تلزم الباحث الميداني هي الخرائط الكنتورية والمناخية والطبوغرافية والخرائط التي توضع استخدام الأراضى في الأغراض المختلفة ثم خرائط السكان والبنية ( جيولوجية)، وعلي أية حلال يتوقف نوع الخرائط المطلوبة للباحث على نوعية الدراسة التي يقوم بها، فمثلا طالب يعد بحثا عن جيمور وفولوجية منطقة ما لا تلزمه الخرائط السكانية وهكذا، وتساعد الخرائط الباحث على أن يقوم بعمليات التفسير والتحليل أثناء تعرضه للمظاهر التي تنتشر في منطقة بحثه ، وقد يلجأ الباحث الى تصحيح وتعديل أمور كثيرة على الخرائط أو إضافة أشياء جديدة نظرا لتقادم الزمن على صدور بعضها ، أو لوجود أخطاء في البعض الآخر تبدو أهمية الخريطة من قول مل H.R. Mill  بأن الجغرافيا يمكن أن تأخذ كقضية مسلم بها هي أنه ما لا يمكن اثباته على خريطة لا يمكن وصفه  وهذا أمر طبيعي طالما أن الجغرافيا كعلم يهتم بوصف سطح الأرض وابراز الفوارق الاقليمية منها، ومن هنا كانت الخريطة آداه الجغرافي الأساسية سواء في تحقيق مشكلاته أو في عرض نتائجه.