المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



عليك بزيارة جيرانك  
  
81   10:12 صباحاً   التاريخ: 2025-01-25
المؤلف : د. ديفيد نيفن
الكتاب أو المصدر : مئة سر بسيط من أسرار السعادة
الجزء والصفحة : ص157ــ158
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

إننا لم نعد نعيش في زمن نعرف فيه الجيران كلهم ونعدهم أصدقاء. فهناك عدد مذهل من الناس لم يسبق لهم أن تحدثوا مع جيرانهم، وبعضهم لا يستطيع أن يميزهم من بين مجموعة من الناس. لذلك عليك أن تقدم نفسك للجيران أو تدعوهم إلى فنجان قهوة فالجيران لا يمثلون مصدرًا كبيرًا محتملاً من الصداقة بل يجعلوننا نشعر بمزيد من الراحة في منازلنا التي يقضي معظمنا غالبية وقته فيها.

يتم بناء منازل جديدة في البلد بمزايا جديدة مذهلة. وجاء في تقرير الرابطة الوطنية للبنائين أن المساحة التي كانت مخصصة لغرفة المعيشة أصبحت تستعمل هذه الأيام لبناء شرفة أمامية مسقوفة. فالمهندسون المعماريون والبناؤون ومخططو المدن يرون في الشرفة الأمامية علاجا للمسافة الاجتماعية غير السعيدة وغير المريحة التي تميز الكثير من الضواحي. فكثير منا لا يعرف من هم جيرانه، وغالبًا لا تعرف أي شيء عنهم على الرغم من الحقيقة بأن هناك شيئًا بالغ الأهمية نشترك فيه ألا وهو الضاحية التي تجمعنا، والأشياء المحيطة بنا، والمكان الذي نبدأ فيه يومنا وننهيه.

فالشرفات الأمامية تمثل عودة إلى الماضي، لأن معظمنا يترقب الفرصة للخروج من مدخل المنزل والالتقاء بالناس في الشارع.

إن التفاعل الاجتماعي الأوسع يمكن أن يزيد من السعادة بنسبة 30% على الغالب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.