المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



احرص على إحاطة نفسك بروائح زكية  
  
312   10:11 صباحاً   التاريخ: 2025-01-25
المؤلف : د. ديفيد نيفن
الكتاب أو المصدر : مئة سر بسيط من أسرار السعادة
الجزء والصفحة : ص199ــ200
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-1-2022 2092
التاريخ: 2024-09-18 611
التاريخ: 2025-01-19 421
التاريخ: 19-9-2019 1935

هذه طريقة بسيطة كي تَجْعَل شُعورَكَ أفضل. قُم بتهوية منزلك، وأحضر بعض الأزهار العطرة، وأجعل بيتك ذا رائحة زكية عندها ستشعر بتأثير ذلك.

منذ خمسمئة سنة مضت استعمل الجنود في أوروبا بهارات ذات رائحة زكية لتخفيف آلام الجرحى وهذه الأيام يقوم الأطباء بإجراء تجارب حول التداوي بالعطور في المستشفيات مستعملين روائح عطرة للمساعدة في الإنعاش بعد العمليات الجراحية.

يمكننا تشبيه الروائح الكريهة بشخصيات خبيثة تدخل في حياتنا ولا تغادرها أبدا. وإن عشت معها فترة طويلة فلن تستطيع أن تحس بها، لأنها أحاطت بك هذه المدة، فسجادة قديمة رطبة، كما في أي مصدر لرائحة كريهة، تمثل تهديدا لحواسنا بعدم الشعور بالرائحة؛ وحينئذ نكون قد فقدنا حاسة الشم، وفقدنا عقلنا. وفي حال وجود رائحة منفرة نريح أنفسنا من معالجة شيء كريه.

أما الروائح العطرة من ناحية أخرى، وكما عرفها الجنود في القرن الخامس عشر، وما يكتشفه الأطباء من جديد هذه الأيام، فهي توقظ حواسنا وعقلنا وتذكرنا على مستوى العقل الباطن، بالأشياء الجيدة.

إن حواسنا تعمل باستمرار، تقدّم لنا إشارات مبهمة حول بيئتنا. والروائح العطرة تثير الدهشة والسعادة لدى ثمانية أفراد من بين عشرة، في حين أن الروائح الكريهة تثير الاشمئزاز وردود فعل غير سعيدة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.