أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
2761
التاريخ: 2023-08-12
1279
التاريخ: 2024-09-05
664
التاريخ: 24-3-2022
2493
|
فضل الله سبحانه على العبد
قال تعالى : {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا } [فاطر: 42 - 45].
قال علي بن إبراهيم : ثمّ حكى اللّه عزّ وجلّ قول قريش ، فقال : وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ يعني الذين هلكوا فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ « 1 ».
قال : وقال أمير المؤمنين عليه السّلام في كتابه الذي كتبه إلى شيعته يذكر فيه خروج عائشة إلى البصرة ، وعظم خطأ طلحة والزبير فقال : « وأيّ خطيئة أعظم مما أتيا ! أخرجا زوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من بيتها ، وكشفا عنها حجابا ستره اللّه عليها وصانا حلائلهما في بيوتهما ! ما أنصفا لا للّه ولا لرسوله من أنفسهما .
ثلاث خصال مرجعها على الناس في كتاب اللّه : البغي ، والمكر ، والنكث ، قال اللّه : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [يونس: 23] ، وقال : {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} [الفتح: 10] ، وقال : {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ } وقد بغيا علينا ، ونكثا بيعتي ، ومكرا بي » « 2 ».
وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ قال :
أو لم ينظروا في القرآن ، وفي أخبار الأمم الهالكة ؟ ! « 3 » .
وقال أبو الربيع الشاميّ : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ } [الروم: 42] ، فقال :
« عنى بذلك : أي انظروا في القرآن ، فاعلموا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم ، وما أخبركم عنه » « 4 ».
وقال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : {وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى} ، قال : لا يؤاخذهم اللّه عند المعاصي ، وعند اغترارهم باللّه « 5 ».
ثم قال علي بن إبراهيم : وحدثني أبي ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه عليه السّلام ، قال : « قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : سبق العلم ، وجفّ القلم ، ومضى القضاء ، وتم القدر بتحقيق الكتاب ، وتصديق الرسل ، بالسعادة من اللّه لمن آمن واتّقى ، والشقاء لمن كذب وكفر بالولاية من اللّه للمؤمنين ، وبالبراءة منه للمشركين .
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إن اللّه يقول : يا بن آدم ، بمشيّتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ، وبإرادتي كنت أنت الذي تريد لنفسك ما تريد ، وبفضل نعمتي عليك قويت على معصيتي ، وبقوّتي وعصمتي وعافيتي أديت إلي فرائضي ، وأنا أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بذنبك مني ، الخير مني إليك واصل بما أوليتك ، والشرّ مني إليك بما جنيت جزاء ، وبكثير من تسليطي لك انطويت عن طاعتي ، وبسوء ظنك بي قنطت من رحمتي ، فلي الحمد والحجة عليك بالبيان ، ولي السبيل عليك بالعصيان ، ولك الجزاء الحسن عندي بالإحسان ، ثم لم أدع تحذيرك بي ، ثم لم آخذك عند غرتك ، وهو قوله :
{وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ }، لم أكلفك فوق طاقتك ، ولم أحملك من الأمانة إلا ما أقررت بها على نفسك ، ورضيت لنفسي منك ما رضيت به لنفسك مني ، ثم قال عزّ وجلّ : وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً » « 6 ».
________________
( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 210 .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 210 .
( 3 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 210 .
( 4 ) الكافي : ج 8 ، ص 248 ، ح 349 .
( 5 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 210 .
( 6 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 210 .
|
|
العمل من المنزل أو المكتب؟.. دراسة تكشف أيهما الأفضل لصحتك
|
|
|
|
|
عناكب المريخ.. ناسا ترصد ظاهرة غريبة
|
|
|
|
|
جامعة العميد تنظّم ندوة عن مكتبتها المركزية لطلبة كلية الطب
|
|
|