أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-08
1882
التاريخ: 4-2-2016
3361
التاريخ: 2024-10-27
207
التاريخ: 5/12/2022
1402
|
قال تعالى : {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [البقرة : 173]
الأغذية المحرمة التي ذكرتها الآية الكريمة أعلاه لها ـ كسائر المحرمات الإلهية ـ فلسفتها الخاصة. وقد شرّعت انطلاقا من خصائص الإنسان جسمياً وروحياً. والروايات الإِسلامية ذكرت علل بعض هذه الأحكام ، والعلوم الحديثة أماطت اللثام أيضاً عن بعض هذه العلل.
على سبيل المثال ، روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : «...أَمَّا الْمِيْتَةُ فَإِنَّهُ لَمْ يَنَلْ مِنْهَا أَحَدٌ إِلاَّ ضَعُفَ بَدَنُهُ ، وَذَهَبَتْ قُوَّتُهُ ، وَانْقَطَعَ نَسْلُهُ ، وَلاَ يَمُوتُ آكِلُ الْمِيْتَةِ إِلاَّ فَجْأَةً» (1).
ولعل هذه المفاسد تعود إلى أن جهاز الهضم لا يستطيع أن يصنع من الميتة دماً سالماً حياً ، إضافة إلى أن الميتة مرتع أنواع الميكروبات ، والإِسلام اعتبر الميتة نجسة ، كي يبتعد عنها المسلم فضلا عن عدم تناولها.
والمحرّم الثاني في هذه الآية «الدم» ، وشرب الدم له مفاسد أخلاقية وجسمية ، فهو وسط مستعد تماماً لتكاثر أنواع الميكروبات.
الميكروبات التي تدخل البدن تتجه أول ما تتجه إلى الدم ، وتتخذه مركزاً لنشاطهم ، ولذلك اتخذت الكريات البيضاء مواقعها في الدم للوقوف بوجه توغل هذه الأحياء المجهرية في الدم المرتبط بكل أجزاء الجسم.
وحين يتوقف الدم عن الحركة وتنعدم الحياة فيه ، يتوقف نشاط الكريات البيض أيضاً ، ويصبح الدم على بذلك وسطاً صالحاً لتكاثر الميكروبات دون أن تواجه عقبة في التكاثر. ولذلك نستطيع القول إن الدم ـ حين يتوقف عن الحركة ـ يكون أكثر أجزاء جسم الإنسان والحيوان تلوثاً.
ومن جهة اُخرى ثبت اليوم في علم الأغذية ، أن الأغذية لها تأثير على الأخلاق والمعنويات عن طريق التأثير في الغدد وإيجاد الهورمونات. ومنذ القديم ثبت تأثير شرب الدم تشديد قسوة الإنسان ، وأصبح ذلك مضرب الأمثال. لذلك نرى الرواية عن الإمام جعفر بن محمّد(عليه السلام) تقول :
«أمّا الدم فإنه يورث القسوة في القلب وقلّة الرأفة والرحمة حتى لا يؤمن أن يقتل ولده ووالديه ولا يؤمن على حميمه ولا يؤمن على من يصحبه» (2).
ثالث : المحرمات المذكورة في الآية «لحم الخنزير».
الخنزير ـ حتى عند الأوروبيين المولعين بأكل لحمه ـ رمز التحلل الجنسي. وهو حيوان قذر للغاية ، وتأثير تناول لحمه على التحلل الجنسي لدى الإنسان مشهود.
حرمة تناول لحمه صرحت بها شريعة موسى(عليه السلام) أيضاً ، وفي الأناجيل شُبّه المذنبون بالخنزير ، كما أن هذا الحيوان مظهر الشيطان في القصص.
ومن العجيب أن أُناساً يرون بأعينهم قذارة هذا الحيوان حتى إنه يأكل عذرته ، ويعلمون احتواء لحمه على نوعين خطرين من الديدان ، ومع ذلك يصرّون على أكله.
دودة «التريشين» التي تعيش في لحم هذا الحيوان تتكاثر بسرعة مدهشة ، وتبيض في الشهر الواحد خمسة عشر ألف مرة ، وتسبب للإنسان أمراضاً متنوعة كفقر الدم ، والغثيان ، وحمّى خاصة ، والإسهال ، وآلام المفاصل ، وتوتر الأعصاب ، والحكّة ، وتجمع الشحوم داخل البدن ، والإحساس بالتعب ، وصعوبة مضغ الطعام وبلعه ، والتنفس و ... .
وقد يوجد في كيلو واحد من لحم الخنزير (400) مليون دودة من هذه الديدان!! ولذلك أقدمت بعض البلدان الأوروبية في السنوات الماضية على منع تناول لحم هذا الحيوان.
وهكذا تتجلى عظمة الأحكام الإلهية بمرور الأيّام أكثر فأكثر.
يقول البعض أن العلم تطور بحيث استطاع أن يقضي على ديدان هذا الحيوان ، ولكن على فرض اننا استطعنا بواسطة العقاقير ، أو بالاستفادة من الحرارة
الشديدة في طبخه ، إلاّ أن أضراره الاُخرى ستبقى. وقد ذكرنا أن للأطعمة تأثيراً على أخلاق الإِنسان عن طريق تأثيرها على الغدد والهورمونات وذلك الأصل علمي مسلّم ، وهو أن لحم كل حيوان يحوي صفات ذلك الحيوان أيضاً. من هنا تبقى للحلم الخنزير خطورته في التأثير على التحلل الجنسي للآكلين ، وهي صفة بارزة في هذا الحيوان.
ولعل تناول لحم هذا الحيوان أحد عوامل التحلّل الجنسي في أوربا.
رابع ، المحرمات في الآية (مَا أُهلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ) ، وهي الحيوانات التي تذبح على غير اسم الله ، كالتي كانت تقدم للأصنام في الجاهلية.
وتحريم لحوم هذه الحيوانات لايلزم بالضرورة أن تكون لها اضرار صحية حتى؟ يقال : إن ذكر اسم الله أو غير الله حين الذبح لا ربط له بالأمور الصّحية. فليس من الحتم أن تكون للحم آثار صحية حتى تكون محرمة. لان المحرمات في الاسلام لها أبعاد مختلفة ، فتارة بسبب الصحة وحفظ البدن واُخرى يكون للتحريم جانب معنوي وأخلاقي وتربوي ، فهذه اللحوم تبعد الإنسان عن الله ، ولها تأثير نفسي وتربوي سلبي على الآكل ، لأنها من سنن الشرك والوثنية وتعيد إلى الذهن تلك التقاليد الخرافية.
______________________
1. وسائل الشيعة ، ج16 ، ص 310 .
2. المصدر السابق ، ص376 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|