تتطور بفعل عملية الصقل المتباينة في شدتها تبعاً لدرجة صلابة الصخور من حيث تركيبها المعدني ومظاهر الضعف المتمثلة بالشقوق واسطح التطبق ولهذا تعد عملية تفاضلية Differential وينتج عنها مظاهر أرضية متنوعة وكالآتي:

1. الصخور الارتكازية :

من المظاهر الأرضية الشائعة في الصحاري ومنها الصحاري العربية مجموعة أشكال أرضية تأخذ مسميات عديدة تبعاً لخصائصها الشكلية ويرجع تطورها إلى تعاقب الصخور الهشة في الأسفل مع الصلبة في الأعلى وبوضع رأسي، تتعرض الأولى للبري بمعدل أسرع من العليا (الصلبة) فتتراجع نحو الداخل ويبدو سطحها في هيئة كتلة ضخمة صخرية ترتكز على عمود صخري يتعرض باستمرار لعملية البري الريحي ليعطي مظهراً يسمى Mesa وهو مصطلح اسباني يعني المنضدة وتسمى كذلك عش الغراب.

وفي بعض الأحيان تعطي مظهراً يشبه نبات الفطر يسمى المشروم Mushroom وتتشكل كذلك بطريقة البري الريحي في التعاقبات الصخرية ما بين هشة وصلبة نوعاً آخر من الصخور الارتكازية يسمى (الاعمدة الصحراوية) أو (الشواهد الصخرية الصحراوية).

كما في الشكل (33). وشكل ( 16).

2. الزيوجين:

تتطور في الصحاري المدارية الجافة، عندما يتواجد صخور كلسية تتميز بكثافة الفواصل فيها تتخير الرياح مناطق الضعف الصخري وتتوغل فيها كتجوية فيزيائية وتعمل على تكوين فجوات فيها كبداية لتكوين الزيوجين ثم تتسع ويكبر حجمها لتشكل قنوات غائرة وفجوات مع وجود حافات صخرية فيها. وتبرز فوق سطح الأرض بارتفاعات تتجاوز 7 متر وتغطيها أحياناً طبقة رقيقة من الترسبات الكلسية تطورت بفعل التجوية الكيميائية لإذابة التكوينات الكلسية لتكون طبقة رقيقة تحمي الصخور المتبقية. كما في الشكل (17).

3. الابراج الصحراوية الصخرية : من أجل تطور هذه الظاهرة لابد من توفر:

1. صخور تتميز بوجود الفواصل وأسطح التطبق فيها مثل الصخور الكلسية.

2. تكون هذه الصخور انحدارات أرضية لمرتفعات جبلية تعترض طريق الرياح. وعليه تتخير الرياح عملها الهدمي (البري) في مناطق الضعف الصخري مكونة فجوات فيكبر حجمها وتتسع لتكون مظهر الأبراج الصخرية ويسمى عند بدو سيناء قصور البنات وتسمى كذلك ثقوب الرياح.

4. الياردنك (الضلوع الصحراوية) : تنشأ من توفر الشروط الآتية:

1. صخور هشة متعاقبة بشكل متوازي مع صخور صلبة.

2. تكون هذه الصخور ذات امتدادات افقية مع سطح الأرض.

3. سيادة رياح من اتجاه واحد.

يشتد فعل البري (الصقل) في الصخور الهشة أكثر من الصخور الصلبة وباستمرار عملية التجوية الفيزيائية للرياح يتطور وديان طولية ذات امتدادات متباينة في أطوالها وعمق قيعانها وتكون على شكل حرف U وتغطيها أحياناً الحجارة والحصى ويجاورها بشكل متوازي حافات مرتفعة مناطق الصخور الصلبة وتوجد هذه الظاهرة بشكل نموذجي في صحاري وسط آسيا وخاصة في صحاري تركستان وإيران وجنوب غرب الولايات المتحدة، وتسمى الأعراف.

5. الوجه ريحيات (الحصى متعدد الأوجه):

حصى له أشكال متنوعة وسطوح مصقولة بفعل ظاهرة البري الريحي ينتشر في أغلب الصحاري وتتباين أوجهه تبعاً لتباين تعرضه للرياح، فإذا كانت الرياح سائدة في اتجاه واحد يتكون للحصاة وجه عريض صقيل منحدر في الاتجاه الذي تهب منه الرياح. وإذا غيرت الرياح اتجاهها وتحركت الحصاة يتعرض جانبها الآخر للبري وهكذا تتعدد الأوجه تبعاً لاستمرارية تعرضه لبري الرياح  . كما الشكل (34) .

6. الجسور الطبيعية الصخرية الصحراوية :

تتكون بفعل عمليات البري الريحي لرياح محملة بمواد ارسابية كثيرة ومن خلال اكتساحها للصخور الهشة أو مناطق الضعف الصخري (الفواصل واسطح التطبق) تتكون فجوات ريحية تتسع بمرور الوقت مكونة الجسور الصحراوية، وتسمى ( القناطر). كما في شكل (18 ) .