قاع المحيط يتميز بتنوع تضاريسه ولا تختلف عن تضاريس اليابس باختلاف أن تضاريس المحيطات تخضع للعمليات الجيومورفية المائية والكائنات الحية الموجودة فيه بينما التضاريس على اليابس تقع تحت متغيرات عديدة مائية وجليدية وريحية وحيوية تتمثل التضاريس من الساحل نحو الأعماق بما يلي:

1. الرف القاري:

يشمل كل المناطق الضحلة المجاورة لليابس والتي لا يزيد عمق المياه فيها 200م. هو منطقة الالتقاء بين الرصيف البحري والرصيف القاري تقدر المساحة الكلية للرفاف القارية في العالم بـ 29 مليون كم يعد الرف القاري امتداد لليابس لأن:

1. تكوينها الجيولوجي امتداد لليابس أكثر منها بقاع المحيط.

2. لم تكن دائماً مغمورة بمياه البحر بل كانت تتحول في كثير من العصور الجيولوجية إلى أرض يابسة خاصة في عصر البليستوسين عندما ينخفض منسوب سطح البحر.

تعد مناطق الرفاف القارية مهمة جداً بالنسبة للاستغلال البشري إذ تكون غنية بثروتها السمكية كذلك تحتوي صخوره على مكامن نفطية كما هو الحال في الرفاف القارية في الخليج العربي وفي تكساس والساحل الجنوبي لكاليفورنيا في الولايات المتحدة وساحل شيلي، وكذلك يوجد فيها الحديد والكبريت في قاع الرف القاري لدلتا المسيسبي.

2ـ المنحدرات القارية:

تبدأ من خط عمق 200م أي من انتهاء الرف القاري من جهة البحر وتستمر في الانحدار حتى تصل إلى السهول المحيطية العميقة لهذا تعد منطقة وصل بين صخور اليابس بالرف القاري من جهة والقشرة الصخرية المحيطية من جهة أخرى.

3ـ سلاسل الجبال المحيطية:

يتواجد في قيعان المحيطات سلاسل جبلية أشبه بالسلاسل الجبلية الموجودة على اليابس إلا أنه لا تظهر على سطح المحيط إلا في منطقتين الأولى جزر ازورس في الشمال والثانية جزر أسانسيون في الجنوب، أبرزها سلسلة المحيط الأطلسي (الحيد وسط أطلسي) تمتد بنطاق طولي لمسافة 15 الف كم من جزيرة أيسلندا في الشمال حتى القارة القطبية الجنوبية فضلاً لذلك الجبال الموجودة في المحيط الهادي والهندي ويرجع أصل السلاسل الجبلية إلى الثورانات البركانية التي حدثت في أزمنة جيولوجية قديمة في قيعان المحيطات.

4ـ  الأخاديد المحيطية:

هي وديان صدعيه شديدة العمق توجد في قيعان المحيطات تطورت بفعل الحركات التكتونية وما زالت تتواجد الأخاديد بجوار السلاسل الجبلية البحرية، أبرزها في المحيط الهادي خندق ماريانا الواقع بالقرب من مجموعة جزر ماريانا الذي يصل عمقه إلى 11500 متر وهو أكبر عمق في جميع المحيطات ويسمى بعمق تشالنجر نسبة إلى بعثة تشالنجر البريطانية التي اكتشفته عام 1872 - 1876. وأخدود بورتوريكو إلى الشرق من جزيرة بورتوريكو يصل عمقه إلى 9225 متر، منطقة الاخاديد في المحيطات جعلت مناطق تواجدها غير مستقرة تكتونياً.

5ـ السهول العميقة :

مساحات شاسعة من قاع المحيط تتميز باستواء سطحها تكونت بفعل الترسبات المستمرة للمواد العالقة القادمة من اليابس على مدى ملايين السنين. تتواجد في معظم قيعان المحيطات، لعل أبرزها سهل المحيط الأطلسي الذي يوجد على عمق 5500م تحت سطح البحر تتباين ارسابات السهول العميقة بين ارسابات غير عضوية يغلب عليها الصفة الطينية والغرينية ارسابات عضوية (تسمى الاوز Ooze) مصدرها هياكل وبقايا الكائنات البحرية الحيوانية والنباتية الميتة وتراكمها في قاع المحيط وتكون إما ارسابات عضوية كلسية إذا ارتفعت بها مادة كاربونات الكالسيوم أو ارسابات عضوية سليكيه إذا تكونت من مادة السلكيات.

ــ المنحنى الهبسومتري لتوزيع اليابس والماء:

سنوضح في هذه الفقرة تباين مستويات سطح البحار والمحيطات في الزمن الجيولوجي الرابع لحدوث تغيرات مناخية شاملة متمثلة بتعاقب العصور الجليدية Glacial وما بين الجليدية Interglacial قبل 2,5 مليون سنة من الآن، والكرة الأرضية تعيش الآن فترة دافئة توازي آخر عمر بين عصرين جليدين.

تباين مستوى سطح البحار والمحيطات تبعاً لتعاقب العصور الجليدية وما بين الجليدية ففي أثناء الفترات الجليدية ينخفض منسوب سطح البحر بتجمد المياه في الكتل الجليدية على اليابس فتقل التغذية المائية أو تكاد تنعدم في المحيطات. أما في الفترات الدافئة تزداد التغذية المائية للبحار والمحيطات لتعرض الغطاءات الجليدية للذوبان.

عند بداية عصر البلايستوسين كان البحر أكثر ارتفاعاً عن منسوبه الحالي بنحو (100م) في الفترة الجليدية الأولى فترة جينز انخفض مستواه بنحو 10م عن مستواه الأصلي في الفترة الدفيئة ارتفع مستوى البحر إلى 55كم فوق منسوب سطح البحر وهكذا تذبذب مستوى سطح البحر بين ارتفاع وانخفاض خلال تعاقب الفترات الجليدية وما بين الجليدية وتسمى بالتغيرات الايوستاسية تمييزاً لها عن التغيرات الايوستاسية التكتونية التي شكلت تذبذب مستوى سطح البحر خلال الزمن الجيولوجي الثالث.

أثر هذا التذبذب في تشكيل ظاهرات أرضية لعل أبرزها السهول التحاتية بسبب انخفاض منسوبه وكذلك السهول البحرية الغاطسة الفيوردات أثناء الفترات الدفيئة والمدرجات البحرية الساحلية. إذا تعرض الجليد المتراكم فوق سطح الأرض حالياً للذوبان لأرتفع منسوب سطح البحر إلى 60م عن مستواه الحالي.

شكل (6) مستوى سطح البحر خلال الزمن الجيولوجي الرابع .