المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أهمية رحم الأم  
  
82   09:34 صباحاً   التاريخ: 2024-12-24
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص11ــ14
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2016 2207
التاريخ: 25-9-2017 5919
التاريخ: 7-9-2018 2238
التاريخ: 19-2-2022 2418

لقد حرص الإسلام على القيام بتربية الطفل على أكمل وجه وأتم صورة، فقد وضع الأسس السليمة حتى قبل ولادة الطفل، ومن ذلك أنه أمر بالاهتمام بالصحة النفسية والجسمية للمولود، وذلك حين أمر بالمعاشرة الحسنة بين الزوجين، وعدم اللجوء إلى إثارة الأم الحامل، وتهيئة الغذاء المناسب لها وعدم إسقاط الجنين.

إن ((رحم الأم هو المحيط الأول الذي ينشأ به الإنسان، ولهذا المحيط تأثيراته الايجابية والسلبية على الجنين لأنه الاطار الذي يتحرك فيه، ويعتبر الجنين جزءاً من الأم، تنعكس عليه جميع الظروف التي تعيشها الأم، وقد أثبتت الدراسات العلمية تأثير الأم على نمو الجنين الجسدي والنفسي، فالاضطراب والقلق والخوف والكبت وغير ذلك يترك أثره في اضطراب الوليد عاطفياً))(1).

فالجنين يتأثر بالأم ومواصفاتها النفسية وما يطرأ عليها في مرحلة الحمل من عوامل إيجابية أو سلبية، وإنّ (الاضطرابات العصبية للأم توجه ضربات قاسية إلى مواهب الجنين قبل تولده، إلى درجة أنها تحوله إلى موجود عصبي لا أكثر، ومن هنا يجب أن نتوصل إلى مدى أهمية التفات الأم في دور الحمل إلى الابتعاد عن الأفكار المقلقة، والهم والغم، والاحتفاظ بجوّ الهدوء والاستقرار)(2).

بل إن ((شهور فترة الحمل تؤثر في الثبات العاطفي للطفل إيجاباً أو سلباً))(3).

وقد أكد الإسلام على هذه الحقيقة قبل أن يكتشفها علماء النفس في يومنا هذا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((الشقي من شقى في بطن أمه، والسعيد من سعد في بطن أمه))(4).

فعلى الأم العناية بنفسها عند الحمل، في نوع الطعام والشراب وحليته، وفي مكان التواجد فتبتعد عن أمكنة الفسق والفجور ومجالس الغناء وأجواء العصبية والأمراض النفسية.

وإذا اضطرت لأخذ شيء من الأدوية عليها مراجعة الطبيبة.

ولتحافظ على طهارتها المعنوية والمادية، ولتقلل من البقاء على الجنابة، وإذا استطاعت البقاء على وضوء في النهار وقبل النوم فهو أفضل لها ولجنينها.

على الأمهات بذل الجهد لتربية الأبناء أخلاقياً وسلوكياً فإن لكل فعل لهن أثره السيئ أو الحسن.

وقال الشيخ محمد تقي الفلسفي: إن جميع الحالات الجسدية والنفسية للأم تؤثر على الطفل، لأن الطفل في رحم الأم يعتبر عضواً منها، فكما أن الحالات الجسمانية للأم والمواد التي تتغذى منها تؤثر على الطفل، كذلك أخلاق الأم فإنها تؤثر في روح الطفل وجسده كليهما. وقد يتأثر الطفل أكثر من أمه بتلك الأخلاق، فإذا أصيبت الأم في أيام الحمل بخوف شديد، فالأثر الذي تتركه تلك الحالة النفسية على بدن الأم لا يزيد على اصفرار الوجه، أما بالنسبة إلى الجنين فإنه يتعدى ذلك إلى صدمات عنيفة.

((إذا حدث للمرأة في أيام الحمل حادث مخيف فإنه يتغير لونها ويقشعر بدنها لكن تظهر على جسم الجنين آثار امتقاع اللون تسمى بالخسوف))(5).

وهكذا فإن هموم الأم وغمومها، غضب الأم واضطرابها، تشاؤم الأم وحقدها، حسد الأم وأنانيتها، خيانة الأم وجنايتها، وبصورة موجزة جميع الصفات الرذيلة للأم... وكذلك إيمان الأم وتقواها، طهارة قلب الأم وتفاؤلها، صفاء الأم وحنانها، مروءة الأم وإنسانيتها اطمئنان الأم وراحة بالها، شجاعة الأم وشهامتها، وبصورة موجزة جميع الصفات الحميدة للأم... جميع هذه الصفات خيرها وشرها تترك آثارها في الطفل، وتبني أساس سعادة الجنين وشقائه. وهنا يتحقق قول النبي (صلى الله عليه وآله): ((الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه)).

شاهد علمي

وإليك النص الآتي كشاهد من العلم الحديث: ((إن الاضطرابات العصبية للأم توجه ضربات قاسية إلى مواهب الجنين قبل تولده، إلى درجة أنها تحوله إلى موجود عصبي لا أكثر.

ومن هنا يجب أن نتوصل إلى مدى أهمية التفات الأم في دور الحمل إلى الابتعاد عن الأفكار المقلقة، والهم والغم، والاحتفاظ بجو الهدوء والاستقرار(6).

إن الإسلام قام بجميع الاحتياطات اللازمة في موضوع الزواج للاهتمام بطهارة الأجيال الإسلامية، وأمر بتعاليم دقيقة في الزيجات حول الجهات الروحية والجسدية

للرجال والنساء.

أن الإسلام منع من التزوج من المصابين بالحمق والجنون والمدمنين على الخمرة ولكنه لم يكتف في سبيل ضمان النشء الإسلامي بذلك الحد بل منع - في مقام الاستشارة - من تزويج الرجل السيئ الخلق: ((عن الحسين بن بشار الواسطي قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام): إن لي قرابة قـد خطب إلي وفي خلقه سوء، قال: لا تزوجه إن كان سيء الخلق))(7).

___________________________

(1) علم النفس التربوي، للدكتور فاخر عاقل: 46 - 47.

(2) الطفل بين الوراثة والتربية، لمحمد تقي فلسفي 1: 106 - دار التعارف 1381هـ عن كتاب نحن والأبناء 27.

(3) مشاكل الآباء في تربية الأبناء، للدكتور سوك: 263 - 1980م ط 3.

(4) بحار الأنوار، للمجلسي 3: 44 ـ مؤسسة الوفاء 1403هـ ط 2.

(5) إعجاز خوراكيها ص172، عنه الطفل بين الوراثة والتربية، الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1 / 106.

(6) ما وفرزندان ما ص 27، عنه الطفل بين الوراثة والتربية، الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1 / 107.

(7) وسائل الشيعة للحر العاملي: 5 / 10. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.