المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
طريقة علاج اللجاج والمماراة
2025-01-10
دوافع وعواقب اللجاج والمماراة
2025-01-10
اللجاج والمماراة في الروايات الإسلامية
2025-01-10
التبرير والعناد في القرآن
2025-01-10
التبرير والعناد
2025-01-10
الدورة الزراعية المناسبة لزراعة البرسيم المصري
2025-01-10



رسالة إلى مبارك بن إبراهيم  
  
237   10:42 صباحاً   التاريخ: 2024-12-11
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:400-402
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-24 900
التاريخ: 30/11/2022 3577
التاريخ: 28-1-2023 1328
التاريخ: 26-6-2022 2799

رسالة إلى مبارك بن إبراهيم

ومن كلام   لسان  الدين  رحمه  الله تعالى  قوله  في مخاطبة شيخ  العرب  مبارك  بن إبراهيم  رحمه الله  تعالى:

ساحات  دارك للضياف  مبارك        وبضوء  نار قراك  يهدي  السالك

ونوالك  المبذول  قد شمل  الورى      طرا  وفضلك   ليس  فيه   مشارك

قل للذي  قال  الوجود قد انطوى        والبأس  ليس   له حسام  فاتك

والجود  ليس له غمام  هاطل            والمجد  ليس  له همام  باتك

جمع  الشجاعة  والرياحة  والندى      واليأس  والرأي الأصيل مبارك

                                                     400

للدين  والدنيا  وللشيم  العلا              والجود  إن  شح الغمام السافك

عند الهياج ربيعة  بن  مكدم              في الفضل والتقوى  الفضيل ومالك

ورث الجلالة عن أبيه  وجده               فكأنهم  ما غاب  منهم  هالك

فجياده  للآملين  مراكب                       وخيامه  للقاصدين  أرائك

فإذا   المعالي  أصبحت مملوكة               أعناقها  بالحق فهو المالك

يافارس العرب  الذي من  بيته                 حرم  لها  حج  به ومناسك

يا من  يبشر باسمه   قصاده                      فلهم  إليه  مسارب  ومسالك

أنت  الذي  استأثرت  فيك بغبطي               وسواك فيه  مآخذ  ومتارك

لا زلت  نورا  يهدي بضيائه                     من جنة  للروع  ليل  حالك

ويخص مجدك من سلامي عاطر                 كالمسك  صاك به الغوالي  صائك

الحمد لله تعالى الذي  جعل   بيتك  شهيرا  وجعلك  للعرب  أميرا   وجعل

اسمك  فالا   ووجهك  جمالا   وقربك   جاها  ومآلا  وآل  رسول  الله  صلى  الله 

عليه  وسلم   لك  آلا  أسلم   عليك   يا أمير  العرب  وابن  أمرائها  وقطب سيادها

وكبرائها  وأهنيك  بما منحك  الله  تعالى   من شهرة تبقى    ومكرمة  لا يضل

المتصف   بها  ولا  يشقى     إذ جعل  خيمتك   في هذا  المغرب   على اتساعه  واختلاف  أشياعه  مأمنا  للخائف   على قياس   المذاهب   والطوائف  وصرف  الألسنة  الى مدحك  والقلوب  الى حبك   وما ذلك   إلا  لسريرة  لك  عند ربك  ولقد

كنت  أيام تجمعني  وإياك  المجالس  السلطانية  على معرفتك  متهالكا  وطوع  الأمل

سالكا  لما يلوح  لي على  وجهك  من سيما  المجد   والحياء  والشيم  الدالة   على  العلياء  وزكاء  الأصول وكرم  الآباء  وكان  والدي -  رحمه الله  تعالى   -  قد  عين  للقاء

                                               401

 

خال السلطان قريبكم لما توجه في الرسالة إلى الأندلس نائباً في تأنيسه عن مخدومه ، ومنوهاً حيث حل بقدومه ، واتصلت بعد ذلك بينهما المهاداة والمعرفة ، والوسائل المختلفة ، فعظم لأجل هذه الوسائل شوقي إلى التشرف بزيارة ذلك الجناب الذي حلوله شرف وفخر ، ومعرفته كنز وذخر ، فلما ظهر الآن لمحل الأخ الكذا القائد فلان اللحاق بك، والتعلق بسببك ، رأيت أنه قد اتصل بهذا الغرض المؤمل بعضي والله تعالى ييسر في البعض ، عند تقرير الأمن وهدنة الأرض. وهذا الفاضل بركة حيث حل لكونه من بيت أصالة وجهاد ، وماجداً وابن أمجاد : ، ومثلك لا يوصى بحسن جواره ، ولا ينتبه على إيثاره ، وقبيلك في الحديث من العرب - والقديم ، وهو الذي أوجب لها مزية التقديم ، لم يفتخر قط بذهب يجمع ، ولا ذخرٍ يُرفع ، ولا قصر يبني ، ولا غرس يجنى

إنما فخرها عدو يغلب ، وثناء يجلب ، وجزور ينحر ، وحديث يذكر ،

وجود على الفاقة ، وسماحة بحسب الطاقة ، فلقد ذهب الذهب ، وفي النشب وتمزقت الأثواب ، وهلكت الخيل العراب ، وكل الذي فوق التراب تراب ،

وبقيت المحاسن تروى وتنقل ، والأعراض تجلى وتصقل ، والله در الشاعر إذ يقول :

وإنما المرء حديث بعده فكن حديثاً حسناً لمن وعى

هذه مقدمة إن يسر الله تعالى بعدها لقاء الأمير

الضمير :

،فيجلي اللسان عما في

ومدحي على الأملاك مدح، وإنما           رأيتك منها فامتدحت على وسمي

 وما كنتُ بالمهدي لغيرك مدحتي           ولو أنه قد حل" في مفرق النجم

402

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.