المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مهارة التواصل مع أولياء الأمور
9-2-2022
ظواهر التنظيم Regulatory Phenomena
17-11-2019
بعض المشاكل التي تتعلق بقطاع النقل والمرور في المدن العربية - تلوث الهواء
1-5-2019
Sound system Vowels
2024-03-30
الكروموسومات / الصبغيات Chromosomes
7-11-2017
جنس زكاة الفطرة وقدرها
28-1-2020


شخصيات من أصحاب الإمام الجواد "ع"  
  
1183   04:15 مساءً   التاريخ: 2024-12-07
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : الإمام محمد الجواد "ع" شبيه عيسى ويحيى وسليمان "ع"
الجزء والصفحة : ص335-358
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

أسماء بعض كبار أصحاب الإمام الجواد ( عليه السلام )

في مناقب آل أبي طالب ( 3 / 487 ) : ( كان بابه عثمان بن سعيد السمان . ومن ثقاته : أيوب بن نوح بن دراج الكوفي ، وجعفر بن محمد بن يونس الأحول ، والحسين بن مسلم بن الحسن ، والمختار بن زياد العبدي البصري ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي .

ومن أصحابه : شاذان بن الخليل النيشابوري ، ونوح بن شعيب البغدادي ، ومحمد بن أحمد المحمودي ، وأبو يحيى الجرجاني ، وأبو القاسم إدريس القمي ، وعلي بن محمد ، وهارون بن الحسن بن محبوب ، وإسحاق بن إسماعيل النيشابوري ، وأبو حامد أحمد بن إبراهيم المراغي ، وأبو علي بن بلال ، وعبد الله بن محمد الحصيني ، ومحمد بن الحسن بن شمون البصري ) .

أقول : هؤلاء الذين ذكرهم ابن شهرآشوب ، هم بعض ثقاته وأصحابه ( عليه السلام ) ، وقد ذكرت مصادر الرجال والحديث تلاميذه ( عليه السلام ) والرواة عنه وهم بالعشرات . ووصل بهم بعضهم إلى مئتين وخمسين . وغرضنا هنا أن نترجم لنماذج منهم ، وقد تقدمت ترجمة محمد بن الفرج الرخجي ( رحمه الله ) :

( 1 ) السفير الأول عثمان بن سعيد العمري رضي الله عنه

قال الشيخ الطوسي في الأبواب / 389 و 447 : ( عثمان بن سعيد العمري ، يكني أبا عمرو السمان ، ويقال له الزيات . خدمه ( عليه السلام ) وله إحدى عشرة سنة ، وله إليه عهد معروف . . محمد بن عثمان بن سعيد العمري ، يكنى أبا جعفر ، وأبوه يكنى أبا عمرو ، جميعاً وكيلان من جهة صاحب الزمان ( عليه السلام ) ، ولهما منزلة جليلة عند الطائفة ) .

أقول : فالعمري رضوان الله عليه وكيل لأربعة من الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم وثقتهم ومعتمدهم ، فهو من شبابه ( رحمه الله ) بواب الجواد ( عليه السلام ) ثم وكيل الهادي ( عليه السلام ) ووكيله ، ثم وكيل الحسن العسكري ( عليه السلام ) ووكيل ابنه الإمام المهدي صلوات الله عليهم .

قال السيد ابن طاووس في الطرائف / 183 : ( وكان له ( عليه السلام ) وكلاء ظاهرون في غيبته معروفون بأسمائهم وأنسابهم وأوطانهم ، يخبرون عنه بالمعجزات والكرامات ، وجواب أمور المشكلات ، بكثير مما ينقله عن آبائه عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن الله تعالى من الغائبات ، منهم عثمان بن سعيد العمري المدفون بقطقطان ، من الجانب الغربي ببغداد ) .

وفي غيبة الطوسي / 215 ، عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله ، الحسنيين قالا : ( دخلنا على أبي محمد الحسن ( عليه السلام ) بسر من رأى ، وبين يديه جماعة من أوليائه وشيعته حتى دخل عليه بدر خادمه فقال : يا مولاي بالباب قوم شعث غبر ، فقال لهم : هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن ، في حديث طويل يسوقانه إلى أن قال الحسن ( عليه السلام ) لبدر : فامض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري ، فما لبثنا إلا يسيراً حتى دخل عثمان فقال له سيدنا أبو محمد ( عليه السلام ) : إمض يا عثمان فإنك الوكيل والثقة المأمون على مال الله ، واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال .

ثم ساق الحديث إلى أن قالا : ثم قلنا بأجمعنا : يا سيدنا والله إن عثمان لمن خيار شيعتك ، ولقد زدتنا علماً بموضعه من خدمتك ، وأنه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى . قال : نعم ، واشهدوا عليَّ أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي ، وأن ابنه محمداً وكيل ابني مهديكم ) .

وتوفي عثمان بن سعيد ( قدس سره ) في بغداد ، وقبره فيها قرب الميدان ، وقد حاول الوهابيون تفجيره في أواخر شهر رمضان سنة 1430 ، ونشرت ذلك وسائل الإعلام :

http : / / www . alcauther . com / html / modules

( نفذ التكفيريون وأعوانهم البعثيون تفجيرين بعبوتين ناسفتين ، استهدفتا المرقد الشريف لعثمان بن سعيد العمري سفير الإمام الحجة ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وأكد مصدر أمني مطلع لشبكة نهرين نت أن الإرهابيين زرعوا عبوتين ناسفتين ، واحدة في المرقد الشريف والأخرى في مرآب قريب من المكان . وأضاف المصدر بأن حصيلة هذين التفجيرين كان استشهاد 3 مواطنين وجرح ثمانية آخرين .

والجدير بالذكر أن المرقد الشريف للسفير عثمان بن سعيد العمري ، يقع بالقرب من ساحة الميدان في العاصمة بغداد ، وأن هذا التفجير يأتي ضمن سلسلة تفجيرات تستهدف المراقد المقدسة من جديد ) .

( 2 ) اللغوي ابن السكيت الدورقي رضي الله عنه

قال ابن النديم في الفهرست / 79 : ( كان يعقوب ابن السكيت متصرفاً في أنواع العلم ، وكان أبوه صالحاً ، وكان من أصحاب الكسائي حسن المعرفة بالعربية . وكان يقول : أنا اعلم من أبي بالنحو ، وأبي أعلم مني بالشعر واللغة .

وكان يعقوب يكنى بأبى يوسف ، من علماء بغداد ممن أخذ عن الكوفيين ، وكان مؤدباً لولد المتوكل ، وله معه أخبار . . وله من الكتب : كتاب الألفاظ . كتاب المنطق . كتاب الأمثال . كتاب القلب والإبدال . كتاب الزبرج . كتاب البحث . كتاب المقصور والممدود . كتاب المذكر والمؤنث . كتاب الأجناس ، كبير . كتاب الفرق . كتاب السرج واللجام . كتاب فعل وافعل . كتاب الحشرات . كتاب الأصوات . كتاب الأضداد . كتاب الشجر والنبات . كتاب الوحوش . كتاب الإبل . كتاب النوادر . كتاب معاني الشعر الكبير . كتاب معاني الشعر الصغير . كتاب سرقات الشعراء وما اتفقوا فيه . كتاب ما جاء في الشعر وما حرف عن جهته . كتاب المثنى والمبنى والمكنى . كتاب الأيام والليالي ) .

أقول : كان يعقوب بن السكيت من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) فقد روى في مناقب آل أبي طالب : 3 / 414 ، عن البرجمي أنه كان يتذاكر في اللغة مع ابن السكيت في مسجد قرب دار السندي الذي كان مسجوناً فيه الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وأنه رأى خروجه من السجن إلى المسجد بنحو المعجزة !

ولا بد أن يكون ابن السكيت يومها في العشرينات ، لأن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) توفي في ذلك السجن سنة 183 ، وقتل ابن السكيت على يد المتوكل سنة 244 .

قال أبو الفدا في تاريخه ( 2 / 40 ) : ( وفيها ( سنة 245 ) قَتَلَ المتوكل أبا يوسف يعقوب بن إِسحاق المعروف بابن السكيت ، صاحب كتاب إصلاح المنطق في اللغة وغيره ، وكان إماماً في اللغة والأدب ، قتله المتوكل لأنه قال له : أيمُّا أحب إليك : ابناي المعتز والمؤيد أم الحسن والحسين ؟ فغض ابن السكّيت من ابنيه وذكر عن الحسن والحسين ما هما أهله ، فأمر مماليكه فداسوا بطنه ، فحمل إلى داره فمات بعد غد ذلك اليوم . وقيل إن المتوكل لما سأل ابن السكيت عن ولديه وعن الحسن والحسين قال له ابن السكيت : والله إن قنبراً خادم علي خير منك ومن ولديك ! فقال المتوكل : سُلُّوا لسانه من قفاه ، ففعلوا به ذلك فمات لساعته ، في رجب في هذه السنة المذكورة ، وكان عمره ثمانياً وخمسين سنة ) .

ولا يصح قوله عن عمره ، لأنه كان في سنة شهادة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) 183 ، شاباً يذاكر في مسائل اللغة ، فلا بد أن يكون عندما قتل في السبعينات أو الثمانينات .

وقد اتفق المؤرخون على ذم المتوكل العباسي ، لقتله هذا العالم ظلماً ، وبغضاً لعلي وأهل البيت ( عليهم السلام ) . وترجموا لابن السكيت وذكروا أن مؤلفاته بلغت نحو ثلاثين مؤلفاً والذي وصلنا منها إصلاح المنطق فقط . راجع : مقدمة المعارف لابن قتيبة ، ووفيات الأعيان : 6 / 395 ، وحياة الحيوان : 2 / 328 ، والنجوم الزاهرة 2 / 285 . وغيرها من المصادر .

وقال ابن العاد الحنبلي في شذرات الذهب : 2 / 106 : ( فأمر بسلِّ لسانه من قفاه رحمه الله ورضي عنه ، ويقال أنه حمل ديته إلى أولاده ) !

وقد ترجم لابن السكيت علماؤنا ، فقال النجاشي في رجاله / 449 : ( يعقوب بن إسحاق السكيت ، أبو يوسف كان متقدماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، وله عن أبي جعفر رواية ومسائل ، وقتله المتوكل لأجل التشيع ، وأمره مشهور ، وكان وجهاً في علم العربية واللغة ، ثقة صدوقاً ، لا يطعن عليه ) .

وقال السيد الأمين في أعيان الشيعة ( 10 / 305 ) : ( هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدورقي الأهوازي ، المعروف بابن السكيت النحوي اللغوي الأديب . الذي قتله المتوكل العباسي . . كان علماً من أعلام الشيعة وعظمائهم وثقاتهم ، ومن خواص الإمامين محمد التقي وعلي النقي ( عليهما السلام ) وكان حامل لواء الشعر والأدب والنحو واللغة في عصره . قال ابن خلكان إنه ذكر بعض الثقات أنه ما عبر على جسر بغداد كتاب من اللغة مثل إصلاح المنطق لابن السكيت . وقد اهتم بهذا الكتاب كثير من المحققين ، واختصره الوزير المغربي ، وهذبه الخطيب التبريزي . وروى عن المبرد أنه قال : ما رأيت للبغداديين كتاباً أحسن من كتاب ابن السكيت في المنطق ) .

أقول : تقدم ذكر ابن السكيت في ترجمة يحيى بن أكثم ، ففي مناقب آل أبي طالب : ( 3 / 507 ) : ( قال المتوكل لابن السكيت : إسأل ابن الرضا مسأله عوصاء بحضرتي ، فسأله فقال : لمَ بعث الله موسى بالعصا ؟ وبعث عيسى بإبراء الأكمه والأبرص ، وإحياء الموتى ؟ وبعث محمداً بالقرآن والسيف . . . )

فتصدى ابن أكثم وقال : ما لابن السكيت ومناظرته ، وإنما هو صاحب نحو وشعر ولغة ! ورفع قرطاساً فيه مسائل . فأملى علي بن محمد ( عليه السلام ) على ابن السكيت جوابها وأمره أن يكتب . . ) . وهو يدل على علم ابن السكيت وأدبه ، وخبث ابن أكثم !

( 3 ) الشاعر النابغة أبو تمام الطائي

قال السيد الخوئي في معجمه ( 5 / 196 ) : ( حبيب بن أوس : قال النجاشي : حبيب بن أوس ، أبو تمام الطائي ، كان إمامياً وله شعر في أهل البيت ( عليهم السلام ) كثير ، وذكر أحمد بن الحسين ( رحمه الله ) أنه رأى نسخة عتيقة قال : لعلها كتبت في أيامه أو قريباً منه ، وفيها قصيدة يذكر فيها الأئمة ( عليهم السلام ) حتى انتهى إلى أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) لأنه توفي في أيامه . وقال الجاحظ في كتاب الحيوان : وحدثني أبو تمام الطائي ، وكان من رؤساء الرافضة . له كتاب الحماسة ، وكتاب المختار شعر القبائل ، أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري .

وعده ابن شهرآشوب في معالم العلماء : من الشعراء المتقنين . وذكره الشيخ الحر في أمل الآمل ونقل ترجمته عن النجاشي والعلامة ثم قال : وقال صاحب كتاب طبقات الأدباء : أبو تمام ، حبيب بن أوس الطائي الشاعر ، شامي الأصل ، كان بمصر في حداثته يسقي الماء في المسجد الجامع ، ثم جالس الأدباء فأخذ منهم وتعلم ، وكان فهماً فطناً ، وكان يحب الشعر فلم يزل يعانيه ، حتى قال الشعر وأجاده ، وساد شعره ، وشاع ذكره ، وبلغ المعتصم خبره ، فحمله إليه وهو بسر من رأى ، فعمل أبو تمام قصائد وأجازه المعتصم وقدمه على شعراء وقته . وقدم بغداد فجالس بها الأدباء وعاشر العلماء . وكان موصوفاً بالظرف وحسن الأخلاق وكرم النفس . . . وقد قال جماعة من العلماء إنه أشعر الشعراء . ومن تلامذته البحتري ، وتبعهما المتنبي وسلك طريقتهما ، وقد أكثر في شعره من الحكم والآداب ، وديوانه في غاية الحسن ، وبعضهم فضل البحتري عليه . وقال ابن الرومي : وأرى البحتري يسرق ما قاله ابن أوس في المدح والتشبيب ، وكل بيت له تجود معناه فمعناه لابن أوس حبيب ) . وروى ابن شهرآشوب لأبي تمام :

ربيَ اللهُ والأمينُ نبيي * صفوةُ الله والوصيُّ إمامي

ثم سبطا محمد تالياهُ * وعلي وباقرُ العلم حامي

والتقي الزكي جعفرُ الطيب * مأوى المعْتَرِّ والمُعْتَام

ثم موسى ثم الرضا عَلَمُ الفضل * الذي طالَ سائر الأعلام

والصفيُّ محمدُ بن علي * والمعرَّى من كل سوءٍ وذامِ

والزكيُّ الإمام مع نجله القائمِ * مولى الأنام نورِ الظلام

أُبْرِزَتْ منه رأفةُ الله بالناس * لترك الظلام بدر التمام

فرع صدق نما إلى الرتبة القصوى * وفرعُ النبي لا شك نامي

فهو ماض على البديهة بالفيصل * من رأى هِزْبَرِيٍّ هُمامِ

عالمٌ بالأمور غارتْ فلم تنجمْ * وماذا يكون في الإنجام

هؤلاء الأولى أقام بهم حجتهُ * ذو الجلال والإكرام ) .

( 4 ) أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي

من خصائص أبي الصلت الهروي ( رحمه الله ) أنه جمع بين العلاقة الخاصة بالإمام الرضا والإمام الجواد ( عليهما السلام ) ، والعلاقة مع كبار رجال العلم المخالفين لمذهبه ، وهي صفة تحتاج إلى ذكاء ومداراة ، خاصة أنه روى أحاديث ثقيلة عليهم في التوحيد والنبوة والإمامة . ولذلك اختلف في توثيقه علماء الجرح والتعديل .

قال الشيخ محمد حياة الأنصاري في معجم الرجال والحديث ( 1 / 137 ) :

( عبد السلام بن صالح بن سليمان بن أيوب ، أبو الصلت الهروي ، من رجال ابن ماجة ، سكن نيسابور ورحل في الحديث إلى الأمصار ، وخدم الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) . قال ابن معين : ثقة صدوق إلا أنه يتشيع ، وما أعرفه بالكذب . وقد تكلم فيه الجوزجاني والعقيلي وغيرهما من المتعنتين بدون حجة . حدث عن جعفر بن سليمان ، وأبي معاوية ، ومالك بن أنس ، وحماد بن زيد ، وابن المبارك ، وجرير بن عبد الحميد ، وعلي بن هشام ، وغيرهم .

وعنه محمد بن إسماعيل الصراري ، ومعاذ بن المثنى ، وعلي بن حرب وجماعة . ومن حديثه ما رواه أبو جعفر الطبري ، وأبو القاسم الطبراني ، وأبو عبد الله النيسابوري ، وأبو بكر الخطيب البغدادي .

وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن إسماعيل الصراري ، قال : حدثنا عبد السلام ابن صالح قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت من بابها . ثم ذكر رواية الطبراني والحاكم والخطيب وفي سند كل منها أبو الصلت ( رحمه الله ) ) .

وقد اتفق علماؤنا على توثيقه وجلالته . قال النجاشي / 245 : ( أبو الصلت الهروي ، روى عن الرضا ، ثقة ، صحيح الحديث . له كتاب وفاة الرضا ( عليه السلام ) ) .

وجاء حوله في معجم السيد الخوئي ( 11 / 18 ) : ( حدثني العباس الدوري ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو الصلت نقي الحديث ، ورأيناه يسمع ولكن كان شديد التشيع ولم ير منه الكذب . قال أبو بكر : حدثني أبو القاسم طاهر بن علي بن أحمد ، ذكر أن مولده بالمدينة . . . سمعت أحمد بن سعيد الرازي يقول : إن أبا الصلت الهروي ثقة مأمون على الحديث ، إلا أنه يحب آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان دينه ومذهبه حب آل محمد صلوات الله عليهم وعلى أبي الصلت . . .

ثم قال السيد الخوئي : ( لا إشكال في وثاقته ولعلها من المتسالم عليه بين المؤالف والمخالف ، ولم يضعفه إلا الشاذ من العامة كالجعفي والعقيلي . قال ابن حجر في تقريبه : عبد السلام بن صالح بن سليمان أبو الصلت الهروي مولى قريش نزل نيسابور صدوق له مناكير وكان يتشيع وأفرط العقيلي ، فقال : كذاب ) .

ثم أجاب السيد الخوئي على قول الشيخ الطوسي إنه عامي بقوله : ( والظاهر أنه سهو من قلمه الشريف ، فإن أبا الصلت مضافاً إلى تشيعه كان مجاهراً بعقيدته أيضاً ، ومن هنا تسالم علماء العامة على أنه شيعي ، صرح بذلك ابن حجر وغيره .

ويؤكد ذلك ما تقدم من الكشي وما رواه الصدوق عن أبيه قال : حدثنا محمد بن معقل القرميسيني ، عن محمد بن عبد الله بن طاهر ، قال : كنت واقفا على رأس أبي وعنده أبو الصلت الهروي ، وإسحاق بن راهويه ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، فقال أبي : ليحدثني كل رجل منكم بحديث ، فقال أبو الصلت الهروي : حدثني علي بن موسى الرضا ، وكان والله رضاً كما سمي ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

الإيمان قول وعمل . فلما خرجنا قال أحمد بن محمد بن حنبل : ما هذا الإسناد ؟ فقال له أبي : هذا سعوط المجانين ، إذا سعط به المجنون أفاق ) !

وقد روى هذا الحديث الطوسي في أماليه / 36 ، وفيه : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الإيمان قول مقول ، وعمل معمول ، وعرفان العقول . قال أبو الصلت : فحدثت بهذا الحديث في مجلس أحمد بن حنبل ، فقال لي أحمد : يا أبا الصلت ، لو قرئ بهذا الإسناد على المجانين لأفاقوا ) .

ورواه في الأمالي أيضاً / 449 ، وفيه : ( فتذاكروا الإيمان ، فابتدأ إسحاق بن راهويه فتحدث فيه بعدة أحاديث ، وخاض الفقهاء وأصحاب الحديث في ذلك وأبو الصلت ساكت فقيل له : يا أبا الصلت ألا تحدثنا ، فقال . . . قال : فخرس أهل المجلس كلهم ، ونهض أبو الصلت ، فنهض معه إسحاق بن راهويه والفقهاء ، فأقبل إسحاق بن راهويه على أبي الصلت وقال له ونحن نسمع : يا أبا الصلت أيُّ إسناد هذا ؟ فقال : يا ابن راهويه هذا سعوط المجانين ، هذا عطر الرجال ذوي الألباب ) .

وتقدمت رواية أبي الصلت ( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 271 ) في وصية الإمام الرضا ( عليه السلام ) له في دفنه ، وكيف حفر له عند قبر هارون بحضور المأمون ، فظهرت الآية التي أخبره بها وهي ماء فيه سمك ، فقرأ ما علمه فجف الماء ! فقال المأمون ( يا أبا الصلت علمني الكلام الذي تكلمت به ، قلت : والله لقد نسيت الكلام من ساعتي ، وقد كنت صدقت ، فأمر بحبسي ! ودفن الرضا ( عليه السلام ) فحبست سنة فضاق عليَّ الحبس ، وسهرت الليلة ودعوت الله تبارك وتعالى بدعاء ذكرت فيه محمداً وآل محمد صلوات الله عليهم ، وسألت الله بحقهم أن يفرج عني ، فما استتم دعائي حتى دخل عليَّ أبو جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) فقال لي : يا أبا الصلت ضاق صدرك ؟ فقلت : إي والله . قال : قم ، فأخرجني ثم ضرب يده إلى القيود التي كانت علي ففكها ، وأخذ بيدي وأخرجني من الدار والحرسة والغلمان يرونني ، فلم يستطيعوا أن يكلموني ! وخرجت من باب الدار ، ثم قال لي إمض في ودائع الله ، فإنك لن تصل إليه ولا يصل إليك أبداً ! فقال أبو الصلت : فلم ألتق المأمون إلى هذا الوقت ) .

هذا وقد روى أبو الصلت ( رحمه الله ) أحاديث مهمة لا يتسع لها المجال ، منها ما رواه الصدوق في أماليه / 120 : ( قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : والله ما منا إلا مقتول شهيد . فقيل له : فمن يقتلك يا بن رسول الله ؟ قال : شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة ) !

ورواياته عن خلافة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وعن ولاية عهد الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، تدل على مستوى وعيه السياسي العالي ( رحمه الله ) .

( 5 ) داود بن القاسم أبو هاشم الجعفري

قال السيد الخوئي في معجمه ( 8 / 122 ) : ( قال النجاشي : داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، أبو هاشم الجعفري ( رحمه الله ) : كان عظيم المنزلة عند الأئمة ( عليهم السلام ) ، شريف القدر ، ثقة ، روى أبوه عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) . وقال الشيخ : داود بن القاسم الجعفري ، يكنى أبا هاشم ، من أهل بغداد ، جليل القدر عظيم المنزلة عند الأئمة ( عليهم السلام ) ، وقد شاهد جماعة منهم : الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمر ، وقد روى عنهم كلهم ( عليهم السلام ) .

وله أخبار ومسائل ، وله شعر جيد فيهم ، وكان مقدماً عند السلطان ، وله كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل ، عن ابن بطة ، عن أحمد بن أبي عبد الله عنه . . . روى عن أبي الحسن ( عليه السلام ) وروى عنه سهل بن زياد ، كامل الزيارات : الباب 90 ، في أن الحائر من المواضع التي يحب الله أن يدعى فيها . .

وعن ربيع الشيعة أنه من السفراء والأبواب المعروفين الذين لا يختلف الشيعة القائلون بإمامة الحسن بن علي ( عليه السلام ) فيهم .

روى الكليني في الكافي . . . عن داود بن القاسم الجعفري قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت عليَّ فاغتممت ، فتناول إحداها وقال : هذه رقعة زياد بن شبيب ، ثم تناول الثانية فقال هذه رقعة فلان فبهتُّ أنا ، فنظر إليَّ فتبسم ، فقلت : جعلت فداك إني لمولع بأكل الطين فادع الله لي . فسكت ، ثم قال لي بعد ثلاثة أيام ابتداءً منه : يا أبا هاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين . قال أبو هاشم : فما شئ أبغض إلي منه اليوم . . . وكيف كان فلا إشكال في وثاقة الرجل وجلالته ) .

ومن أحاديثه المميزة ما رواه في الكافي ( 1 / 23 ) : ( كنا عند الرضا ( عليه السلام ) فتذاكرنا العقل والأدب فقال : يا أبا هاشم العقل حباء من الله ، والأدب كلفة ، فمن تكلف الأدب قدر عليه ، ومن تكلف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلاً ) !

موقف أبي هاشم الجعفري من ثورة يحيى الزيدي

كان أبو هاشم الجعفري رضي الله عنه من أصحاب الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، ولم يكن خطهم الثورة كالعلويين الثائرين من الزيديين وغيرهم ، ولكنهم كانوا يتضامنون مع الثائرين إذا فشلوا أو نُكبوا ، ويدافعون عنهم .

وأبو هاشم هو داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه . وفي سنة 250 هجرية ، ثار في الكوفة يحيى بن عمر بن يحيى رضي الله عنه ، وفشلت ثورته وقتل . وقد روى الطبري والمسعودي وغيرهما من المؤرخين أحداث هذه الثورة ، وموقف أبي هاشم مع القائد العباسي .

قال الطبري ( 7 / 425 ) : ( ثم دخلت سنة خمسين ومائتين . ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث ، فمن ذلك ما كان من ظهور يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، المكنى بأبي الحسين بالكوفة ، وفيها كان مقتله . . نالته ضيقة شديدة ولزمه دين ضاق به ذرعاً فلقى عمر بن فرج وهو يتولى أمر الطالبيين عند مقدمه من خراسان ، أيام المتوكل فكلمه في صلته فأغلظ عليه عمر القول ، فقذفه يحيى بن عمر في مجلسه فحبس فلم يزل محبوساً إلى أن كفل به أهله ، فأطلق بشخص إلى مدينة السلام ( بشرط السكن في بغداد ) فأقام بها بحال سيئة ، ثم صار إلى سامرا فلقي وصيفا في رزق يُجرى له ، فأغلظ له وصيف في القول وقال : لأي شئ يجرى على مثلك ! فانصرف عنه ، فذكر ابن أبي طاهر أن ابن الصوفي الطالبي حدثه أنه أتاه في الليلة التي كان خروجه في صبيحتها فبات عنده ولم يعلمه بشئ مما عزم عليه ، وأنه عرض عليه الطعام وتبين فيه أنه جائع ، فأبى أن يأكل وقال : إن عشنا أكلنا .

قال : فتبينت أنه قد عزم على فتكةٍ وخرج من عندي فجعل وجهه إلى الكوفة وبها أيوب بن الحسن بن موسى بن جعفر بن سليمان عاملاً عليها ، من قبل محمد بن عبد الله بن طاهر ، فجمع يحيى بن عمر جمعاً كثيراً من الأعراب وضوى إليه جماعة من أهل الكوفة ، فأتى الفلوجة فصار إلى قرية تعرف بالعمد . . .

فمضى يحيى بن عمر في سبعة نفر من الفرسان إلى الكوفة فدخلها وصار إلى بيت مالها فأخذ ما فيه ، والذي وجد فيه ألفا دينار وزيادة شئ ومن الورق سبعون ألف درهم ، وأظهر أمره بالكوفة وفتح السجنين ، وأخرج جميع من كان فيهما وأخرج عمالها عنها ، فلقيه عبد الله بن محمود السرخسي وكان في عداد الشاكرية فضربه يحيى بن عمر ضربة على قصاص شعره في وجهه أثخنته فانهزم ابن محمود مع أصحابه وحوى يحيى ما كان مع ابن محمود من الدواب والمال .

ثم خرج يحيى بن عمر من الكوفة إلى سوادها . . . وتبعته جماعة من الزيدية . . . ثم أقام بالبستان فكثر جمعه . فوجه محمد بن عبد الله لمحاربته الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب وضم إليه من ذوي البأس والنجدة من قواده جماعة . . .

وجماعة من خاصة الخراسانية . . . ومضى يحيى بن عمر نحو الكوفة فلقيه عبد الرحمن بن الخطاب وجه الفلس فقاتله بقرب جسر الكوفة قتالا شديدا فانهزم عبد الرحمن بن الخطاب . . ودخل يحيى بن عمر الكوفة واجتمعت إليه الزيدية ودعا إلى الرضا من آل محمد وكثف أمره واجتمعت إليه جماعة من الناس وأحبوه وتولاه العامة من أهل بغداد ولا يعلم أنهم تولوا من أهل بيته غيره وبايعه بالكوفة جماعة لهم بصائر وتدبير في تشيعهم ، ودخل فيهم أخلاط لاديانة لهم . . . فانهزم رجالة أهل الكوفة وأكثرهم عزل بغير سلاح ضعيفي القوى خلقان الثياب ، فداستهم الخيل ، وانكشف العسكر عن يحيى بن عمر وعليه جوشن تبتى وقد تقطر به البرذون . . . فنزل إليه فذبحه وأخذ رأسه وجعله في قوصرة ووجهه مع عمر بن الخطاب أخي عبد الرحمن بن الخطاب ، إلى محمد بن عبد الله بن طاهر ، وادعى قتله غير واحد . . .

ثم إن محمد بن عبد الله بن طاهر أمر بحمل رأسه إلى المستعين من غد . . ونصب رأسه بباب العامة بسامرا . . ثم حط ورد إلى بغداد لينصب بها بباب الجسر فلم يتهيأ ذلك لمحمد بن عبد الله لكثرة من اجتمع من الناس . . وذكر عن بعض الطاهريين أنه حضر مجلس محمد بن عبد الله وهو يُهنأ بمقتل يحيى بن عمر وبالفتح وجماعة من الهاشميين والطالبيين وغيرهم حضور ، فدخل عليه داود بن القاسم أبو هاشم الجعفري فيمن دخل فسمعهم يهنونه فقال أيها الأمير إنك لتهنأ بقتل رجل لو كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حياً لعزيَ به ! فما رد عليه محمد بن عبد الله شيئاً ، فخرج أبو هاشم الجعفري وهو يقول :

يا بني طاهر كُلُوهُ وَبِيّاً * إن لحمَ النبيِّ غيرُ مَرِيِّ

إن وتراً يكونُ طالبهُ الله * لوترٌ نجاحُهُ بالحرِيِّ

أقول : تعتبر رواية الطبري في هذه الثورة العلوية وغيرها الرواية الرسمية ، لكن المسعودي روى ثورته ومدحه وذكر موقف أبي هاشم الجعفري القوي ، وأنه ألف كتاباً في شخصية أبي هاشم . والمكان المناسب لتفصيل ذلك سيرة الإمام الهادي ( عليه السلام ) .

قال في مروج الذهب ( 4 / 63 ) : ( فقتل وحمل رأسه إلى بغداد وصلب ، فضج الناس من ذلك ، لما كان في نفوسهم من المحبة له ، لأنه استفتح أموره بالكَفِّ عن الدماء ، والتوَرُّع عن أخذ شئ من أموال الناس وأظهر العدل والإنصاف ، وكان ظهوره لذلّ نزل به وجفوة لحقته ، ومحنة نالته من المتوكل وغيره من الأتراك ، ودخل الناس إلى محمد بن عبد الله بن طاهر يهنئونه بالفتح ، ودخل فيهم أبو هاشم الجعفري وهو داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بينه وبين جعفر الطيار ثلاثة آباء ، ولم يكن يعرف في ذلك الوقت أقعد نسباً في آل أبي طالب وسائر بني هاشم وقريش منه ، وكان ذا زهد وورع ونسك وعلم ، صحيح العقل ، سليم الحواس ، منتصب القامة ، وقبره مشهور . وقد أتينا على خبره وما روي عنه من الرواية عن أبيه ، ومن شاهد من سلفه ، في كتاب حدائق الأذهان في أخبار آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال لابن طاهر . . . وقد كان المستعين أمر بنصب الرأس ، فأمر ابن طاهر بإنزاله لما رأى من الناس وما هم عليه . . . وقد رُثي أبو الحسين يحيى بن عمر بأشعار كثيرة ، وقد أتينا على خبر مقتله وما رثي به من الشعر في الكتاب الأوسط . . .

وكان يحيى دَيِّناً كثير التعطف والمعروف على عوام الناس ، باراً بخواصهم ، واصلًا لأهل بيته مؤثراً لهم على نفسه ، مُثقَلَ الظهر بالطالبيات يجهد نفسه ببرّهن والتحنن عليهن ، لم تظهر له زلة ، ولا عرفت له خِزْيَة ) .

وفي مستدرك سفينة البحار ( 5 / 228 ) أن أبا هاشم الجعفري توفي سنة 261 ، بعد أن تشرف برؤية الإمام المهدي صلوات الله عليه .

( 6 ) عبد العظيم بن عبد الله الحسني

قال النجاشي / 248 : ( عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، أبو القاسم .

له كتاب خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله : حدثنا جعفر بن محمد أبو القاسم قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال : كان عبد العظيم ورد الري هارباً من السلطان ، وسكن سرباً في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي ، فكان يعبد الله في ذلك السرب ، ويصوم نهاره ، ويقوم ليله ، وكان يخرج مستتراً فيزور القبر المقابل قبره وبينهما الطريق ويقول : هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر ( عليه السلام ) .

فلم يزل يأوى إلى ذلك السرب ، ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد ( عليهم السلام ) حتى عرفه أكثرهم . فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال له : إن رجلاً من ولدى يحمل من سكة الموالي ، ويدفن عند شجرة التفاح ، في باغ عبد الجبار بن عبد الوهاب ، وأشار إلى المكان الذي دفن فيه ، فذهب الرجل ليشترى الشجرة ومكانها من صاحبها فقال له : لأي شئ تطلب الشجرة ومكانها ، فأخبر بالرؤيا ، فذكر صاحب الشجرة أنه كان رأى مثل هذه الرؤيا ، وأنه قد جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ وقفاً على الشريف . والشيعة يدفنون فيه . فمرض عبد العظيم ومات ( رحمه الله ) فلما جرد ليغسل وجد في جيبه رقعة ، فيها ذكر نسبه ، فإذا فيها : أنا أبو القاسم عبد العظيم ، بن عبد الله ، بن علي ، بن الحسن ، بن زيد ، بن الحسن ، بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ) .

أقول : هذا نموذج لبطش الحكام وتشريدهم لأهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) . ولعل مطاردة عبد العظيم كانت بعد وفاة الإمام الجواد ( عليه السلام ) . في حكم المتوكل ووزيره الرخجي الذي كان عدواً لدوداً لبني هاشم !

ولعبد العظيم ( رحمه الله ) مشهد كبير في الري هو أكبرمعالمها ، ويقصده الشيعة للزيارة .

وفي أمالي الصدوق / 419 : ( عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، فلما بصر بي قال لي : مرحباً بك يا أبا القاسم ، أنت ولينا حقاً . قال : فقلت له : يا بن رسول الله ، إني أريد أن أعرض عليك ديني ، فإن كان مرضياً ثبت عليه حتى ألقى الله عز وجل . فقال : هات يا أبا القاسم .

فقلت : إني أقول أن الله تعالى واحد ليس كمثله شئ ، خارج من الحدين : حد الإبطال وحد التشبيه ، وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر ، بل هو مجسم الأجسام ، ومصور الصور ، وخالق الأعراض والجواهر ، ورب كل شئ ومالكه وخالقه ، وجاعله ومحدثه . وإن محمداً ( صلى الله عليه وآله ) عبده ورسوله ، خاتم النبيين ، فلا نبي بعده إلى يوم القيامة ، وإن شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة .

وأقول إن الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم أنت يا مولاي . فقال علي ( عليه السلام ) : ومن بعدي الحسن ابني ، فكيف للناس بالخلف من بعده ؟ قال فقلت : وكيف ذاك يا مولاي ؟ قال : لأنه لا يرى شخصه ، ولا يحل ذكره باسمه ، حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً .

قال فقلت : أقررت ، وأقول إن وليهم ولي الله ، وعدوهم عدو الله ، وطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله . وأقول إن المعراج حق ، والمسألة في القبر حق ، وإن الجنة حق ، والنار حق ، والصراط حق ، والميزان حق ، وإن الساعة آتية لا ريب فيها ، وإن الله يبعث من في القبور .

وأقول إن الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

فقال علي بن محمد ( عليهما السلام ) : يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ، ثبتك الله بالقول الثابت ، في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) .

أقول : تقدم عدد من أحاديث عبد العظيم رضي الله عنه ، وأحاديثه بكلها مميزة .

ومنها ما رواه في الكليني ( 1 / 372 ) عن عبد العظيم بسنده عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : ( ما ضر من مات منتظراً لامرنا ألا يموت في وسط فسطاط المهدي وعسكره ) .

ومنها ما رواه الصدوق في كمال الدين / 303 ، عنه بسنده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : ( للقائم منا غيبة أمدها طويل ، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته ، يطلبون المرعى فلا يجدونه ! ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه ، فهو معي في درجتي يوم القيامة ) .

( 7 ) الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي

يوجد عدة أشخاص باسم الفضل بن شاذان ، ومقصودنا الذي جده الخليل ، وبعضهم جده جبرئيل ، أو عيسى ، أوصيفي . . الخ .

قال الزركلي في الأعلام ( 5 / 149 ) : ( الفضل بن شاذان بن الخليل ، أبو محمد الأزدي النيسابوري : عالمٌ بالكلام ، من فقهاء الإمامية . له نحو 180 كتاباً ، منها الرد على ابن كرام ، والإيمان ، ومحنة الإسلام ، والرد على الدامغة الثنوية ، والرد على الغلاة ، والتوحيد ، والرد على الباطنية والقرامطة ) .

وقال النجاشي / 306 : ( كان أبوه من أصحاب يونس ، وروى عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، وقيل عن الرضا ( عليه السلام ) أيضاً ، وكان ثقة . أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين ، وله جلالة في هذه الطائفة ، وهو في قدره أشهر من أن نصفه . وذكر الكنجي أنه صنف مائة وثمانين كتاباً ، وقع إلينا منها . . ) . ونحوه الفهرست / 197 .

وفي معالم العلماء / 125 : ( لقي علي بن محمد التقي ( عليه السلام ) . دخل الفضل على أبي محمد ( عليه السلام ) فلما أراد أن يخرج سقط منه كتاب من تصنيفه ، فتناوله أبو محمد ( عليه السلام ) ونظر فيه ، وترحم عليه ، وذكر أنه قال : أغبطُ أهل خراسان مكان الفضل بن شاذان ، وكونه بين أظهرهم ) .

وقال الكشي ( 2 / 818 ) : ( ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري : أن الفضل بن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر عن نيسابور ، بعد أن دعا به واستعلم كتبه وأمره أن يكتبها ، قال فكتب تحته : الإسلام الشهادتان وما يتلوهما . فذكر أنه يحب أن يقف على قوله في السلف . فقال أبو محمد : أتولى أبا بكر وأتبرؤ من عمر ! فقال له : ولم تتبرأ من عمر ؟ فقال : لإخراجه العباس من الشورى . فتخلص منه بذلك ) .

وفي معجم السيد الخوئي ( 14 / 311 ) عن بورق : ( فخرجت إلى سر من رأى ومعي كتاب يوم وليلة ، فدخلت على أبي محمد ( عليه السلام ) وأريته ذلك الكتاب فقلت له : جعلت فداك إني رأيت أن تنظر فيه قال : فلما نظر فيه وتصفحه ورقة ورقة فقال : هذا صحيح ينبغي أن يعمل به . فقلت له : الفضل بن شاذان شديد العلة ، ويقولون إنها من دعوتك بموجدتك عليه ، لما ذكروا عنه أنه قال : إن وصي إبراهيم خير من وصي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ولم يقل جعلت فداك هكذا ، كذبوا عليه . فقال : نعم كذبوا عليه ، رحم الله الفضل ، رحم الله الفضل .

قال بورق : فرجعت فوجدت الفضل قد مات في الأيام التي قال أبو محمد ( عليه السلام ) رحم الله الفضل .

جعفر بن معروف قال : حدثني سهل بن بحر الفارسي ، قال : سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به يقول : أنا خلف لمن مضى ، أدركت محمد بن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى وغيرهما ، وحملت عنهم منذ خمسين سنة ، ومضى هشام ابن الحكم ( رحمه الله ) ، وكان يونس بن عبد الرحمان ( رحمه الله ) خلفه ، كان يرد على المخالفين ، ثم مضى يونس بن عبد الرحمان ولم يخلف خلفاً غير السكاك ، فرد على المخالفين حتى مضى ( عليه السلام ) ، وأنا خلف لهم من بعدهم ، رحمهم الله . . .

قال أبو علي : والفضل بن شاذان كان برستاق بيهق ، فورد خبر الخوارج فهرب منهم ، فأصابه التعب من خشونة السفر فاعتل ومات منه ، فصليت عليه ) .

وقال الجلالي في فهرس التراث ( 1 / 281 ) : ( زرت مرقده الشريف خارج مدينة نيشابور ، على مقربة من قبر خيام ، وله سور ولوح فيه اسمه وتبركت بقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة ، وقد قصدت مرقده لثواب الآخرة والناس يقصدون خيام للدنياوما أقربهما مرقداً وأبعدهما روحاً ! من آثاره : إثبات الرجعة : نسخة محفوظة في مكتبة السيد الحكيم ( قدس سره ) في النجف ، وعليها بخط الحر العاملي . الإيضاح : طبع بتحقيق جلال الدين المحدث ) .

أقول : ذكر في الذريعة عدداً من نسخ كتبه ، وأعجب كتبه الرجعة والغيبة ، وهو فيما روي في غيبة الإمام المهدي ( عليه السلام ) وظهوره ، وقد ألفه قبل ولادته ( عليه السلام ) !

( 8 ) محمد بن خالد البرقي وابنه أحمد

قال الشيخ في الفهرست / 226 : ( محمد بن خالد البرقي ، له كتاب النوادر ، رويناه بالإسناد الأول عن أحمد بن محمد بن عيسى ) .

وفي عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ( 1 / 254 ) : ( حدثنا محمد بن خالد البرقي قال : حدثني سيدي أبو جعفر محمد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، قال : حدثني الأجلح الكندي ، عن ابن بريده عن أبيه أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : علي إمام كل مؤمن بعدي ) .

واشتهر ابنه أحمد ، وهو صاحب كتاب المحاسن .

قال السيد الخوئي في معجمه ( 3 / 49 ) : ( قال النجاشي : أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمان بن محمد بن علي البرقي أبو جعفر ، أصله كوفي ، وكان جده محمد بن علي حبسه يوسف بن عمر بعد قتل زيد ، وكان خالد صغير السن فهرب مع أبيه عبد الرحمان إلى برق رود ، وكان ثقة في نفسه ، يروي عن الضعفاء ، واعتمد المراسيل وصنف كتباً منها المحاسن وغيرها . . . وذكر بعض أصحابنا أن له كتباً أخر ، منها كتاب التهاني ، كتاب المغازي ، كتاب أخبار الأصم . أخبرنا بجميع كتبه الحسين بن عبيد الله قال : حدثنا أحمد بن محمد أبو غالب الزراري . . وعدد كتبه وقال : وأخبرنا بها ابن أبي جيد . . وعده في رجاله : من أصحاب الجواد والهادي ( عليهما السلام ) .

قال ابن الغضائري : طعن عليه القميون ، وليس الطعن فيه إنما الطعن في من يروي عنه ، فإنه كان لا يبالي عمن يأخذ على طريقة أهل الأخبار ، وكان أحمد بن عيسى أبعده عن قم ، ثم أعاده إليها واعتذر إليه ، وقال : وجدت كتاباً في وساطة بين أحمد بن محمد بن عيسى ، وأحمد بن محمد بن خالد ، لما توفي مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافياً حاسراً ، ليبرئ نفسه مما قذفه به ) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.