المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

الحفاظ على اعمال الردم - اعمال الردم
2023-09-11
اللغة العالمية للفطرة
2023-03-30
تقليم أشجار المشمش
21-2-2020
نشأة علم الجيولوجيا
18-5-2016
مبيدات الأدغال الفطرية Mycoherbicides
10-4-2019
تسجيل المتجر في سجل المتاجر
24-11-2020


الحالة الاجتماعية للعرب قبل الإسلام  
  
149   08:49 صباحاً   التاريخ: 2024-11-23
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : نظام العلاقات الاجتماعية في نهج البلاغة
الجزء والصفحة : ص13ــ16
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-07 1457
التاريخ: 2024-09-22 228
التاريخ: 2023-04-13 1107
التاريخ: 2024-08-30 307

إن من يقرأ التاريخ يرى بوضوح إلى أي حدٍّ كانت الاجتماعية متردية في العصر الجاهلي، حيث إن مواصفات هذا العصر كانت تتميز بحالات السلب والنهب والإغارة وانعدام الروابط الاجتماعية وتدني الحالة الأخلاقية والروحية لدى الناس، والتعصّب القبلي الأعمى وغير ذلك من مميزات الإنسان العربي في الجاهلية.

فإنّ القبيلة إذا لم تجد من تُغِيرُ عليه من أعدائها أغارت على أصدقائها، وحتى على أبناء عمها.

ولعل أفضل تعبير عن هذه الحالة الإجتماعية القاسية التي كانت تهيمن على الأمة، وعن ذلك الضياع الذي يسيطر عليها هو ما ذكره جعفر بن أبي طالب في حديثه مع ملك الحبشة، حينما ذهب عمرو بن العاص ليخدعه عنهم حيث قال:

((كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونُسيء الجوار، ويأكل القوي مِنا الضعيف)).

فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله، لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة... (1).

ووصف المغيرة بن شعبة نفس هذه الحالة ليزدجر حيث قال:

((وأما ما ذكرت من سوء الحال، فما كان أسوء حالاً منا، وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع، كنا نأكل الخنافس والجعلان، والحيات، ونرى ذلك طعاماً، أما المنازل فإنما هي ظهر الأرض، ولا نلبس إلا ما غزلنا من أوبار الإبل، وأشعار الغنم، ديننا أن يقتُلَ بعضنا بعضاً، وأن يبغي بعضنا على بعض وإن كان أحدنا ليَدفُن ابنته وهي حية كراهية أن تأكل من طعامه))(2).

وقد عبّر أهل المدينة على لسان أسعد بن زرارة عن أملهم في أن يحل النبي (صلى الله عليه وآله) بدعوته تلك مشاكلهم المستعصية حيث يذكر المؤرخون أن الأوس والخزرج ما كانوا يضعون السلاح في ليل ونهار، فمن الطبيعي أن يشتاقوا إلى الخروج من وضع كهذا لأن الإنسان يعلم بفطرته أن هناك نعمتان مجهولتان هما: الصحة والأمان.

فبهذه الكلمات وبالأخص كلمات جعفر بن أبي طالب يظهر لنا مقدار الخدمة الإنسانية التي قدمها الإسلام لهؤلاء الناس الذين انتقلوا من حياة تسودها شريعة الغاب إلى ظل أقدس التعاليم وأشرف المُثُل.

_____________________________

(1) راجع شرح النهج ج6 ص370. والصحيح في السيرة: للسيد جعفر مرتضى ج1 ص174.

(2) راجع الصحيح من السيرة ج1 ص 48 نقلاً عن البداية والنهاية ج7 ص42 وتاريخ الطبري ج 3 ص 18. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.