الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أصوات القلب
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 10 ــ 15
2025-06-30
19
لكل مؤمن في قلبه صوتين صوت للشيطان يأمره بالذنوب والمعاصي وصوت للملك يرشده ويحذره من الذنوب والمعاصي واستدل على ذلك برواية واضحة عن الأمام الصادق (عليه السلام) قال: (ما من مؤمن إلا ولقلبه أذنان في جوفه: أذن ينفث فيها الوسواس الخناس، وأذن ينفث فيها الملك فيؤيد الله المؤمن بالملك، فذلك قوله: {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة: 22]) (1).
هذه الرواية تؤكد أن قلب الأنسان يحتوي على جوفين أو أذنين أذن يتكلم فيها الوسواس الخناس (الشيطان) يأمرك بارتكاب الذنوب وأذن يتكلم بها الملك المرشد يأمرك بترك الذنوب، على سبيل المثال: لو هم العبد بذنب معين وأراد أن يفعله فأنه من المؤكد سوف يسمع صوتين صوت بداخلة يقول له أفعل ولا تبالي أفعل وبعدها تب إلى الله أفعل أفعل ويبقى يكلمك ويزين لك هذا العمل حتى يجعله في نظرك جميل جداً.
ولكن بنفس الوقت هنالك صوت بداخلك ينهاك عن ارتكاب هذا الذنب ويذكرك بالله ويذكرك أن فعلته سوف تندم على فعلك، توقف عن فعل هذا الذنب أنه من عمل الشيطان ويبقى يذكرك وينهاك ولكن يبقى القرار اليك أما أن تستمع للوسواس وتعصي أو تستمع للملك وتترك الذنب ولتأكيد كلامي اليك رواية عن الأمام الصادق قال فيها: (إن للقلب أذنين فإذا هم العبد بذنب قال له روح الأيمان: لا تفعل؛ وقال له الشيطان: افعل) (2).
لربما يقول أحد الشباب أنا عندما أهم أو أريد أن أفعل ذنب معين فأني لا أسمع أي صوت بداخلي يمنعني من ارتكاب هذا الذنب المعين فقط اسمع صوت يأمرني بفعل هذا الذنب فلماذا لا امتلك هذا الملك المرشد؟ أقول لك أنت تمتلك صوتين لا محال ولكن عندما خلقك الله جعل لك ملك مرشد وشيطان أو قرين سوء وجعلك مخير بينهم أما تختار هذا أو هذا على سبيل المثال:
صوت الملك: 50 %
صوت الشيطان: 50 %
وهما متعادلان كما لو وضعناهم على ميزان ذو كفين فأنهم يبقون على تعادلهم متساويين ولكن لنجري اختبار بسيط
لو كنت جالسا وحدك وتتصفح في جوالك ولكن فجأ وبدون أي مقدمات خطر في ذهنك فكرة وهي أنك تنظر إلى صور غير أخلاقية أو فيديوهات، للعلم هذه الفكرة هي من عمل الشيطان
هنا ستسمع صوتين أحدهم يؤكد هذا العمل ويقول لك أجل أبحث عن هذه الصور وانظر اليها لتشبع غريزتك وتؤنس نفسك ولا تخاف أن الله لا يحاسبك وبعدها تب إلى الله
وتسمع صوت يمنعك ويوبخك ويحذرك من ارتكاب هذا العمل ويحذرك من النظر إلى هذه الأشياء ويؤكد لك أن الله ينظر اليك والى أعمالك وأن هذا الفعل قبيح وغير مقبول.
وكما قلنا أن الصوتين متساويين كل منها على درجة 50 %
الان دور الاختيار العائد اليك أما أن تأخذ بصوت الملك أو تأخذ بصوت الشيطان
أن نظرت إلى هذه الأشياء وأخذت بنصيحة الشيطان فأن الشيطان سوف يترقى درجة أعلى من الملك ويأخذ من صوت الملك إلى صوت الشيطان أي يصبح صوت الملك 49 % وصوت الشيطان 50 % على حسب الذنب أن كان شرباً للخمر فأن هذا سيأخذ الكثير من طاقة الملك ويضيفها إلى طاقة الشيطان
الآن بعد أن أصبح صوت الملك أضعف بقليل من صوت الشيطان فأنك في اليوم التالي لو عرض عليك ذنب معين فأن الشيطان يستطيع أن يوسوس لك بصورة جيدة وأكبر من السابق حتى أنه يسهل عليه خداعك
بينما الملك سيصبح أضعف بقليل من السابق حيث أنه بعض الأحيان لا يمكنه أن يقنعك بعدم ارتكاب الذنوب ألا الذنوب الكبيرة فربما يمكنه أن يمنعك من شرب الخمر ولكن لا يمكنه أن يمنعك من النظر الى الحرام وكذلك أن استمعت إلى الشيطان مرة أخرى فسيصبح صوت الملك أقل من السابق وحسب الذنب لربما يصبح صوت الملك 45 % وصوت الشيطان 55 % وهذا فارق كبير وأنه يتسبب اليك بالكثير من المشاكل ويوقعك بذنوب أكبر كلما تأخذ بصوت الشيطان
وأيضاً لو وضعنا كيسين من البرتقال على الميزان ذو كفين ووضعناهما على كل كف من الميزان وجعلناهما متساويين من حيث الوزن ولكن رفعنا من أحد الأكياس برتقالة ووضعناها في الكيس الآخر فان الكفين سينزل أحدهما ويرتفع الآخر وهذا مشابه لقضية صوت الشيطان وصوت الملك، (أذا أرتفع أحد الصوتين فأن الصوت الآخر ينزل)
لذلك على سبيل المثال:
فأن فرعون بسبب كثرة ذنوبه وقتله الناس وارتكابه الكبائر فأنه لا يحتوي على صوت ملك مرشد ولا أي تأنيب في ضميره لان صوت الشيطان عنده بدرجة 100 %
حتى انه بسبب كفره قال أنا ربكم الأعلى ولكن صوت الملك لدى فرعون تحت الصفر حتى أنه رأى الكثير من المعجزات ألا أنه لم يؤمن بها بسبب عمى قلبه والأمام الصادق (عليه السلام) له حديث حول ذلك قال: (إن لك قلبا ومسامع، وإن الله إذا أراد أن يهدي عبداً فتح مسامع قلبه، وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح أبداً، وهو قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]) (3).
الأمام يؤكد أن للقلب مسامع وتكلمنا عنها وأن الله أذا أراد أن يهدي عبداً فتح مسامع قلبه وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه وذلك قوله أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُها
أي بمعنى أن الله عندما يرى العبد يكثر من ارتكاب الذنوب الكبيرة والصغيرة وباستمرار وبإهمال وعدم الندامة أو التوبة فأنه سوف يختم ويقفل على مسامع قلبه ويجعله لا يرى ولا يسمع الحقيقة ويأخذ منه روح الأيمان هذه الروح التي تكون مع المؤمن تنصحه وتؤيده على فعل الخير كلما يحسن ويعمل عمل صالح فأن الله يؤيد المؤمنين بروح خاصة تنصحه وتمنعه من ارتكاب القبيح
وذلك ما روي عن أهل البيت (عليهم السلام) قالوا: (إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي، وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي، فهي معه تهتز سروراً عند إحسانه وتسيخ في الثرى عند إساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا وتربحوا نفيسا ثمينا رحم الله أمرؤ هم بخير فعمله أوهم بشر فارتدع عنه، ثم قال: نحن نؤيد الروح بالطاعة لله والعمل له) (4).
هذا الملك يكون معك دائما كلما تطيع الله عز وجل وتحسن وتصلح وتعمل أعمال البر الأعمال الصالحة
ولكن يذهب منك عندما تعصي الله ويعود اليك بعد التوبة ولكن هذا الصوت يمكن أن ترفعه وتؤيده وتنصره بالأعمال الصالحة كما قالوا أهل البيت (عليهم السلام) نحن نؤيد الروح بالطاعة لله والعمل له، كذلك أنت يمكنك أن تستغل هذا الروح لصالحك من خلال تأييده بالعمل الصالح ومن خلال عدم تجاهل هذا الصوت الذي يأمرك بالصلاح وطريق الحق
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (لولا تمزع قلوبكم وتزيدكم بالحديث لسمعتم ما اسمع) (5).
لولا كثرة أحاديث النفس أو القلب وكثرة الذنوب التي تعمي القلب لسمعتم ما يسمع رسول الله؟
ولكن ماذا يسمع رسول الله؟
رسول الله (صلى الله عليه وآله ) يسمع أصوات الملائكة ويسمع الموتى وأيضاً يرى ما لم يراه أحد وكذلك يسمع حتى أصوات الحيوانات والنباتات وكذلك أنت يمكنك أن تصل إلى سمع بعض الحقائق لا أقول لك تسمع كما يسمع رسول الله ولكن تصل إلى مرحلة أقل من ذلك بكثير ولكن أعلى من بعض البشر أنا لدي بعض الأصدقاء يكلمهم روح الأيمان في بعض الأحيان عندما يحلمون يفسر لهم أحلامهم وفي بعض الوقت يحل لهم بعض المسائل الدينية وغيرها ويرشدهم إلى الحق والى الصواب وكذلك أنت يمكنك الوصول إلى هذه الدرجة العالية يصبح لديك روح أيمان بداخلك يأمرك بعمل الخير وعند أوقات الصلاة يذكرك ويمنعك من الذنوب ويحذرك من مكر وخداع الشيطان وهذه المرحلة يمكنك الوصول اليها بسهولة لا تكلفك الكثير من الوقت فقط أعمل على نفسك وزكيها من الذنوب
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ كتاب الكافي، ج 2، ص 267.
2ـ المصدر السابق.
3ـ ميزان الحكمة، ج 8، ح 16955.
4ـ الكافي، ج 2، ص 268.
5ـ ميزان الحكمة، ج 8، باب 3391، أذن القلب، ح 16956.
الاكثر قراءة في معلومات عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
