أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-05
1272
التاريخ: 2023-10-01
900
التاريخ: 2024-09-19
208
التاريخ: 2023-09-26
1469
|
كان السبب الاساسي في اعتدال موقف لويس الرابع عشر في صلح ريزويك هو انه كان في حاجة الى السلم من اجل اعادة بناء قواته المسلحة، وتنظيم ماليته، قبل ان تحين الساعة، والتي كان الجميع يترقبونها، لوفاة شارل الثاني، وفتح مسالة الوراثة الاسبانية من جديد. وكان يرغب كذلك في تفكيك عصبة او جزبرج، وابعاد انجلترا وهولندا عنها، وتسوية مسالة الوراثة مقدما معهما كما كان قد حاول في سنة 1668، من قبل ذلك الامبراطور ليوبولد. وكان الراي العام الانجليزي لا يناصر الدخول في حرب جديدة. كما ان الحكومات وبخاصة الانجليزية كانت تقدر قوة فرنسا، وتخشى من ان تقوم بالاستيلاء على المملكة الاسبانية، قبل ان يتمكن اي احد من الحركة.
ولقد تم وضع معاهدة اولى في لاهاي، في سنة 1698، اعطت معظم الميراث الاسباني لاحد احفاد الامبراطور ليوبولد، وهو ابن منتخب بافاريا والذي كان عمره أربع سنوات. ولكنه توفي، فتطلب الامر الدخول في مفاوضات جديدة. وانتهت هذه المفاوضات بالتوقيع على معاهدة ثانية، هي معاهدة لندن في مارس سنة 1700، التي اعطت الابن الثاني للإمبراطور، وهو الارشيدوق شارل ميراث اسبانيا، فيما عدا مملكة نابولي، وصقلية، ميلانو، وهي الاقاليم التي احتفظ بها لويس الرابع عشر، لكي يبادلها بسافـوا واللورين. وكان ذلك نفس المشروع الذي كان لوي الرابع عشر قد تقدم به في اول حكمه فلا يخرج من الوراثة الاسبانية الا بإكمال انشاء فرنسا.
ولكن الامبراطور رفض الموافقة على هذه التسوية، رغم انها كانت في صالحه، وكان شارل الثاني قد تزوج ماري، اميرة نيوبورج وأصبح ليوبولد يعتقد في انها ستنجح في توجيه زوجها، شارل الثاني، الى وضع وصية في صالحه هو الامبراطور. ولكن اماله خابت ورفض شارل الثاني ان تقسم إمبراطورتيه بعد موته، وكان يعرف مشروعات التقسيم، وراى انه ليس في وسع اي امير سوى امير فرنسي، تسانده كل قوات لويس الرابع عشر، ان يحافظ على سلامة الامبراطورية الاسبانية. مهما كان رد شارل الثاني مع ليوبولد ومرارة ذكرياته مع لويس الرابع عشر، فانه وضع وصيته في صالح فيليب، دوق انجو الحفيد الثاني لملك فرنسا، وتوفي شارل الثاني بعد ذلك بشهر، في اول نوفمبر سنة 1700.
وأصبح لويس الرابع عشر موزعا بين تطبيق معاهدة لندن، التي تكمل انشاء فرنسا وهي مصلحة وطنية، وبين قبول وصية شارل الثاني، وهي مصلحة أسروية، واستقر رأيه في نهاية الامر على قبول الوصية، أملا في المعيشة في سلام مع الجميع. وكان في هذا احتفاظ بالإمبراطورية الاسبانية في رونقها، والتغاضي عن المصالح الوطنية لفرنسا. وبعد بضعة أشهر، أصبح فيليب ملكا على اسبانيا، واعترفت به الدول الاوربية، فيما عدا الامبراطور.
ولكن الموقف تغير بعد بضعة أشهر، وخشي وليام الثالث ملك انجلترا من وجود مؤامرة فرنسية المساعدة جيمس الثاني، فادعى ان لويس الرابع عشر لم ينفذ معاهدة لندن، واخذ في اقامة تحالف كبير ضد فيليب الخامس، وفي اعداد الجيوش لمواجهة الموقف وكان لويس الرابع عشر قد اعطي تصريحا في شهر يناير سنة 1701 بان من حق فيليب الخامس ان يحتفظ بحقوقه في تاج فرنسا نفسها، الامر الذي كان يهدد بإمكانية اتحاد الدولتين وتغير التوازن الدولي في اوربا، وأدى ذلك الي قلق ملوك اوربا. كما قام لويس الرابع عشر في الشهر التالي، وتنفيذا لطلب حفيده فيليب الخامس، باحتلال بعض الموقع في الاراضي المنخفضة، وبإخراج القوات الهولندية منها. هذا علاوة على ان لويس الرابع شعر عامل ابن جيمس الثاني، ملك انجلترا السابق، رسميا، على انه الثالث، رغم وجود وليام الثالث على العرش، واعترافه به ملكا على انجلترا في معاهدة ريزويك. وتمكن وليام الثالث من ان يظهر لويس الرابع عشر على انه هو البادئ بالعدوان، وحصل، قبل وفاته، في سنة 1702، على الاعتمادات اللازمة من البرلمان.
ورغم ان الحرب لم تكن قد اعلنت بعد فأن قوات الامبراطور دخلت الى ايطاليا وكانت حرب الوراثة الاسبانية اطول وأفظع الحروب التي نشبت في عهد لويس الرابع عشر. فلقد ظلت مشتعلة لمدة ثلاثة عشر سنة، ولم تنته الا في 6 مارس سنة 1714. وكانت أصعب هذه الحروب، اذ انه كان على فرنسا ان تدافع فيها على حدودها، وكذلك على الامبراطورية الاسبانية الواسعة. وعلى العكس من ذلك كانت النمسا غير مهددة في ذلك الوقت بقوات العثمانيين ولقد دارت الحرب في اسبانيا وايطاليا والمانيا والاراضي المنخفضة، وفي شرق فرنسا وشمالها في نفس الوقت.
وفي بداية الحرب كان للويس الرابع عشر، وفيليب الخامس ثلاث ملك البرتغال، ودوق سافوا، ومنتخب بافاريا، الامر الذي سمح للـويس الرابع عشر بشن هجوم في ايطاليا وفي المانيا، واجتمع جيشان: الاول من ايطاليا والثاني من فرنسا، في بافاريا وبدءا في الزحف على فينا، لأملاء شروطهما على الامبراطور. ولكن مجيء الشتاء، وانسلاخ دوق سافوا وانضماهه الى الامبراطور، غير شكل المعركة، ولم تتمكن القوات، الموجودة في بافاريا من العمل.
وشهد العام التالي (1704) قيام الدول المتكتلة بتجميع قواتها في وادي الدانوب: فكان هناك الجيش النمسوي، الذي اتى من ايطاليا، مع جيش انجليزي هولندي جاء من الاراضي المنخفضة فاضطر الفرنسيون الى التراجع الي الراين من ناحية المانيا، والى الالب من ناحية ايطاليا، وانتهت مرحلة الهجوم الفرنسي بعد ان دامت بالكاد مدة سنتين.
وبدأت مرحلة اخرى دفاعية، امتدت لفترة احدى عشر عاما، ودارت معاركها في اسبانيا، وفي الاراضي المنخفضة الاسبانية، وفي الفلاندر الفرنسية.
اما في اسبانيا، فان ملك البرتغال كان قد ترك التحالف مع فرنسا، وتحول الى التحالف مع انجلترا، سنة 1703، الامر الذي سمح لإنجلترا بأنزال قواتها هناك، والزحف مع قوات نمسويه، صوب مدريد. واضطر فيليب الخامس الى ان يترك مدريد مرتين، خلال الفترة الممتدة من سنة 1706 الي سنة 1710. ولكن القوات الفرنسية الاسبانية تمكنت في نهاية 1710 من هزيمة القوات الانجليزية النمسوية في موقعة فيللا فيكيورا ونام فيليب الخامس هذه المرة على مرتبة من اعلام فرق الاعداء، وأصبح منذ هذا التاريخ هو سيد اسبانيا.
واما في الشمال، فان القوات الفرنسية حاولت اولا ان تدافع عن الاراضي المنخفضة الاسبانية، ثم اضطرت الي التقهقر عنها بعد سنة 1706 وقامت بمحاولات لاستعادتها، ولكنها فشلت في سنة 1708. وجاء شتاء سنة 1709 القاسي، مع المجاعة في فرنسا، فطلب لويس الرابع عشر، في مفاوضات لاهاي، عقد الصلح، ولكن المتكتلين طلبوا منه التنازل عن حقوق الوراثة في العرش الاسباني، وعن الالزاس، وعن كل مواقع الشمال. وكانت شروطا ظالمة. وزاد تماسك الفرنسيين حول ملكهم، ونشطت حركة التطوع وصمموا على ضرورة مواصلة الحرب.
وزحف الفرنسيون الجياع ودخلت قواتهم معركة البلاكية، دون تناول الرجال لطعام منذ يومين، وذلك في 11سبتمبر سنة 1709، وانتصرت على القوات الانجليزية النمسوية. وانتهز لويس الرابع عشر هذه الفرصة، واعاد عـرض الصلح، ولكن المتكتلين اهانوا مندوبيه، وفرضوا عليه التنازل عن الالزاس والفلاندر ووافق عليها، ثم فرضوا عليه ان يقوم هو بعزل حفيده عن عرش اسبانيا، وعندئذ رفض لويس الرابع عشر، ومادام مجبرا على الحرب، فليحارب الاعداء بدلا من ان يحارب حفيده.
وأصبح على القوات الفرنسية ان توقف عملية الغزو، وان تحارب من اجل الوطن، في الدفاع عن الفلاندر. وتمكنت قوات الامبراطور، النمسوية، من اختراق خطوط التحصينات التي كان الفرنسيون قد اقاموها في الشمال، وبشكل جعل الطريق امامهم مفتوحا صوب باريس. ولكن المارشال فيلار قام بزحف سريع صوب الشمال و24 يوليو سنة 1712 وتمكن من فصل جيش الاعداء عن قواعد تموينه، ثم هزمه في معركة دينان وكانت معركة صغير، ولكنها ادت الي عقد الصلح.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|