المناخ الجاف البارد ( الصحاري الباردة ) يوجد في العروض الوسطى بين دائرتي عرض 35 -50 شمالاً، وبين 30-48 جنوباً. أن السبب الأساسي لتكون هذه الصحاري هو البعد عن المسطحات المائية، كما أن مناطقها عبارة عن أحواض محاطة بالسلاسل الجبلية تقريباً من كل الجهات. وتوجد حصراً في أسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية. فالبعد عن المسطحات المائية يجعل المنطقة تخضع للكتل القطبية القارية .CP . ففي الشتاء تخضع المنطقة لضغط عالي، بينما في الصيف لا تصل إليها الكتل الهوائية البحرية يستثنى من ذلك صحراء بتكونيا في الأرجنتين التي تكونت بسبب ضيق اليابس ووقوعها في ظل مطر جبال الأنديز الشديدة الارتفاع.

درجة الحرارة في الصيف في بعض أجزائها مشابهة لدرجة حرارة الصحاري الحارة، والفرق بينها والصحاري الحارة هو في عدد الأيام التي ترتفع فيها الحرارة إلى أكثر من 40 م . ففي الصحاري الباردة لا تتجاوز 30 يوماً، بينما تتعدى 60 يوماً في الصحاري الحارة. معدل درجة حرارة الصيف معتدل إلى حار، فقد أرتفع المعدل في كوجي سن كيانك إلى 24م، وفي فالون إلى م، وفي طشقند إلى 33م الفرق بين هذه الصحاري والصحاري الحارة هو في درجة حرارة الشتاء، حيث تنخفض في هذا الإقليم درجة الحرارة إلى دون الصفر المئوي ولفترة تعتمد على موقعها. فالمناطق الجنوبية قد تنخفض الحرارة فيها إلى الصفر المئوي أو دونه بقليل كما في فالون حيث تنخفض الحرارة إلى - ...م، وفي طشقند إلى - 2 م. أما المناطق الشمالية فتنخفض الحرارة كثيراً في الشتاء حيث وصلت في أولان باتور إلى - 25م، وفي كوجي سن كيانك إلى -12 م. نفس هذا الفرق يمكن أن يوجد في الصيف حيث المناطق الجنوبية أكثر حرارة من المناطق الشمالية التي ينتج عن هذا مدى حراري سنوي كبير . فقد سجلت فالون مدى حراري سنوي وصل إلى 24 م ، وكوجي سن كيانك 26 م. أما المدى الحراري اليومي فما زال مرتفعا ولكنة أقل من المدى الحراري السنوي. وهذه الصفة تختلف فيها عن الصحاري الحارة حيث المدى الحراري اليومي أكبر من المدى الحراري السنوي أن السبب في كبر المدى الحراري السنوي في هذه الصحاري يعود إلى أن الصيف معتدل إلى حار بينما الشتاء ولتأثره بالكتل القطبية والمتجمدة يكون بارد إلى شديد البرودة مما يؤدي إلى كبر الفارق الحراري بين الصيف والشتاء. أما بالنسبة لتعاقب الفصول، فان الربيع هنا يكون قصيراً وسرعان ما ترتفع درجة الحرارة فيه، حيث تستغل الحرارة في بداياته لإذابة الثلوج. كما قلنا تشذ عن هذه القاعدة صحراء بتكونيا فهي ذات مناخ بحري فلا تنخفض الحرارة عن 2م ولا تزيد عن 15 م، لذلك مداها الحراري 13 م . وبذلك فهي بحرية المناخ بسبب موقعها على سواحل المحيط الأطلسي وضيق اليابس الأمريكي.

أما نظام الضغط والرياح في هذا الإقليم فأنه يتميز بارتفاع الضغط في فصل الشتاء نتيجة الانخفاض الشديد في درجة الحرارة بالإضافة إلى تأثره بالضغط العالي الطبي Polar higher . ينتج عن ارتفاع الضغط سماء صافية مع رياح خفيفة، وفي الأيام التى تتعرض المنطقة إلى غزوة من الاضطرابات الجوية من المناطق المجاورة، فإنها تؤدي الى تحريك الهواء فتهب رياح قاسية البرودة وتساعد على تساقط بعض الثلوج. أما في الصيف، فان الضغط الواطئ هو المسيطر مما يؤدي إلى رياح شديدة السرعة، وغالباً ما تكون وقت الظهيرة حيث التسخين على أشده، وقد تساعد هذه الرياح على تساقط أمطار تصاعدية.

الأمطار في الإقليم قليلة نتيجة جفاف الهواء، أما بسبب بعده عن المسطحات المائية، أو لأنه هواء هابط بسبب السلاسل الجبلية المحيطة بالصحاري. والأمطار هنا رغم قلتها ، ولكنها لا تصل إلى التدني الكبير في أمطار الصحاري الحارة. فأمطار كوجي سن كيانك تصل إلى 86ملم سنويا، وفي فالون إلى 120 ملم سنوياً . ولما كان الشتاء بارداً والتبخر معدوم فأن الأمطار هنا تكون أكثر كفاءة من أمطار الصحاري الحارة. أما فصل سقوط الأمطار فأنه يختلف حسب اختلاف موقع الصحراء. فالحافات الجنوبية من الصحراء والتي تكون محاذية لإقليم مناخ البحر المتوسط تكون أمطارها شتوية، حيث تتبع نفس نظام البحر المتوسط وذلك لوصول بعض الاضطرابات الجوية إليها شتاءاً. أما الحافات الشمالية لهذه الصحاري فان أمطارها غالباً ما تكون في فصل الصيف حيث التسخين وارتفاع التبخر ورفع الهواء إلى الأعلى يساعدان على سقوط كميات من الأمطار. وكما في الصحاري الحارة فان الأمطار في الصحاري الباردة شديدة التذبذب والفرق أن بعض التساقط هنا يكون على شكل ثلوج خاصة في فصل الشتاء.

أما صحراء بتكونيا فإنها تختلف عن بقية الصحاري الباردة. فهي ذات أمطار أغزر نسبياً من صحاري أسيا، فقد سجلت 155 ملم سنوياً، بالرغم من أن هذه الكمية شديدة التذبذب وليس هناك فصل واضح لسقوط أمطارها.